أعلنت إسرائيل موقفها من التسلح النووي الإيراني في عام 2008 بأنها لن تسمح به على الإطلاق، ومع تولي “باراك أوباما” (الحزب الديمقراطي) رئاسة الولايات المتحدة في الفترة نفسها، بدأت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بمشاركة الدول الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن ومعها ألمانيا والاتحاد الأوروبي حتى وصلت إلى حل نهائي في يوليو 2015، وهو ما سُمي بخطة العمل المشتركة (الاتفاقية النووية) مع إيران التي نجحت في إنشاء حوالي 80% من برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات عن إيران وتحرير أرصدتها المجمدة. وقد تم إعلان بنود الاتفاقية بصفحة إلكترونية منفصلة بموقع البيت الأبيض الأمريكي. لكن تلك الاتفاقية كانت ضد رغبة إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي.
ومع وصول الرئيس “دونالد ترامب” (الحزب الجمهوري) لمنصب رئيس الجمهورية خلفًا لأوباما (عدوه اللدود) انقلبت الأمور رأسًا على عقب، وذلك بضغط شديد من إسرائيل والسعودية، حيث قرر “ترامب” انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية مع إيران، وقام بإزالة الصفحة الإلكترونية المتضمنة بنود الاتفاقية من موقع البيت الأبيض، وأعلن ضرورة عودة إيران لطاولة التفاوض بشأن الاتفاقية، الأمر الذي رفضته إيران تمامًا، ومن ثمّ يستكمل “ترامب” إجراءات العمل على عزل إيران، وتشديد العقوبات عليها مقابل عدة اتهامات، أهمها دعم عدم الاستقرار في المنطقة، والتدخل في شئون دولها، والإصرار على تصنيع الصواريخ الباليستية المحظورة.
إلا أن الدول الخمس الباقية، فضلًا عن الاتحاد الأوروبي، أصرّت على الاستمرار في الاتفاق النووي مع إيران، ليزيد “ترامب” من إصراره على الانسحاب من الاتفاقية، وعاونه في ذلك “نتنياهو” رئيس وزراء إسرائيل بعرض وثائق على الأمم المتحدة في محاولة لإدانة إيران وبرنامجها النووي دوليًّا.
وقام “ترامب” من خلال خطة محكمة بزيادة وتيرة العقوبات الاقتصادية على إيران، حيث قررت الولايات المتحدة معاقبة أي شركة ستتعامل مع إيران، أسوة بما تم مع كوريا الشمالية في توقيت سابق.
وعقب ذلك، قامت الولايات المتحدة بإدراج الحرس الثوري على قوائم الإرهاب، وإعلان تسعين يومًا مهلةً للدول التي تستورد النفط من إيران. ولتعويض النقص المتوقع في النفط، طالبت الولايات المتحدة دول الخليج بزيادة إنتاجها استعدادًا لتحل محل إيران مع الدول الثماني المعنية بالمهلة.
الموقف الحالي
مع تردي الحالة الاقتصادية في الداخل الإيراني في عدة مجالات، أصبح من الممكن اندفاع إيران إلى اتخاذ إجراء عدائي ضد خصومها، فقد قامت بتحريك بعض قواتها البحرية تجاه مضيق هرمز الذي يتحكم في خروج أكبر نسبة نفط للعالم، معلنة أنها قد تقوم بغلق المضيق كخيار استراتيجي لها مقابل تلك الضغوط الواقعة عليها.
وفي المقابل، أعلنت الإدارة الأمريكية عن قيامها بدفع قوات لمنطقة الخليج العربي للرد على ما أسمته “التهديدات الإيرانية للمصالح الأمريكية في المنطقة”، والذي تلاه قيام القيادة المركزية الأمريكية، ومقرها مدينة تامبا بولاية فلوريدا، بدفع تشكيل قتال استراتيجي إلى منطقة الخليج العربي، والذي -طبقًا لتقديري- يهدف لتحقيق الآتي:
– ردع إيران والقوى الكبرى المنافسة، وإثبات القوة الأمريكية في المنطقة، في وقت تجري فيه مفاوضات بشأن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وبشأن التسلح النووي بين الولايات المتحدة وروسيا.
