شن الجيشان الأمريكي والبريطاني، فجر الثاني عشر من يناير 2024، ضربات صاروخية وجوية ضد أهداف متعددة للحوثيين، ردًا على الاستهداف المتكرر للملاحة البحرية في البحر الأحمر. وقد أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة نفذت هذه الضربات، بدعم من أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية. تعتبر هذه الضربات أول ضربات عسكرية أمريكية معروفة في اليمن، منذ مقتل قاسم الريمي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في يناير 2020، كما تعتبر أول ضربات عسكرية أمريكية مباشرة ضد الحوثيين، منذ الهجوم بالصواريخ الجوالة على ثلاثة مواقع رادار يمنية، في الثالث عشر من أكتوبر 2016.
الموقف البحري والميداني قبيل الضربة:
- نفذت جماعة أنصار الله “الحوثيون” خلال الأسابيع الماضية، ما مجموعه 23 هجومًا بحريًا على القطع البحرية المدنية والعسكرية العاملة في نطاق مضيق باب المندب والبحر الأحمر، تم إحباط معظمها، حيث تمكنت القطع البحرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية، بما في ذلك حاملة الطائرات الأمريكية “إيزنهاور”، والفرقاطة البريطانية “دياموند”، والفرقاطة الفرنسية “LANGUEDOC”، من اعتراض 79 مسيرة، و15 صاروخًا باليستيًا وبحريًا وجوالًا، بجانب تدمير ثلاثة زوارق سريعة.
- ونتيجة لاستمرار العمليات البحرية للحوثيين، باتت تتمركز بشكل دائم في محيط مضيق باب المندب والبحر الأحمر، مجموعة من القطع البحرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية، بجانب وجود بحري للصين وإيران. عشية بدء العمليات الصاروخية والجوية ضد اليمن، كانت تتمركز في المنطقة حاملة الطائرات “إيزنهاور”، ومجموعة العمليات البحرية التابعة لها، والتي تتكون من أربع مدمرات صاروخية، والغواصة “اوهايو”، وهي القوة التي تمثل جوهر قوة عملية “حارس الازدهار” الأمريكية، والتي تضم أيضًا مدمرة وفرقاطتين تابعتين للبحرية الإنجليزية، وفرقاطة تابعة للبحرية الهولندية.
- فيما يتعلق بالوجود الإيراني البحري في هذا النطاق، كانت طهران قد أرسلت في وقت سابق، الفرقاطة “ألبورز” إلى منطقة باب المندب، لتنضم إلى سفينة الدعم “بوشهر”، وسفينة القيادة والاستخبارات “بيهشاد”. في العاشر من يناير 2024، بدأت السفن الثلاث في التراجع جنوبًا نحو جنوب مضيق باب المندب، ويتوقع أن تعود إلى الموانئ الإيرانية خلال الأيام المقبلة، استعدادًا لإرسال سفن أخرى للتمركز في منطقة باب المندب، حيث يتم نشر السفن الإيرانية في هذه المنطقة لمدة ثلاثة أشهر، عدا سفينة القيادة والاستخبارات، التي تتمركز لمدد أطول في هذا النطاق البحري.
بدأت مؤشرات تنفيذ الولايات المتحدة لضربة جوية ضد اليمن في التصاعد بشكل مطرد خلال الأسبوعين الماضيين، اللذين شهدا ارتفاعًا كبيرًا في التحركات الجوية لطائرات النقل الأمريكية نحو جيبوتي، انطلاقًا من القواعد الأمريكية في الأردن وقطر والكويت. لكن على المستوى العملي، بدأت عمليات التجهيز للضربات الصاروخية والجوية للأهداف الحوثية في اليمن، من السادس من يناير- 2024 بواسطة طائرات الاستطلاع بدون طيار “RQ-4” من قاعدة “سيجونيلا” الإيطالية، ومن ثم تم قبيل تنفيذ الضربات الصاروخية والجوية، بساعات قليلة الدفع بطائرة الاستطلاع الإلكتروني “RC-135″، التابعة لسلاح الجو الأمريكي، انطلاقًا من قاعدة العيديد في قطر، لقيادة أعمال القتال والضربات الجوية وتوفير الدعم الاستخباري. هنا لا بد من الإشارة إلى أن مسار تحليق هذه الطائرة، كان مؤشرًا واضحًا على قرب تنفيذ ضربات جوية ضد اليمن، ويعتبر في حد ذاته “إنذارًا مبكرًا” للحوثيين.
فاعليات الضربة الصاروخية والجوية:
- وقد استهدفت الغارات الجوية والصاروخية، كلًا من العاصمة صنعاء ومدن الحديدة وصعدة وحجة وذمار وتعز، بواقع 60 هدفًا في 16 موقعًا مختلفًا، وقد شملت الغارات الأهداف التالية:
- محافظة تعز: المعسكرات الموجودة في محيط مطار تعز، خاصة معسكر “الجند” ومعسكر لواء المشاة الثاني والعشرين.
- العاصمة صنعاء: قاعدة الدليمي الجوية قرب مطار صنعاء، بجانب منطقة فج عطان ومعسكر اللواء الثامن.
- محافظة حجة: محيط مطار عبس، بجانب مواقع أخرى.
- محافظة الحديدة: معسكر القوات البحرية بمنطقة الكثيب، ومحيط مطار الحديدة ومواقع في ضواحي منطقتي زبيد والزيدية.
- محافظة صعدة: معسكر “كهلان” العسكري شرق المحافظة.
- مواقع مختلفة في محافظة ذمار.
- على المستوى اللوجستي، تم تنفيذ هذه الهجمات بتشكيلة من القوات البحرية والجوية، فعلى المستوى الجوي، شاركت القوات الجوية البريطانية بأربع مقاتلات من نوع “تايفون”، نفذت عملياتها انطلاقًا من قاعدة “أكروتيري” الجوية البريطانية في قبرص، واستهدفت مواقع في محافظتي صعدة وحجة، خاصة مطار عبس، الذي قالت لندن إنه موقع لإطلاق المسيرات والصواريخ نحو البحر الأحمر، وقد دعمت هذه المقاتلات طائرات تزويد بالوقود من نوع “فوياجر”، واستخدمت في هذه الضربات قنابل موجهة من نوع “Paveway IV”، علمًا أن البحرية البريطانية توجد في نطاق مضيق باب المندب عبر المدمرة “دياموند”.
- الثقل الأساسي لهذه الضربة الجوية تتمثل فيما مجموعه 22 مقاتلة أمريكية من نوع “أف-18″، بنسختيها المخصصة للقصف الجوي وعمليات الحرب الإلكترونية، حيث أقلعت هذه الطائرات من حاملة الطائرات الأمريكية “إيزنهاور”، مدعومة بطائرات الإنذار المبكر “E2C”، نحو أهدافها في الحديدة وصنعاء وتعز وذمار. أما على الجانب البحري، فقد نفذت كل من الغواصة “فلوريدا” والمدمرات “ماسون” – “لابون” – “جرافلي” – “فيلبين سي”، ضربات صاروخية بصواريخ “توماهوك” الجوالة على الأهداف اليمنية.
- يضاف إلى ذلك، بعض الجهود الجوية المساعدة، وتتألف من مشاركة طائرات التزويد بالوقود “KC-135″، وطائرات الدورية البحرية “PA-8A” وطائرات الاستخبارات الإلكترونية “RC-135″، والتي انطلقت جميعها، من قاعدتي الشيخ عيسى “البحرين” وقاعدة العديد “قطر.
- وعلى الرغم من صدور بيان مشترك من حكومات أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وبريطانيا والولايات المتحدة بشأن هذه الضربات الصاروخية والجوية، وحديث القيادة المركزية الأمريكية عن تقديم كل من أستراليا وكندا وهولندا والبحرين، دعمًا مباشرًا لهذه الضربات، إلا أن الثقل الكلي للعمليات العسكرية كان منصبًا على بريطانيا والولايات المتحدة، مع وجود لضباط من هولندا وكندا وأستراليا والبحرين، في القاعدة الأساسية لعملية “حارس الازدهار”، التي حرصت الولايات المتحدة على وضع هذه الضربات، في إطار أنشطتها.
