أصدر معهد الاقتصاد والسلام الدولي النسخة الحادية عشرة من مُؤشر الإرهاب العالمي لعام 2024، وهو تقرير سنوي يُصدره المعهد باللغة الإنجليزية منذُ عام 2012، باستخدام قاعدة البيانات Dragonfly’s Terrorism Tracker، وبعض المصادر الأُخرى، ويُقدم من خلاله مُلخصًا شاملًا للاتجاهات والأنماط العالمية الرئيسة لظاهرة الإرهاب، ويحلل عددًا من الأبعاد المهمة المُرتبطة بها مثل الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تحدث فيها، وطبيعتها الديناميكية التي تتغير بمرور الوقت. وقد تناولنا خلال الجزء الأول من هذه السلسلة نظرة شاملة على حصيلة العمليات الإرهابية، والجماعات الإرهابية الأكثر فتكًا خلال 2023. فيما يناقش هذا الجزء قائمة الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب عالميًا وفقًا لما ورد بالمؤشر.
1. بوركينا فاسو:
احتلّت بوركينا فاسو المرتبة الأولى في قائمة الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب خلال 2023، ورغم انخفاض مُعدل الهجمات التي شهدتها العام الماضي بنسبة 16%، إلا أن أعداد الوفيات الناجمة عن تلك الهجمات وصل إلى 1907 ارتفاعًا من 1135 عام 2022، بزيادة قدرها 68%. وقد تركز ما يقرب من نصف الهجمات الإرهابية التي وقعت خلال 2023 في شمال غرب البلاد على طول الحدود مع النيجر ومالي، كان أبرزها الهجوم الأكثر دموية الذي نفذه تنظيم داعش في فبراير العام ذاته، مما أسفر عن مقتل 71 جنديًا.
وتزامنت الزيادة في تعداد الوفيات التي شهدتها بوركينا فاسو خلال 2023 مع زيادة مُماثلة في وتيرة استهداف المدنيين؛ حيثُ تسببت الهجمات الإرهابية في مقتل 1132 شخصًا بزيادة تتجاوز 56% عن العام السابق، الذي شهد مقتل 725 مدنيًا. فيما لا تزال جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) التابعة لتنظيم القاعدة هي الجماعة الإرهابية الأبرز في بوركينا فاسو، حيثُ تضاعف عدد الوفيات الناجمة عن مُمارساتها الإرهابية خمسة أضعاف تقريبًا ووصل إلى 616 عام 2023 ارتفاعًا من 134 عام 2022. كما زاد معدل فتك هجماتها بمتوسط يقرب من 20 حالة وفاة لكل هجوم، مُقارنةً بـ 3.9 خلال العام السابق. أما بالنسبة لنشاط تنظيم داعش، فقد زادت الهجمات التي تبناها التنظيم من هجمتين عام 2022 إلى 7 خلال 2023. ورغم أن العدد الإجمالي لهجمات داعش في البلاد لا يزال منخفضًا نسبيًا، إلا أن الوفيات زادت بشكل ملحوظ، حيث تجاوزت –لأول مرة- 100 وفاة مع 174 حالة وفاة منسوبة إلى التنظيم. ويُرجح المُؤشر احتمالية أن يكون عدد الوفيّات المنسوبة إلى جماعة نصرة الإسلام والمُسلمين وتنظيم داعش في بوركينا فاسو أعلى من الرقم المُعلن بكثير، ذلك لأن 85% من الهجمات و59% من الوفيات في البلاد نُسبت إلى جماعات جهادية مجهولة.