– إجبار إيران على العودة للتفاوض بشأن خطة العمل المشتركة (الاتفاقية النووية) بشروط (أمريكية) جديدة.
– التحسب لعدم انصياع إيران للعقوبات الأمريكية.
– التحسب لأي عمل عدائي إيراني.
ولتحقيق هذه الأهداف تَكَوّن تشكيل القتال الاستراتيجي الأمريكي من الآتي:
أ- مجموعة حاملة الطائرات “أبراهام لنكولن” الضاربة Abraham Lincoln Carrier Strike Group ABECSG والتابعة للبحرية الأمريكية، وتتكون من الآتي:
– حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن USS Abraham Lincoln ” من فئة حاملات ” نيميتز Nimitz Class ” العملاقة العاملة بالطاقة النووية Nuclear Powered Supercarrier وتبلغ إزاحتها 105 آلاف طن، وتستطيع حمل حتى 90 طائرة (مقاتلات – إنذار مبكر وتحكم محمول جوًّا).
– المجموعة الثانية عشرة الضاربة لحاملة الطائرات Carrier Strike Group CSG-12 وتتألف من
- طراد الصواريخ المُوجهة Guided Missile Cruiser “ليتي جولف USS Leyte Gulf“، من فئة طرادات “تيكونديروجا Ticonderoga” البالغة إزاحتها القصوى 9800 طن.
- سرب المدمرات الثاني Destroyer Squadron ( DESRON ) 2 ويشمل:
- مدمرة الصواريخ الموجهة Guided Missile Destroyer، “بينبريدج USS Bainbridge” من فئة مدمرات “آرلي بيرك Arleigh Burke“.
- مدمرة الصواريخ الموجهة “ماسون USS Mason” من فئة آرلي بيرك.
- مدمرة الصواريخ الموجهة “نيتزه USS Nitze” من فئة آرلي بيرك.
- فرقاطة الصواريخ المُوجهة Guided Missile Frigate الإسبانية الثقيلة “مينديز نونيز”.
- فرقاطات “ألفارو دي باثان Álvaro de Bazán“.
ب- مجموعة الحاملة كيرسارج المُعدّة للإنزال البرمائي Kearsarge Amphibious Ready Group (تتبع سلاح مشاة البحرية)، وتتكون من:
– سفينة الهجوم البرمائي Amphibious Assault Ship كيرسارج USS Kearsarge من فئة واسب Wasp-Class الحاملة للمروحيات وطائرات القتال ذات قدرة الإقلاع القصير والهبوط العمودي) طائرات الهجوم والدعم هاريير AV-8B Harrier II او F-35B، بخلاف المروحيات الهجومية البحرية فايبر AH-1Z Viper، ومروحيات النقل أوسبري MV-22B Osprey وسوبر ستاليون CH-53E Super Stallion، وتحمل على متنها أيضًا وحدة مشاة البحرية الثانية والعشرين المُعدّة للانتشار الفوري.
– سفينة النقل البرمائي Amphibious Transport Dock، “آرلينجتون USS Arlington” من فئة “سان أنطونيو”، ويمكنها حمل حتى 800 مقاتل + 14 مركبة إنزال برمائي مدرعة، بخلاف وسائط الهوفركرافت للإنزال البرمائي، وتبلغ إزاحتها القصوى 25 ألف طن.
– سفينة الإنزال المُزودة بحوض الوسائط البرمائية Landing Dock Ship “فورت ماكهنري من فئة ويدبي أيلاند Whidbey Island“، وتسع لـ504 أفراد من مشاة البحرية، إلى جانب قدرتها على حمل 5 وسائط هوفركرافت للإنزال البرمائي، أو حتى 36 مركبة هجوم برمائي Amphibious Assault Vehicle AVV.
