المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
الدراسات الأفريقية
مستقبل أجوا بعد 2025: محددات وسيناريوهات الشراكة الأمريكية الأفريقية
السياسات العامة
من النزوح إلى الاستقرار: تقييم أوضاع السودانيين العائدين اختياريًا – دراسة حالة مصر
السياسات العامة
قانون العمل المصري الجديد: من ثغرات 2003 إلى إصلاحات 2025
الدراسات العربية والإقليمية
هل يُغير السلوك الإسرائيلي التوسعي الترتيبات الأمنية بالمنطقة؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الذكاء الاصطناعي الشامل من أجل التنمية: قراءة في تقرير الأونكتاد 2025
الإرهاب والصراعات المسلحة
مستقبل الحوثيين بين الضغوط الدولية والتحديات الداخلية
الدراسات الأفريقية
الفجوة الخضراء: القمة الأفريقية للمناخ بين الالتزام السياسي وتحدي التمويل
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: 6 سيناريوهات تشكل مستقبلنا الاقتصادي
الإرهاب والصراعات المسلحة
مُحددات حاكمة: تداعيات الانسحاب الأمريكي من العراق على نشاط تنظيم داعش
العلاقات الدولية
العدوان الإسرائيلي على قطر وانتهاك مبدأ السيادة وسلامة إقليم الدولة
الدراسات الأمريكية
الطلقة الأولى نحو الحرب الأهلية الأمريكية المحتملة: ما تداعيات اغتيال تشارلي كيرك؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تمويل التعافي: تحويلات المصريين بالخارج.. طفرة قياسية وجهود حكومية
الدراسات العربية والإقليمية
مسار تصادمي: العلاقات التركية الإسرائيلية بين التوتر وضبط التصعيد
دراسات الإعلام و الرأي العام
معركة الصورة: كيف تواجه إسرائيل تآكل سرديتها في الرأي العام الغربي
ورقة بحثية
المعركة المحتملة: دوافع ومآلات الحشد العسكري في غرب ليبيا
الدراسات العربية والإقليمية
مكاسب متبادلة: لماذا تعزز القاهرة جهود الوساطة في أزمة الملف النووي الإيراني؟
الدراسات الأسيوية
إدارة المتناقضات الدولية: السياسة الخارجية الهندية بين الاستقلالية الاستراتيجية وتعدد المحاور
تقرير
أبعاد تنامي التهديد الإرهابي في المثلث الحدودي بين مالي والسنغال وموريتانيا 
الدراسات العربية والإقليمية
الحسابات المعطلة: حدود الفاعلية السياسية لعملية "تركيا خالية من الإرهاب
الدراسات العربية والإقليمية
دلالات استهداف قادة حماس في الدوحة
الدراسات الأفريقية
تيكاد 9 – نموذج تنموي جديد لليابان في أفريقيا
الدراسات الأوروبية
" الضمانات الأمنية": حدود الدور الألماني في أمن أوكرانيا
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الفائض الأولي: خطوة للأمام في رحلة تخفيف عبء الدين
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
مصر ومفاوضات الحد من تلوث البلاستيك نحو التزام دولي وتحول وطني في إدارة النفايات
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
بنك مصري بلا فروع التحول البنكي الذكي لتعزيز الشمول المالي
الدراسات الأفريقية
المحاولة الانقلابية في مالي: بين الانقسامات الداخلية والضغوط الخارجية
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
شراكات تنموية:كيف استثمرت مصر قمة التيكاد لتعزيز علاقاتها مع اليابان؟
الإرهاب والصراعات المسلحة
الصراع في إقليم كشمير بين الإرث الاستعماري والتطرف الديني
الدراسات الأفريقية
الاستقرار الهش: مستقبل إقليم التيجراي بين الانقسامات السياسية والعسكرية
الدراسات العربية والإقليمية
انقسام الأجنحة السياسية: كيف يتفاعل الداخل الإيراني مع "آلية الزناد"؟
Facebook X-twitter Linkedin Telegram Youtube
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
2 EGP0.00
  • × حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيرانحالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران 2 × EGP0.00

