المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
الإرهاب والصراعات المسلحة
مستقبل الحوثيين بين الضغوط الدولية والتحديات الداخلية
الدراسات الأفريقية
الفجوة الخضراء: القمة الأفريقية للمناخ بين الالتزام السياسي وتحدي التمويل
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: 6 سيناريوهات تشكل مستقبلنا الاقتصادي
الإرهاب والصراعات المسلحة
مُحددات حاكمة: تداعيات الانسحاب الأمريكي من العراق على نشاط تنظيم داعش
العلاقات الدولية
العدوان الإسرائيلي على قطر وانتهاك مبدأ السيادة وسلامة إقليم الدولة
الدراسات الأمريكية
الطلقة الأولى نحو الحرب الأهلية الأمريكية المحتملة: ما تداعيات اغتيال تشارلي كيرك؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تمويل التعافي: تحويلات المصريين بالخارج.. طفرة قياسية وجهود حكومية
الدراسات العربية والإقليمية
مسار تصادمي: العلاقات التركية الإسرائيلية بين التوتر وضبط التصعيد
دراسات الإعلام و الرأي العام
معركة الصورة: كيف تواجه إسرائيل تآكل سرديتها في الرأي العام الغربي
ورقة بحثية
المعركة المحتملة: دوافع ومآلات الحشد العسكري في غرب ليبيا
الدراسات العربية والإقليمية
مكاسب متبادلة: لماذا تعزز القاهرة جهود الوساطة في أزمة الملف النووي الإيراني؟
الدراسات الأسيوية
إدارة المتناقضات الدولية: السياسة الخارجية الهندية بين الاستقلالية الاستراتيجية وتعدد المحاور
تقرير
أبعاد تنامي التهديد الإرهابي في المثلث الحدودي بين مالي والسنغال وموريتانيا 
الدراسات العربية والإقليمية
الحسابات المعطلة: حدود الفاعلية السياسية لعملية "تركيا خالية من الإرهاب
الدراسات العربية والإقليمية
دلالات استهداف قادة حماس في الدوحة
الدراسات الأفريقية
تيكاد 9 – نموذج تنموي جديد لليابان في أفريقيا
الدراسات الأوروبية
" الضمانات الأمنية": حدود الدور الألماني في أمن أوكرانيا
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الفائض الأولي: خطوة للأمام في رحلة تخفيف عبء الدين
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
مصر ومفاوضات الحد من تلوث البلاستيك نحو التزام دولي وتحول وطني في إدارة النفايات
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
بنك مصري بلا فروع التحول البنكي الذكي لتعزيز الشمول المالي
الدراسات الأفريقية
المحاولة الانقلابية في مالي: بين الانقسامات الداخلية والضغوط الخارجية
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
شراكات تنموية:كيف استثمرت مصر قمة التيكاد لتعزيز علاقاتها مع اليابان؟
الإرهاب والصراعات المسلحة
الصراع في إقليم كشمير بين الإرث الاستعماري والتطرف الديني
الدراسات الأفريقية
الاستقرار الهش: مستقبل إقليم التيجراي بين الانقسامات السياسية والعسكرية
الدراسات العربية والإقليمية
انقسام الأجنحة السياسية: كيف يتفاعل الداخل الإيراني مع "آلية الزناد"؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
مبادلة الديون بالتنمية: تجارب دولية والحالة المصرية
السياسات العامة
من التشريع إلى الرقمنة: حوكمة التبرعات في مصر
الدراسات العربية والإقليمية
هل اخترقت إسرائيل الحوثيين استخباراتياً؟
الإرهاب والصراعات المسلحة
من التبرعات إلى القتال: العمل الخيري وتمويل الإرهاب.. الآليات وسبل التحصين
الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
"جدعون-2" وغزة: مآلات "السيطرة" و"الاحتلال"
Facebook X-twitter Linkedin Telegram Youtube
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
12 EGP150.00
  • × حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجيةحالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية 3 × EGP0.00
  • × حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصاديةحالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية 1 × EGP0.00
  • × حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنميةحالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية 1 × EGP0.00
  • × حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025 2 × EGP0.00
  • × تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالميتقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي 3 × EGP50.00
  • × حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيرانحالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران 2 × EGP0.00