ج- القوات الجوية، وتشمل:
– أربع قاذفات قنابل استراتيجية ثقيلة بعيدة المدى والمعروفة باسم “القلعة الجوية”B-52H Stratofortress تمركزت بقاعدة “العُديد” الجوية في قطر، وهي قادرة على حمل حوالي 32 طنًّا من القنابل بمختلف الأوزان والأنواع مُتضمنة Paveay الموجهة بالليزر، أو ذخائر الضرب المباشر المشترك Joint Direct Attack Munitions JDAM الموجهة بأنظمة الـGPS والقنابل النووية التكتيكية والصواريخ الجوالة الشبحية بعيدة المدى.
– مقاتلات التفوق الجوي Air Superiority Fighter طراز F-15C Eagle وصلت للخليج قادمة من قاعدة لاكينهيث Lakenheath الجوية في بريطانيا، وكل منها مُسلح بستة صواريخ قتال جوي خلف مدى الرؤية طراز AIM-120C AMRAAM، وصاروخين للاشتباك الجوي القريب والقتال المتلاحم طراز سايدوايندر إكس
AIM-9X Sidewinder المُوجهة بواسطة مستشعرات خوذة الطيار بمجرد النظر للهدف.
– مقاتلات الجيل الخامس الشبحية F-35A Lightning II تتمركز بقاعدة “الظفرة” الجوية بالإمارات بأربع مقاتلات منذ منتصف إبريل الماضي.
د- الدفاع الجوي، وتشمل:
– أعلن الجيش الأمريكي عن إرساله بطارية من منظومة باتريوت Patriot PAC-3 للدفاع الجوي المضاد للطائرات والصواريخ الباليستية والجوالة إلى منطقة الخليج.
– سبق أن أتم الجيش الأمريكي أيضًا نشر ودمج بطارية من منظومة “ثاد THAAD” للدفاع ضد الصواريخ الباليستية خارج نطاق الغلاف الجوي في صحراء النقب بالأراضي المحتلة في الفترة مارس – أبريل 2019، وتم دمجها مع نظيرتها الإسرائيلية “آرو Arrow“، ولكنها تعمل بواسطة الطواقم الأمريكية، وهي جاهزة للاشتباك في أي عملية مستقبلية في الخليج العربي أيضًا. وخلال هذه الفترة قام وزير الخارجية الأمريكية بزيارة بغداد منذ أيام قليلة، والتي أظنها كانت بهدف الضغط على رئيس الوزراء العراقي مستغلًّا ملف إعادة الإعمار الجاري إعداد مصادر تمويله، كما أظنه استهدف بغداد لكي تُقنع طهران بالتفاوض مع واشنطن. ولا أستبعد قيام “بومبيو” بتذكير رئيس وزراء العراق بأن النظام العراقي الحالي مدين بأعظم جميل لواشنطن، وهو استبدال نظام “صدام حسين” السني الحاكم بالنظام الشيعي الحالي.
ردود فعل تكتيكية
في يوم الأحد الموافق 12 مايو 2019، أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية أن أربع سفن تجارية (ناقلتي نفط سعوديتين – ناقلة نفط إماراتية – ناقلة نفط نرويجية) قد تم استهدافها بـ”عمليات تخريب”، وذلك بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات دون وقوع إصابات. وقد نفت حكومة الفجيرة تقارير إعلامية عن انفجارات داخل الميناء، وقالت إن المنشأة تعمل بشكل طبيعي، وذلك ردًّا على ما أعلنته بعض وكالات الأنباء التابعة/ الموالية لإيران في وقت سابق من اليوم نفسه بأنه تم رصد انفجارات بالقرب من ميناء الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة.
وفيما يتعلق بهذا الشأن، أتصور ثلاثة سيناريوهات ممكنة وراء تلك العمليات:
الأول– قيام عناصر من القوات الخاصة الإيرانية أو أي من أذرعها العسكرية بالوكالة أو بواسطة أطقم سفن مارقة تعمل في مجالات القرصنة والتهريب والتي تتواصل مع جهات إيرانية بعمليات التخريب، بهدف إظهار أن أمن دول الخليج هش، وغير قادر على حماية السفن العابرة في مجاله.
