المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
أكاذيب صهيونية حول حرب أكتوبر: السردية والرد
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
مستقبل الكهرباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
وثيقة السياسة التجارية المصرية: بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل
الدراسات العربية والإقليمية
الانعكاسات الجيوسياسية:ملامح الشرق الأوسط في اليوم التالي لوقف إطلاق النار بغزة
الإرهاب والصراعات المسلحة
هدف ملغوم: قاعدة باجرام وخيارات العودة الأمريكية إلى أفغانستان
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
من التشديد إلى التيسير: مسار السياسة النقدية المصرية
الإرهاب والصراعات المسلحة
الحزام الأحمر: المقاربة الأمنية-التنموية لاحتواء الصراع النكسالي في الهند
تقرير
أجيال Z وألفا وبيتا: تحديات الهوية الوطنية بين العولمة الرقمية والأمن الاجتماعي
الدراسات الأسيوية
مؤشرات كاشفة: كيف ترسخ الصين موقعها في النظام الدولي؟
ورقة بحثية
التخزين الجوفي للغاز بين التجارب العالمية والطموحات المصرية 
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تكلفة الغموض: أثر عدم اليقين في السياسة التجارية على الاقتصاد العالمي
ورقة بحثية
الحركات الطوارقية المسلحة وإعادة تشكيل الصراع في شمال مالي
السياسات العامة
توازن العقاب والتأهيل: التجربة المصرية في بناء منظومة الإصلاح والتأهيل
الدراسات العربية والإقليمية
تثبيت المسار: واشنطن وتسوية قضية الصحراء الغربية
تقرير
 الدورة الثمانين من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الاعتراف بفلسطين
الدراسات الأفريقية
الولاية السادسة: مستقبل الفيدرالية الصومالية بعد تأسيس ولاية شمال الشرق
ورقة بحثية
تأكيد الجريمة: تقييم الأمم المتحدة لجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة
الدراسات الأفريقية
مستقبل أجوا بعد 2025: محددات وسيناريوهات الشراكة الأمريكية الأفريقية
السياسات العامة
من النزوح إلى الاستقرار: تقييم أوضاع السودانيين العائدين اختياريًا – دراسة حالة مصر
السياسات العامة
قانون العمل المصري الجديد: من ثغرات 2003 إلى إصلاحات 2025
الدراسات العربية والإقليمية
هل يُغير السلوك الإسرائيلي التوسعي الترتيبات الأمنية بالمنطقة؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الذكاء الاصطناعي الشامل من أجل التنمية: قراءة في تقرير الأونكتاد 2025
الإرهاب والصراعات المسلحة
مستقبل الحوثيين بين الضغوط الدولية والتحديات الداخلية
الدراسات الأفريقية
الفجوة الخضراء: القمة الأفريقية للمناخ بين الالتزام السياسي وتحدي التمويل
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: 6 سيناريوهات تشكل مستقبلنا الاقتصادي
الإرهاب والصراعات المسلحة
مُحددات حاكمة: تداعيات الانسحاب الأمريكي من العراق على نشاط تنظيم داعش
العلاقات الدولية
العدوان الإسرائيلي على قطر وانتهاك مبدأ السيادة وسلامة إقليم الدولة
الدراسات الأمريكية
الطلقة الأولى نحو الحرب الأهلية الأمريكية المحتملة: ما تداعيات اغتيال تشارلي كيرك؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تمويل التعافي: تحويلات المصريين بالخارج.. طفرة قياسية وجهود حكومية
الدراسات العربية والإقليمية
مسار تصادمي: العلاقات التركية الإسرائيلية بين التوتر وضبط التصعيد
Facebook X-twitter Linkedin Telegram Youtube
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
3 EGP100.00
  • × حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025 1 × EGP0.00
  • × تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالميتقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي 2 × EGP50.00

المجموع: EGP100.00

عرض السلةإتمام الطلب

  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
تقرأ الأن: بين الحياد والحذر:  حدود الموقف الروسي من الحرب الإيرانية الإسرائيلية
الدراسات الأسيوية

بين الحياد والحذر:  حدود الموقف الروسي من الحرب الإيرانية الإسرائيلية

أحمد السيد
أحمد السيد  - باحث أول بوحدة الدراسات الأسيوية تم النشر بتاريخ 30/06/2025
وقت القراءة: 15 دقيقة
استمع للمقال
مشاركة

