يُعد الصراع النكسالي–الماوي أحد أكثر التحديات الأمنية والاجتماعية تعقيدًا واستمرارية في تاريخ الهند المعاصر. فقد انطلق من احتجاجات لمجموعة من الفلاحين في قرية نكسالباري عام 1967، تعبيرًا عن حالة من التهميش والفقر وغياب العدالة في توزيع الأراضي والموارد، قبل أن يتحول إلى حركة تمرد مسلّحة تستند إلى الأيديولوجيا الماوية الثورية الداعية إلى إسقاط النظام الإقطاعي–الرأسمالي وإعادة توزيع الثروة والسلطة. ورغم اعتبارها أحد أخطر التهديدات للأمن القومي الهندي، شهدت الحركة منذ مطلع عام 2025 تراجعًا ملحوظًا بفعل الاستراتيجيات الأمنية والتنموية المتكاملة التي انتهجتها الدولة. ومع ذلك، ما تزال قضايا الفقر ونزع الأراضي والتهجير القسري، فضلًا عن الانتهاكات الحقوقية، وهو ما يخلق بيئة اجتماعية خصبة تمكن الحركة من إعادة بناء قواعدها الشعبية ويزيد من احتمالية تجدد الصراع.
في هذا السياق، يسعى هذا التقرير إلى تقديم قراءة تحليلية شاملة للصراع النكسالي–الماوي من خلال استعراض جذوره التاريخية، ومراحله التطورية، وأسبابه، والاستراتيجيات التي اعتمدتها الدولة الهندية لمواجهته، مع محاولة استشراف آفاق هذا الصراع وانعكاساته على الأمن والاستقرار في الهند.
باحثة بوحدة الأمن والدفاع