شهدت مرحلة ما بعد سقوط حكم الإخوان موجة جديدة من العنف والإرهاب التي تعددت صورها وأشكالها، بداية من التحريض على القتل، وصولًا إلى تنفيذ عدد من العمليات والهجمات الإرهابية. وقد تشكل عدد من الخلايا النوعية، والحركات الإرهابية الإخوانية التي ارتبطت بالقيادي الإخواني “محمد كمال”، مسئول العمليات النوعية الذي تمت تصفيته على يد رجال الشرطة أثناء اختبائه في إحدى الشقق السكنية بمنطقة البساتين (أكتوبر 2016). ومن بين هذه الحركات: “العقاب الثوري”، و”لواء الثورة”، و”حسم”، وغيرها من التنظيمات والخلايا الإرهابية.
وقد ظهرت حركة حسم لأول مرة من خلال إعلان مسئوليتها عن حادث استهداف ضابط شرطة بمحافظة الفيوم (في يوليو 2016). ومنذ ذلك التاريخ وضعت الحركة بنكًا للأهداف، تبعها تنفيذ مجموعة من العمليات الإرهابية التي اتسع نطاقها الجغرافي، وتباينت تداعياتها، وكذا أدوات تنفيذها. وقد استندت الحركة في عملياتها إلى عددٍ من الفتاوى والأحكام التي بررت استخدام العنف ودعت إليه، من بينها كتاب “فقه المقاومة الشعبية للانقلاب”، و”بيان نداء أرض الكنانة”.
العمليات
نفذت الحركة خلال الفترة من 16 يوليو 2016 حتى 5 أغسطس 2019 ثماني عشرة عملية، توزعت على ست محافظات، هي: القاهرة، والجيزة، والفيوم، ودمياط، والبحيرة، والقليوبية. كما تنوعت أهدافها بين استهداف قوات أمنية، ورجال دين، وقضاة، وسفارات، ومنشآت أمنية، وصحية. وتنوعت الأدوات المستخدمة بين الأعيرة النارية، والعبوات الناسفة، والسيارات المفخخة. ويوضح الجدول التالي بيانًا بهذه العمليات وموقعها الجغرافي، والأهداف، وآلية التنفيذ المستخدمة.
جدول رقم (1): العمليات الإرهابية لحركة حسم خلال الفترة (16 يوليو 2016 – 5 أغسطس 2019)



ويوضح الشكل التالي توزيع هذه العمليات حسب الأهداف.
ويوضح الشكل التالي توزيع هذه العمليات حسب النطاق الجغرافي لمسرح العملية.

ملاحظات عامة
ومن خلال تتبع ورصد بيانات أبرز العمليات الإرهابية التي أعلنت حركة حسم مسئوليتها عنها، يمكن الوقوف على جملة من الملاحظات العامة، نوجزها فيما يلي:
1- على الرغم من أن الحركة أعلنت عن نفسها في أكتوبر 2014، من خلال فيديو مصور أعلنت خلاله عن الأهداف العامة للحركة، ودعت الحركات والجماعات المختلفة للانضمام إليها؛ إلا أن التدشين الحركي للجماعة جاء عبر دخولها مرحلة تخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية، بدءًا من 16 يوليو 2016، وتحديدًا في محافظة الفيوم.
2- حدث تحول نوعي كبير في عمليات الحركة، حيث انتقلت من الإرهاب العشوائي المتمثل في تنفيذ هجمات صغيرة محدودة التأثير تستهدف منشآت حكومية وبنية تحتية، وصولًا لإرهاب مُنظم ومُخطط له مع التركيز على العمليات النوعية وتحديد الأهداف بدقة.
3- سعت الحركة للترويج لأفكارها وعملياتها من خلال تدشين موقع إلكتروني لها، جعلته منصة لنشر بياناتها الإعلامية والعسكرية قبل أن يتم حظره وإغلاقه بالنظر إلى تحريضه على العنف والإرهاب.
4- نُسب للحركة منذ تأسيسها وحتى الآن نحو 18 عملية إرهابية، أعلنت الجماعة مسئوليتها عن معظمها عبر بيانات صادرة عنها. وكانت هذه البيانات تحمل عنوان “بلاغ عسكري” متبوعًا برقم العملية.
5- شكل أعضاء الحركة فيما بينهم هيكلًا تنظيميًّا من خلال مجموعة من الأقسام (قسم المعلومات والتحريات، قسم المتابعة والرصد، قسم الاغتيالات، قسم التفجيرات المركزية) وذلك بغرض توزيع المهام الإرهابية والتنسيق فيما بينهم.
6- عملت الحركة على محاكاة السلفية الجهادية فيما يرتبط بالفكر والحركة، وهو ما بدا واضحًا من خلال مجموعة من الإصدارات، أبرزها إصدار “الكمين القاتل” الذي صدر في نوفمبر 2018 بهدف الإشادة بهجوم الواحات البحرية الذي أعلنت جماعة أنصار الإسلام مسئوليتها عنه.
7- تتبع الحركة أسلوبًا يميل لأسلوب تنظيم “داعش”، من حيث الاعتماد على فرقة متخصصة في الاغتيالات، والمتفجرات، بالإضافة إلى الأذرع الإعلامية داخل الحركة.
8- اتسمت عمليات الحركة بالانتشار الجغرافي، لتشمل محافظات القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والفيوم، والبحيرة، ودمياط.
9- تنوعت آليات الحركة في تنفيذ عملياتها، لتشمل إطلاق الأعيرة النارية، وتفجير العبوات الناسفة، والسيارات المفخخة.