في تطور نوعي لمسار التصعيد الجاري بمنطقة الشرق الأوسط، استهدف سلاح الجو الإسرائيلي يوم أمس الأول من أبريل، مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص، بينهم قادة ومستشارون بالحرس الثوري الإيراني. ومع هذا التصعيد الإسرائيلي النوعي، كان التساؤل الذي يشغل الكثيرين في الشرق الأوسط، يتمحور حول حدود وأنماط الرد الإيراني على هذا الاستهداف الإسرائيلي، وما إن كانت إيران ستنجر إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة، أم أنها ستحافظ على نمط تعاطيها مع تطورات المنطقة، القائم على تحفيز بعض الوكلاء باتجاه تنفيذ هجمات محسوبة ومحدودة ضد إسرائيل وكذا الحضور العسكري الأمريكي في بعض الدول.
الحسابات الإسرائيلية
كشف التلفزيون السوري الرسمي، يوم أمس الأول من أبريل أن “ضربات إسرائيلية استهدفت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق”، مما خلف مقتل وإصابة عدة أشخاص. ولاحقًا أفاد الحرس الثوري الإيراني بأن سبعة من عناصره، بينهم ضابطان كبيران، قُتلوا في الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قنصلية طهران في دمشق، وأصدر الحرس الثوري بيانًا ضمنه تنديدًا شديدًا بالهجوم، مؤكدًا أن بين القتلى العميد محمد رضا زاهدي قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سوريا ولبنان، ونائبه العميد محمد هادي حاجي رحيمي، كما أعلن عن مقتل المستشارين العسكريين حسين أمان اللهي ومهدي جلالاتي ومحسن صدقات وعلي آغا بابائي، وقد حملت هذه العملية الإسرائيلية، وطبيعة الأهداف الدقيقة لها، جملة من الدلالات المهمة، التي يمكن تناولها على النحو التالي:
1- زيادة وتيرة العمليات الإسرائيلية بسوريا: يشكل الحضور الإيراني في الجبهة الشمالية لإسرائيل بشقيها السوري واللبناني، مصدر قلق كبيرًا بالنسبة لإسرائيل، على اعتبار أن هذا الحضور يمثل تهديدًا مباشرًا لمنظومة الأمن القومي لدولة الاحتلال، وقد تجسدت مكامن هذا الخطر بالنسبة لإسرائيل، مع اندلاع الحرب الجارية على قطاع غزة، وما تبعها من تصعيد من الناحية السورية وكذا اللبنانية، وهي الحالة التي تعاملت معها إسرائيل عبر تكثيف هجماتها في العمق السوري، وقد وصلت هذه الهجمات منذ بداية العام الحالي إلى نحو 30 عملية، أصابت ودمرت نحو 59 هدفًا، مما أدى إلى مقتل نحو 123 عسكريًا وإصابة 47 آخرين. وذهبت بعض التقديرات والتقارير إلى أن هناك من بين القتلى نحو 21 شخصًا من قيادات الحرس الثوري، ونحو 19 آخرين من حزب الله، بالإضافة إلى العشرات الآخرين من الجنسيتين السورية والعراقية والمنخرطين في إطار المجموعات المسلحة المحسوبة على إيران والنشطة بسوريا.
2- اغتيال قيادات استثنائية بالحرس الثوري: تعكس العملية الإسرائيلية الأخيرة، وما حملته من حيثيات، وجود أهداف شديدة الدقة، تتمثل في استهداف مجموعة من قادة الصف الأول للحرس الثوري الإيراني متواجدين في الأراضي السورية، وعلى رأسهم محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري بكل من سوريا ولبنان، والمسئول عن كافة المليشيات الإيرانية في البلدين، والذي تولى هذه المهمة في أعقاب اغتيال إسرائيل لـ”رضى موسوي” في 25 ديسمبر 2023. وترتبط خطورة وأهمية هذه العملية بطبيعة الأدوار والمهام التي كانت موكلة لـ “زاهدي”، حيث كان المسئول الأول عن التنسيق بين الفصائل الإيرانية في سوريا ولبنان، بالإضافة إلى مجموعة من الأدوار اللوجستية والعسكرية المحورية بالنسبة لهذه الفصائل، ويبدو أن هذه العملية تمت بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، الأمر الذي انعكس على طبيعة نتائجها، حيث أسفرت عن خسائر كبيرة بالنسبة للحرس الثوري الإيراني وتواجده في سوريا.
3- الرد على تصعيد المليشيات الموالية لإيران: على الرغم من أن نمط استهداف إسرائيل “عبر عمليات محدودة”، كان أحد الأنماط الرئيسية المعبرة عن حالة التصعيد التي تشهدها المنطقة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلا أن النمط الأكثر انتشارًا كان يتمثل في استهداف المصالح الخاصة بإسرائيل أو الدول الموالية لها. لكن وبالتدقيق والرصد في مؤشر العمليات التي تم تنفيذها على مدار الأسبوعين الماضيين، سوف نجد أن الفصائل والمليشيات الموالية لإيران، كثفت من هجماتها التي استهدفت إسرائيل نفسها عبر ضربات متتالية. ففي 18 مارس الماضي، أعلن فصيل “المقاومة الإسلامية في العراق” عن استهداف قاعدة للطيران المسير الإسرائيلي في هضبة الجولان عبر مجموعة من الطائرات بدون طيار، وفي 19 مارس الماضي أطلق الحوثيون صاروخًا باليستيًا موجهًا بعيد المدى سقط في منطقة مفتوحة قرب ميناء إيلات، وفي 20 مارس الماضي استهدفت “المقاومة الإسلامية في العراق” مطار بن جوريون بطائرات بدون طيار، وفي 21 مارس الماضي أعلن نفس الفصيل عن استهداف محطة توليد الكهرباء في تل أبيب، وبالتالي يبدو أن العملية الإسرائيلية الأخيرة جاءت للرد على هذه الوتيرة المتنامية من الاستهداف المباشر لإسرائيل من قبل المجموعات المسلحة المحسوبة على إيران.
4- الضغط على إيران لسحب تواجدها من سوريا: يبدو أن إسرائيل تستهدف تحقيق جملة من الأهداف عبر تكثيف عملياتها العسكرية تجاه القادة العسكريين والمستشارين الإيرانيين المتواجدين في الأراضي السورية، وعلى رأسها إضعاف الوجود العسكري الإيراني في سوريا، وتحقيق الردع للمجموعات المسلحة المحسوبة على إيران، وربما إحداث وقيعة بين النظام السوري ونظيره الإيراني سواءً فيما يتعلق بتبرير استهداف الأراضي السورية بالوجود الإيراني، أو ما يتعلق بنشر سردية تعاون بعض الأطراف السورية مع إسرائيل في تقديم الإسناد المعلوماتي والاستخباراتي بخصوص الوجود الإيراني، لكن يظل الهدف الاستراتيجي الأهم بالنسبة لإسرائيل في هذا الصدد يرتبط بالسعي لإيصال رسائل للنظامين السوري والإيراني، بأن تكلفة هذا الوجود العسكري الإيراني سوف تكون كبيرة سواءً على المستوى العسكري أو على المستوى الاقتصادي، بمعنى الضغط من أجل الدفع باتجاه سحب الوجود العسكري الإيراني من سوريا.
5- جنوح إسرائيل نحو تنفيذ عملية رفح: تعكس كافة المؤشرات الراهنة، الخاصة بتطورات ومسار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي يحشد جهوده حاليًا من أجل تنفيذ عملية رفح العسكرية، خصوصًا في أعقاب ما نشرته بعض وسائل الإعلام الأمريكية أمس من أن الجانبين الأمريكي والإسرائيلي أجريا “مباحثات بناءة بخصوص عملية رفح، واتفقا على أولوية القضاء على حماس”، وفي هذا السياق يُتوقع أن تدفع عملية رفح باتجاه إعادة تنشيط التحركات المسلحة في العديد من الجبهات، سواءً في سوريا والعراق، أو في البحر الأحمر ولبنان، وبالتالي يمكن أن تكون العملية الأخيرة هي محاولة استباقية من إسرائيل لردع أي تحركات محتملة للفصائل الموالية لإيران للرد على عملية رفح، وبعث رسائل بالتكلفة التي ستتكبدها هذه الفصائل جراء تصعيدها.
6- تجاوز إسرائيل لقواعد الاشتباك: شكل الهجوم الإسرائيلي تجاوزًا لقواعد الاشتباك التي جرت خلال الأشهر الستة الماضية، وذلك لأكثر من اعتبار، أولها أن المكان المستهدف هو حي المزة والذي يعد من أهم الأحياء والمناطق السورية بالنسبة لإيران، إذ توجد به أكبر تمركزات عسكرية وسياسية لإيران بسوريا، والرسالة هنا أن كل الأهداف الإيرانية في سوريا هي هدف بالنسبة لإسرائيل، وثانيها أن الهجوم استهدف القنصلية الإيرانية في سوريا، ما يعد خرقًا للقواعد الدولية، وثالثها يرتبط بأهمية ونوعية الأشخاص الذين تم استهدافهم.
7- تفوق إسرائيلي في الحرب الاستخباراتية: تعكس كافة المعطيات الخاصة بالمواجهة غير المباشرة بين إيران وإسرائيل على مدار الأشهر الماضية، وجود تفوق نسبي لإسرائيل فيما يتعلق بالشق الاستخباراتي من هذه المواجهة، وهو ما يتجسد في مؤشرين رئيسيين، الأول هو قدرة إسرائيل على اختراق البيئة الأمنية للمناطق الأكثر تحصينًا بالنسبة لإيران على غرار الضاحية الجنوبية لبيروت، وحي المزة بدمشق، وحي السيدة زينب. والثاني هو قدرة إسرائيل على تنفيذ عمليات اغتيال دقيقة لمجموعة من قادة الصف الأول لهذه الفصائل. وتعكس هذه المؤشرات قدرة الاحتلال الإسرائيلي على تكوين قاعدة معلوماتية واسعة وبنية تحتية استخباراتية في الدول التي تنتشر بها هذه الفصائل، وهي البنية التي تعتمد بشكل رئيسي على شبكة من العملاء والجواسيس، ورصد دوري لتحركات قادة هذه الفصائل.
سيناريوهات الرد الإيراني
أعقب العملية الإسرائيلية الأخيرة في سوريا، تصريحات شديدة اللهجة من المسئولين الإيرانيين، سواءً من الحرس الثوري، أو من وزارة الخارجية الإيرانية، خصوصًا فيما يتعلق بأن “الرد الإيراني سيكون حاسمًا على هذا الهجوم”، لكن إمكانية انزلاق إيران إلى تنفيذ عمليات مباشرة وواسعة ضد إسرائيل، يظل خيارًا مستبعدًا وذلك في ضوء بعض المحددات الرئيسية التي تحكم الموقف الإيراني في هذا الصدد، وذلك على النحو التالي:
– تُركز إيران منذ بداية التصعيد الراهن، على الموائمة بين دعمها الوظيفي للقضية الفلسطينية عبر أذرعها في المنطقة، وبين عدم تجاوز “قواعد الاشتباك” بما يدفع باتجاه الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة، حتى إنه منذ الاستهداف الذي قامت به “المقاومة الإسلامية في العراق” في 28 يناير الفائت، ضد القاعدة الأمريكية في شمال شرق الأردن، بدأت إيران في توجيه رسائل شديدة اللهجة لبعض المجموعات المسلحة المحسوبة عليها بخصوص ضرورة عدم تجاوز “قواعد الاشتباك”، وفي هذا السياق أكدت تقارير أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري إسماعيل قاآني قام بزيارة للعراق، في بداية فبراير الماضي، وعقد اجتماعات مع قادة المليشيات الشيعية في مطار بغداد، لإقناعها بالتوقف عن شن المزيد من الهجمات، وفي سياق متصل أفادت بعض التقارير بأن إيران أبلغت حزب الله أثناء اللقاء الأخير الذي جمع إسماعيل قاآني، والأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله في بيروت، بطلب المرشد الإيراني علي خامنئي بعدم رد الحزب على الضربات الإسرائيلية حتى ولو تجاوزت قواعد الاشتباك، مضيفًا أنه حال توسعت الاشتباكات فإن إيران ستنأى بنفسها.
– شهدت الآونة الأخيرة العديد من المباحثات السرية وإعادة فتح قنوات الاتصال بين إيران والولايات المتحدة، وهي المباحثات التي ركزت على ملفات التصعيد في المنطقة، وقد جاء ذلك بالتزامن مع عودة الحديث من قبل بعض الدوائر الإيرانية عن ضرورة استئناف المفاوضات النووية مع واشنطن، انطلاقًا من بعض الافتراضات والمبررات الرئيسية، أولها أن استئناف هذه المباحثات من شأنه أن يقلل من فرص حدوث سيناريو الحرب المفتوحة والمواجهة المباشرة، وثانيها أن عودة الانخراط في هذه المباحثات قد تقلل من تكلفة الحرب بالوكالة التي تجري بالمنطقة وتخفف من حدتها ووقعها على طهران، وثالثها أن استئناف هذه المباحثات يعد أحد مسارات التعامل مع سيناريو عودة “ترامب” إلى البيت الأبيض، وبالتالي فإن عدم انزلاق إيران إلى المواجهة المباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، يظل محكومًا بهذه المحددات والمتغيرات.
– يعزز من فرضية عدم توجه إيران نحو الرد المباشر أو الدخول في حرب مفتوحة عبر استهداف إسرائيل، مقارنة الهجوم الأخير بسابقيه، وخصوصًا اغتيال قاسم سليماني في 2020، مرورًا باغتيال “رضي موسوي” في ديسمبر الماضي، فضلًا عن اغتيال قائد استخبارات الحرس الثوري صادق أوميدوار ونائبه علي آغازاده في يناير الماضي، حيث مثلت كل هذه العمليات ضربات قوية لإيران، وقادتها العسكريين الرئيسيين بالمنطقة، لكن رد الفعل الإيراني لم يتجاوز حدود التنديد بهذه العمليات، وتحفيز بعض الوكلاء على تنفيذ بعض الهجمات المحسوبة والمحدودة.