ووفقًا للمُؤشر، تعكس مستويات الإرهاب المُرتفعة في بوركينا فاسو، أداءها الضعيف في مؤشر السلام العالمي لعام 2023، حيثُ سجّلت البلاد أكبر تدهور في السلام في أفريقيا جنوب الصحراء الكُبرى، ومن المُرجح أن تشهد البلاد المزيد من الارتفاع في معدلات التهديد الإرهابي خلال الفترة المُقبلة في ضوء تصاعد أعمال العنف والوضع السياسي غير المُستقر. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدتها بوركينا فاسو خلال 2023:
2. إسرائيل:
يُصنف المُؤشر إسرائيل في المرتبة الثانية ضمن قائمة الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب خلال 2023، حيثُ ذكر أن مُعدلات الوفيات وصل إلى مستويات غير مسبوقة مع مقتل 1210 أشخاص وإصابة 4537 في 20 هجومًا وقعت جميعها تقريبًا يوم 7 أكتوبر عندما شنت حركة حماس سلسلة من الهجمات عُرفت باسم “طوفان الأقصى”. ووفقًا للمُؤشر ردّت إسرائيل بشن هجوم مضاد واسع النطاق على قطاع غزة، أدى إلى وفاة أكثر من 25 ألف فلسطيني (16 ألف منهم من النساء والأطفال)، مما أدى إلى تنامي الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار مع تزايد احتمالات خطر سوء التغذية والمجاعة.
وذكر المُؤشر أنه رغم أن هجمات 7 أكتوبر كانت غير مسبوقة، إلا أن الوضع الأمني في إسرائيل ظل يتدهور خلال السنوات الماضية، حيثُ كان هناك أكثر من 3000 حالة عنف مجتمعي في إسرائيل وفلسطين عام 2022، مقارنةً بأقل من 500 حالة عام 2016. كما شهد العام الماضي مقتل أكثر من 40 شخصًا في أعمال عنف مرتبطة بالمستوطنين، وكشفت مؤشرات عديدة عن أن التوترات بين إسرائيل وفلسطين وصلت إلى مستويات قياسية. فيما يُؤكد المُؤشر على أن مخاطر وقوع المزيد من الأحداث التي تُزعزع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط نتيجة لأحداث 7 أكتوبر لا تزال مُرتفعة، مع مخاوف من اتساع رقعة الصراع الدائر في غزة ليشمل بلدان أخرى في المنقطة. ويُوضح الشكل التالي الفئات المستهدفة من الهجمات التي شهدتها إسرائيل خلال 2023:
3. مالي:
انخفض عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب في مالي خلال 2023 بنسبة 20% -بعد سبع سنوات متتالية من الزيادات– إلى 753 حالة وفاة، مُقارنةً بعام 2022، وكذا انخفضت الهجمات بنسبة 7% لتصل إلى 253 هجومًا. وخلافًا لمعظم البلدان الأخرى في المنطقة، فقد وقعت وفيات في الهجمات التي استهدفت المدنيين أكثر من العسكريين، حيث شكل المدنيون 45% من إجمالي الوفيات التي شهدتها البلاد، مقارنةً بنسبة 35% في صفوف العسكريين. فيما لا تزال حدود مالي مع بوركينا فاسو والنيجر هي المنطقة الأكثر تأثرًا بالإرهاب، حيث وقع 60% من الهجمات في هذه المنطقة. ومع ذلك، يبدو أن النشاط الإرهابي بدأ يتجه نحو المقاطعات الغربية للبلاد، حيثُ زاد تعداد الوفيات في منطقتي كوليكورو وسيغو بشكل كبير عام 2023، وتشير التقارير إلى أن الجيش المالي وقوات مجموعة فاجنر الروسية تحافظ على وجودها في المناطق الغربية مثل كوليكورو، وسيجو، إلا أن العنف يتصاعد في هذه المناطق حيث يقاتل المسلحون قوات الأمن.