المحتويات
حياد محسوب مُحددات الموقف الروسيلماذا لم تتدخل روسيا عسكريًا لدعم إيران؟ماذا عن زيارة عراقجي إلى موسكو؟

على وقع الحرب الإيرانية الإسرائيلية والتي استمرت اثني عشر يومًا قبل صدور قرار وقف إطلاق النار والتزام طرفي النزاع بالامتثال إليه. وما شاب تلك الفترة من تصعيد غير مسبوق، والذي اتخذ أبعادًا عسكرية بالغة الخطورة، خاصة بعد استهداف المنشآت النووية الإيرانية وصدور تهديدات متبادلة بالتصعيد، وجدت القوى الدولية نفسها أمام منعطف حرج يُهدد الاستقرار الإقليمي والدولي على حد سواء. وفي هذا السياق، برزت روسيا كلاعب رئيسي، لكن من موقع المراقب المتفاعل لا المتدخل. فقد اكتفت موسكو بالتنديد السياسي والدبلوماسي، وأبدت قلقها العميق من الانزلاق نحو مواجهة شاملة، دون أن تُقدِم على خطوات عملية أو عسكرية داعمة لحليفتها الاستراتيجية طهران، رغم ما يجمع الطرفين من شراكات في ملفات حساسة كالأمن والدفاع والطاقة النووية.

وهذا التباعد بين خطاب الدعم السياسي وبين غياب الفعل الميداني، أثار تساؤلات عميقة حول طبيعة وحدود الموقف الروسي، وهل يعكس تحوّلًا في أولويات السياسة الخارجية الروسية؟ أم أنه ناجم عن حسابات دقيقة تتعلق بتوازنات المصالح مع أطراف النزاع، خصوصًا إسرائيل والولايات المتحدة؟ وهل يشير هذا إلى ضعف القدرة الروسية على مجابهة واشنطن عسكريًا في ساحة الشرق الأوسط، خاصة في ظل انشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا؟ هذه الأسئلة تمثل مدخلًا ضروريًا لفهم تعقيدات الموقف الروسي وتفسير تموضعه الدقيق في قلب معادلة إقليمية بالغة الحساسية.

حياد محسوب 

منذ الساعات الأولى للتصعيد الإيراني الإسرائيلي، اتخذت موسكو موقفًا اتسم بالحذر الشديد، عبّرت فيه عن قلق بالغ من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة إقليمية شاملة، دون أن تتورط في أي دعم عملي لطهران. فقد أدانت وزارة الخارجية الروسية الضربات الإسرائيلية ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة”، ومحذّرة من أن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية “يهدد بكارثة نووية عالمية”، وبحسب ما صرّحت به المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية “ماريا زاخاروفا”، التي وصفت الغارات الإسرائيلية بأنها “لعبة مروّعة لا يمكن التنبؤ بعواقبها”. ومع ذلك، بقي الرد الروسي في إطار التنديد اللفظي والدعوة إلى التهدئة، دون أن يُترجم إلى دعم عسكري أو سياسي نوعي لإيران.

هذا التوجّه الروسي أثار جدلًا واسعًا حول مدى التزام موسكو باتفاق الشراكة مع طهران، خاصة أن المتحدث باسم الكرملين، “دميتري بيسكوف”، أوضح بشكل صريح أن “اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع إيران لا تتضمن بنودًا تتعلق بتقديم دعم عسكري متبادل”. وأضاف أن موسكو لم تتلقَ أي طلب رسمي من طهران لتقديم مثل هذا الدعم، مشددًا على أن المواقف الروسية واضحة في إدانة التصعيد لكنها لا تنسحب إلى خطوات ميدانية. وهذا التأكيد العلني بعدم وجود آلية دفاع مشترك يعكس سعي موسكو للفصل بين شراكتها السياسية مع إيران وبين انخراط مباشر في مواجهة قد تجرها إلى صدام مع إسرائيل أو حتى الولايات المتحدة.

في الوقت ذاته، سعت روسيا إلى إبراز دورها كوسيط محتمل، وركزت على اتصالاتها الدبلوماسية المتكررة مع جميع الأطراف؛ إذ أجرى الرئيس فلاديمير بوتين محادثات هاتفية مع كل من الرئيس الإيراني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، والرئيس الأمريكي، مؤكدًا أن “الحوار السياسي هو السبيل الوحيد لتسوية الخلافات”. كما أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن “روسيا تواصل جهودها لتفادي المزيد من التصعيد”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك المشترك لاحتواء الأزمة. كل هذه التحركات تعكس تموضعًا روسيًا يهدف إلى الحفاظ على قنوات الاتصال مع مختلف الأطراف، دون الانحياز بشكل مباشر لطرف على حساب آخر، وذلك في الوقت الذي تحاول فيه موسكو اللعب بورقة التهدئة لكسب النفوذ دون كلفة استراتيجية باهظة.

على الجانب الآخر، لا يمكن إغفال الاعتبارات الأمنية الروسية المباشرة في التعامل مع هذا التصعيد. فقد أكد دميتري بيسكوف أن هناك تفاهمًا تم التوصل إليه مع إسرائيل لضمان سلامة الفنيين الروس العاملين في محطة بوشهر النووية، مشيرًا إلى أن “أمن الخبراء الروس كان محورًا أساسيًا في اتصالات بوتين مع الأطراف المعنية”. وصرّح رئيس شركة روساتوم، أليكسي ليخاتشوف، أن بعض العاملين الروس في بوشهر قد تم إجلاؤهم، وأن العمل في المحطة لا يزال جاريًا، لكن الوضع يقترب من حالة الطوارئ. هذه الإجراءات تؤكد أن موسكو وضعت في صدارة أولوياتها حماية مواطنيها ومصالحها التقنية، وهو ما قد يفسر انكفاءها الميداني واكتفاءها بالحياد النشط، باعتباره خيارًا استراتيجيًا أكثر منه تعبيرًا عن ضعف أو تراجع لدورها.

مُحددات الموقف الروسي

يتشكل الموقف الروسي من خلال شبكة معقدة من المحددات التي توازن بين المصالح والقيود منها: 

