مند أكتوبر 2023، تستمر إسرائيل في استخدام القوة العسكرية لتزيد من عدم استقرار الشرق الأوسط، وتزعم أنها تحارب على سبع جبهات، مخالفة بذلك مبادئ عقيدتها العسكرية. فهل كانت إسرائيل مهددة فعلًا كما تدعي، أم أنها هي التي تُهدد أمن واستقرار المنطقة؟ وإذا كانت تفعل كما تزعم، فهل بمنأى عن القوة العظمى، وهل تحارب وحدها؟
تم نشر تقرير في 16 يونيو 2025، من قبل قناة كان الإسرائيلية (כאן)، سواء عبر بثها الرسمي أو عبر حساباتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك ومنصة X) يرد فيه: “صحيح أن الأجواء مغلقة بسبب التصعيد مع إيران، لكن خلف الكواليس لا تزال الطائرات تصل إلى هنا محملة بالذخائر، ذخائر أمريكية، تشمل قنابل ثقيلة وقنابل خارقة للتحصينات، تصل من قواعد أمريكية في كل من أوروبا والولايات المتحدة. الأمريكيون، من جانبهم، لا يشاركون في الهجمات معنا، لكنهم، خلف الكواليس، يدعموننا عبر أنظمة الدفاع مثل “ثاد”، ويوفرون لنا الذخيرة لمواصلة الحرب طالما لزم الأمر”.
وفي الوقت ذاته، يصرح المسئولون في الولايات المتحدة بأنهم لم يتدخلوا في الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران، ولكنهم مهتمون بإنهائها. والسؤال الذي يجب طرحه في هذا الصدد هو: ألا تتدخل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية بالفعل في هذه الحرب لصالح إسرائيل؟ هل إسرائيل تحارب إيران منفردة دون أية مساعدات ودعم لعمليتها العسكرية الموسعة؟ هل اجتازت الأجواء الجوية لأربع دول على الأقل دون تغطية وإمداد لوجستية من القواعد العسكرية الأمريكية والأوروبية النشطة في المنطقة بالفعل؟ هل تسقط منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي بطبقاتها المتعددة الصواريخ الإيرانية المكثفة وحدها دون مساعدة الولايات المتحدة؟!
إن الإجابة على هذه التساؤلات تبدو بديهية، فالجميع يعلم الترابط الوثيق تاريخيًا وحتى الآن بين إسرائيل والولايات المتحدة والدول الغربية خاصة بريطانيا، ورغم هذا يمكن ملاحظة أن هناك من يصدق الرواية الأمريكية في كونها لا تشارك إسرائيل في هذه الحرب. ولذلك يهدف هذا المقال إلى تفنيد هذه الرواية، وطرح رؤية أكثر واقعية للمشهد العسكري الحالي، من خلال مناقشة عدة محاور فيما يلي.
أولًا: الإطار القانوني الحاكم لالتزام الولايات المتحدة بمساعدة إسرائيل عسكريًا
هناك مصفوفة من الاتفاقيات العسكرية والدفاعية التي عكست توافق الإرادة السياسية وتوافق المصالح الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، ويمكن رصد هذه المصفوفة بإيجاز، فيما يلي([1]):
1-مذكرة تفاهم 1979: أتاحت مشاركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية في مناقصات وزارة الدفاع الأمريكية، وتعاونًا في البحث والتطوير.
2-اتفاق التعاون الاستراتيجي 1981: ينظم إقامة تدريبات عسكرية مشتركة، وتخزين معدات أمريكية في إسرائيل، والسماح بتبادل تكنولوجي.
3- اتفاق التعاون العسكري 1983: أعاد تفعيل اتفاق 1981، وأضاف بنودًا مثل استخدام القواعد الإسرائيلية من قبل القوات الأمريكية.
4-مذكرة التعاون 1987: اشتملت على اتفاقيتين لتبادل المعلومات الدفاعية، وتعاونًا في البحث والتطوير العسكري.
5-اتفاقية 1992 بعد حرب الخليج: تضمنت ربط إسرائيل بشبكة الإنذار المبكر الأمريكية، وتمويل الدفاع الصاروخي، وتخزين أسلحة أمريكية في إسرائيل.
6-مذكرة تفاهم 1996: أكدت التعاون في مكافحة “الإرهاب”، والدفاع الصاروخي، وحق إسرائيل في استخدام المخزونات الأمريكية لديها في الحالات الطارئة.
7-مذكرة تفاهم 1998: الدعم الأمريكي غير المشروط لحماية أمن إسرائيل، ووعود بضربات عسكرية أمريكية إذا تعرضت إسرائيل لهجوم بأسلحة غير تقليدية.
8-مذكرة تفاهم 2001: زيادة المساعدات العسكرية إلى 4.2 مليارات دولار سنويًا.
9-مذكرة 2007–2017: دعم عسكري أمريكي سنوي لمدة عشر سنوات بقيمة 3 مليارات دولار كجزء من حزمة إجمالية بقيمة 30 مليار دولار.
10-مذكرة التفاهم الأمنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل (2019–2028)، Memorandum of Understanding (MOU) on Security Assistance 2019–2028: تم التوقيع في 14 سبتمبر 2016 على أن يبدأ سريانها من السنة المالية 2019 وحتى 2028. القيمة الإجمالية للمساعدات 38 مليار دولار على مدار 10 سنوات، مقسمة إلى 33 مليار دولار مساعدات عسكرية مباشرة (Foreign Military Financing – FMF)، و5 مليارات دولار تمويل للدفاع الصاروخي (خاصة نظامي السهم “حيتس2 و3” والقبة الحديدية).
الهدف هو تعزيز أمن إسرائيل النوعي، وضمان تفوقها العسكري الإقليمي، ودعم قدراتها الدفاعية والهجومية في مواجهة التهديدات الإقليمية، خاصة من إيران وحزب الله. واشترطت الولايات المتحدة ألا تطلب إسرائيل تمويلًا إضافيًا للدفاع الصاروخي من الكونجرس إلا في حالات الطوارئ، وبداية من عام 2028، يجب على إسرائيل إنفاق جميع المساعدات على مشتريات من الصناعات الدفاعية الأمريكية فقط.
رغم التوترات بين أوباما ونتنياهو بسبب الاتفاق النووي مع إيران، تم توقيع المذكرة في إطار تجديد المذكرة السابقة لعام (2007).
11-اتفاق لتقديم تمويل طارئ للقبة الحديدية، إعادة تزويد القبة الحديدية بعد حرب غزة 2021، قامت الولايات المتحدة بموجبه بتقديم مليار دولار لإسرائيل.
12-تعهدات الكونجرس لحماية التفوق النوعي الإسرائيلي 2023، بعد بداية الحرب في غزة (أكتوبر 2023) أصدر الكونجرس الأمريكي تعهدًا بزيادة المخزون العسكري لدى إسرائيل، ودعم تسليم المقاتلة F-35 وتعزيز التعاون في الصناعات الدفاعية.
13– اتفاقية تعزيز مخازن الطوارئ العسكرية في إسرائيل 2024: توسيع المخزون الأمريكي في إسرائيل ليتضمن معدات ثقيلة وذخائر دقيقة، وإمكانية وصول فوري للجيش الإسرائيلي في حالات الطوارئ، بقيمة لا تقل عن نصف مليار دولار.
14-مذكرة تفاهم حول تطبيق برامج للذكاء الاصطناعي العسكري المشترك 2024، بهدف تطوير خوارزميات مشتركة لتوجيه الطائرات المسيرة، والاستهداف الدقيق، ومراقبة الحدود، بتمويل مشترك من وزارتي الدفاع للدولتين.
15-مشروع قانون مقدم لمجلس النواب لدعم القدرات الدفاعية متعددة الطبقات (قانون H.R.1229 – United States–Israel Defense Partnership Act) 12 فبراير 2025، وتضمن إنشاء شراكة أمنية أوسع تشمل الأنظمة غير المأهولة (طائرات/صواريخ مسيرة)، ونقل تكنولوجيا متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والدفاع السيبراني والطاقة الموجّهة، والتصدي للهجمات الباليستية عن طريق دمج قدرات أمريكية وإسرائيلية متعدّدة الطبقات. وحث المشروع أيضًا على تمديد مخزون الطوارئ الحربي الأمريكي في إسرائيل حتى 2029، وتأسيس وحدة ابتكار دفاعية أمريكية في إسرائيل، بالإضافة إلى توسيع التعاون حول الدفاع الجوي والصاروخي المشترك([2]).
16-المذكرة الأمنية الاستراتيجية الموسعة (فبراير 2025) ([3])، تأتي المذكرة ضمن استراتيجية ترامب في بداية ولايته الثانية؛ لإعادة تفعيل سياسة “الضغط الأقصى” ضد إيران، داعية إلى تعزيز التعاون الأمني والتدخل العسكري المخطط بحزم للتصدي للبرنامج النووي الإيراني والمتغيرات في سلوك طهران [المقصود الهجمات الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل (أبريل 2024 وما تلاه)]. اشتمل المحتوى الأساسي للمذكرة على:
- تأكيد الردع المشترك (التزام أمريكي–إسرائيلي برد فوري على أي هجوم صاروخي أو نووي إيراني من خلال غرف عمليات مشتركة، وتسهيل تنسيق دفاع جوي مشترك باستخدام أنظمة باتريوت وTHAAD وF-35 الأمريكية).
- تخزين لوجستي موسع من خلال تخصيص 500 مليون دولار لتوسيع المخزون الأمريكي في إسرائيل (ذخيرة، معدات، أنظمة دفاع جوي) لاستخدام مستعجل في أوقات الذروة.
- توسيع التعاون الاستخباراتي بين المخابرات المركزية الأمريكية والموساد، مع التركيز على الجوانب التقنية في هذا التعاون (مثل دمج بيانات استشعار إسرائيليّة وسفن أمريكية لمنع أي هجوم إيراني متقدم على إسرائيل).
لا يقتصر التعاون والتحالف العسكري الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة على هذه الالتزامات القانونية والسياسية بالتأكيد، بل يمتد إلى عشرات المجالات التي لا يتسع المجال لذكرها جميعًا، لكن على سبيل المثال يمكن الإشارة إلى بعضها في الفترة 2023-2025:
- في عام 2023 تنفيذ تمرين Juniper Oak الأضخم تاريخيًا، بمشاركة 6,400 جندي أمريكي و1.500 جندي إسرائيلي، وقيادة حاملات الطائرات وأنظمة الصواريخ بما فيها HIMARS ([4]).
- في 13–14 أكتوبر 2024، أرسلت الولايات المتحدة بطارية من منظومة الدفاع الصاروخي THAAD مع حوالي 100 جندي أمريكي إلى إسرائيل لتعزيز الدفاع الجوي بعد هجمات إيران حينها. ثم أعادت إسرائيل استخدام المنظومة لاحقًا في دروس القوات المشتركة، وهي خطوة نادرة تظهر عمق التعاون بين الدولتين.
- في أوائل مارس 2025، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية والأمريكية تدريبًا جويًا في البحر الأبيض المتوسط، تضمن تنسيقًا مشتركًا بين طائرات F‑35 وF‑15 الإسرائيلية، وطائرة قاذفة استراتيجية B‑52 أمريكية، بهدف تحسين التنسيق التشغيلي ضد تهديدات إقليمية، خاصة من إيران، هذا التدريب كان رسالة ردعية قوية ضد طهران، ويُظهر التكامل العسكري العميق مع القيادة المركزية الأمريكية في المنطقة CENTCOM ([5]).
- ضخامة حجم المساعدات العسكرية الأمريكية إلى إسرائيل خلال الفترة من الإدارة الأولى لترامب وحتى الآن تقريبيًا كان في المتوسط خلال السنوات العادية ((2017–2022 حوالي 4.0 مليارات دولار سنويًا. أما في سنوات الأزمات (2021–2025) فتم تقديم 4.8 مليارات دولار في عام 2021، و17.9 مليار دولار عام 2023، و22 مليار دولار عام 2024، ونحو 6.5 مليارات دولار خلال النصف الأول من عام 2025 ([6]).
إن الترسانة العسكرية الإسرائيلية ترتكز على الولايات المتحدة الأمريكية بعمق، وهذه مشاركة أمريكية في الحروب التي تخوضها إسرائيل بغض النظر عن مدى النزاهة والعدالة في هذه الحروب، وبغض النظر عن انتهاكاتها لكافة القوانين الدولية والإنسانية. قد يعتبر البعض أن ما سبق توضيحه قد لا يعني بالضرورة انخراط الولايات المتحدة المباشر في الحرب الإسرائيلية الراهنة مع إيران، ولكن هذا الاحتمال يمكن مناقشته فيما يلي من محاور.
ثانيًا: مصالح الولايات المتحدة في الحرب الإسرائيلية على إيران
تعتبر الولايات المتحدة منع إيران من امتلاك سلاح نووي مصلحة استراتيجية لها في الشرق الأوسط، للعديد من الاعتبارات التي ترتبط بتأمين إسرائيل بالأساس، ومنع المنطقة من الدخول في سباق تسلح نووي في إطار الحفاظ على التوازن النسبي بين القوى الإقليمية الفاعلة في المنطقة. وقد انعكست هذه المصلحة الأمريكية بوضوح أثناء الدورة الأولى للكونجرس الأمريكي الـ 118، حين اتخذ مجلس النواب قرارًا رقم 559 في 27 يونيو 2023، والذي يتضمن “إعلان يونيو أن سياسة الولايات المتحدة تعتبر وجود جمهورية إسلامية إيرانية نووية أمرًا غير مقبول”. وقدم الأعضاء فيه حيثيات تفيد بأن وجود الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تمتلك سلاحًا نوويًا سيكون تهديدًا غير مقبول للأمن الإقليمي والعالمي؛ وحيث إن إيران تواصل تخصيب وتخزين اليورانيوم بدرجات تتجاوز بكثير الحدود المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 (لعام 2015)؛ وحيث إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت في مايو 2023 أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تبلغ 60٪، يتم إصدار القرار وينص على أنه لا يجب أن تمتلك إيران سلاحًا نوويًا تحت أي ظرف، ولذلك على الولايات المتحدة استخدام كل الوسائل الضرورية لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، ودعم حرية التحرك للحلفاء والشركاء (بما في ذلك إسرائيل) لمنع إيران من تطوير السلاح النووي([7]).
إن أهمية هذا القرار فيما يعبر عنه من وضوح وصرامة الموقف الأمريكي الرافض بحزم امتلاك إيران لأي سلاح نووي، وتعبر السلطة التشريعية (ممثلة للشعب الأمريكي) عن هذا الموقف بوضوح، وتقبل أي وسيلة لتحقيق هذا المنع!

لم يكن هذا القرار وحده هو ما يعبر عن رضاء الولايات المتحدة عن هجوم إسرائيل على إيران في 13 يونيو 2025، بل هناك بعض المؤشرات التي يمكن اعتبارها قرائن قوية لتأكيد ضلوع الولايات المتحدة في التخطيط لهذا الهجوم، بل وتحديد توقيته. ومن أهم هذه المؤشرات:
1- اقتراب موعد انتهاء فاعلية قرار مجلس الأمن رقم 2231 لعام 2015، ففي 20 يوليو 2015 تم تبني قرار بالإجماع لدعم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) التي أبرمت بتاريخ 14 يوليو 2015 بين إيران ودول P5+1 (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين، وألمانيا)، والمفوضية الأوروبية؛ حيث أكد القرار أن تنفيذ الشروط المتفق عليها يعزز الثقة في كون برنامج إيران النووي لأغراض سلمية فقط ([8]).
أدى تطبيق خطة العمل (JCPOA) إلى إنهاء العمل بمعظم قرارات العقوبات السابقة (1696، 1737، 1747، 1803، 1835، 1929) بدءًا من تنفيذ الخطة الفعلي في 16 يناير2016. ورغم رفع بعض العقوبات، فإن القرار أبقى على حظر الأسلحة التقليدية ضد إيران لمدة 5 سنوات، وحظر نقل تكنولوجيا الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية لمدة 8 سنوات بعدها، ينتهي عمل القرار بالكامل بعد 10 سنوات (أي أكتوبر 2025)، ما لم يتم إعادة فرض العقوبات برد فعل على أي إخلال ترتكبه إيران، وألزم القرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالإشراف الدقيق على التزامات إيران، وتقديم تقارير دورية لمجلس الأمن ([9]). كما نص القرار على إنشاء آلية “الإعادة التلقائية للعقوبات” (Snap-back)، التي تمكن أي دولة من الدول الموقعة على الاتفاق المعروف باسم (5+1) من إشعار مجلس الأمن بأنها لاحظت “إخلالًا جوهريًا” من إيران، وقد حاولت الولايات المتحدة استخدام هذا البند لإعادة العقوبات على إيران بعد انسحابها من الاتفاق.
بعبارة موجزة، فإن القرار يلعب دورًا محوريًا في المعادلة الدولية حول الملف النووي الإيراني، وتنتهي فاعلية هذا القرار بالكامل في 18 أكتوبر 2025 إذا لم يتم تفعيل آلية الإعادة التلقائية قبل ذلك التاريخ، وبالتالي قد يمكن لإيران تطوير قدراتها النووية في الإنتاج والاستخدام الرادع بعد تخفيف العقوبات، وهذا الاحتمال لا يمكن للولايات المتحدة السماح به خاصة مع تعثر المفاوضات مع إيران والذي تعتبره الأولى تسويفًا ومماطلة من إيران. ولذلك فإن إنهاء أو على الأقل إضعاف القدرات النووية الإيرانية يجب أن يكون قبل تاريخ انتهاء فاعلية القرار.
2- التقارير الرسمية الصادرة حديثًا والتي تشير إلى تنامي قدرات إيران النووية، وفقًا لبيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادرة في أواخر مايو 2025، كان مفاعل نطنز ذا أهمية بالغة، نظرًا لاستخدامه لإنتاج سادس فلوريد اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60%، ويضم أكثر من 1700 جهاز طرد مركزي متطور، بما في ذلك مئات أجهزة الطرد المركزي من طراز IR-6 وIR-4 وIR-2m، بالإضافة إلى أنشطة بحث وتطوير لأنواع جديدة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة. وترتيبًا على تقرير الوكالة قدمت ألمانيا قرارًا بالاشتراك مع فرنسا والمملكة المتحدة، للتأكيد على أن إيران لا تزال تتخلف عن الوفاء بالتزاماتها بالكشف عن عملها في تخصيب المواد القادرة على صنع الأسلحة النووية.
كذلك، أصدر معهد العلوم والأمن الدولي الأمريكي تقريرًا في 9 يونيو 2025، يفيد بأن إيران يمكنها تحويل مخزونها الحالي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪ في محطة فوردو لتخصيب الوقود إلى 233 كلجم من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة في غضون ثلاثة أسابيع، وهي كمية كافية لإنتاج تسعة أسلحة نووية، نظرًا لأن 25 كلجم من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة مطلوب لإنتاج سلاح نووي واحد ([10]).
3- تصريحات إسرائيلية رسمية (المبعوث الإسرائيلي في الأمم المتحدة ومراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي) تفيد بأن إسرائيل تلقت معلومات في إطار تعاونها الاستخباراتي مع الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى في 12 يونيو، تفيد بأن إيران أنشأت “مجموعة الأسلحة” في الأشهر التي أعقبت 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، وكانت تجري “تجارب ناجحة على مكونات” سلاح نووي.
4- توافق أهداف إسرائيل في هذه الحرب مع الأهداف الأمريكية تجاه إيران في تقويض برنامجها النووي والصاروخي، وهو ما ظهر من قائمة الأهداف التي قصفتها إسرائيل في أول يومين وقائمة الاغتيالات للعلماء النوويين والقيادات العسكرية. بالإضافة إلى تحديد المنشآت الصناعية التي قصفتها إسرائيل وأبرزها صناعات شيراز الإلكترونية والموجودة على قائمة العقوبات الأمريكية منذ عام 2008. وما تعلنه إسرائيل أيضًا من أهداف في عمق الدول الإيرانية يتسق تمامًا مع هذه الأهداف. وأيضًا قاعدة الأمام حسن في كرمنشاه تحت سطح الأرض، وهي المخزن الرئيسي لصواريخ الكروز “قدس وبافي” وصواريخ باليستية متوسطة المدى حتى 1500 كم.
إن تصريحات الرئيس ترامب المتعددة منذ 13 يونيو 2025، تعكس توزيع الأدوار بينها وبين إسرائيل لتحقيق نفس الأهداف، وقد أعلن مسئولون إسرائيليون أن الولايات المتحدة قد شاركت في عملية الخداع التي سبقت الهجوم الإسرائيلي تحقيقًا لعنصر المفاجأة وإرباك إيران. وفي إطار هذا التوزيع وتقسيم الأدوار تستخدم إسرائيل القوة العسكرية المتطورة بشكل ظاهر، وتدعمها الولايات المتحدة فعليًا وعلى الأرض دون تصريحات (كما سيتضح في المحور التالي)، وفي هذه المرحلة الأولى من الحرب تظهر الولايات المتحدة كقوة دافعة في اتجاه التهدئة والتسوية وإقناع إيران قهرًا بالعودة للتفاوض معها، بعد أن تنزع إسرائيل أوراق المساومة الإيرانية في هذه المفاوضات!
ثالثًا: الدعم العسكري الأمريكي/ الغربي المباشر لإسرائيل
لم تشارك الولايات المتحدة هجوميًا داخل إيران، لكنها توفر درعًا دفاعيًا شاملًا لإسرائيل، من خلال استراتيجية دفاعية هجينة تجمع بين قوة الإرسال البحري، الذخيرة المتقدمة، ودعم الخطوط الخلفية اللوجستية، وتعزيز قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلية بحريًا وجويًا، والتعاون الاستخباراتي، إلى جانب تعزيز الإمدادات العسكرية لها، بما يجعل الحرب غير متكافئة. ناهيك عن التهديد بالتدخل المباشر إذا لزم الأمر، وهو ما يمثل ردعًا حقيقيًا لإيران، بغض النظر عن التصريحات الإعلامية والسياسية للمسئولين الإيرانيين.
ومن أبرز المساهمات العسكرية الأمريكيّة في دعم إسرائيل منذ بدء العملية على إيران بتاريخ 13 يونيو 2025 وحتى وقت كتابة هذه السطور ([11]):
1- دعم الدفاع الجوي: تساعد الولايات المتحدة على إسقاط صواريخ إيرانية؛ وفقًا لتصريحات مسئولين أمريكيين لوكالة رويترز. إن أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية ومدمرة تابعة للبحرية ساعدت إسرائيل في إسقاط صواريخ باليستية أطلقتها طهران يوم 13 يونيو ردًا على الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية. كما نشرت أنظمة دفاعية مثل Patriot وTHAAD من قواعدها في الشرق الأوسط، ودمرت منشآت بحرية أمريكية، مثل المدمرات في شرق البحر المتوسط، صواريخ باليستية إيرانية كانت متجهة نحو الأراضي الإسرائيلية.
2- تقوم الولايات المتحدة أيضًا بنقل مواردها العسكرية، بما في ذلك السفن، إلى الشرق الأوسط ردًا على الضربات الإيرانية على المدن الإسرائيلية. وقال مسئولون أمريكيون إن البحرية وجهت المدمرة USS Thomas Hudner، القادرة على الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، للبدء في الإبحار من غرب البحر الأبيض المتوسط باتجاه شرق البحر الأبيض المتوسط، والتي أطلقت صواريخ اعتراض ضد أكثر من 370 صاروخًا باليستيًا أطلقت من إيران منذ إطلاق العملية. كما وجهت المدمرة USS Arleigh Burke للبدء في التحرك إلى الأمام حتى يمكن أن تكون متاحة إذا طلب البيت الأبيض ذلك. المدمرات مزودة بنظام Aegis Combat System وقادرة على إطلاق صواريخ Standard Missile 2 (SM-2) وSM-3 لاعتراض الصواريخ الباليستية في مراحلها العليا، إضافة إلى استخدام مدافع Mk-45 CIWS لمواجهة التهديدات القصيرة المدى مثل الطائرات بدون طيار الإيرانية.
3- انتشار حاملة ومدمرات USS Nimitz، وهي إحدى أقدم حاملات الطائرات النووية الأمريكية، كانت متوجهة إلى فيتنام في نهاية مايو 2025، لكن تم تحويل المسار فجأة يوم 16 يونيو 2025 نحو الخليج العربي لدعم العمليات ضد إيران، مما أدى إلى تواجد حاملتين أمريكيتين في المنطقة في آن واحد، وهي خطوة نادرة تعكس تصعيدًا استراتيجيًا. أما الحاملة USS Carl Vinson فكانت متواجدة منذ أبريل 2025 في بحر العرب ومنطقة خليج عدن، للمشاركة سابقًا في مواجهة الحوثيين وحماية خطوط الملاحة. هذا التواجد المزدوج يعزز قدرة الردع الأمريكية وينشئ غطاء جويًا واستراتيجيًا قويًا في منطقة الشرق الأوسط. ويرتبط هذا الانتشار بتعزيز الانتشار البحري الأمريكي في البحر الأحمر، بوجود سفن مدرعة حيث تعمل على صد الصواريخ والطائرات المسيرة لإحباط هجمات الحوثيين ضد إسرائيل، في إطار عملية حارس الازدهار.
4- الدعم الجوي لإسرائيل: توجد طائرات مقاتلة أمريكية تقوم بدوريات في سماء الشرق الأوسط لحماية الأفراد والمنشآت، كما تتخذ القواعد الجوية في المنطقة احتياطات أمنية إضافية. وعلى مستوى آخر قبيل الهجوم الإسرائيلي على إيران، في الساعة الخامسة صباح يوم 13 يونيو، رصد موقع Flightradar24 المتخصص في تتبع الطائرات، طائرات أمريكية وبريطانية تغادر قاعدة العديد العسكرية بقطر باتجاه أوروبا، في أوقات متقاربة، متجنبة المرور بالمجال الجوي العراقي أو السوري، رغم أن الهجوم لم يكن قد بدأ بعد. وبالتزامن مع الهجوم الإسرائيلي على إيران، نشطت طائرات عسكرية أخرى، انطلقت من العديد، أو عادت إليها. السمة المشتركة بين كل هذه الطائرات، أنها طائرات عسكرية تقوم بمهام استطلاع أو جمع معلومات، أو تزويد بالوقود.
أول طائرة غادرت قاعدة العديد كانت Boeing RC-135W Rivet Joint التابعة لسلاح الجو البريطاني، وطائرة Boeing RC-135W Rivet Joint هي طائرة استطلاع ومراقبة إلكترونية متقدمة تستخدمها القوات الجوية الأمريكية والقوات الجوية الملكية البريطانية في جمع معلومات الاستخبارات الإلكترونية، ورصد الطيف الكهرومغناطيسي. وتتميز الطائرة بأجهزة استشعار متطورة تسمح لطاقمها بالكشف عن الإشارات الإلكترونية وتحديد مواقعها وتحليلها، ثم نقل المعلومات بشكل فوري إلى الجهات المعنية لدعم العمليات العسكرية والاستخباراتية.
وفي نفس السياق، كشف رئيس الوزراء البريطاني كير ستامر عن إرسال بلاده مؤخرًا مقاتلات تايفون إلى الشرق الأوسط مع طائرات تزود بالوقود دون الإعلان عن دعم مباشر للهجوم الإسرائيلي على إيران.
إلى جانب هذه الطائرات ذات المهام الاستخباراتية، ظهرت طائرات أخرى أكبر حجمًا وأكثر قدرة على أداء مهام متنوعة؛ ومنها طائرة من طراز Boeing KC-46A Pegasus التابعة لسلاح الجو الأمريكي والمسجلة برقم 20-46076. وهي طائرة تزود بالوقود جوًا متعددة المهام ومتقدمة، تستخدمها القوات الجوية الأمريكية في التزود، والنقل، والإخلاء الطبي. وفي يوم 12 يونيو، وصلت إلى قاعدة العديد في قطر طائرة أمريكية أخرى من طراز Boeing KC-135R Stratotanker، وهي نسخة مطوّرة من طائرة التزود بالوقود جوًا KC-135، وتُستخدم بشكل رئيسي من قبل القوات الجوية الأمريكية لتزويد الطائرات بالوقود أثناء التحليق. وفي المقابل، لم يسجّل الرادار أي نشاط للطائرة يوم 13 يونيو، بينما غادرت قاعدة العديد فجر 14 يونيو، متجهة عائدة إلى بريطانيا. على عكس الطائرة التي لم يُرصد لها أي نشاط على الرادار يوم 13 يونيو، ظهرت طائرة أمريكية أخرى من طراز Boeing KC-46A Pegasus، في أجواء قريبة من إيران وقد ظهرت إشارتها فجأة بعد أن كانت مطفأة، ويُرجّح أنها كانت عائدة من مهمة تزويد بالوقود.

5- توفر الولايات المتحدة رؤى استخبارية بشكل مباشر وفوري لإسرائيل، مستندة إلى الأنظمة الفضائية والأقمار الصناعية الحساسة، بالإضافة إلى شبكة التنصت والمراقبة الإلكترونية المتقدم. هذا النوع من الاستخبارات ساعد في تحديد الأهداف الإيرانية المعقدة والمحمية جيدا، مما مكن إسرائيل من شن ضربات دقيقة على مراكز القيادة، المواقع النووية، وأنظمة الدفاع الجوي في طهران ومحيطها.
تشير التقارير المختلفة إلى أن الأقمار الصناعية الأمريكية تقوم برصد توقيت إطلاق الصواريخ الإيرانية ومساراتها، مما يمنح إسرائيل القدرة على الاستجابة الآنية وتوجيه دفاعاتها بصورة فعالة. وتعزز هذه المعلومات الدعم الجوي المتواصل، وهو ما ساعد القوات الجوية الإسرائيلية على تنفيذ ضربات دقيقة بتضييق النطاق الزمني والمكاني بصورة دقيقة، مما أوحى بسيطرة إسرائيل على المجال الجوي الإيراني، خاصة بعد استهداف المطارات الإيرانية.
زودت الولايات المتحدة إسرائيل بالذخائر المتقدمة إسرائيل منذ 13 يونيو 2025، ومنها: قنابل JDAM وهي مجموعات تحويل ذكية تحول القنابل غير الموجهة إلى “ذكية” تستعين بـ GPS/INS، نقلت واشنطن آلاف مجموعة JDAM لتمكين الضربات الدقيقة ذات الفاعلية العالية بتكلفة منخفضة غالبًا. وذخائر من نوع GBU‑31 (2.000 رطل) أو GBU‑32 (1.000رطل). وأيضًا قنابل BLU‑109، وهي قنبلة اختراق (bunker-buster) موجهة بدقة بوزن 2,000 رطل، استخدمت في ضربات على مواقع محصنة داخل إيران. وMK‑84/82 الثقيلة غير الموجهة بوزن 500 رطل تقريبًا.
الولايات المتحدة أمدت إسرائيل براجمات مضادات للطائرات والبطاريات، بالإضافة إلى صواريخ اعتراض “تامير”، كما دعمت توسيع قدرات Arrow‑3 لاعتراض الصواريخ الباليستية على ارتفاعات أعلى. بالإضافة إلى الصواريخ Hellfire & AMRAAM & SPICE التي أمدت بها إسرائيل في أوقات قريبة. هذه الإمدادات من الذخائر تدعم إسرائيل في شن ضربات دقيقة داخل إيران، مع تقليل الخسائر المدنيّة، ومحاربة المواقع المحصنة بفاعلية عالية، مع الحفاظ على قدرة الردع والدفاع القوي أمام الصواريخ الإيرانية.
ختامًا،،
إن العلاقة الاستراتيجية والارتباط الوثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة تؤكد الشراكة الأمريكية الكاملة في الحرب التي تشنها إسرائيل على إيران، وتسارع الدول الأوروبية للإعلان عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، رغم أنها من بدأت الهجوم، يؤكد الانحياز الغربي الكامل لإسرائيل. لم تكن إسرائيل يومًا بمفردها في الشرق الأوسط، زرعتها بريطانيا قسرًا في المنطقة منذ وعد بلفور عام 1917 وربما قبل ذلك، وترعاها الولايات المتحدة منذ عام 1956، توفر لها الدعم والمساعدات والحماية، وهذا يحول دون إقدام القوى الكبرى الأخرى على انتقاد إسرائيل أو مساعدة خصومها بفاعلية حتى لا يواجهوا رد الفعل الأمريكي.
لا يوجد معنى للتساؤل: هل تدخل الولايات المتحدة مباشرة في هذه الحرب، فهي موجودة بالفعل لتحقيق مصالحها الاستراتيجية المختلفة في الشرق الأوسط؛ إذ تعتمد على إسرائيل في إعادة هيكلة المنطقة منذ أكتوبر 2023، وتسارع هذا الإيقاع منذ عودة إدارة ترامب للسلطة في الولايات المتحدة وسعيه الدؤوب لإبرام صفقات تخرج الولايات المتحدة من أزماتها على حساب الآخرين في الشرق الأوسط وغيره.
المصادر:
[1]) تم الرجوع لهذه الوثائق على المواقع الرسمية التالية:
- U.S. Department of State. Memorandum of Understanding (MOU) Between the United States and Israel (2016–2028).
https://www.state.gov/u-s-security-cooperation-with-israel - Congressional Research Service (CRS). U.S. Foreign Aid to Israel: FY2023 Appropriations. Updated May 2023.
https://crsreports.congress.gov/product/pdf/RL/RL33222 - U.S. Congress. H.R.5323 – Iron Dome Supplemental Appropriations Act, 2022.
https://www.congress.gov/bill/117th-congress/house-bill/5323 - U.S. Government Accountability Office (GAO). Defense Cooperation: Documentation of U.S. Government Support to Israel (2010–2023).
https://www.gao.gov/products/gao-23-105179 - White House Archives (Obama Administration). Fact Sheet: Memorandum of Understanding Between the United States and Israel, 2016.
https://obamawhitehouse.archives.gov/the-press-office/2016/09/14/fact-sheet-mou - وزارة الخارجية الأمريكية (U.S. Department of State) https://www.state.gov
- وزارة الدفاع الأمريكية (U.S. Department of Defense) https://www.defense.gov
- الأرشيف الوطني الأمريكي https://www.archives.gov
[2]) https://www.congress.gov/bill/119th-congress/house-bill/1229.com
[4]) David Vergun, “Largest U.S.-Israeli Exercise in History Concludes”, DOD News, Jan. 26, 2023.
[5]) https://www.israelhayom.com/2025/03/06/message-for-iran-israeli-us-air-forces-complete-joint-strategic-drill/?utm_source=chatgpt.com
[6]) U.S. Foreign Aid to Israel (CRS Report for Congress), on: https://www.legistorm.com/reports/view/crs/340871/U_S_Foreign_Aid_to_Israel.html.com and:
[7]( H.Res.559 – Declaring it is the policy of the United States that a nuclear Islamic Republic of Iran is not acceptable. 118th Congress (2023-2024).
[8]) Resolution 2231 (2015) on Iran Nuclear Issue: https://main.un.org/securitycouncil/en/content/2231/background.com
[9]) Kelsey Davenport, Director for Nonproliferation Policy, “UN Security Council Resolutions on Iran”, Fact Sheets, Arms Control Association, February 2025.
https://www.armscontrol.org/factsheets/un-security-council-resolutions-iran.com
[10]) Kelly Campa, Nidal Morrison, Ria Reddy and Annika Ganzeveld, “Iran Update Special Report, June 15, 2025”, Morning Edition, ISW (Institute for Study of War), Jun 15, 2025.
[11]) تم الاعتماد على عدة مصادر في هذا الجزء، أهمها:
https://apnews.com/article/iran-israel-strikes-us-troops-973bc18970689bac42d82342bd29f601