المجموع: EGP150.00

عرض السلةإتمام الطلب

  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
تقرأ الأن: هل تستفيد الحرب الروسية الأوكرانية من دروس أزمة الصواريخ الكوبية؟
تقرير

هل تستفيد الحرب الروسية الأوكرانية من دروس أزمة الصواريخ الكوبية؟

د.مها علام
د.مها علام تم النشر بتاريخ 17/10/2022
وقت القراءة: 13 دقيقة
هل تستفيد الحرب الروسية الأوكرانية من دروس أزمة الصواريخ الكوبية؟
هل تستفيد الحرب الروسية الأوكرانية من دروس أزمة الصواريخ الكوبية؟
استمع للمقال
مشاركة
[
استمع للمقال
]

أوضح الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، خلال مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، أن “تهديدات “بوتين” لها تأثير مزعزع للاستقرار”، وحذر من “الأخطاء المحتملة في التقدير التي يمكن أن تترتب على ذلك ويمكن أن ينتهي بحرب نهاية العالم (هرمجدون)”. تأتي هذه التصريحات في أعقاب التصعيد الواسع الذي تشهده ساحة الحرب الروسية الأوكرانية، والتعنت في المواقف الذي يغلف سلوك أطرافها، بطريقة تنذر بدخول الحرب منعطفًا حرجًا يعيد للأذهان شبح أزمة الصورايخ الكوبية، بل ويفتح فرص أمام الحديث حول اندلاع حرب عالمية ثالثة. الأمر الذي يثير التساؤلات بشأن مسارات التصعيد والإحتواء التي تتصل بمسار الحرب الروسية الأوكرانية.

المحتويات
منعطف تصعيدي جديدالتهدئة…الفرص لا تزال قائمة 

منعطف تصعيدي جديد

شهدت الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في 24 فبراير الماضي فصلاً جديدًا من التصعيد الضخم الذي بدأت بوادره مع إتجاه كييف لشن هجمات مضادة بهدف استعادة المناطق التي وقعت تحت سيطرة موسكو، وهو التطور الذي ردت عليه موسكو بعقد استفتاءات لضم 4 مناطق أوكرانية جديدة (لوهانسك، دونتسيك، خيرسون، زاباروجيا). هذا، وقد مثلت عملية استهداف مضيق كيرتش على جسر القرم نقطة تحول مهمة في مسار الحرب، إذ قامت موسكو في أعقابها بتصعيد عسكري واسع في ميدان الحرب؛ حيث أمطرت المدن الأوكرانية، في 10 أكتوبر الجاري، بصواريخ كروز فيما وصفت بأوسع الهجمات الجوية نطاقًا التي شنتها منذ بداية الحرب. 

أدى هذا التصعيد إلى انقطاع الكهرباء عن مساحات شاسعة في أوكرانيا، كما استهدف الطرق الرئيسية والمتنزهات والمواقع السياحية في وسط مدينة كييف بكثافة. كما وردت تقارير عن انفجارات في لفيف وترنوبل وزيتومير في غرب أوكرانيا، ودنيبرو وكريمنشوك في وسط البلاد، وزاباروجيا في الجنوب، وخاركيف في الشرق. فيما أفادت الشرطة الأوكرانية بقيام القوات الروسية بإطلاق 84 صاروخًا، أسقط الدفاع الأوكراني منهم 43 صاروخًا، كما تضررت 70 منشأة، منها 29 منشأة من البنية التحتية الحيوية، و35 مبنى سكنيًا.

وتعليقًا على هذا الفصل الجديد من التصعيد، قال الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، في خطاب تليفزيوني،  إنه أمر بشن ضربات “واسعة النطاق” بعيدة المدى تستهدف قطاعات الطاقة والقيادة والاتصالات الأوكرانية، باستخدام صواريخ أطلقت من الجو والبحر والبر، ردًا على ما وصفه بــــــ”الهجمات الإرهابية”، ومن بينها الانفجار الذي وقع في مضيق كيرتش. ومن جهته، اعتبر الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” أن الهجمات الروسية تهدف إلى قتل الناس عن عمد، وتعطيل شبكة الكهرباء بأوكرانيا.

وارتباطًا بذلك، تعهد الرئيس الأمريكي “جو بايدن” لنظيره الأوكراني “زيلينسكي”، خلال اتصال هاتفي، بأن تزود واشنطن كييف بأنظمة جوية متقدمة.  وقال بيان للبيت الأبيض تعقيبًا على هذا الاتصال إن “الرئيس بايدن تعهد بمواصلة تزويد أوكرانيا بالدعم اللازم للدفاع عن نفسها، بما يشمل أنظمة دفاع جوي متقدمة”. مضيفًا أن واشنطن ستواصل بجانب حلفاءها وشركاءها فرض العقوبات على روسيا، وكذا “محاسبتها على جرائم الحرب والفظائع التي ترتكبها، وتزويد أوكرانيا بالمساعدات الأمنية والاقتصادية والإنسانية”. هذا، وقد وصف الرئيس “زيلينسكي” المحادثة بـــ”المثمرة”، لافتًا إلى أن الموضوع الرئيس خلالها دار حول “الدفاع الجوي”، بالاستناد إلى أن التعاون الدفاعي يقع على رأس الأولويات حاليًا.

وردًا على ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية “ماريا زاخاروفا”، على الموقع الإلكتروني للوزارة، “نكرر مرة أخرى، للجانب الأمريكي بوجه خاص، أن المهام التي نحددها في أوكرانيا سيتم إنجازها”. لكنها أكدت على الرغم من ذلك أن “روسيا منفتحة على الدبلوماسية والشروط معروفة جيدًا، وكلما طال أمد تشجيع واشنطن لطابع كييف العدواني، وتشجيع الأعمال الإرهابية للمخربين الأوكرانيين بدلاً من منعها، كان البحث عن حلول دبلوماسية أكثر صعوبة”.

يأتي كل هذا التصعيد على وقع اتساع نطاق الحديث عن إمكانية استخدام أسلحة نووية، بالاستناد إلى تصريحات الرئيس “بوتين” التي أكد فيها أنه سيستخدم “جميع الوسائل المتاحة” للدفاع عن الأراضي الروسية والتي تمتد إلى المقاطعات الأوكرانية الأربعة التي تم ضمها مؤخرًا. وهو ما يقدم تأكيد جديد للتهديدات التي كان “ديمتري ميدفيديف”، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، قد أطلقها صراحة بشأن حق موسكو في الدفاع عن نفسها بالأسلحة النووية إذا تم تجاوز حدودها. 

التهدئة…الفرص لا تزال قائمة 

تحمل التطورات الحرجة على ساحة الحرب الروسية الأوكرانية، وما ارتبط بها من تصعيد عسكري مغلف بتهديدات نووية مشاهد من أزمة الصواريخ الكوبية التي كادت أن تفجر حرب نووية بين القوتين العظميتين (الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي). فمنذ انطلاق الشرارة الأولى للحرب تعالت بعض التحليلات التي اعتبرت ما يجري مقدمة لحرب عالمية ثالثة، سيما مع اتجاه الأطراف إلى التعنت في مواقفها من أجل تحقيق أكبر مكاسب، وهو الأمر الذي انعكس في تعثر المسار التفاوضي أكثر من مرة في أكثر من مناسبة. علاوة على ذلك، تظل مسألة سوء الإدراك أو سوء التقدير  محفز قائم قد يدفع أي طرف إلى اتباع نهج متهور يفرض تكاليف بالغة، فالتصعيد لا يقع بالضرورة وفق لحسابات المنطق والمصلحة، وإنما قد يكون نتيجة لتصرفات غير محسوبة أو مدراكات غير مكتملة أو مشتتة أو مشوهة. ومن ثم، فإن الاحتمالات المرتبطة بالتهديدات النووية أو التصعيد غير المحسوب لا تزال قائمة، بل وتتطلب الجدية في مواجهتها والتعامل معها.