  • التحالف الاستراتيجي مع إيران: إذ ترتبط روسيا وإيران بعلاقات استراتيجية وطيدة، والتي تعززت مع التدخل الروسي في سوريا وامتدت لتشمل ملفات حيوية مثل الملف النووي والتعاون الدفاعي والتقني. ومع ذلك، أوضح الكرملين بشكل مباشر أن هذه الشراكة لا تعني التزامًا بدعم عسكري في حال نشوب نزاع. وهو ما يُفهم منه أنه رغبة روسية في الحفاظ على تحالفها مع إيران دون الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو القوى الغربية، خاصة وأن الرئيس بوتين شدد على أن المعدات العسكرية التي زُوّدت بها إيران سُلّمت في وقت سابق، ولا علاقة لها بالأزمة الحالية، بما يعني رفضًا روسيًا للتورط العسكري مهما كانت متانة الشراكة مع طهران.
  • الحفاظ على العلاقة مع إسرائيل: في موازاة تحالفها مع إيران، تبقي موسكو على علاقة متوازنة مع إسرائيل، وهي علاقة ضرورية في ضوء التنسيق المستمر في الأجواء السورية، وتبادل المصالح التقنية والعسكرية. حيث أظهرت موسكو حرصًا واضحًا على عدم تجاوز هذه العلاقة لأي مستوى من التصعيد، إذ صرّح بيسكوف أن روسيا “تحافظ على علاقات متوازنة وقائمة على الثقة مع إسرائيل”، وهو ما يُمكّنها من لعب دور الوسيط بين الطرفين. كما أكد السفير الروسي لدى تل أبيب أن موسكو على تواصل دائم مع الحكومة الإسرائيلية، في الوقت ذاته أوصت فيه السفارة الروسية رعاياها بمغادرة إسرائيل عبر مصر. هذا الحرص الروسي على عدم استفزاز تل أبيب يعكس مدى حساسية العلاقة معها، خاصة أن بوتين تواصل هاتفيًا مع نتنياهو في ظل الأزمة؛ مما يشير إلى أن روسيا تدير الموقف بعناية فائقة لتجنب خسارة طرف إقليمي مهم في معادلاتها الأوسع.
  • الانشغال بالحرب في أوكرانيا: تأتي الأزمة الإيرانية الإسرائيلية في وقت تخوض فيه روسيا حربًا واسعة النطاق ضد أوكرانيا منذ فبراير 2022، وهو ما جعلها تستنزف موارد عسكرية واقتصادية هائلة. ومن هذا المنطلق، فإن أي انخراط مباشر في تصعيد جديد في الشرق الأوسط سيشكّل عبئًا استراتيجيًا غير محتمل. وهو ما أكد عليه الرئيس “بوتين”، خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، مؤكدًا أن بلاده “لا تسعى لفرض حلول”، بل تكتفي بطرح مقترحات، في دلالة على أن الأولوية القصوى تبقى للحرب في أوكرانيا. ويبدو أن هذا الانشغال أضعف من قدرة روسيا على فرض مواقف صلبة أو الدخول في مواجهة نيابة عن حلفائها، وفرض عليها اعتماد سياسة خارجية أكثر تحفظًا في الساحات الأخرى.
  • سلامة الفنيين الروس: من أبرز محددات الموقف الروسي كان القلق على سلامة الخبراء الروس العاملين في المنشآت النووية الإيرانية، وتحديدًا في محطة بوشهر. فقد أكد الكرملين أنه تم التوصل إلى تفاهم مع إسرائيل بشأن ضمان أمن المتخصصين الروس العاملين في المحطة. كما أعلن رئيس شركة روساتوم، أليكسي ليخاتشوف، أنه تم إجلاء عدد من العاملين الروس في بوشهر، وأن الشركة مستعدة للتعامل مع مختلف السيناريوهات، بما فيها الإخلاء الكامل. هذه الإجراءات تعكس أن الأولوية الروسية لم تكن في دعم حليف بقدر ما كانت منصبة على تأمين الوجود الروسي في الداخل الإيراني، خاصة في المنشآت النووية، وهو ما يُفسر تحركات موسكو السريعة للتواصل مع كل من طهران وتل أبيب لضمان عدم تعرّض مواطنيها أو بنيتها التحتية التقنية للخطر.
  • التوظيف الدبلوماسي للأزمة: المُحدد الأخير أنه وفي ظل تعقيدات المشهد، سعت روسيا إلى توظيف الأزمة لتعزيز موقعها الدبلوماسي في الشرق الأوسط والعالم، في محاولة لاستعادة صورة القوة الدولية القادرة على الوساطة. فقد أعلن بوتين استعداد بلاده للاضطلاع بدور الوسيط، مؤكدًا خلال اتصالاته مع أطراف النزاع أن “الحوار السياسي هو السبيل الوحيد لتسوية الخلافات”. كما أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو “تواصل جهودها لخفض التصعيد”، وفي هذا السياق، أجرت الخارجية الروسية مشاورات مع وزراء خارجية مصر وتركيا وأذربيجان، وغيرها. هذا المسار يعكس رغبة موسكو في تعويض ضعف الحضور الميداني بحضور سياسي فاعل، مستفيدة من تراجع ثقة عديدٍ من دول المنطقة في الولايات المتحدة، ومستغلة في الوقت ذاته الأزمة لتشتيت الانتباه الدولي عن ملف أوكرانيا.

لماذا لم تتدخل روسيا عسكريًا لدعم إيران؟

رغم التحالف الوثيق بين موسكو وطهران، فإن روسيا آثرت البقاء على هامش الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة، مكتفية بردود دبلوماسية دون دعم عسكري. هذا التوجه لم يكن عشوائيًا، بل استند إلى اعتبارات استراتيجية دقيقة تحكم سلوك الكرملين في لحظة دولية معقدة. ويمكن تفسير هذا الموقف عبر ثلاثة عوامل رئيسية:

  • العامل الأول: تصعيدٌ لفظي دون التزام ميداني: أظهرت موسكو، عبر تصريحات حادة من مسئولين كبار أمثال دميتري ميدفيديف، رفضها للضربات الأمريكية والإسرائيلية، ووصفتها بالخطيرة والمستفزة. إلا أن هذا التصعيد ظل محصورًا في الخطاب الإعلامي والدبلوماسي، دون أن يُترجم إلى تحرك عسكري فعلي. وبالتالي يُمكننا القول إن روسيا “وقفت إلى حد كبير متفرجة” أمام استهداف الدفاعات والمنشآت النووية الإيرانية، دون توجيه انتقادات مباشرة لإسرائيل أو واشنطن. هذا النمط من السلوك يعكس حرص الكرملين على عدم التصعيد، مع الحفاظ على صورة الحليف المتضامن سياسيًا.
  • العامل الثاني: تفادي الصدام مع الغرب للحفاظ على هامش المناورة: يرتبط تجنّب روسيا من التدخل لصالح إيران عسكريًا ارتباطًا وثيقًا برغبتها في عدم قطع قنوات التواصل مع واشنطن. ففي ظل الانشغال الأمريكي بالصراع الإيراني، ترى موسكو فرصة لتخفيف الضغوط الغربية عليها في ملف أوكرانيا، وربما المساومة لاحقًا على ترتيبات إقليمية أو انسحاب جزئي غربي. ويُدرك الكرملين أن أي دعم صريح لإيران قد يُفسد التوازن القائم مع الإدارة الأمريكية، وهو ما عبّر عنه بيسكوف عندما أكد أن روسيا تدعم إيران سياسيًا، لكنها لا تعتزم اتخاذ خطوات قد تُستفز منها واشنطن أو تُستنزف بها موسكو.
  • العامل الثالث: دور وسيط وأرباح استراتيجية: بدلًا من الاصطفاف الكامل مع طهران، اختارت روسيا أداء دور الوسيط، ساعيةً إلى تعزيز حضورها الإقليمي. وفي هذا السياق أجرى الرئيس بوتين اتصالات موسعة مع قادة إيران وإسرائيل وأمريكا، وعقد لقاءً معلنًا مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في موسكو. وتمثل هدف موسكو من هذه التحركات في احتواء التصعيد. ويُمكننا القول إن الكرملين ينظر للأزمة كفرصة لتعزيز مكانته كقوة ضامنة، وتحقيق مكاسب سياسية يمكن توظيفها لاحقًا في المساومات مع الغرب بشأن الملفات الدولية العالقة، وعلى رأسها أوكرانيا.

ماذا عن زيارة عراقجي إلى موسكو؟

جاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني “عباس عراقجي” إلى موسكو، كمحاولة إيرانية واضحة لحشد موقف داعم من موسكو، التي تُعد أحد أبرز الشركاء الاستراتيجيين لطهران. وقد رافق الزيارة إعلان عن توافق سياسي في ملف الضربات الغربية على المنشآت النووية الإيرانية؛ حيث وصفتها موسكو بأنها تمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، كما طُرح خلالها الحديث عن تقديم مشاريع قرارات إلى مجلس الأمن. غير أن المخرجات العملية للزيارة لم تتجاوز سقف الإدانة الكلامية، دون أن تُترجم إلى التزامات فعلية، سواء في المجال الأمني أو الاقتصادي؛ مما يعكس حذرًا روسيًا واضحًا في عدم التصعيد أو الانحياز الكامل لطهران.

هذا السياق يُبرز محدودية الرهان الإيراني على تحالفات مع قوى كبرى كروسيا، ويكشف عن عمق العزلة الاستراتيجية التي تواجهها طهران، حتى في لحظات التصعيد القصوى. إذ حرصت موسكو على استثمار الزيارة لتعزيز موقعها كوسيط دولي، دون أن تغامر بأي خطوة قد تضعها في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل. في المقابل، بدت طهران أقرب إلى استعراض سياسي هدفه كسر العزلة، أكثر من كونه محاولة لتغيير قواعد التوازن الإقليمي. ويُفهم هذا التحرك في إطار استنزاف متزايد لمحور إقليمي تقوده إيران، يعتمد على جماعات مسلحة غير حكومية، باتت هي الأخرى تحت ضغوط متصاعدة؛ مما يجعل قدرة إيران على الردع أو المبادرة محدودة ومرهونة بحسابات غير خاضعة لإرادتها وحدها.