الثاني– قيام جماعات مسلحة (إرهابية) ممولة من أي من الأطراف التي تسعى إلى تنفيذ ضربة عسكرية قوية ضد إيران، كإسرائيل على سبيل المثال.
الثالث– قيام عناصر إرهابية بتنفيذ تلك العملية بهدف اندلاع حرب كبرى في المنطقة لتهيئة الظروف لها للعودة لممارسة أنشطتها.
وجميعها احتمالات مبدئية وطبقًا للمعلومات المتاحة من قبل وكالات الأنباء والمصادر الرسمية.
وفي يوم تالٍ، أعلنت السعودية عن هجوم استهدف محطتي ضخ بترول في الرياض، وأعلن الحوثيون مسئوليتهم عن تنفيذ الهجوم باستخدام طائرات موجهة بدون طیار إيرانية الصنع (أبابيل) مستهدفة منشآت نفطية سعودية.
وترى القيادة المركزية الأمريكية أن الهجمات ضد ناقلات النفط التجارية جنوب الخليج العربي، وكذا قيام الحوثيين بعمل كالذي قاموا به ضد السعودية؛ إجراء (تكتيكي) في مواجهة عملية استراتيجية ضخمة، ولا يُعد منطقيًّا الرد على ذلك بضربات استراتيجية بواسطة قاذفات استراتيجية بي-52 أو طائرات إف-35 مثلًا.
ردود فعل سياسية
مع زيادة الضغوط الأمريكية على إيران أعلنت طهران عن أنها غير ملزمة ببعض بنود الاتفاقية النووية، والذي يعني أنها قد تستمر في مشروعها، الأمر الذي أراه يمثل خطأ كبيرًا قد يستفز الاتحاد الأوروبي والدول العظمى التي وقّعت على الاتفاقية، خاصة مع تعرض روسيا لحرج شديد مع تزايد احتمال الحرب ضد إيران.
وفي التوقيت نفسه، بدأ وزير خارجية إيران بإجراء جولات لبكين وطوكيو في محاولة لطلب دعم موقف طهران السياسي، مع تحرك الدوحة وسويسرا (حلقة الاتصال الرئيسية بين واشنطن وطهران) في محاولات وساطة لتهدئة الموقف.
أما عن قرار الخارجية الأمريكية بشأن مغادرة الدبلوماسيين والعاملين بالوظائف غير الأساسية بالسفارة والقنصليات الأمريكية بالعراق، فضلًا عن تحذيرات السفارة الأمريكية لرعاياها بالعراق وكذا بعض الدول الأوروبية؛ فلا أظنه تمهيدًا لإعلان الولايات المتحدة الحرب ضد إيران، ولكنه ربما إجراء تحذيري واجب تم تحسبًا لاحتمال استهداف رعاياهم بواسطة عناصر مسلحة بالعراق قد تكون موالية لإيران.
واستكمالًا لأعمال الردع، وفي إطار مسلسل الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على إيران لتحقيق الهدف الاستراتيجي السياسي الأمريكي الأساسي؛ قد تطالب الولايات المتحدة بإعادة نشر قواتها في منطقة الخليج العربي برًّا وبحرًا، وذلك لإجراء مناورات عسكرية مشتركة كبرى تتضمن الولايات المتحدة وحلفاءها بالمنطقة. وحال مشاركة مصر في المناورة فإنها قد تكون لتأمين باب المندب وأهداف استراتيجية أخرى. وجديرٌ بالذكر أن مصر تشير دائمًا إلى استعدادها لحماية دول الخليج من أي تهديد باعتبارها العمق الاستراتيجي الشرقي والشرقي الجنوبي لمصر، وأن أمن الخليج من أمن مصر.