إلا أن الحديث عن أزمة الصواريخ الكوبية لا يعكس فقط الصورة السلبية المرتبطة باندلاع حرب ثالثة، وإنما يحمل صورة إيجابية أيضًا ارتبطت بقدرة الطرفين المتنافسين على تجاوز هذا المأزق وإحتوائه عبر فتح قنوات خلفية عززت من التوصل لتفاهم يحفظ ماء الوجه للطرفين. لذا، فإن إسقاط هذه الأزمة التاريخية على مشهد الحرب الروسية الأوكرانية لا يعني بالضرورة تفجرها، وإنما قد يبلور أيضًا مسار لإحتوائها. فعلى الرغم من تعدد الأدوات المتاحة للرد على وضع الصواريخ السوفييتية في كوبا بما فيها توجيه ضربةٍ جوية إلى مواقع الصواريخ بكوبا، أو اجتياح كوبا، إلا أن الرئيس الأمريكي “جون كيندي” قد انتهج مسارًا أقل تصعيدًا، عبر فرض ما أسماه بـــ”العزل البحري” quarantine – وليس الحصار حتى لا يعد إعلان حرب – على كوبا، ليفسح المجال أمام الدبلوماسية. وعلى ذات المنوال، لا تزال احتمالات أن تسير الحرب الروسية الأوكرانية على ذات المسار الإيجابي قائمة بطريقة تساهم في إحتواء المشهد وتقف أمام المزيد من التصعيد. 

وفي هذا السياق، يتضح أن هناك جملة من المؤشرات التي تعزز من فرص الاتجاه صوب التهدئة والإحتواء؛ والتي يأتي في مقدمتها اعتبار الحرب الروسية الأوكرانية معاكسة تمامًا لأزمة الصواريخ الكوبية، انطلاقًا من كون النقطة المضيئة الأبرز فيها هي أن الولايات المتحدة وروسيا ليستا في مواجهة نووية مباشرة، كما أن أوكرانيا ليست كوبا. لذا، يمكن النظر إلى حالة التصعيد الجارية في طور كونها عملية مصطنعة الغرض منها تحقيق أكبر مكاسب ممكنة لكل طرف. وعلى هذا النحو يمكن تفكيك مواقف الأطراف كالآتي:

ما يتعلق بروسيا:

يبدو أن موسكو تأمل في أن يجبر التهديد النووي واشنطن على التدخل و”تجميد” الصراع  على وضعه الحالي بما يضمن لروسيا مكاسبها الإقليمية الجديدة. وعليه، يمكن النظر إلى كل التحركات الروسية وفق هذا المنظور بما فيها الإعلان عن مناورات عسكرية باستخدام أنظمة صواريخ إسكندر في كالينينجراد، والاستعداد لاختبار صاروخ كروز من طراز Burevestnik يعمل بالطاقة النووية في نوفايا زيمليا، وإغلاق المجال الجوي لاختبار إطلاق صاروخ باليستي…وغيرها. وفي ذات السياق، تبدو موسكو بحاجة ماسة إلى وقف هجوم أوكرانيا المضاد الذي يؤثر على فعاليتها القتالية، بل ويضطرها إلى التراجع والانسحاب من بعض المناطق. وهي المسألة التي ترتبط أيضًا بالحديث المتزايد حول اختلاف الأوليجاركية الروسية بشأن العملية العسكرية، وكذا مدى الرضاء الحقيقي لدى الشعب الروسي عن استمرارها، سيما في أعقاب الإعلان عن التعبئة الجزئية. عطفًا على ماسبق، تدرك روسيا جيدًا أن أي تصعيد نووي من جانبها لن يضر فقط بمكانتها وسمعتها الدولية، وإنما قد يضر أيضًا بعلاقاتها مع الدول الصديقة لها والقريبة منها كالصين والهند ودول آسيا الوسطي. 

أما عن الولايات المتحدة:

من جهتها، فإن الحرب قد حققت لواشنطن بعض المصالح؛ مثل: التأكيد من جديد على قيادتها للعالم عبر تزعم كل الجهود الدولية لمعاقبة وعزل موسكو، كما عززت الحرب من العلاقات عبر الأطلسية ودور حلف “الناتو”. ومع ذلك، فإن استمرار الحرب قد ينال من هذه المكاسب، بل وقد يبتلعها، وهو الأمر الذي انعكس في تزايد الامتعاض الذي تبديه بعض الدول بشأن العقوبات وتأثيرها، وأيضًا تزايد الخلافات حول ملف الطاقة، بجانب ظهور بوادر تصدع عبر أطلسي جديد مبعثها الخلاف حول التعامل مع الحرب. ومن ناحية أخرى، فقد فرضت الحرب مجموعة الضغوط على واشنطن بداية من المشكلات الاقتصادية الداخلية، ومرورًا بتكلفة المساعدات الهائلة التي قدمتها، ووصولاً إلى المسؤولية التي تتحملها لإنهاء الحرب انطلاقًا من دورها القيادي. وبالتالي، فإن استمرار الحرب واتجاهها للتصعيد غير المحسوب يعني مزيد من الضغوط على واشنطن ومكانتها الدولية.

وفيما يتعلق بالدول الأوروبية:

يبدو أنها تشهد أوضاع صعبة، تختبر في أقصاها تجربة التكامل الأوروبي ذاتها. لذا، فإن استمرار الحرب واتجاهها لمزيد من التصعيد يعني بالنسبة لأوروبا المزيد من المشكلات الاقتصادية، وأزمة طاقة شرسة، وأزمة لاجئين موسعة. كما يعني أيضًا مزيد من تراجع الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي في مقابل مزيد من الاعتماد الأوروبي على الولايات المتحدة والمظلة الأمنية لحلف “الناتو”.

وبالنسبة لأوكرانيا:

 تبدو المسألة مزدوجة، فمن الطبيعي أن تكون لدى كييف رغبة في الحصول على أقصى قدر من المساعدات العسكرية من أجل استكمال عملياتها العسكرية المضادة لاستعادة الأراضي التي تم السيطرة عليها من قبل موسكو. ولكن – في المقابل – تعاني كييف من وضع سيء نجم عن استهداف بنياتها التحتية وخدماتها الأساسية واختناق سبل العيش فيها بطريقة تتطلب سرعة وقف الأعمال العسكرية والشروع في عملية إعادة إعمار فورية. 

مجمل القول، إن عملية التصعيد الجارية سواء على مستوى الحرب الكلامية أو مستوى الحرب الميدانية ينذر بتكرار مخاطر أزمة الصواريخ الكوبية، بل ويضع العالم بأسره على شفا كارثة عالمية جديدة. ويتصل بذلك، صعوبة حسم الحرب الروسية الأوكرانية عسكريًا، كما يصعب أيضًا توقع قبول موسكو لأي وضع ينال من صورتها ومكانتها الدولية. ما يعني أنها قد تتجه للمجازفة – حتى النووية – حال أدركت أنه الخيار الوحيد أمامها. ومن ثم، تتضح ضرورة احتواء المشهد المحتقن عبر القنوات الدبلوماسية من أجل التوصل لتوافق ما يضمن على الأقل الحد الأدني من مطالب كل طرف. 

فبالنظر إلى الدروس المستفادة من  أزمة الصواريخ الكوبية، يتضح أن أحد الجوانب الرئيسة لإحتواء الأزمة تمثلت في إنشاء قناة خلفية للتواصل بين موسكو وواشنطن. فقد تواصل “روبرت كينيدي”، المدعي العام وشقيق الرئيس “جون كينيدي”، مع المسؤول الاستخباراتي السوفييتي”ألكسندر فيكليسوف”. وهو ما يتماثل مع ما أبلغت به إدارة “بايدن” الكرملين عبر وسيط، في مايو 2022، أنها مستعدة لإنشاء مثل هذه القناة الخلفية. ويتصل أيضًا مع دعوة الخارجية الروسية الأخيرة عبر لسان المتحدثة “زاخاروفا” من أن روسيا منفتحة على الدبلوماسية. وهي المسألة التي تعززها القنوات المفتوحة بين واشنطن وموسكو بشأن تبادل المسجونين.

