افتتحت مصر يوم الثلاثاء الموافق 28 مايو 2024 محطة جديدة لطاقة الرياح بخليج السويس بقدرة 252 ميجاوات وبالتعاون مع مؤسسات تمويل دولية وشركاء التنمية الأوروبيين من ” ألمانيا- فرنسا – الدنمارك” وتضيف المحطة الجديدة للشبكة القومية للكهرباء حوالي 1200 جيجاوات ساعة سنويًا، مع توفير استهلاك أكثر من 200 ألف طن سنويًا من الوقود الأحفوري، وخفض حوالي نصف مليون طن سنويًا من الانبعاثات الكربونية.
آفاق طاقة الرياح عالميًا
حثت الوكالة الدولية للطاقة على دعم خمس ركائز رئيسية بحلول عام 2030 لدعم تحول الطاقة ومواجهة تغير المناخ، من بينها هدف مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة العالمية ثلاث مرات تصل إلى ما يزيد تقريبًا على 11 ألف جيجاوات ومضاعفة المعدل السنوي لتحسين كفاءة الطاقة كل عام حتى عام 2030، وذلك تماشيًا مع سيناريو الوكالة الدولية للطاقة لصافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.
إن العالم في طريقه إلى إضافة المزيد من القدرات المتجددة في السنوات الخمس المقبلة مقارنة بما تم تركيبه منذ بناء أول محطة تجارية للطاقة المتجددة قبل أكثر من 100 عام. وفي توقعات حالة الطاقة للوكالة الدولية للطاقة، سيتم توفير ما يقرب من 3700 جيجاوات من القدرات المتجددة الجديدة خلال الفترة 2023-2028، مدفوعة بسياسات داعمة في أكثر من 130 دولة. وستشكل الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح 95% من التوسع العالمي في مجال الطاقة المتجددة، حيث من المتوقع أن تحظى طاقة الرياح بحوالي 1210 جيجاوات من القدرات المضافة، مع الاستفادة من انخفاض تكاليف التوليد مقارنة ببدائل الوقود الأحفوري وغير الأحفوري وتطور التكنولوجيا.
سجلت طاقة الرياح العالمية رقمًا قياسيًا عام 2023 بإضافة قدرات بلغت 117 جيجاوات؛ مما يجعله أفضل عام على الإطلاق لطاقة الرياح الجديدة. بعدما بلغت في عام 2020، 95.3 جيجاوات، ثم تراجعت خلال العامين التاليين عند 93.6 جيجاوات في 2021، ونحو 77.6 جيجاوات عام 2022، قبل أن تحقق هذا الرقم القياسي في عام 2023، بزيادة قدرها حوالي 50% عن العام السابق.
تجاوزت القدرات الإجمالية لطاقة الرياح 1 تيراوات في عام 2023؛ مما يظهر نموًا على أساس سنوي قدره 13%، وقد سيطرت الرياح البرية على القدرات المضافة فقد بلغت 106 جيجاوات من 117 جيجاوات تم إضافتهم عام 2023، تصدرت خلالهم أسواق الصين، الولايات المتحدة، البرازيل، ألمانيا والهند على القدرات المضافة بنسبة 82%.
أما فيما يخص طاقة الرياح البحرية فقد تم إضافة 10.8 جيجاوات من القدرات الجديدة في عام 2023، ليصل الإجمالي العالمي من طاقة الرياح البحرية 75.2 جيجاوات، بقيادة من الصين على مدار ست سنوات متتالية، تم تشغيل قدرات 6.3 جيجاوات لعام 2023 فقط. وفي أوروبا بلغت القدرات الجديدة من طاقة الرياح البحرية 3.8 جيجاوات أخذت فيها هولندا مركز الصدارة، ليبلغ الإجمالي 34 جيجاوات.
قامت أفريقيا والشرق الأوسط بتركيب ما يقرب من 1 جيجاوات من طاقة الرياح في عام 2023، أي ما يقرب من 3 أضعاف ما كانت عليه في العام السابق. ومع المشاريع المقبلة في جنوب أفريقيا ومصر والمملكة العربية السعودية، يتوقع أن تنمو إضافات طاقة الرياح البرية الجديدة في أفريقيا والشرق الأوسط بمقدار 5 أضعاف بحلول عام 2028 مقارنة بعام 2023.
شكل (1): القدرات المضافة من طاقة الرياح عالميًا حتى 2023
شكل (2): توقعات نمو قدرات طاقة الرياح حتى 2050
الاستثمارات العالمية في طاقة الرياح
مع تحسن التكنولوجيا وتوسيع نطاقها، انخفضت التكاليف وارتفعت عوامل القدرة لمشروعات طاقة الرياح بين عامي 2010 – 2020، وانخفض المتوسط العالمي لتكلفة الكهرباء لطاقة الرياح البرية بنسبة 56%، من 0.089 دولار أمريكي/كيلوواط ساعة إلى 0.039 دولار أمريكي/كيلوواط ساعة. خلال الفترة نفسها، انخفضت التكلفة لكهرباء مشاريع طاقة الرياح البحرية الجديدة بنحو النصف تقريبًا. في حين تراوحت بين 0.035- 0.033 دولار أمريكي/كيلووات ساعة عام 2022.