نقطة حرجة
قيام القيادة السياسية بدفع قوات عسكرية بهدف الردع لا يعني عدم قدرة القوة العسكرية على تنفيذ مهمتها العسكرية الأساسية كاملة. ومن ثم، هناك نقاط وجب وضعها في الاعتبار بشأن التحرك السياسي/ العسكري الأمريكي ضد إيران:
أولًا: قد يكون الهدف الاستراتيجي السياسي في ظروف الحرب مختلفًا عن الهدف الاستراتيجي العسكري، ونجد أن الهدف السياسي هنا “التصدي للتهديدات الإيرانية للمصالح الأمريكية في منطقة الخليج العربي، وإجبار إيران على العودة للتفاوض بشأن خطة العمل المشتركة (الاتفاقية النووية) بشروط أمريكية جديدة”.
أما الهدف العسكري الذي تحرك به التشكيل الأمريكي فهو “شل قدرات إيران على استخدام كافة أسلحة الدفاع الجوي والصواريخ والأسلحة الجوية والبحرية الإيرانية، وذلك بتدمير كل ما هو مؤثر من منصات الصواريخ الباليستية ومنصات الدفاع الجوي والقواعد الجوية والبحرية والقطع الجوية والبحرية الرئيسية المؤثرة”، أي إنه ليس مجرد “تهويش”، ولكنه لن يقوم بالضرب إلا بمحددات معينة.
ومما سبق، نلاحظ أن الهدف السياسي الاستراتيجي قد لا يكون إعلان الحرب، ولا الاستخدام الفعلي للقوات، ولكن هذا لا يعني عدم قدرة القوات على تنفيذ المهام المكلفة بها بشكل كامل كهدف استراتيجي عسكري.
ثانيًا: أن إرسال القوات الأمريكية للخليج العربي لم يكن أمرًا عشوائيًّا، فقائد القيادة المركزية الأمريكية، وقبل قيامه بتكليف قائد التشكيل الاستراتيجي لتنفيذ المهمة، قد قام هو وهيئة قيادته بإجراءات “تقدير الموقف الاستراتيجي” والتي تتضمن دراسة كافة المعلومات المتحصل عليها عن موقف إيران السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي والاجتماعي، وموقف حلفائها السياسيين والعسكريين وأذرعها التي تقاتل بالوكالة عنها، وموقف القوى العظمى المضادة كالصين وروسيا، ودراسة إمكانية تدخلها سياسيًّا أو عسكريًّا من عدمه، وغير ذلك من تهديدات محتملة. ومن جانب آخر دراسة موقف الحلفاء السياسيين والعسكريين للولايات المتحدة بالمنطقة.
ثم يقوم قائد التشكيل الاستراتيجي وهيئة قيادته بعمل الإجراءات نفسها ليحدد حجم وتشكيل قتاله بشكل نهائي، وكذا مطالبه من الدعم، ثم يعرض قراره على قائد القيادة المركزية الأمريكية في حضور هيئة قيادته والمعنيين من البنتاجون، ولن يتحرك قائد التشكيل لتنفيذ المهمة إلا وهو متفهم تمامًا لها، ولديه كافة القوات والأسلحة والمعدات التي تجعله يحقق مهمته بكفاءة، وليس لأنه مجرد ذاهب للخليج وسيرجع دون حرب. مع الوضع في الاعتبار أن الهدف العسكري الأمريكي لا يتضمن الغزو البري لإيران.
ثالثًا: العديد من التقارير الاستراتيجية الأمنية والعسكرية الدولية أفادت بأن القوات الأمريكية التي تم دفعها للخليج العربي قد تفوق القدرة على التعامل مع كافة الأهداف الإيرانية، وبما يشل من قدرات إيران.
رابعًا: المشكلة الحقيقية ليست في شل قدرات إيران العسكرية، ولكن في أن أي رد ناجح من إيران أو من أذرعها بالوكالة في عمق إسرائيل مثلًا سيكون تأثيره شديد الخطورة مقارنة بالتأثير الذي سيحدث في داخل إيران.
نقلا عن “مركز دراسات شئون الأمن العالمي والدفاع” Global Security Defense Affairs، 15 مايو 2019.