المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
أكاذيب صهيونية حول حرب أكتوبر: السردية والرد
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
مستقبل الكهرباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
وثيقة السياسة التجارية المصرية: بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل
الدراسات العربية والإقليمية
الانعكاسات الجيوسياسية:ملامح الشرق الأوسط في اليوم التالي لوقف إطلاق النار بغزة
الإرهاب والصراعات المسلحة
هدف ملغوم: قاعدة باجرام وخيارات العودة الأمريكية إلى أفغانستان
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
من التشديد إلى التيسير: مسار السياسة النقدية المصرية
الإرهاب والصراعات المسلحة
الحزام الأحمر: المقاربة الأمنية-التنموية لاحتواء الصراع النكسالي في الهند
تقرير
أجيال Z وألفا وبيتا: تحديات الهوية الوطنية بين العولمة الرقمية والأمن الاجتماعي
الدراسات الأسيوية
مؤشرات كاشفة: كيف ترسخ الصين موقعها في النظام الدولي؟
ورقة بحثية
التخزين الجوفي للغاز بين التجارب العالمية والطموحات المصرية 
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تكلفة الغموض: أثر عدم اليقين في السياسة التجارية على الاقتصاد العالمي
ورقة بحثية
الحركات الطوارقية المسلحة وإعادة تشكيل الصراع في شمال مالي
السياسات العامة
توازن العقاب والتأهيل: التجربة المصرية في بناء منظومة الإصلاح والتأهيل
الدراسات العربية والإقليمية
تثبيت المسار: واشنطن وتسوية قضية الصحراء الغربية
تقرير
 الدورة الثمانين من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الاعتراف بفلسطين
الدراسات الأفريقية
الولاية السادسة: مستقبل الفيدرالية الصومالية بعد تأسيس ولاية شمال الشرق
ورقة بحثية
تأكيد الجريمة: تقييم الأمم المتحدة لجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة
الدراسات الأفريقية
مستقبل أجوا بعد 2025: محددات وسيناريوهات الشراكة الأمريكية الأفريقية
السياسات العامة
من النزوح إلى الاستقرار: تقييم أوضاع السودانيين العائدين اختياريًا – دراسة حالة مصر
السياسات العامة
قانون العمل المصري الجديد: من ثغرات 2003 إلى إصلاحات 2025
الدراسات العربية والإقليمية
هل يُغير السلوك الإسرائيلي التوسعي الترتيبات الأمنية بالمنطقة؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الذكاء الاصطناعي الشامل من أجل التنمية: قراءة في تقرير الأونكتاد 2025
الإرهاب والصراعات المسلحة
مستقبل الحوثيين بين الضغوط الدولية والتحديات الداخلية
الدراسات الأفريقية
الفجوة الخضراء: القمة الأفريقية للمناخ بين الالتزام السياسي وتحدي التمويل
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: 6 سيناريوهات تشكل مستقبلنا الاقتصادي
الإرهاب والصراعات المسلحة
مُحددات حاكمة: تداعيات الانسحاب الأمريكي من العراق على نشاط تنظيم داعش
العلاقات الدولية
العدوان الإسرائيلي على قطر وانتهاك مبدأ السيادة وسلامة إقليم الدولة
الدراسات الأمريكية
الطلقة الأولى نحو الحرب الأهلية الأمريكية المحتملة: ما تداعيات اغتيال تشارلي كيرك؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تمويل التعافي: تحويلات المصريين بالخارج.. طفرة قياسية وجهود حكومية
الدراسات العربية والإقليمية
مسار تصادمي: العلاقات التركية الإسرائيلية بين التوتر وضبط التصعيد
Facebook X-twitter Linkedin Telegram Youtube
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
23 EGP550.00
  • × حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيرانحالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران 4 × EGP0.00
  • × شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسعشؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع 1 × EGP200.00
  • × حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجيةحالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية 1 × EGP0.00
  • × حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزواياحالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا 9 × EGP0.00
  • × حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصاديةحالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية 3 × EGP0.00
  • × حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنميةحالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية 2 × EGP0.00
  • × حالة آسيا |  إرث بايدن الآسيويحالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي 1 × EGP0.00
  • × تقديرات مصرية 30 | تونس.. اختبار استعادة الدولةتقديرات مصرية 30 | تونس.. اختبار استعادة الدولة 1 × EGP150.00
  • × شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشرشؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر 1 × EGP200.00

المجموع: EGP550.00

عرض السلةإتمام الطلب

  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
تقرأ الأن: حدود التصعيد في بحر الصين الجنوبي
الدراسات الأسيوية

حدود التصعيد في بحر الصين الجنوبي

فردوس عبدالباقي
فردوس عبدالباقي تم النشر بتاريخ 07/09/2020
وقت القراءة: 15 دقيقة
استمع للمقال
مشاركة
[
استمع للمقال
]

شهدت منطقة بحر الصين الجنوبي تصعيدًا في يوليو الماضي (2020) حين أبدت الولايات المتحدة اعتراضها الرسمي على مطالبة الصين بكل مياه تلك المنطقة تقريبًا، واعتبرته أمرًا غير قانوني وفقًا لقانون البحار الدولي، وهددت بفرض عقوبات على المسئولين والشركات الصينية التي تزعم سيادتها على المياه المتنازع عليها، وقد أرسلت سفنًا حربية وطائرات لمراقبة أنشطة الصين، وشهد الشهر ذاته تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية للقوات الجوية بجيش التحرير الشعبي الصيني ردًا على تدريبات البحرية الأمريكية، وما تعتبره الصين أنشطة استفزازية بالقرب من تايوان، وصرح جيش التحرير الشعبي في أغسطس الجاري بأن تلك التدريبات ستستمر في الأسابيع المقبلة. وبالفعل بدأت رحلة لسفينة هجومية برمائية صينية من طراز Type 075 من شنغهاي، وأجرت طائرات هليكوبتر هجومية سلسلة من التدريبات عبر البحر على سفينة حربية تابعة للبحرية في المياه قبالة مقاطعة فوجيان بشرق الصين.

سبق أن أظهرت صور للأقمار الصناعية بناء الصين جزرًا صناعية على الشعاب المرجانية في أجزاء من بحر الصين الجنوبي وحمايتها بالمنشآت العسكرية، وهو ما لاقى الكثير من المعارضة؛ حيث أقرت محكمة لاهاي في 2016 بانتهاك الصين للحقوق السيادية للفلبين عبر صيد الأسماك والتنقيب عن النفط وبناء الجزر على المعالم البحرية مثل الشعاب المرجانية، لكن رفض الرئيس الصيني “شي جين بينج” ذلك الحكم وأكد أن سيادة بلاده ومصالحها البحرية لن تتأثر. ومن هذا المنطلق، نحاول الإجابة عن طبيعة الأهمية الاستراتيجية لمنطقة بحر الصين الجنوبي والمصالح المتعارضة لدى كل من الولايات المتحدة والصين، ورابطة الآسيان، وإلى أي مدى تؤثر على طبيعة العلاقات بين هؤلاء الأطراف؟.

الأهمية الاستراتيجية لمنطقة بحر الصين الجنوبي

يعد بحر الصين الجنوبي أحد أكثر الممرات المائية التي تشهد نزاعات على المناطق البحرية، فهو طريق تجاري يربط القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا؛ إذ يمر به نحو ثلث الشحنات العالمية بقيمة تبلغ حوالي 3.37 تريليونات دولار كل عام، ويمر به حوالي 80% من الواردات النفطية الصينية. تزدهر هذه المنطقة بالموارد الطبيعية خاصة الغاز الطبيعي والنفط، إذ تقدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أنها تحتوي على ما لا يقل عن 11 مليار برميل من النفط و190 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. 

ويأتي 10% من الأسماك التي يتم صيدها عالميًا من المياه المتنازع عليها. وتشهد المنطقة عمليات صيد غير مشروع. على سبيل المثال، تعرض قارب شحن فيتنامي للغرق في أبريل الماضي بعد اصطدامه بقوات من خفر السواحل الصينية. كذلك، تحظر الصين الصيد الصيفي في المياه التي تزعم أنها فوق خط عرض 12 والتي تعتبرها الفلبين وفيتنام خارج نطاق السيادة البحرية الصينية.

لا يقتصر النزاع في بحر الصين الجنوبي على الصين ودول جنوب شرق آسيا فقط، لكنه يشمل النزاع بين دول رابطة الآسيان أيضًا. على سبيل المثال، ترى فيتنام أن لها السيادة على جزر باراسيل وسبراتلي، وتؤكد الفلبين ملكيتها لسبراتلي وسكاربورو شول، وتطالب بروناي وماليزيا بالسيادة على الأجزاء الجنوبية من البحر وبعض جزر سبراتلي. يضاف إلى ذلك ما حدث مؤخرًا حين أطلق خفر السواحل الماليزي النار على زورقين فيتناميين يُعتقد أنهما متورطان في عمليات صيد غير قانوني وتصرفوا بشكل عدواني، وسبق أن شهد سبتمبر الماضي مواجهة بين دوريات الصيد الماليزية والفيتنامية على سواحل تيرينجانو.

محفزات التحرك الصيني نحو المنطقة

تعتبر الصين أن التواجد الأمريكي وشبكة تحالفاتها في آسيا يعيق مساعيها لقيادة القارة، فهي تريد السيطرة على منطقة بحر الصين الجنوبي، بما يؤهلها للتغلغل في مناطق أخرى من آسيا والتأثير فيها. المفاهيم الأمنية التي تطرحها الصين والتي بدأت منذ 1998 تهدف للتعبير عن عدم رضاها عن عالم تسيطر عليه الولايات المتحدة، وأبرزت ذلك من خلال سياستها الدفاعية التي تعبر عن وجود بديل للحرب الباردة التي قامت على الأحلاف العسكرية، حيث أرادت التأكيد على أن العالم أضحى متعدد الأقطاب يقوم على الثقة المتبادلة والتنسيق وتبادل المنفعة، واستخدمت الصين مسألة المباحثات السداسية بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية ودعمها لمنظمة شنغهاي للتعبير عن منهجها السياسي والاقتصادي في القضايا التي تعنيها.

وذكر تقرير الدفاع الوطني الصيني لعام 2000 أن الاهتمام بقوة الطرف الآخر والتعاون معه والتأثير عليه سيكون أحد الملامح الأساسية لعلاقات القوى الكبرى، وأن الوضع يتجه باندفاع نحو التعددية القطبية والعولمة الاقتصادية، وقد ساعد استقرار الوضع الأمني في آسيا والتغلب على الأزمات الاقتصادية على تدعيم التفاهم المتبادل وبناء الثقة بين الصين وكوريا والآسيان.

وفي خطاب الرئيس الصيني السابق هو جينتاو عام 2006، أكد أنه يجب بناء قوة بحرية تتكيف مع الاحتياجات العسكرية للقرن الجديد، لتقوم بحماية أمن المضايق الاستراتيجية والحفاظ على خلو بحر الصين الجنوبي من التحديات الأمنية، والحفاظ على الثروة السمكية وخطوط النقل. دفع هذا إلى الخروج بما يُعرف استراتيجية “خيط اللؤلؤ” String of pearls التي تستهدف الدخول في علاقات واستثمارات وإقامة قواعد بحرية في المحيط الهندي.

وقد أبرز الكتاب الأبيض لعام 2019 التأكيد الصيني على “الاستعداد القتالي والتدريب العسكري في ظروف القتال الحقيقية” خاصة في غرب المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي، وذلك منذ عام 2012 حين نفذت القوات المسلحة الصينية تدريبات مكثفة منها 80 مناورة مشتركة، وغيرها من التدريبات المشتركة لتحسين القدرات الدفاعية. يعكس ذلك رغبة الصين في أن يصبح جيشها أكثر فعالية وقدرة قتالية في القرن الحادي والعشرين، وبناء على ذلك تم وضع خمسة مسارح أساسية، يصبح أربعة منها مسئولة عن التعامل مع الحالات الطارئة في شبه الجزيرة الكورية شمالًا؛ والجزء الشرقي الخاص بتايوان، والجنوبي يقوم بإدارة تحديات جنوب شرق آسيا، خاصة تعزيز سيطرة الصين على بحر الصين الجنوبي؛ أما غربًا فيستهدف تعزيز القدرة على مواجهة التهديدات المنبثقة من وسط وجنوب آسيا.

الموقف الأمريكي من بحر الصين الجنوبي

لا ينبع الموقف الأمريكي الرافض للتحركات الصينية من توافقها الرسمي مع مواقف باقي الدول، لكنها تدافع عن التزاماتها الأمنية في شرق آسيا، بالإضافة إلى دخولها في تحالفات مع عدد من دول تلك المنطقة مثل الفلبين وسنغافورة وفيتنام. كذلك، فإن لها مصلحة في حماية سلاسل توريد الشركات الأمريكية التي تعمل على تصنيع بضائعها هناك. وفي عام 2019، قامت سفن بحرية أمريكية بالإبحار في حدود 12 ميلًا بحريًا ضمن المنطقة التي تريد الصين فرض سيادتها عليها، ووصل عدد تلك الدوريات إلى تسع مرات وهو الأكبر منذ بداية الصين إثارة الأمر ببناء جزر صناعية في 2014. 

أعلنت الولايات المتحدة مؤخرًا أنها ستُعطي الأولوية لنشر قواتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من مناطق أخرى في مواجهة المنافسة المتزايدة مع الصين، وهو ما أكدته الوثيقة الاستراتيجية الدفاعية التي أصدرها البنتاجون في 2012، إذ إن التحول لتلك المنطقة يجدر القيام به على المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية، كان ذلك الأمر مدفوعًا بالأزمة المالية التي واجهت الاقتصاد الأمريكي، وصعود الصين كقوة إقليمية، والرغبة في مراقبة هذا الصعود وعدم انفراده بالمنطقة اقتصاديًّا وعسكريًّا وسياسيًّا، ووجود نزاعات حول الجزر في بحر الصين الجنوبي، وتزايد معدل التبادل التجاري الصيني مع دول المنطقة، وتحسن العلاقات الروسية الصينية، بل والتقرب من حلفاء الولايات المتحدة مثل كوريا الجنوبية. 

وصرّح وزير الخارجية الحالي مايك بومبيو: “سوف نتأكد من أننا جاهزون بشكل مناسب لمواجهة” جيش التحرير الشعبي، وهو ما يرجح احتمالات نشوب صراع عسكري في بحر الصين الجنوبي. يؤكد هذا ما أظهرته صور للأقمار الصناعية من دخول حاملة الطائرات الأمريكية “رونالد ريجان” في بحر الصين الشرقي خلال هذا الشهر، ورصد طائرة دورية أمريكية مضادة للغواصات من طراز P-8A تقوم باستطلاع في الجزء الجنوبي من مضيق تايوان.

جدير بالذكر أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي الذي ترك فراغًا، شعرت الولايات المتحدة بضرورة السعي كي تملأه خاصة في منطقة الباسيفيك، من هنا صدرت استراتيجية أمنية قومية عام 1990 حول المناطق المتأججة بالأزمات، والتي كانت نهاية استراتيجية الاحتواء العالمي في الحرب الباردة، وهدفت هذه الاستراتيجية لتوفير المرونة اللازمة للتعامل مع التغير الحادث في النظام الدولي، وتقوم على ثلاثة جوانب، هي: الاضطلاع بأنشطة تسهم في دعم الروابط خلال فترة السلم عبر تشجيع الأوضاع الإقليمية المستقرة، وإعادة تأكيد وتعزيز الصداقة والتحالف من خلال اتصالات عسكرية مختلفة، وتبادل الزيارات والمناقشات، والجانب الثاني هو الاستجابة للأزمة من خلال محاولة منع التصعيد إلى صراع مسلح عبر التنسيق الوثيق مع دبلوماسية الدولة، والثالث هو الاستعداد للحرب وكسبها إذا ما فشلت عملية الردع.

معارضة الآسيان للتحركات الصينية

استنادًا لما سبق ذكره بخصوص التنافس على السيادة البحرية، فهناك مطالبات من كل من الصين والفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان بجزء من بحر الصين الجنوبي، وتحتج كل دولة بالأسانيد التاريخية والجغرافية. هناك ما يطلق عليه “خط التسع شرطات” أو “خط القطاعات التسعة”، الذي تدعي الصين وقوعه ضمن سيادتها ويمتد من البر الصيني إلى المياه القريبة من إندونيسيا وماليزيا وفيتنام وبروناي والفلبين، إذ تطالب الصين بأكثر من 80% من بحر الصين الجنوبي وتدعم مطالبتها بخريطة عام 1947 التي حددتها حكومة نانجينغ.

وترى دول من جنوب شرق آسيا أن الصين تتعدى على حدود مياهها الإقليمية التي نص عليها القانون الدولي والتي تمتد إلى 200 ميل بحري من الشاطئ. دفع ذلك دول الآسيان للعمل على إعداد مدونة قواعد للسلوك في بحر الصين الجنوبي لتجنب الاشتباكات في المياه المتنازع عليها، والتحكم في سلوك الأطراف المتصارعة وتقليل المخاطر، لكن دارت نقاشات على مدار سنوات دون جدوى، وقد سبق أن وقعت الصين ودول آسيان على إعلان لمدونة سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي في 2002، وأعلنت في 2013 مشاركتها دول الآسيان في مفاوضات للمدونة، وعبرت في نوفمبر 2018 عن آمالها في استكمال المحادثات في غضون ثلاث سنوات. 

خرجت قمة الآسيان الافتراضية الأخيرة التي عُقدت في أبريل 2020 بعدد من النقاط ذكرها البيان الختامي الذي أشار إلى أن اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982 هي الأساس لتحديد الاستحقاقات البحرية والحقوق السيادية والاختصاص والمصالح المشروعة على المناطق البحرية، وكذلك تنفيذ جميع الأنشطة في المحيطات والبحار. بالإضافة إلى التأكيد على “أهمية عدم العسكرة وضبط النفس في القيام بجميع الأنشطة من جميع المدعين وجميع الدول الأخرى، بما يزيد من تعقيد الوضع ويصعد التوترات في بحر الصين الجنوبي”.

يعكس البيان وحدة الكتلة في مواجهة الصين في المناطق المتنازع عليها، وتحولًا في خطاب المجموعة، وكانت فيتنام التي استضافت القمة من أشد منتقدي السلوك الصيني في المياه المتنازع عليها، وأعلنت أن سفينة خفر السواحل الصينية صدمت وأغرقت سفينة تابعة لها بها ثمانية صيادين قبالة جزر باراسيل. وقال رئيس وزراء فيتنام في كلمته الافتتاحية للقمة دون ذكر الصين مباشرة إنه “في حين يحارب العالم الوباء، هناك أعمال غير مسئولة تنتهك القانون الدولي، تؤثر على الأمن والاستقرار في مناطق معينة، منها منطقتنا”.

لكن، بعد الحكم الذي أصدرته محكمة لاهاي الذي سبق ذكره، عملت الفلبين على التوصل لحل مع الصين حين أعلنت وزارة الطاقة الفلبينية أنها تضغط من أجل المضيّ قدمًا في استكشاف مشترك مع الصين للموارد في البحر المتنازع عليه. قد يتناقض هذا الموقف مع توجه دول الآسيان برفض البحث عن حل ثنائي مع الصين، وفي عام 2019، قالت فيتنام إنها قد تستكشف إجراءات قانونية لتأكيد مطالبتها البحرية رغم أنها تفضل القيام بذلك من خلال المفاوضات.

ختامًا، قد يعطي الموقف الأمريكي من المنطقة بعض القوة لدول الآسيان للتفاوض مع الصين، فهي تمنحهم تنسيقًا في الجهود عبر الحصول على دعم دولي أوسع، سواء من ناحية إدانة القانون الدولي لتحديد الحقوق البحرية، خاصة مع وجود حلفاء للولايات المتحدة مثل الفلبين. لكن من غير المرجح أن تتخذ تلك الدول خطوات للمطالبة بإجراءات قانونية ضد الصين، فهي ستُفضّل اتباع نهج أكثر حذرًا خاصة مع وجود تأثير صيني على معظم دول جنوب شرق آسيا. 

من ناحية أخرى، تحتاج مدونة قواعد السلوك إلى آليات فعالة للتطبيق والتزام وقبول من الجميع حتى لا ينتهي بها الحال كاتفاقية غير ملزمة، وذلك لأن هناك اختلافًا بين المفاوضات وما يحدث على أرض الواقع. يضاف إلى ذلك أن تحديد تلك القواعد لا يخص الدول المطلة على البحر، لكنه يخص كل أصحاب المصلحة بحكم أنه طريق نقل دولي، وهذا يعني أنه من غير المحتمل أن تدخل حيز النفاذ إذا نُظر إليها على أنها منحازة لطرف وحده.

من ناحية ثالثة، فإن الصين تريد أن تصبح قوة عالمية، وتريد أن تكون آسيا هي نقطة انطلاقها لتحقيق أهدافها، لذا فهي لن تصل في تصعيدها إلى حد يهدد السلامة الإقليمية وأمنها القومي ورغبتها في تقليص حدة التأثيرات الخارجية عليها خاصة في ظل ما يحيطها من اتهامات حول انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

فردوس عبدالباقي
فردوس عبدالباقي
+ postsBio ⮌
  • فردوس عبدالباقي
    https://ecss.com.eg/author/ferdos/
    مخلفات “فوكوشيما”: تسييس الخلافات البيئية بين بكين وطوكيو 
  • فردوس عبدالباقي
    https://ecss.com.eg/author/ferdos/
    تصعيد محكوم: قراءة في المناوشات الأخيرة بين الصين والفلبين
  • فردوس عبدالباقي
    https://ecss.com.eg/author/ferdos/
    التفاف أمريكي:  هل تصبح الفلبين ساحة للتنافس الصيني – الأمريكي؟
  • فردوس عبدالباقي
    https://ecss.com.eg/author/ferdos/
    انخراط متزايد: تنافس القوى الآسيوية الكبرى في القارة الأفريقية

ترشيحاتنا

هدف ملغوم: قاعدة باجرام وخيارات العودة الأمريكية إلى أفغانستان

مؤشرات كاشفة: كيف ترسخ الصين موقعها في النظام الدولي؟

الذكاء الاصطناعي الشامل من أجل التنمية: قراءة في تقرير الأونكتاد 2025

إدارة المتناقضات الدولية: السياسة الخارجية الهندية بين الاستقلالية الاستراتيجية وتعدد المحاور

وسوم: الصين, بحر الصين الجنوبي, جنوب شرق آسيا, سلايدر
فردوس عبدالباقي 07/09/2020

تابعنا

تابعنا علي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة
Facebook أعجبني
Twitter تابعني
Instagram تابعني
Youtube مشترك

احدث إصدارات مكتبه المركز

Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 43%
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
EGP350.00
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 50%
تقديرات مصرية
تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
EGP100.00
EGP50.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة إيران
حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
No products found
الأكثر مشاهدة
وثيقة السياسة التجارية المصرية: بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل
مستقبل الكهرباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
أكاذيب صهيونية حول حرب أكتوبر: السردية والرد
الانعكاسات الجيوسياسية:ملامح الشرق الأوسط في اليوم التالي لوقف إطلاق النار بغزة

العلاقات الدولية

  • الدراسات الآسيوية
  • الدراسات الأفريقية
  • الدراسات الأمريكية
  • الدراسات الأوروبية
  • الدراسات العربية والإقليمية
  • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية

قضايا الأمن والدفاع

  • التسلح
  • الأمن السيبراني
  • التطرف
  • الإرهاب والصراعات المسلحة

السياسات العامة

  • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
  • تنمية ومجتمع
  • دراسات الإعلام والرأي العام
  • قضايا المرأة والأسرة
  • مصر والعالم في أرقام
23
    23
    Your Cart
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    4 X EGP0.00 = EGP0.00
    شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع
    شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع
    1 X EGP200.00 = EGP200.00
    حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
    حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
    1 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
    حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
    9 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
    حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
    3 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
    حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
    2 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة آسيا |  إرث بايدن الآسيوي
    حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
    1 X EGP0.00 = EGP0.00
    تقديرات مصرية 30 | تونس.. اختبار استعادة الدولة
    تقديرات مصرية 30 | تونس.. اختبار استعادة الدولة
    1 X EGP150.00 = EGP150.00
    شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
    شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
    1 X EGP200.00 = EGP200.00
    Subtotal EGP550.00
    Shipping, taxes, and discounts calculated at checkout.
    View CartContinue ShoppingCheckoutEGP550.00

    Removed from reading list

    Undo