ومنذ انتشار جائحة كوفيد-19 ومن بعدها الحرب الروسية الأوكرانية ولا تزال صناعة طاقة الرياح تواجه تحديات من حيث التمويل والإيرادات وتباطؤ النمو ومشكلات على طول سلاسل التوريد نفسها.
خلال فترة التكاليف المنخفضة نسبيًا للمشروعات (2019-2021)، تراوحت نسبة تمويل مشروعات طاقة الرياح البرية في البلدان الصناعية (3-7%) وتجاوزت 10% في الأسواق الناشئة والنامية. أما بحلول 2023، فقد زادت تكاليف مشروعات طاقة الرياح بنسبة 6.4%. وبشكل عام فيجب أن تزيد الاستثمارات العالمية في مصادر الطاقة المتجددة من حوالي 270 مليار دولار حاليًا إلى ما يقرب من 1.6 تريليون دولار بحلول 2030 حتى يتم تحقيق سيناريو صافي الانبعاثات بحلول 2050.
شكل (3): الاستثمارات السنوية في مصادر الطاقة المتجددة حتى 2022
الدول العربية وطاقة الرياح
تتصدر مصر الدول العربية في إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح حيث تبلغ القدرات المركبة حتى الربع الأول من 2024 حوالي 1882 ميجاوات. تليها المغرب والأردن والسعودية. والجدير بالذكر أن البلدان العربية تهدف للحاق بالسباق العالمي المتسارع نحو تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050 من جهة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتنوع مصادر الطاقة من جهة أخرى، فقد أعلنت العديد من الدول العربية عن أهدافها من خلال خطط واستراتيجيات لزيادة مشاركة الطاقات المتجددة (شمسي- رياح) وكذلك الهيدروجين في مزيج الطاقة القومي لديهم والتزامهم بالخطط المحددة وطنيًا (NDCs) بحلول عام 2030.
أما الإمارات العربية المتحدة فقد دشنت برنامج طاقة الرياح ضمن خطة طموحة للبلاد تستهدف رفع نسبة الطاقة النظيفة من 25% إلى 50% في مزيج الطاقة بحلول عام 2050، من خلال مصادر الطاقة المتجددة، والطاقة النووية. وتعتمد فيها على تقنيات متطورة لاستخدام طاقة الرياح رغم تدني إمكانات الرياح لديها وانخفاض سرعتها، ومن المقرر تنفيذ برنامج طاقة الرياح في الإمارات في 4 مناطق، وتتضمن 3 محطات في إمارة “أبوظبي” بمناطق جزيرة صير بني ياس – وجزيرة دلما – ومنطقة السلع، بالإضافة إلى محطة بمنطقة الحلاة الواقعة في إمارة الفجيرة. ليكون الإجمالي بعد إنشاء تلك المحطات حوالي 104 ميجاوات من طاقة الرياح.
شكل (4): ترتيب الدول من حيث قدرات طاقة الرياح حتى 2023
الدولة | القدرات المضافة – ميجاوات | |
1 | مصر | 1884 |
2 | المغرب | 1165 |
3 | الأردن | 621 |
4 | السعودية | 400 |
5 | تونس | 233 |
6 | سلطنة عمان | 50 |
7 | موريتانيا | 30 |
8 | الكويت | 10 |
9 | الجزائر | 10 |
طاقة الرياح في مصر
تتمتع مصر بإمكانات هائلة من طاقة الرياح سواء من خلال توفير مساحات شاسعة من الأراضي التي تصلح لإقامة محطات طاقة متجددة وخاصة طاقة الرياح، أو من خلال وجود سرعات عالية من طاقة الرياح تبلغ في بعض المناطق إلى 13م / ث وهي سرعات مناسبة جدًا لتنفيذ تلك المشروعات، كما تعمل مصر من خلال هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة على تحديث أطلس الرياح وإدراج المناطق ذات سرعات الرياح المناسبة والتي تتركز معظمها عند خليج السويس والبحر الأحمر.
تبلغ القدرة الإجمالية من طاقة الرياح في مصر حوالي 1884 ميجاوات حتى مايو 2024، وتشمل مشروعات (محطة رياح الزعفرانة بقدرة 540 ميجاوات – محطة رياح جبل الزيت بقدرة 580 ميجاوات – محطة رياح خليج السويس بقدرة 252 ميجاوات) بالإضافة إلى محطات القطاع الخاص (محطة رأس غارب بقدرة 262 ميجاوات – محطة غرب بكر بقدرة 250 ميجاوات)، بالإضافة إلى خطة طموحة من المشروعات تحت الدراسة وتحت التطوير بالتعاون مع الشركاء الدوليين وشركات عالمية تصل إلى ما يزيد على 30 ألف ميجاوات بحلول عام 2030. ليساعد بذلك مصر على تحقيق أهدافها الاستراتيجية في الوصول بنسبة مشاركة الطاقة المتجددة إلى 42% من مزيج الطاقة الوطني بحلول عام 2030.
شكل (5): مشروعات طاقة الرياح في مصر
المصادر: