مع الإعلان عن مقترحات التعديلات الدستورية داخل مجلس النواب، ثار جدل حاد داخل تيارات مختلفة، حيث أيد البعض بشدة هذه المقترحات، بينما عارض البعض الآخر فكرة المساس بالدستور. وفي نفس الوقت انقسم المعارضون فيما بينهم حول آلية التعامل مع هذه التعديلات، بدءًا من مناقشتها داخل مجلس النواب، ووصولًا إلى طرحها للاستفتاء أمام الشعب.
في هذا السياق، ناقش الكاتب د. عماد جاد هذه القضية في مقاله بتاريخ 24 فبراير 2019 بصحيفة المصري اليوم تحت عنوان: “الاشتباك الإيجابي”، موضحًا أن الأفضل للقوى المدنية والأحزاب والتيارات السياسية التي تعمل على أرضية مدنية، وتريد تعزيز دولة القانون والمواطنة والتصدي لتغلغل التيارات الدينية، هو “الاشتباك الإيجابي” مع التعديلات، وذلك لكي تكون رقمًا فاعلًا في السجال السياسي الدائر حول دستور البلاد، ومنها أيضا أن تطرح رؤاها وأفكارها بكل قوة.
وأكد جاد ضرورة الاشتباك الإيجابي مع الأفكار المطروحة، فالتحول الديمقراطي سيتحقق في مصر بالتدريج وعلى فترة زمنية طويلة، فمصر لن تصبح ديمقراطية في ليلة وضحاها، فلابد من نشر قيم المواطنة والمساواة وحكم القانون ومدنية الدولة أولًا، ثم تحقيق معدلات تنموية مرتفعة، وحينها ستأتي الديمقراطية ولن يوقفها أحد.
وعلى جانب آخر من المعارضة، توجد معارضة مواقع التواصل الاجتماعي، التي كان شعارها في الانتخابات الرئاسية الماضية هو المقاطعة، وهي الآن أمام معضلة كبيرة. ولذلك قامت صفحة “لا لتعديل دستور ٢٠١٤ – عاوزين رئيس جديد لمصر” أكبر الصفحات التي أنشئت على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بهدف معارضة التعديلات الدستورية، بعمل استبيان أمام متابعيها لتحديد طريقة التعامل مع هذه التعديلات إما (المشاركة في الاستفتاء والتصويت بلا) أو (مقاطعة الاستفتاء).
وجاءت النتيجة التصويت بواقع 67% من متابعي الصفحة لصالح بديل (المشاركة في الاستفتاء والتصويت بلا)، مقابل 33% لصالح (مقاطعة الاستفتاء). ورغم قلة عدد المشاركين في الاستبيان (2300 شخص فقط) من إجمالي (34.069) متابع على الصفحة، أصدرت الصفحة بيانًا تؤكد فيه دعوتها للمشاركة في الاستفتاء والتصويت بلا، بناء على عدد من المعطيات، ومن أهمها:
1- عدم وجود أي شبهة فساد أو تزوير في الانتخابات والاستفتاءات التي جرت تحت سلطة النظام الحالي، وبالتالي فإن المشاركة في الاستفتاء بالرفض ستظهر نتائجها حقًا.
2– ثبوت فشل الإدعاء بأن المقاطعة ستنتقص من شرعية النظام.
3- أن أكبر عائق أمام المعارضين ليس التزوير، وإنما حالة اليأس الشديدة المنتشرة وسط الناس.
4– نسبة المشاركة في انتخابات الرئاسة عام 2018 كانت 40%، ونسبة ال 60% من المقاطعين يمكن أن تحدث الفارق في الاستفتاء.
ثم أصدرت الصفحة بيانا آخر أكدت فيه أن أغلب الداعين إلى مقاطعة الاستفتاء هم من الإخوان، مشيرة إلى أن المقاطعة تصب في صالح الإخوان تمامًا؛ لأنهم يدفعون إلى تفجر الموقف داخل مصر وعدم حدوث أي عملية إصلاحية، ولرغبتهم في عدم قيادة المعارضة من قبل أي جانب آخر غيرهم.