ولا تزال جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة هي الجماعة الأبرز في مالي، حيث تضاعف عدد الوفيات المنسوبة إليها عام 2023، ووصل إلى 263 حالة وفاة جراء 76 هجومًا نفذته الجماعة. وفي المُقابل، تراجعت هجمات تنظيم داعش في مالي إلى الثلث، وانخفضت الوفيات الناجمة عنها بنسبة 42%. بينما نُسبت 47% من إجمالي الوفيات التي شهدتها مالي خلال العام الماضي إلى جماعات جهادية مجهولة. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدتها مالي خلال 2023:
4. باكستان:
تزايدت التأثيرات المُرتبطة بالإرهاب بشكل ملحوظ في باكستان، إذ ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن الهجمات الإرهابية بنسبة 35% خلال العام الماضي ليصل إلى 689 حالة وفاة. وكذا اتخذت الهجمات الإرهابية منحىً تصاعديًا لتصل إلى 490 هجومًا بزيادة قدرها 34% عن عام 2022. وقد شهدت الأراضي الباكستانية ارتفاعًا كبيرًا في النشاط الإرهابي منذ صعود حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، حيثُ كثفت الجماعات المسلحة التي تنشط انطلاقًا من الأراضي الأفغانية هجماتها، خاصة على طول الحدود الباكستانية الأفغانية. وقد تأثرت مقاطعتا بلوشستان وخيبر بختونخوا بشدة، حيث شهدا 93% من الهجمات الإرهابية و96% من الوفيات المرتبطة بالإرهاب في باكستان خلال 2023.
وكانت حركة طالبان باكستان (TTP) الجماعة الإرهابية الأكثر دموية في باكستان خلال 2023، حيثُ كانت مسئولة عن 42% من الوفيات المرتبطة بالإرهاب في البلاد من خلال تنفيذها 210 هجومًا، مما أدى إلى مقتل 288 شخصًا، ارتفاعًا من 130 هجومًا عام 2022. فيما تستمر الجماعات المسلحة البلوشية في الاستفادة من حالة عدم الاستقرار المستمرة في باكستان في مُضاعفة هجماتها، حيثُ زادت هجمات جيش تحرير بلوشستان من 43 عام 2022 إلى 110 هجومًا خلال 2023. ويرجح المُؤشر استمرار تصاعد الخطر الإرهابي في باكستان في ظل حالة عدم الاستقرار داخل البلاد، وتفاهم التوترات مع أفغانستان. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدتها باكستان خلال 2023:
5. سوريا:
تجدّدت التهديدات المرتبطة بالإرهاب على نحو مقلق في سوريا خلال العام الماضي، حيثُ ارتفعت الوفيات الناجمة عن النشاط الإرهابي بنسبة 23% إلى 650 حالة وفاة، كما ارتفع عدد الهجمات الإرهابية بنسبة 22% إلى 320 هجومًا. وكانت المحافظات الحدودية الشرقية هي المناطق الأكثر تضررًا من الإرهاب عام 2023، حيث وقعت 63% من الهجمات في محافظتي دير الزور وحمص، على طول الحدود مع العراق.
ولا يزال تنظيم داعش الجماعة الإرهابية الأكثر دموية في سوريا، حيثُ كان مسئولًا عن 65% من إجمالي الوفيات و70% من الهجمات الإرهابية التي شهدتها البلاد خلال 2023، وزادت هجماته بنسبة 47% عن عام 2022. ويواصل التنظيم تحويل تركيزه من استهداف المدنيين إلى استهداف الأفراد العسكريين، الذين شكلوا 76% من ضحايا هجماته في سوريا العام الماضي.
ووفقًا للمُؤشر، يُحافظ داعش على وجود قوي في سوريا رغم خسارته السيطرة على جميع الأراضي في البلاد وتحويل تركيزه الدعائي إلى الأنشطة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وربما لجأ التنظيم إلى تبني استراتيجية غير بارزة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، رغبةً منه في انتظار تحول الأنظار تجاه مكان آخر، أو توقع انسحاب أمريكي مُحتمل من المنطقة تمهيدًا لعودة ظهوره بشكل كامل. وبعيدًا عن نوايا التنظيم، فإن الزيادة في هجماته والوفيات الناجمة عنها تُؤكد أن تهديده لا يزال قائمًا في سوريا. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدتها سوريا خلال 2023:
6. أفغانستان:
انخفض النشاط الإرهابي في أفغانستان -بشكل ملحوظ- خلال العام الماضي، ولم تعد الدولة الأكثر تأثرًا بالإرهاب، وهي المرتبة التي لطالما احتلتها في نسخ المُؤشر السابقة منذُ عام 2018. وقد انخفضت وفيات الإرهاب التي شهدتها البلاد بنسبة 81% مُقارنةً بعام 2022 لتصل إلى 119 حالة وفاة. كما انخفض عدد الهجمات الإرهابية بنسبة 71% ليصل إلى أدنى مستوياته خلال العقدين الماضيين. لكن رغم انخفاض تأثير الإرهاب بشكل كبير، إلا أن هذا لا يعني استعادة السلام بالكامل في أفغانستان، حيثُ لا تتضمن الإحصائيات الواردة بالمُؤشر أعمال القمع والعنف التي ترتكبها حركة طالبان، في ظل وجود تقارير عديدة تتحدث عن مُمارساتها العنيفة تجاه المدنيين ووسائل الإعلام والمسئولين الحكوميين السابقين ومسئولي حقوق الإنسان.
وقد تركزت غالبية الهجمات الإرهابية التي شهدتها أفغانستان خلال 2023 في المقاطعات الشمالية، ووقع أكبر عدد من الوفيات الناجمة عنها في مقاطعة كابول، وكانت مُعظمها ناجمة عن هجمات شنها فرع تنظيم داعش خراسان. لكن رغم أن العاصمة الأفغانية ظلت المحافظة الأكثر تضررًا من الإرهاب للعام العاشر على التوالي، إلا أن عدد الوفيات وصل إلى أدنى مستوياته خلال العام الماضي، مع تسجيل المُؤشر 52 حالة وفاة ناجمة عن 22 هجومًا نزولًا من 217 حالة وفاة و68 هجومًا عام 2022. كما انخفض عدد التفجيرات الانتحارية بشكل ملحوظ، حيث تم تسجيل سبعة تفجيرات انتحارية فقط في عام 2023 مقارنة بـ 46 قبل عقد من الزمن.
ووفقًا للمُؤشر، لا يزال الفرع الخراساني لتنظيم داعش الجماعة الإرهابية الأكثر نشاطًا في أفغانستان، حيث كان مسئولًا عن 17 هجومًا و73 حالة وفاة عام 2023، وهو ما يزيد عن 61% من إجمالي الوفيات في البلاد لهذا العام. لكن على الرغم من ذلك، انخفضت الوفيات الناجمة عن هجمات التنظيم بنسبة 83% عن عام 2022. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدتها أفغانستان خلال 2023:
7. الصومال:
سجّل الصومال انخفاضًا في التأثيرات المرتبطة بالنشاط الإرهابي خلال 2023، حيثُ انخفضت الهجمات الإرهابية التي شهدتها البلاد بنسبة 37% والوفيات الناجمة عنها بنسبة 43% مُقارنةً بعام 2022. ويرجع ذلك بنسبة كبيرة إلى انخفاض نشاط حركة الشباب المجاهدين التابعة لتنظيم القاعدة؛ إذ تراجعت هجماتها إلى النصف تقريبًا، ما يُستدل منه على نجاح عمليات مكافحة الإرهاب التي نفذتها الحكومة الصومالية بالتعاون مع حلفائها الإقليميين والدوليين، والتي كان تأثيرها واضحًا خاصةً في منطقتي بنادير وشبيلها الوسطى التي كانت بؤرة رئيسية للنشاط الإرهابي في الصومال، حيثُ انخفضت هجمات الحركة في المنطقتين بنسبة 89% والوفيات الناجمة عنها بنسبة 76% عن عام 2022. فيما سجّلت منطقتا شبيلها السفلى وهيران أعلى عدد من القتلى جراء هجمات حركة الشباب. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدها الصومال خلال 2023:
8. نيجيريا:
سجلت نيجيريا أول زيادة في النشاط الإرهابي منذ ثلاث سنوات خلال 2023، حيثُ ارتفع إجمالي الوفيات بنسبة 34% ليصل إلى524 حالة وفاة، وهو أعلى عدد من وفيات الإرهاب تشهده البلاد منذ عام 2020، ويرجع ذلك إلى تصاعد الصراع بين تنظيم داعش في غرب أفريقيا وجماعة بوكو حرام. ولو تم استبعاد الصراع بين هاتين المجموعتين من المُؤشر، لكانت الوفيات الناجمة عن الإرهاب قد انخفضت بنسبة 18% عن عام 2022.