لكن هذا الإحجام الإيراني عن تبني خيار المواجهة المباشرة والمفتوحة مع إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة، لا يعني انعدام أنماط الرد الإيراني على الهجوم الأخير، إذ إن المُستبعد هنا هو توسع الرد الإيراني ليشمل المواجهة المفتوحة والمباشرة، مع تصاعد حضور بعض السيناريوهات والتوقعات بخصوص الرد الإيراني المحتمل، وذلك على النحو التالي:
1- تحفيز هجمات الوكلاء في المنطقة: يقوم هذا السيناريو على فرضية تنشيط وتحفيز تنفيذ الهجمات من قبل المجموعات المسلحة المحسوبة على إيران، سواءً ضد إسرائيل، أو ضد الحضور العسكري الأمريكي، كأحد مظاهر الرد على العملية الأخيرة، خصوصًا وأن إيران ومنذ انتهاء الحرب مع العراق في عام 1988، تبنت مبدأ رئيسي في نهجها الخارجي يقوم على ضرورة تجنب المواجهة المباشرة إلا في حالة ما إذا فُرضت على إيران، والاستعاضة عن ذلك بتبني سياسة “الحرب بالوكالة”، ويبدو أن إيران قد بدأت بالفعل في تبني هذا النمط من الرد، حيث شهدت الساعات الماضية، استهداف حزب الله اللبناني لمستوطنة كريات شمونة في شمال الأراضي المحتلة، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن استهداف مجموعات مسلحة لقاعدة التنف الأمريكية، وأعلن المرصد أيضًا عن استهداف مجموعات سورية لأهداف بالجولان، فضلًا عن إعلان فصائل عراقية مسلحة في صباح اليوم عن استهداف قاعدة تل نوف العسكرية الإسرائيلية بالطيران المسير.
2- سيناريو “حرب السفارات”: يفترض هذا السيناريو جنوح إيران نحو الرد بالمثل على هذا الهجوم، وفي هذا السياق ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في الساعات الماضية، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية طلبت من كافة السفارات الإسرائيلية في العالم، زيادة وتعزيز إجرائاتها الأمنية، والتحسب لأي هجمات محتملة، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي في رسالة بعث بها لدبلوماسييه في العالم: “حافظوا على سلوك وقائي ومزيد من الانتباه للبيئة من حولكم، بالتشديد على التحركات العادية. وقررت تشديد الحراسة على كافة الممثليات في العالم” وفق تعبيره.
وتعبر هذه التحركات الإسرائيلية العاجلة، عن وجود تخوفات بخصوص رد مماثل من قبل إيران، على غرار استهداف السفارات أو تفجيرها، خصوصًا وأن هذا التوجه له بعض الشواهد التي تعززه، على غرار ما حدث في 13 أكتوبر 2023 من طعن موظف في سفارة إسرائيل بالصين، وفي 21 أكتوبر 2023، من محاولة استهداف السفارة الإسرائيلية في نيقوسيا بقبرص، وهو الهجوم الذي نفذه مواطنان من أصول سورية، فضلًا عن العثور على متفجرات قرب سفارة إسرائيل بالسويد في 31 يناير الماضي.
3- الاعتماد على عمليات الاغتيال: يفترض هذا السيناريو توجه إيران نحو تنفيذ سلسلة من عمليات الاغتيال، سواءً ضد شخصيات بارزة إسرائيلية، أو ضد مجموعات إسرائيلية في بعض البلدان، لكن هذا السيناريو مرتبط إلى حد كبير بمدى قدرة أجهزة الاستخبارات الإيرانية على توفير القاعدة المعلوماتية اللازمة لتنفيذ مثل هذه العمليات النوعية.
وختامًا يمكن القول إن أهمية العملية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت القنصلية الإيرانية بسوريا، ارتبطت بكونها خرقًا لقواعد الاشتباك التي كانت تحكم التصعيد بين الجانبين منذ أشهر، جنبًا إلى جنب مع نتائجها الكبيرة، والتي مثلت خسارة كبيرة بالنسبة لإيران، الأمر الذي سيستنفر رد الفعل الإيراني، لكن في ضوء المحددات سالفة الذكر لا يُتوقع أن يصل رد الفعل الإيراني إلى حد الانخراط في المواجهة المباشرة أو المفتوحة مع إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة، على أن يكون الرد الإيراني الأقرب هو الاعتماد على تسخين الجبهات عبر الوكلاء.