- جدير بالذكر هنا، أن الطائرات المشاركة في هذه الضربات، قد استخدمت بعضها أجواء دول عربية، في تحركها نحو اليمن، حيث استخدمت مقاتلات “تايفون” البريطانية، الأجواء المصرية –على الأرجح– خلال انتقالها من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر، في حين استخدمت طائرات التزويد بالوقود “KC-135″، وطائرات الدورية البحرية “PA-8A” وطائرات الاستخبارات الإلكترونية “RC-135″، والتي انطلقت جميعها، من قاعدتي الشيخ عيسى “البحرين” وقاعدة العديد “قطر”، المجال الجوي الإماراتي والسعودي نحو البحر الأحمر، في حين لم تسمح سلطنة عمان لأي طائرة مشاركة في هذه الضربة بدخول أجوائها.
- حتى الآن، لم يصدر رد فعل ميداني رسمي واضح من جانب الحوثيين أو محور إيران على هذا الهجوم، سوى إعلان “المقاومة الإسلامية في العراق”، عن تنفيذ هجومين صاروخيين؛ استهدف الأول: موقعًا قرب حديقة نهر الأردن في فلسطين، والثاني: استهدف مدينة إيلات فجر اليوم، علمًا أن مساء اليوم تحدثت هيئة العمليات البحرية التجارية البريطانية، عن وجود تقارير بشأن انفجار صاروخ بالقرب من سفينة مدنية على بعد 90 ميل بحري شرق ميناء عدن اليمني.
- ركزت الضربات على هدفين:
- الأول: وهو إفقاد الحوثيين من وسائل الإنذار المبكر والاستطلاع المتمثلة في الرادارات ومنظومات الرصد. والهدف هو عرقلة قدرة الاستهداف الحوثية وتخفيضها قدر المستطاع.
- الثاني: الترسانة التسليحية للجانب الحوثي المتمثل في وسائل الرد بالصواريخ والطائرات دون طيار ومواقع الإطلاق لتقليل فرص الرد قدر الإمكان.
- على المستوى العام، يمكن القول إن هذا التحرك الغربي ضد الحوثيين يحمل تحولًا لافتًا على مستوى التعامل مع تهديداتهم المتنامية بالتزامن مع استمرار تداعيات الحرب على قطاع غزة، بما ينذر بتحول الولايات المتحدة وحلفائها من مستوى “الردع” إلى مستوى “الحرب” فيما يتعلق بالتعامل مع الحوثيين، وهو ما يمكن تناوله على النحو التالي:
- بالنسبة لردود الأفعال الدولية والفاعلين في المشهد الإقليمي على هذه التطورات، سوف نجد أن ردود الأفعال تراوحت بين دعم هذه الهجمات وبين رفضها، فضلًا عن تحفظ دول كالصين والسعودية والأردن على حالة التوتر بشكل عام، فعلى مستوى الدعم أعلنت اليابان وأستراليا وفرنسا والدنمارك وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة عن دعمها لهذه الهجمات، محمّلين الحوثيين مسئولية هذا التصعيد، فيما أعربت روسيا (التي دعت لجلسة لمجلس الأمن بهذا الخصوص) وإيران والعراق عن إدانتهم لهذه الهجمات، كذلك أعلن حزب الله اللبناني وحركتا حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله العراقي وحركة النجباء العراقية، عن رفضهم لهذه الهجمات، معتبرين أنها “عدوان على السيادة اليمنية”.
- كذلك وفي إطار ردود الفعل الرافضة لهذه الهجمات أفادت وكالة “بلومبرج” للأنباء في تقرير لها يوم الجمعة بأن بعض الدوائر داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي بدأت في انتقاد هذه الهجمات والتعبير عن رفضها لها، واستشهدت الوكالة بما أعربت عنه النائبة الديمقراطية رشيدة طليب من “كون هذه الهجمات تشكل انتهاكًا للمادة الأولى من الدستور الأمريكي حيث شن بايدن هذه الهجمات دون موافقة الكونجرس”، وبدوره رأى النائب مارك بوكان، وهو من الحزب الديمقراطي أيضًا، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية “لا يمكن أن تخاطر بالتورط في صراع آخر يستمر لعقود من الزمن، من دون إذن الكونجرس”، وعلى المنوال نفسه انتقد النواب عن الحزب الديمقراطي براميلا جايبال وسمر لي وكوري بوش ورو خانا وفاليري هويل هذه الهجمات.
- باستقراء هذا التحرك من “حارس الازدهار” ضد الحوثيين، نجد أن الدول الغربية وخصوصًا الولايات المتحدة وبريطانيا والدول المتحالفة معها في إطار هذا الهيكل الأمني الذي تشكل في 19 ديسمبر 2023 قد بدأت في الانتقال من مربع “الردع” للحوثيين إلى مرحلة “المواجهة والحرب”، بمعنى أن الولايات المتحدة وحلفاءها انتقلوا من مرحلة صد هجمات الحوثيين سواء بواسطة الطائرات من دون طيار أو بواسطة الصواريخ الباليستية إلى مرحلة توجيه ضربات استباقية تجاه البنية التحتية القتالية للحوثيين، في مسعى لتحقيق هدفين رئيسيين؛ الأول: هو ردع الحوثيين عن استهداف الملاحة في البحر الأحمر بإظهار التكلفة الكبيرة التي سيتحملها التنظيم نتيجة هذه الهجمات. والثاني: يتمثل في تدمير البنى التحتية للمليشيا الحوثية بما يحول دون قدرتها على تنفيذ هذه الهجمات في البحر الأحمر، لكن الاعتبار الأهم في هذا الصدد تمثل في الرسالة التي تم إيصالها اليوم بأن الهدف الرئيسي لتحالف “حارس الازدهار” لن يقتصر على صد الهجمات التي تشنها المليشيا الحوثية، وإنما سيمتد ليشمل توجيه ضربات استباقية.
- يظل التساؤل الرئيسي حاليًا مرتبطًا بشكل رئيسي بحدود رد الفعل الحوثي ومن خلفه إيران على هذا التصعيد من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، ويبدو أن رد الفعل الحوثي والإيراني سوف يتخذ طابع “التصعيد التدريجي”، بمعنى إيعاز إيران لبعض المليشيات التي تدور في فلكها في المنطقة خصوصًا في العراق وسوريا ولبنان بتوجيه ضربات متنامية ضد الأهداف الأمريكية والإسرائيلية على هذه الأراضي، بما يساهم من جانب في زيادة تكلفة انخراط المحور الغربي في الحرب الجارية، ومن جانب آخر في تخفيف وطأة التصعيد عن الحوثيين، مع حفاظ الحوثيين على وتيرة التصعيد الجارية أو تصعيدها بشكل نسبي، في محاولة لممارسة أقصى الضغوط على “حارس الازدهار” والدول المنخرطة فيه.
السيناريوهات المتوقعة:
- بالنظر لما تقدم، ولحقيقة أن الاتحاد الأوروبي شرع رسميًا في بحث مهمة إرسال أسطول بحري إلى البحر الأحمر، لحماية السفن التجارية من هجمات الحوثيين، يمكن القول إن السيناريوهات المتوقعة لمستقبل الوضع في منطقة البحر الأحمر، يتراوح بين ثلاثة سيناريوهات:
1- توجيه ردود فعل محدودة نحو السفن العابرة لمضيق باب المندب:
- قد يلجأ الحوثيون إلى تكثيف عمليات استهداف السفن المدنية العابرة لمضيق باب المندب، من زاوية التأكيد على استمرار امتلاكهم القدرات الصاروخية واللوجستية اللازمة للقيام بذلك، وكدليل على عدم تأثير الضربات الأمريكية على هذه القدرات وعلى إمكانية تنفيذ هذه الهجمات، وفي هذه الحالة ربما يحاول الحوثيون تنفيذ هجوم على إحدى القطع البحرية التي شاركت في الضربات على اليمن، سواء عبر مسيرات بحرية أو صواريخ باليستية مضادة للسفن.
2- ضربات صاروخية محدودة على قواعد أو دول:
- من الجائز أن يلجأ الحوثيون إلى تنفيذ وتيرة أكبر من الضربات الصاروخية ضد إسرائيل، أو ضد بعض الدول التي يعتبر الحوثيون أنها شاركت في الضربات الأمريكية على اليمن، سواء عبر السماح بعبور الطائرات لأجوائها، أو عبر الوجود البحري ضمن عملية “حارس الازدهار”، وهو تصرف يحتاج إلى قرار إيراني بالتصعيد الميداني، لا يبدو أن الظروف الحالية تسمح به. قد تشمل هذه الضربات قواعد جوية شاركت في الضربات الأمريكية، وتحديدًا القواعد الجوية في قطر والأردن، وإن كان هذا الاحتمال أضعف نظرًا لبعد المسافة عن اليمن.
3- ضربات صاروخية متوسطة أو واسعة للقواعد الأمريكية في المنطقة:
- يتطلب هذا السيناريو توسيعًا أكبر لهامش المواجهة في المنطقة، ويتطلب بالطبع قرارًا إيرانيًا بالدخول في مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة الأمريكية، مع الانتباه إلى وجود بعض المحاذير المتعلقة بالعلاقات الإيرانية القطرية “فيما يتعلق بقاعدة العيديد”، وكذلك مسار التهدئة الحالي بين طهران والمملكة العربية السعودية “فيما يتعلق بالقواعد الأمريكية”. هنا لا بد من الإشارة إلى أن القواعد الجوية التي من الممكن استهدافها من جانب الحوثيين في المنطقة هي:
- قاعدة “عصب” الجوية في إريتريا، والتي تتمركز فيها 12 مقاتلة فرنسية من نوع “ميراج-2000”.
- قاعدة “عيسى” الجوية في البحرين، وتتمركز فيها طائرتا دوريتان بحريتان من نوع “P-8A”، تابعتان للبحرية الأمريكية.
- قاعدة “العيديد” في قطر، وتتمركز فيها طائرات الاستخبارات الإلكترونية “RC-135” وطائرات الاستطلاع بدون طيار “RQ-4B”.
- قاعدتا “شيبيلي” و”أمبولي” في جيبوتي، وتتمركز فيهما ما مجموعه ست عشرة مقاتلة فرنسية من نوع “ميراج-2000”.
- القواعد الجوية السعودية “الأمير سلطان – الملك عبد العزيز – أم الملح”، وتتمركز فيها 12 مقاتلة أمريكية من نوع “أف-16″، وطائرات بدون طيار من نوع “أم كيو-سي1”.
في الختام يمكن القول إن التصعيد الأمريكي البريطاني الأخير ضد الحوثيين، يُنذر بتداعيات سلبية في ضوء المؤشرات الراهنة عن سعي الحوثيين للرد على هذه الهجمات، وما سيتبع ذلك من توترات في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، الأمر الذي قد يحمل تداعيات سلبية على ملف التجارة في منطقة البحر الأحمر، ما سيكون له انعكاسات مباشرة على الدولة المصرية، خصوصًا وأن التقديرات المصرية الراهنة تذهب في هذا الاتجاه، وهو ما أكده رئيس هيئة قناة السويس الذي أشار إلى أن الفترة من 1 يناير إلى 11 يناير شهدت انخفاضًا لإيرادات القناة بنسبة 40%، ما يحتم على الدولة المصرية بناء مقاربة واضحة المعامل للتعامل مع هذا السيناريو، على المستوى السياسي والأمني، وعلى مستوى التعامل مع التداعيات السلبية لحالة التصعيد الراهنة على المستوى الاقتصادي.