ووفقًا للمُؤشر، كان المدنيون الفئة الأكثر استهدافًا للعام الثاني على التوالي بأكثر من ربع الهجمات التي شهدتها نيجيريا خلال 2023، يليهم العسكريون بنسبة 21%. فيما كانت ولاية تنظيم داعش غرب أفريقيا الجماعة الإرهابية الأكثر دموية في البلاد طوال السنوات الأربع الماضية، حيثُ شكلت هجماتها 37% من إجمالي الهجمات التي شهدتها نيجيريا، ورغم أن هذه الهجمات انخفضت بشكل طفيف خلال العام الماضي، إلا أن الوفيات الناجمة عنه ارتفع بنسبة 27% ليصل إلى 276 حالة وفاة. مما يعني أن هجمات التنظيم باتت أكثر فتكًا؛ إذ ارتفعت من متوسط 3.6 أشخاص خلال 2022 إلى 5.2 أشخاص لكل هجوم خلال 2023. بينما سجلت جماعة بوكو حرام عامها الأكثر دموية منذ عام 2020، حيث نفذت 29 هجومًا أدى إلى مقتل 151 شخصًا، ارتفاعًا من 9 هجمات و72 حالة وفاة خلال 2022. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدتها نيجيريا خلال 2023:
9. ميانمار:
انخفضت الهجمات الإرهابية في ميانمار للمرة الأولى منذ عام 2020 بنسبة 50% تقريبًا من 851 هجومًا خلال 2022 إلى 444 هجومًا عام 2023. وكذا انخفضت الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 26% من 480 إلى 354 حالة وفاة. فيما لا تزال الشخصيات الحكومية والسياسية هي المجموعة الأكثر استهدافًا للإرهاب في ميانمار؛ إذ جاء ثلث الوفيات في البلاد من الهجمات التي استهدفت هاتين المجموعتين.
ووفقًا للمُؤشر، تُعتبر مدينة ماندالاي المنطقة الأكثر تأثرًا بالإرهاب في ميانمار خلال 2023، حيث شهدت ما يقرب من 22% من إجمالي الهجمات وأكثر من 21% من الوفيات التي شهدتها البلاد. فيما شهدت المناطق الوسطى والجنوبية في باجو وساجاينج وماجواي زيادة في النشاط الإرهابي عام 2023، مع تضاعف الهجمات وزيادة الوفيات بنسبة 300% تقريبًا. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدتها ميانمار خلال 2023:
10. النيجر:
شهد النشاط الإرهابي في النيجر طفرة خلال العام الماضي، حيثُ ارتفع عدد الهجمات الإرهابية إلى 61 هجومًا، مقارنةً بـ 54 خلال 2022. كما تضاعفت أعداد الوفيات، حيث بلغت 468 ارتفاعًا من 193 حالة وفاة، مما يُشير إلى زيادة كبيرة في معدل فتك الهجمات التي شهدتها البلاد. ووفقًا للمُؤشر شكّل العسكريون 73% من الخسائر الناجمة عن الإرهاب؛ ولذا أصبحت النيجر الدولة التي لديها ثالث أعلى عدد من القتلى العسكريين خلال 2023. وقد سجّلت منطقة تيلابيري الواقعة في منطقة الحدود الثلاثة مع مالي وبوركينا فاسو أكبر عدد من الهجمات والوفيات، حيثُ شهدت 59% من إجمالي الهجمات الإرهابية في البلاد و84% من الضحايا، فيما لا تزال جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم داعش الجماعتين الأكثر نشاطًا في النيجر خلال العام الماضي.
ووفقًا للمُؤشر، تُواجه النيجر مثل باقي دول منطقة الساحل تهديدات أمنية كبيرة ترتبط بتوسع نشاط الجماعات الإرهابية التي تستغل حالة عدم الاستقرار السياسي السائدة في المنطقة لتجنيد العناصر والتحريض على أعمال العنف. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدتها النيجر خلال 2023: