حتى هذه اللحظة لا يوجد علاج حاسم لفيروس (كورونا المستجد) أو “كوفيد-19″، وبالتالي يلجأ الأطباء إلى إيداع المرضى المصابين في وحدة الرعاية بالمستشفى (بمختلف درجاتها) لتقديم الرعاية الطبية اللازمة، وبالأخص للحالات غير المستقرة، في محاولة أخيرة لإبقائهم على قيد الحياة. ومع الارتفاع السريع يوميًّا في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد؛ ازداد الضغط على وحدات الرعاية، وخصوصًا أسِرَّة الرعاية المركزة والحرجة الموجودة في المستشفيات، وأصبحت الأعداد الموجودة من هذا النوع من الأسِرَّة غير كافية لرعاية العدد الكبير من المصابين، وهو ما يشكل أزمة حقيقية لأغلب بلدان العالم اليوم.
وحدات الرعاية بالمستشفيات
وحدة الرعاية هي قسم خاص في المستشفى يقدم أقصى أنواع الرعاية الصحية الممكنة للمرضى أصحاب الحالات الحرجة والخطيرة. وتتدرج إلى ثلاثة مستويات بتخصصات مختلفة (على سبيل المثال: رعاية قلب، رعاية حروق، حديثو الولادة) وفقًا لحالة المريض.
وتُعد غرف الرعاية من أهم وأغلى المرافق، من حيث التكلفة التشغيلية داخل المستشفى؛ حيث توجد بها كافة الآلات والأجهزة المتخصصة -مرتفعة التكلفة- اللازمة للمراقبة المستمرة لعمل وظائف الجسم، وأجهزة التنفس الصناعي، والأجهزة اللازمة لإنعاش الدورة الدموية للمريض وقت الاحتياج. كما يتطلب هذا القسم وجود عدد أكبر من الكوادر الطبية المتخصصة والمدربة. على سبيل المثال، تكون نسبة عدد الممرضين إلى المرضى 1:1 تقريبًا (أي ممرض لكل مريض)، لكن للمرضى ذوي الحالات المستقرة نسبيًّا من الممكن أن ترتفع نسبة عدد الممرضين إلى المرضى إلى حوالي 1:2 أو 1:3، بينما قد ترتفع في حالة المرضى ذوي الحالات غير المستقرة إلى ممرضين اثنين لكل مريض، وذلك مقارنةً بمتوسط ممرض واحد لكل 4 أو 5 مرضى في الأقسام العادية داخل المستشفى.
أسِرَّة الرعاية عالميًّا في مواجهة كورونا
تتباين أعداد أسِرَّة الرعاية الموجودة في مستشفيات العالم وفقًا للميزانيات التي تخصصها تلك البلدان للقطاع الصحي وقوة الأنظمة الصحية لديها. ففي حالة المستشفيات الأوروبية، يبلغ متوسط أعداد أسِرَّة الرعاية الحرجة 11.5 سرير لكل 100 ألف مواطن، بينما يبلغ في حالة المستشفيات الآسيوية حوالي 3.6 سرير فقط لكل ألف مواطن (انظر الرسوم البيانية التالية).


وعلى الرغم من ارتفاع المتوسط في أوروبا، إلا أن أغلب البلدان الأوروبية، خاصةً إيطاليا وإسبانيا، تعاني اليوم من نقص حاد في أسرة الرعاية المركزة والحرجة المتوفرة للمرضى، بسبب الزيادة الهائلة في أعداد المصابين يوميًّا. فحتى كتابة هذا المقال، وصل عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في إيطاليا إلى حوالي 87 ألف مصاب، بينما في اسبانيا وصل العدد إلى حوالي 73 ألف مصاب.
ولا يقتصر الأمر فقط على المستشفيات في أوروبا ولكن الولايات المتحدة الأمريكية تعاني أيضًا، رغم أنها تمتلك واحدًا من أقوى الأنظمة الصحية في العالم، ولديها بالفعل أعلى متوسط لأسرة الرعاية الحرجة عالميًّا (حوالي 34.7 سريرًا لكل 100 ألف مواطن)، بسبب الارتفاع الهائل في معدل انتشار فيروس كورونا المستجد (104 آلاف مصاب بالفيروس)، وبدأ النظام الصحي في بعض الولايات، خاصة ولاية نيويورك، بالانهيار في مواجهة هذا الفيروس.
أسِرَّة الرعاية في مصر
وفقًا للموقع الرسمي لوزارة الصحة والسكان، ووفقًا لآخر إحصاءات رسمية منشورة، يبلغ إجمالي عدد أسِرَّة الرعاية في مصر 3047 سريرًا موزعة على 375 مستشفى حكوميًّا تابعًا لوزارة الصحة والسكان (بمتوسط 3.04 سرير رعاية لكل 100 ألف مواطن) كما هو موضح في الجدول رقم (1). ورغم غياب الإحصائيات الرسمية، إلا أن بعض المصادر تشير إلى أن هذا العدد يرتفع إلى (7000) سرير رعاية، إذا أضفنا الإمكانيات المتوافرة في المستشفيات الجامعية والخاصة، بخلاف المنشآت الطبية التابعة للقوات المسلحة.
ولطالما شكلت الأعداد المحدودة من أسِرَّة الرعاية تحديًا يواجه وزارة الصحة، وهو ما استدعى ضرورة عمل غرفة مركزية (غرفة الخدمات الطارئة لوزارة الصحة، ويمكن الاتصال بها على الرقم 137). ولدى الغرفة قاعدة بيانات كاملة لكل المستشفيات الحكومية والأسِرَّة المتاحة بكل مستشفى، وذلك بهدف التنسيق بين المستشفيات وتسهيل إحالة المرضى من مستشفى إلى آخر حسب الإمكانات الطبية المتاحة في أقسام الرعاية داخل كل مستشفى. كما تم الإعلان في شهر فبراير الماضي عن تخصيص 5 مليارات جنيه من موازنة وزارة الصحة للعام المالي 2020/2021 لمبادرات تطوير أقسام الرعاية المركزة، وحضّانات الأطفال، وأقسام الطوارئ بالمستشفيات.
ونظرًا لتداعيات الموقف الحالي من تفشي فيروس كوفيد-19 في العالم، أعلن السيد الرئيس “عبدالفتاح السيسي” عن تخصيص 100 مليار جنيه (6.38 مليارات دولار) من أجل تمويل الخطة الشاملة، وما تتضمنها من إجراءات احترازية للسيطرة على الفيروس. ويُتوقع أن يتم تخصيص جزء كبير من هذه الميزانية للمستشفيات من أجل سرعة تطوير وزيادة أعداد أسرّة الرعاية المركزة والحرجة؛ لدورها المحوري في علاج ورعاية المصابين بالفيروس، مع الاستغلال الأمثل للوضع الحالي من الانتشار المحدود لفيروس كورونا المستجد في مصر (أعداد المصابين 536 حالة).
جدول (1): بيان بتوزيع أسِرَّة الرعاية داخل المستشفيات الحكومية بمحافظات الجمهورية لعام 2016
المحافظة | عدد المستشفيات | عدد أسِرَّة الرعاية |
القاهرة | 53 | 522 |
الجيزة | 26 | 253 |
الإسكندرية | 11 | 87 |
مطروح | 12 | 72 |
جنوب سيناء | 8 | 51 |
بني سويف | 8 | 47 |
الفيوم | 7 | 53 |
الإسماعيلية | 8 | 42 |
دمياط | 14 | 91 |
كفر الشيخ | 18 | 103 |
بورسعيد | 6 | 85 |
الدقهلية | 26 | 193 |
الوادي الجديد | 5 | 17 |
البحر الأحمر | 6 | 26 |
القليوبية | 16 | 130 |
البحيرة | 19 | 169 |
الغربية | 19 | 255 |
المنوفية | 18 | 130 |
الشرقية | 25 | 203 |
شمال سيناء | 5 | 30 |
قنا | 10 | 59 |
السويس | 2 | 33 |
أسوان | 8 | 40 |
الأقصر | 8 | 70 |
سوهاج | 14 | 106 |
أسيوط | 12 | 84 |
المنيا | 11 | 96 |
الإجمالي | 375 | 3047 |