المجموع: EGP0.00

عرض السلةإتمام الطلب

  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
تقرأ الأن: مستقبل أجوا بعد 2025: محددات وسيناريوهات الشراكة الأمريكية الأفريقية
الدراسات الأفريقية

مستقبل أجوا بعد 2025: محددات وسيناريوهات الشراكة الأمريكية الأفريقية

هايدي الشافعي
هايدي الشافعي تم النشر بتاريخ 01/10/2025
وقت القراءة: 17 دقيقة
استمع للمقال
مشاركة

شكل قانون النمو والفرص الأفريقي (أجوا) حجر الأساس للشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول أفريقيا جنوب الصحراء لأكثر من عقدين من الزمان، ومع اقتراب موعد انتهائه، المقرر في 30 سبتمبر 2025، تزداد مخاوف الدول الأفريقية حول مستقبل الشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة في حالة انتهاء العمل بـ”أجوا” دون طرح بديل مناسب. في هذا السياق، تحاول هذه الورقة الوقوف على السيناريوهات المحتملة لقانون “أجوا” ما بعد 2025، مع الأخذ في الاعتبار سياق ومحددات القرار الأمريكي بهذا الشأن. وذلك على النحو التالي:

المحتويات
أولًا: الملامح الرئيسية لأجواثانيًا: سياق ومحددات القرار الأمريكيثالثًا: السيناريوهات المحتملة

أولًا: الملامح الرئيسية لأجوا

يُعد “قانون النمو والفرص الأفريقي” (African Growth and Opportunity Act – AGOA)، الذي أقره الكونجرس الأمريكي لأول مرة عام 2000، أبرز أدوات السياسة التجارية الأمريكية تجاه القارة الأفريقية، وتتم في إطاره معظم التبادلات التجارية بين واشنطن والدول الأفريقية المستفيدة. فقد منح هذا الإطار القانوني أكثر من أربعين دولة أفريقية إمكانية النفاذ التفضيلي إلى الأسواق الأمريكية عبر إعفاء ما يزيد على 6000 سلعة من الرسوم الجمركية. وكان من المقرر أن ينتهي العمل بـ”أجوا” في نهاية سبتمبر 2007، وتم تمديده أكثر من مرة، كان آخرها في يونيو 2015 حين مدد الرئيس باراك أوباما صلاحية القانون حتى عام 2025.

ويمكن للبيانات المتعلقة بحجم التجارة أن توضح التأثير المترتب على قانون “أجوا” على التجارة الأمريكية مع دول أفريقيا جنوب الصحراء. على سبيل المثال؛ بلغت قيمة الصادرات الإجمالية إلى الولايات المتحدة من البلدان المستفيدة من “أجوا”، في عام 2024، أكثر من 29 مليار دولار أمريكي، بينها 8.4 مليار دولار تمت بموجب قانون “أجوا”. وتعد جنوب أفريقيا المصدر الرائد في أفريقيا جنوب الصحراء إلى الولايات المتحدة بموجب قانون “أجوا”، تليها نيجيريا، ثم غانا، وكوت ديفوار، وأنجولا. وتستأثر هذه الدول الخمس بما يزيد على 80% من صادرات أفريقيا بموجب “أجوا”. وعلى مستوى القطاع، يهيمن النفط الخام على حوالي خُمس واردات الولايات المتحدة من المنطقة، بينما تمثل المنتجات المعدنية وصناعات السيارات والمنسوجات والملابس والمنتجات الزراعية أبرز الصادرات الأفريقية غير البترولية بموجب “أجوا”.