في الأخير، فقد حرصت روسيا على اتباع نهج متوازن يجمع بين الحفاظ على المصالح، وتفادي التورط في صراعات مفتوحة. فهي تسعى لتثبيت صورتها كقوة مسؤولة قادرة على التهدئة، دون الانزلاق إلى مغامرات عسكرية قد تُضعف موقفها الدولي، خصوصًا في ظل استنزافها في الحرب الأوكرانية. كما تعمل على حماية علاقاتها الثنائية مع كل من طهران وتل أبيب، دون الإخلال بتوازناتها في الملف السوري أو النووي. وبالتوازي، تحاول موسكو انتهاز اللحظة لتعزيز موقعها كفاعل محوري في الإقليم، في مواجهة تراجع الحضور الأمريكي. هذا الموقف، الذي يتصف بـ”الحياد الحذر”، لا يُعدّ تراجعًا بقدر ما هو تعبير عن إدراك استراتيجي لحدود القوة وأولويات المصالح.

أحمد السيد
أحمد السيد
+ postsBio ⮌

باحث أول بوحدة الدراسات الأسيوية

  • أحمد السيد
    https://ecss.com.eg/author/ahmedelsayed/
    إدارة المتناقضات الدولية: السياسة الخارجية الهندية بين الاستقلالية الاستراتيجية وتعدد المحاور
  • أحمد السيد
    https://ecss.com.eg/author/ahmedelsayed/
    تصعيد خطاب ترامب ضد بوتين: هل يغيّر من السياسة الروسية في أوكرانيا؟
  • أحمد السيد
    https://ecss.com.eg/author/ahmedelsayed/
    أزمة جديدة : تداعيات قانون الأوقاف الجديد في الهند والسيناريوهات المحتملة
  • أحمد السيد
    https://ecss.com.eg/author/ahmedelsayed/
    شراكة جزر كوك مع الصين: مصالح اقتصادية أم توترات إقليمية؟

ترشيحاتنا

أكاذيب صهيونية حول حرب أكتوبر: السردية والرد

هدف ملغوم: قاعدة باجرام وخيارات العودة الأمريكية إلى أفغانستان

مؤشرات كاشفة: كيف ترسخ الصين موقعها في النظام الدولي؟

التخزين الجوفي للغاز بين التجارب العالمية والطموحات المصرية 

وسوم: إسرائيل, الحرب الإيرانية الإسرائيلية, الدور الروسي في الشرق الأوسط, الشراكة الروسية الإيرانية, الصراع الإقليمي, تصعيد الشرق الأوسط, ديمتري بيسكوف, روسيا, فلاديمير بوتين
أحمد السيد 30/06/2025

تابعنا

تابعنا علي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة
Facebook أعجبني
Twitter تابعني
Instagram تابعني
Youtube مشترك

احدث إصدارات مكتبه المركز

Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 43%
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
EGP350.00
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 50%
تقديرات مصرية
تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
EGP100.00
EGP50.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة إيران
حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
No products found
الأكثر مشاهدة
من التشديد إلى التيسير: مسار السياسة النقدية المصرية
وثيقة السياسة التجارية المصرية: بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل
هدف ملغوم: قاعدة باجرام وخيارات العودة الأمريكية إلى أفغانستان
مستقبل الكهرباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الحزام الأحمر: المقاربة الأمنية-التنموية لاحتواء الصراع النكسالي في الهند
الانعكاسات الجيوسياسية:ملامح الشرق الأوسط في اليوم التالي لوقف إطلاق النار بغزة
أكاذيب صهيونية حول حرب أكتوبر: السردية والرد

العلاقات الدولية

  • الدراسات الآسيوية
  • الدراسات الأفريقية
  • الدراسات الأمريكية
  • الدراسات الأوروبية
  • الدراسات العربية والإقليمية
  • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية

قضايا الأمن والدفاع

  • التسلح
  • الأمن السيبراني
  • التطرف
  • الإرهاب والصراعات المسلحة

السياسات العامة

  • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
  • تنمية ومجتمع
  • دراسات الإعلام والرأي العام
  • قضايا المرأة والأسرة
  • مصر والعالم في أرقام
3
    3
    Your Cart
    حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
    حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
    1 X EGP0.00 = EGP0.00
    تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
    تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
    2 X EGP50.00 = EGP100.00
    Subtotal EGP100.00
    Shipping, taxes, and discounts calculated at checkout.
    View CartContinue ShoppingCheckoutEGP100.00

    Removed from reading list

    Undo