د.مها علام
د.مها علام
+ postsBio ⮌

رئيس وحدة الدراسات الأمريكية

  • د.مها علام
    https://ecss.com.eg/author/maha-alamecsstudies-com/
    لماذا تهدد احتجاجات الهجرة بانهيار النموذج الأمريكي؟
  • د.مها علام
    https://ecss.com.eg/author/maha-alamecsstudies-com/
    كيف يمكن قراءة الموقف الأمريكي من التصعيد الإسرائيلي الإيراني؟
  • د.مها علام
    https://ecss.com.eg/author/maha-alamecsstudies-com/
    “النهج المعاملاتي”.. ما هي الملفات ذات الأولوية في زيارة “ترامب” للشرق الأوسط؟
  • د.مها علام
    https://ecss.com.eg/author/maha-alamecsstudies-com/
    تصدعات واخفاقات وسخط شعبي.. حصاد المئة يوم الأولى لـ “ترامب”

ترشيحاتنا

مُحددات حاكمة: تداعيات الانسحاب الأمريكي من العراق على نشاط تنظيم داعش

الطلقة الأولى نحو الحرب الأهلية الأمريكية المحتملة: ما تداعيات اغتيال تشارلي كيرك؟

مكاسب متبادلة: لماذا تعزز القاهرة جهود الوساطة في أزمة الملف النووي الإيراني؟

أبعاد تنامي التهديد الإرهابي في المثلث الحدودي بين مالي والسنغال وموريتانيا 

وسوم: الصواريخ الكوبية, روسيا, سلايدر
د.مها علام 17/10/2022

تابعنا

تابعنا علي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة
Facebook أعجبني
Twitter تابعني
Instagram تابعني
Youtube مشترك

احدث إصدارات مكتبه المركز

Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 43%
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
EGP350.00
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 50%
تقديرات مصرية
تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
EGP100.00
EGP50.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة إيران
حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
No products found
الأكثر مشاهدة
العدوان الإسرائيلي على قطر وانتهاك مبدأ السيادة وسلامة إقليم الدولة
مُحددات حاكمة: تداعيات الانسحاب الأمريكي من العراق على نشاط تنظيم داعش
منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: 6 سيناريوهات تشكل مستقبلنا الاقتصادي
الطلقة الأولى نحو الحرب الأهلية الأمريكية المحتملة: ما تداعيات اغتيال تشارلي كيرك؟
الفجوة الخضراء: القمة الأفريقية للمناخ بين الالتزام السياسي وتحدي التمويل
مستقبل الحوثيين بين الضغوط الدولية والتحديات الداخلية

العلاقات الدولية

  • الدراسات الآسيوية
  • الدراسات الأفريقية
  • الدراسات الأمريكية
  • الدراسات الأوروبية
  • الدراسات العربية والإقليمية
  • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية

قضايا الأمن والدفاع

  • التسلح
  • الأمن السيبراني
  • التطرف
  • الإرهاب والصراعات المسلحة

السياسات العامة

  • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
  • تنمية ومجتمع
  • دراسات الإعلام والرأي العام
  • قضايا المرأة والأسرة
  • مصر والعالم في أرقام
12
    12
    Your Cart
    حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
    حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
    3 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
    حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
    1 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
    حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
    1 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
    حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
    2 X EGP0.00 = EGP0.00
    تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
    تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
    3 X EGP50.00 = EGP150.00
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    2 X EGP0.00 = EGP0.00
    Subtotal EGP150.00
    Shipping, taxes, and discounts calculated at checkout.
    View CartContinue ShoppingCheckoutEGP150.00

    Removed from reading list

    Undo