شكل1: التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والدول المستفيدة من أجوا، الفترة من (2000 حتى 2024)

شكل2: أهلية الدول المستفيدة من أجوا من إبريل 2024 حتى نهاية عام 2025

وعلى الرغم من أن قانون “أجوا” تم وضعه لتستفيد منه 49 دولة أفريقية جنوب الصحراء، إلا أنه بحلول عام 2025 كانت 32 دولة فقط مؤهلة للحصول على مزايا قانون “أجوا”، بينما لم تؤهل 17 دولة أخرى، لعدم التزامها بمعايير الأهلية، أو لأنها لم تطلب الانضمام إلى قانون “أجوا” من الأساس (السودان، والصومال)، حيث تراجع الإدارة الأمريكية معايير الالتزام بعضوية “أجوا” سنويًا ويحدد أهلية كل بلد. وبالتالي يمكن للرئيس الأمريكي استبعاد الدول حسب تقديره، متذرعًا بأسباب مثل انتهاكات حقوق الإنسان والسياسات الحمائية، وتقويض الأمن القومي للولايات المتحدة أو مصالح السياسة الخارجية الأمريكية. ويُذكر أن واشنطن على مدار ما يزيد على عقدين استخدمت معايير حقوق الإنسان والأمن القومي لتوقف أهلية العديد من الدول الأفريقية، بينما غضت الطرف عن ممارسات مرتبطة بنفس المعايير مع دول أخرى.

وعلى الرغم من الفوائد المحققة من “أجوا”، فقد اتسم تطبيق القانون على مدار ما يزيد على العقدين بالازدواجية؛ فمن جهة ساعد في تعزيز بعض القطاعات الاقتصادية وزيادة الاندماج التجاري لأفريقيا في السوق الأمريكية، ومن جهة أخرى فشل في تحقيق استفادة جماعية واسعة النطاق للقارة ككل، وظل تأثيره محصورًا في اقتصادات بعينها، مع استمرار الاعتماد الكبير على صادرات المواد الخام بدلًا من تطوير سلاسل قيمة صناعية متكاملة.

ثانيًا: سياق ومحددات القرار الأمريكي

مع اقتراب موعد انتهاء العمل بقانون النمو والفرص الأفريقي في عام 2025، تتصاعد النقاشات حول مستقبله وما إذا كان سيترك لينتهي أو سيتم تمديده، أو تعديله، أو استبداله بإطار جديد للتعاون التجاري. ويأتي هذا الجدل في سياق عالمي وإقليمي شديد التعقيد، يتسم بعدة اعتبارات داخلية وخارجية متداخلة. إذ تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة صياغة استراتيجيتها التجارية بما يتناسب مع أولوياتها الجديدة في ظل رئاسة ترامب واتباعه نهج “أمريكا أولًا” وما يرتبط بها من صعود النزعات الحمائية في التجارة، إلى جانب الاهتمام المتزايد بالطاقة والموارد المعدنية.

بالإضافة لذلك فإن تجديد أو تعديل قانون “أجوا” لا يتوقف على إرادة الرئيس ترامب فقط، حيث يلعب الكونجرس الأمريكي دورًا حاسمًا في ذلك، وبالتالي يعتمد تجديد أو تعديل “أجوا” على وجود توازن قوى حزبي وسياسي داخل الكونجرس، وفي بعض الأحيان على ضغوط مجموعات ضغط صناعية ونقابات، بما في ذلك؛ غرفة التجارة الأمريكية، ومجلس الشركات في أفريقيا، والجمعية الأمريكية للملابس والأحذية، الذين قدموا بالفعل طلبات للكونجرس لمد “أجوا”. ومع ذلك، ستواجه هذه المواءمات ضغوطًا أخرى متعلقة بوجود دعوات لإنهاء “أجوا” لما يتركه من آثار سلبية على خلق فرص عمل محلية في الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، تُعد “أجوا” أداة من أدوات السياسة الخارجية الأمريكية للضغط على الدول الأفريقية المؤهلة للاستفادة من “أجوا”، لتحقيق مصالح واشنطن تحت تهديد نزعها من “أجوا”. فضلًا عن استخدامها كأداة لمعاقبة الدول التي لا ترضى عن تصرفاتها الإدارة الأمريكية. خاصة وأن قرار المنع من الأهلية يتم بناء على رغبة طرف واحد فقط وهو واشنطن، دون الرجوع للدول الأفريقية، نظرًا لطبيعة “أجوا” كونها قانونًا وليس اتفاق بين طرفين. وبالتالي من شأن انتهاء “أجوا”، خسارة واشنطن لأداة سياسية هامة للضغط على الدول الأفريقية.

فضلًا عن التنافس الجيوستراتيجي في المنطقة، حيث تواجه الولايات المتحدة ضغوطًا متزايدة لإعادة تأكيد نفوذها في أفريقيا في ظل توسع نفوذ الصين في القارة الأفريقية من خلال مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق، مستثمرةً بكثافة في البنية التحتية والصفقات التجارية المرتبطة بالطاقة والموارد المعدنية في أفريقيا، والتي تطمع واشنطن في توسيع الاستفادة منها. هذا بالإضافة إلى التنافس مع قوى عالمية أخرى، مثل الاتحاد الأوروبي والهند وروسيا ودول الخليج التي وسعت نفوذها بالفعل في أفريقيا خلال السنوات الماضية. وبدون اتجاه واضح، فإن واشنطن تخاطر بما هو أبعد من الخسائر التجارية الفورية حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تسريع تحول أفريقيا نحو الشراكات الاقتصادية الصينية والروسية على حساب أمريكا، مما يقوض المصالح الاستراتيجية الأمريكية طويلة الأجل في واحدة من أسرع المناطق الاقتصادية نموًا في العالم. وهو ما يفرض على الولايات المتحدة إعادة النظر في أدواتها للحفاظ على نفوذها الاقتصادي والسياسي في القارة.

ثالثًا: السيناريوهات المحتملة

في هذا الإطار، يصبح مستقبل “أجوا” بعد 2025 ليس مجرد مسألة تجارية، بل قضية ترتبط بشكل وثيق بآفاق التنمية في أفريقيا، وبالتوازنات الجيوسياسية العالمية، وكيفية إعادة تشكيل الشراكات الدولية. ومن هذا المنطلق، تأتي أهمية دراسة السيناريوهات المحتملة لمستقبل قانون النمو والفرص الأفريقي، حيث تبرز ثلاثة سيناريوهات محتملة في هذا الصدد، وهي:

  • السيناريو الأول: تمديد أجوا لفترة قادمة

يفترض هذا السيناريو تجديد الإدارة الأمريكية لقانون النمو والفرص الأفريقي واستمرار العمل به لفترة جديدة دون إدخال تعديلات جوهرية في شروطه أو نطاقه. ويستند هذا السيناريو على القبول الذي يحظى به “أجوا” من الجمهوريين والديمقراطيين داخل الكونجرس، فضلًا عن دعم الجهات المستفيدة، وجماعات الضغط، لمسألة التمديد نظرًا للمصالح الاقتصادية والسياسية التي يحققها للولايات المتحدة، والخوف من انتهائه دون إحراز أي تقدم في مفاوضات مَدّه، أو طرح بديل، خاصة وأن الصفقات الفردية تتطلب مفاوضات طويلة. ويعكس هذا المسار رغبة الإدارة الأمريكية في الحفاظ على الاستقرار في العلاقات التجارية مع أفريقيا مع تجنب الدخول في مفاوضات معقدة حول إطار بديل وترك “أجوا” ينتهي دون تمديد. ولكن حتى مع فرضية الضغط لمد العمل بقانون “أجوا” بعد عام 2025، فمن غير المرجح أن يستمر هذا لفترة طويلة، حيث يواجه “أجوا” بشكله الحالي انتقادات واسعة سواء داخل واشنطن أو حتى من الجانب الأفريقي. فضلًا عن أن “أجوا” في الأساس تم تصميمه في بدايته ليكون خطوة أولى نحو اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية الدائمة مع واشنطن. ولم يكن الهدف منه أن يولد ليستمر.

  • السيناريو الثاني: إنهاء العمل بـ”أجوا” دون بديل

يفترض هذا السيناريو ترك “أجوا” حتى تنتهي مدته دون حدوث أي إجراء من جانب الإدارة الأمريكية لمنعه، وبالتالي توقف العمل بالقانون دون بديل مباشر. ويستند هذا السيناريو على المناخ السياسي الأمريكي الحالي، الذي يتسم بالقومية الاقتصادية. وعدم الحديث علانية من جانب الإدارة الأمريكية عن نيتها لتجديد “أجوا” حتى تاريخه، قبل أسبوع واحد من موعد انتهائه. فضلًا عن تأجيل منتدى “أجوا” الذي كان من المقرر انعقاده في كينشاسا خلال شهري يوليو وأغسطس من هذا العام، دون تقديم مبررات أو تحديد موعد بديل. هذا إلى جانب إعلان ترامب أثناء ولايته الأولى إلى أنه لن يجدد قانون النمو والفرص في أفريقيا عندما ينتهي في عام 2025، وأعرب عن اهتمام أكبر بالصفقات التجارية الثنائية، حيث يؤمن ترامب بمبدأ المصلحة المتبادلة وينظر إلى “أجوا” باعتبارها منحه بلا مقابل، ما يُشير إلى تفضيل ترامب إلى إجراء إصلاح شامل لـ “أجوا” أو إنهائه تمامًا. أما الحُجة الأقوى الداعمة لهذا السيناريو فكانت فرض الرئيس دونالد ترامب لتعريفات جمركية على الدول الأفريقية التي من المفترض أنها تواجه رسوم صفرية بموجب “أجوا”، فمن بين 57 دولة تواجه معدلات تعريفات مرتفعة على مستوى العالم، هناك 20 دولة أفريقية تتراوح الرسوم المفروضة عليها بين 11٪ في الكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وحتى 50٪ على السلع من ليسوتو. بينما تواجه باقي الدول رسوم جمركية 10%. حيث يعتبر البعض هذه الرسوم بمثابة موت فعلي ل”أجوا”.

ويعد هذا السيناريو منخفض الاحتمالية لكنه يظل مطروحًا في حال تصاعد النزعات الحمائية في الداخل الأمريكي أو إعادة ترتيب الأولويات الاقتصادية لواشنطن لصالح ملفات أخرى. ويترتب على هذا السيناريو تداعيات سلبية مباشرة على الدول الأفريقية أبرزها؛ فقدان العديد من الدول الأفريقية لميزة النفاذ التفضيلي إلى السوق الأمريكية، ما يهدد بانكماش الصادرات والنقد الأجنبي، وزيادة معدلات البطالة في القطاعات التي اعتمدت على “أجوا”. فضلًا عن نتائجه الكارثية على السياسة الخارجية للولايات المتحدة ومصالح الأمن القومي، في ظل تنافس دولي واسع على التواجد في القارة الأفريقية. ما يجعله السيناريو الأسوأ لكل الأطراف.

  • السيناريو الثالث: الانتقال التدريجي

بدلًا من التمديد الشامل، يفترض هذا السيناريو تمديد “أجوا” بشكل مؤقت لمدة عام أو اثنين لحين الانتهاء من المفاوضات الخاصة بتعديله أو تغييره جوهريًا. بالتزامن مع عقد اتفاقيات تجارة ثنائية أو إقليمية مع بعض الدول أو التكتلات الأفريقية. ويجمع هذا السيناريو بين دوافع ومزايا السيناريوهين السابقين، من جهة يضمن الإبقاء على مزايا “أجوا” (مؤقتًا) للطرفين لحين معالجة الانتقادات والتحديات المرتبطة به، بينما يقدم فرصة للتحول إلى نظام تجاري آخر أكثر استقرارًا وعدالة. ما يجعله أكثر ترجيحًا.

وربما يمثل مشروع القانون المقترح من السيناتور الأميركي “كريس كونز” (ديمقراطي)، والسيناتور “جيمس ريش” (جمهوري)، الذي تم تقديمة للكونجرس في إبريل 2024- والذي تم مناقشتة مع القادة الأفارقة في منتدى “أجوا” الحادي والعشرين في واشنطن، يوليو 2024-، الأساس الذي تنطلق المفاوضات منه للوقوف على الشكل الجديد الذي يمكن أن تكون عليه الشراكة بين الولايات المتحدة والقارة الأفريقية ككل وليس فقط دول أفريقيا جنوب الصحراء. حيث يتضمن المشروع تعديلات جوهرية في القانون تشمل: تمديد العمل بالقانون مدة طويلة قد تصل إلى 16 عام، وتعديل العديد من أحكامه بما في ذلك؛ معايير الأهلية، وتمديد فترة مراجعة الأهلية إلى عامين، وتقديم خيارات عقابية أخرى دون تعليق الأهلية؛ بما في ذلك الإنهاء الجزئي لبعض المنتجات، وإخطار البلدان إذا لم تقم بإجراء تغييرات في العام المقبل، أو عدم اتخاذ أي إجراء إذا كانت المصالح الأميركية تخدم بشكل أفضل بهذه الطريقة. بالإضافة إلى تعديل قواعد المنشأ لتشمل دول شمال أفريقيا، والحفاظ على وضع الدول ذات الدخل المرتفع لمدة خمس سنوات متتالية. ويتفق مشروع “كريس وريش” في معظم بنوده مع مشروع اخر مقدم في ديسمبر 2024، من النائب “جون جيمس” رئيس اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية في الكونجراس الأمريكي المعنية بأفريقيا، مع الاختلاف حول مدة تمديد “أجوا” التي يرى جيمس انها ستكون 12 عام. وربما تخضع بنود القانون الجديد لتغييرات إضافية قد تمنح الإدارة الأميركية قدرًا أعظم من السلطة التقديرية.

في غضون ذلك، سيتم المضي قدمًا في إجراء اتفاقيات تجارة حرة ثنائية مع بعض الدول الأفريقية ذات الأهمية الاستراتيجية (اقتصاديًا أو سياسيًا) لواشنطن. ويزداد إهتمام واشنطن باتفاقيات التجارة الحرة الثنائية في ظل رئاسة ترامب، حيث تساهم هذه الاتفاقيات في تحقيق مصالح متعددة لواشنطن، وتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي في أفريقيا، بما في ذلك؛ تأمين الموارد الطبيعية، والحفاظ على مصالحها في الدول الأفريقية في ظل تصاعد التنافس مع قوى دولية أخرى مثل الصين وروسيا في المنطقة، والإبقاء على الدول الأفريقية كشريك يعتمد على واشنطن في التجارة والإستثمار. لالإضافة لذلك سيتم التركيز على الاتفاقيات التجارية في القطاعات ذات الأولوية لواشنطن مثل قطاع المعادن، والمثال الأبرز هنا هو اتفاقيات التعدين الأخيرة التي أجرتها مع رواندا والكونغو الديمقراطية، في ظل جهود السلام التي تتوسط فيها واشنطن بين الدولتين. ومع ذلك فإن هذا النهج الثنائي سيؤدي إلى تهميش الدول الأفريقية الصغيرة أو الأضعف اقتصاديًا وقد تُترك خارج هذه الاتفاقيات.

إجمالًا، يمكن القول إن سيناريوهات “أجوا” ما بعد 2025، تراوحت بين إنهاء “أجوا”، أو الإبقاء على الوضع القائم، وإجراء إصلاحات تضمن قدرًا أكبر من الشمول. وسيعتمد تجديد أو استبدال قانون النمو والفرص في أفريقيا على مدى اندماج القارة الأفريقية في الاستراتيجية الجيوسياسية والجيو-اقتصادية الأمريكية. إلا أن السماح بانتهاء “أجوا” دون تقديم بديل، يشير إلى أن سياسة الولايات المتحدة تجاه الدول الأفريقية قد تتحول من سياسة “التجارة، وليس المساعدات” -التي انتهجها ترامب مع إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية- إلى سياسة “لا تجارة ولا مساعدات”. وتبقى قدرة أفريقيا على الاستفادة من أي من هذه السيناريوهات رهينة بمدى استعدادها المؤسسي والاقتصادي، وكذلك بقدرتها على التفاوض الجماعي من خلال آليات إقليمية مثل منطقة التجارة الحرة القارية. ومن ناحية أخرى، فإن أي تقليص في الامتيازات قد يضع ضغوطًا كبيرة على الاقتصادات الأفريقية التي تعاني أصلًا من الضعف والتهميش.

هايدي الشافعي
هايدي الشافعي
+ postsBio ⮌
  • هايدي الشافعي
    https://ecss.com.eg/author/heidi-elshafei/
    الفجوة الخضراء: القمة الأفريقية للمناخ بين الالتزام السياسي وتحدي التمويل
  • هايدي الشافعي
    https://ecss.com.eg/author/heidi-elshafei/
    تيكاد 9 – نموذج تنموي جديد لليابان في أفريقيا
  • هايدي الشافعي
    https://ecss.com.eg/author/heidi-elshafei/
    تكالب خارجي: معادن الكونغو الديمقراطية.. محفز مزدوج للصراع والسلام
  • هايدي الشافعي
    https://ecss.com.eg/author/heidi-elshafei/
    رواندا نموذجًا: اتجاهات السياسة الأفريقية للتعامل مع ضغوط ترامب في الهجرة

ترشيحاتنا

الذكاء الاصطناعي الشامل من أجل التنمية: قراءة في تقرير الأونكتاد 2025

الفجوة الخضراء: القمة الأفريقية للمناخ بين الالتزام السياسي وتحدي التمويل

الطلقة الأولى نحو الحرب الأهلية الأمريكية المحتملة: ما تداعيات اغتيال تشارلي كيرك؟

تمويل التعافي: تحويلات المصريين بالخارج.. طفرة قياسية وجهود حكومية

وسوم: أجوا, أفريقيا, أمريكا, الأسواق الأفريقية, الأمن الاقتصادي, الاستثمار الأمريكي في أفريقيا, الاستراتيجية الأمريكية في أفريقيا, البدائل التجارية, التجارة الحرة, التعاون الاقتصادي, التعدين, التنافس الدولي في أفريقيا, التنمية الاقتصادية, السياسات التجارية, السياسة الأمريكية, الشراكة الاقتصادية, الصادرات الأفريقية, الصناعات التعدينية, الطاقة, العلاقات الأفريقية الأمريكية, القارة الأفريقية, المستقبل الاقتصادي لأفريقيا, المعادن, الموارد الطبيعية, النفوذ الأمريكي, الواردات الأمريكية, الولايات المتحدة, انتهاء أجوا, تمديد أجوا, سلاسل التوريد, واشنطن
هايدي الشافعي 01/10/2025

تابعنا

تابعنا علي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة
Facebook أعجبني
Twitter تابعني
Instagram تابعني
Youtube مشترك

احدث إصدارات مكتبه المركز

Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 43%
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
EGP350.00
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 50%
تقديرات مصرية
تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
EGP100.00
EGP50.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة إيران
حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
No products found
الأكثر مشاهدة
هل يُغير السلوك الإسرائيلي التوسعي الترتيبات الأمنية بالمنطقة؟
الذكاء الاصطناعي الشامل من أجل التنمية: قراءة في تقرير الأونكتاد 2025
من النزوح إلى الاستقرار: تقييم أوضاع السودانيين العائدين اختياريًا – دراسة حالة مصر
قانون العمل المصري الجديد: من ثغرات 2003 إلى إصلاحات 2025
مستقبل أجوا بعد 2025: محددات وسيناريوهات الشراكة الأمريكية الأفريقية

العلاقات الدولية

  • الدراسات الآسيوية
  • الدراسات الأفريقية
  • الدراسات الأمريكية
  • الدراسات الأوروبية
  • الدراسات العربية والإقليمية
  • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية

قضايا الأمن والدفاع

  • التسلح
  • الأمن السيبراني
  • التطرف
  • الإرهاب والصراعات المسلحة

السياسات العامة

  • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
  • تنمية ومجتمع
  • دراسات الإعلام والرأي العام
  • قضايا المرأة والأسرة
  • مصر والعالم في أرقام
2
    2
    Your Cart
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    2 X EGP0.00 = EGP0.00
    Subtotal EGP0.00
    Shipping, taxes, and discounts calculated at checkout.
    View CartContinue ShoppingCheckoutEGP0.00

    Removed from reading list

    Undo