في عالم يزداد فيه الغموض وظاهرة “اللا يقين”، وتتراجع فيه الحدود الفاصلة بين الظواهر السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويصعب فيه التمييز بين ما هو داخلي وما هو خارجي، وما يدخل في نطاق “الأمن القومي”، وما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تحولات جيواستراتيجية، وجيواقتصادية. يصاحبها انهيار بعض دولها، ودخولها مرحلة “الدول الفاشلة”، ليجعلها ساحة للتنافس الدولي، وتدخّل القوى الخارجية في شئون المنطقة، ناهيك عن سعي بعض القوى الإقليمية للهيمنة على الإقليم، وفرض رؤيتها على الدول الرئيسية التقليدية به؛ تُصبح قدرة صانع القرار على تحديد البدائل والخيارات المتاحة إزاء قضيةٍ أو تحدٍّ ما مسألةً شديدة الصعوبة، وتصبح عملية تقييم تكاليف وعوائد البدائل المختلفة القابلة للتطبيق أكثر صعوبة.
في ظل هذه السيولة السياسية والأمنية الإقليمية والدولية؛ تزداد الحاجة إلى مركز “تفكير” مصري مؤثر يؤسَّس على التفكير والبحث العلمي، ينهض على تقديم رؤية مصرية للتحولات الإقليمية والدولية، انطلاقًا من الثوابت والمبادئ التي تؤطر تحركات القيادة المصرية إقليميًّا ودوليًّا.
يُمارس المركز رسالته من خلال ثلاثة برامج بحثية أساسية، هي:
ويُعنَى بدراسة التحولات الدولية الأبرز على الساحة الدولية، وعلى مستوى إقليم الشرق الأوسط، خاصة ذات الطابع الاستراتيجي، وتأثيرها على المصالح والأمن القومي المصري، وذلك في مختلف الأقاليم الجغرافية. ويضم البرنامج مجموعة من الوحدات المتخصصة، منها: وحدة الدراسات الأمريكية، وحدة الدراسات الأوروبية، وحدة الدراسات الآسيوية، وحدة الدراسات الإفريقية، وحدة الدراسات العربية والإقليمية.
ويحلل قضايا الأمن القومي بأبعاده المختلفة، ويضم العديد من الوحدات، منها: وحدة الأمن السيبراني، وحدة التسلح، وحدة التطرف، وحدة الإرهاب والصراعات المسلحة.