هجوم إرهابي غاشم في شمال سيناء يوم السبت 16 فبراير، استشهد فيه ضابط و14 مجندًا، سبقه تفجير قنبلة وتفكيك أخرى في ميدان الجيزة، أثار استنكار وإدانة الجميع. لكن البعض أصرّ على ربط هذا الحادث الإرهابي بما يجري على الساحة السياسية في الوقت الراهن من جدال حول مقترحات تعديل الدستور التي يناقشها مجلس النواب حاليًا بناء على ما قدمه خمس أعضاء المجلس.
في هذا السياق، وصف إعلام الإخوان استشهاد الجنود بـ”التصفية”، وأكد أن “استمرار الهجمات على قوات الجيش في سيناء يمثل فشلًا ذريعًا في محاربة السيسي للإرهاب أمام الغرب”. وتعالت صيحات البعض على مواقع التواصل الاجتماعي بأن هذا الهجوم الإرهابي من صنيعة النظام للتغطية على تعديلات الدستور، وهو ما وصفه الإعلامي ورئيس تحرير صحيفة الدستور محمد الباز بأنه “تفكير سطحي وساذج”.
تفكير سطحي قابله بيان من صفحة “لا لتعديل دستور 2014-عاوزين رئيس جديد لمصر” على موقع فيس بوك التي أنشئت على خلفية تقديم مقترحات التعديل إلى البرلمان، والتي تحظى بإعجاب أكثر من 30 ألف شخص. أكدت الصفحة خلال البيان أن القول بأن هذه الهجمات الإرهابية من صنيعة النظام قد يكون نابع عن جهل بالحقائق، أو يتم استخدامه لأغراض سياسية، معلنة رفضها لهذه الأقوال، وتأييدها التام لجهود الدولة لمواجهة خطر الإرهاب، رغم الخلاف الشديد مع النظام، كما أعلنت رفضها الشديد لاستغلال الإعلام والنظام لهذه الحوادث لتبرير وتمرير التعديلات الدستورية.
في حين رأى الإعلامي أحمد موسى أن التفجيرات الإرهابية جاءت بسبب قرار الشعب تعديل الدستور وقرار اللاعودة للوضع القديم ومواجهة جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدًا أن تلك الحوادث وراءها جماعة الإخوان، مدعومة بقوى خارجية وأجهزة استخبارات أجنبية، وهو ما أكد عليه أيضا الإعلامي عمرو أديب، قائلًا إن قنبلتي الجيزة والعملية الإرهابية قد تنذر مستقبلًا بـ3 أشهر من الإرهاب تشهد هجمات على الكمائن وانفجار عبوات بدائية الصنع، حتى آخر يوم من الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وذلك بهدف توجيه رسائل بغياب الأمن والاستقرار، لكن هذا لا يجدي مع الشعب المصري.وتوقع المصريون ذلك على خلفية التعديلات الدستورية، حسبما رأى الكاتب محمد صلاح، في مقاله بصحيفة الحياة اللندنية يوم 17 فبراير، تحت عنوان: “الجيزة والعريش”، مبينًا أن المصريين تنبهوا لتزامن الحملة التي تشنها المنصات الإعلامية القطرية واللجان الإلكترونية الإخوانية، والقنوات التركية ضد تلك التعديلات، مع موجة جديدة من العمليات الإرهابية، وجهزّوا أنفسهم (المصريون) وتحملوا تداعيات عمليتي الجيزة والعريش، واستعدوا لإفشال أي عمليات إرهابية أخرى.