يحتفل العالم في يوم التاسع عشر من نوفمبر بذكرى اليوم العالمي للمرحاض!!. اسم مُضحك ليوم رمزي واحتفال عالمي، وربما عنوان أقل ألقًا من أن يتناوله بالدرس كثير من متخصصي البحث والكتابة العلمية، فالتنكيت حوله زاعق، والتبكيت تجاهه حاد، والصورة الذهنية للمسمى غير مُريحة بالمرة. وكل ذلك دونما وعي أو دراية كافية بمحورية وأهمية المراحيض ودورات المياه، وما يخدمها من شبكات صرف صحي في صياغة شكل حياتنا اليومية الصحية؛ الخالية من تلوثات ووبائيات عانتها أجيال مُتعاقبة منذ بدء الخليقة وحتى عقود قريبة ليست بالغابرة عن زمننا هذا. ليتوقف بفضل تلك المرافق، التي كان لمصر القديمة السبق في اختراع أولى نماذجها، انتشار العشرات من الأمراض المُعدية، التي فتكت على مدار التاريخ بمئات الملايين من الأطفال والشباب والشيوخ.
النظافة والحضارة والمُعتقدات
كان التطهُر سمة من سمات المُجتمعات المُتحضرة على مر العصور، بداية من عهد مصر القديمة، التي كان أهلها سباقين في معرفة كل أشكال وعادات النظافة الشخصية، إطاعة وتقديسًا منهم لمُعتقداتهم الدينية، ووقاية لأنفسهم من الإصابة بعديد من الأمراض[1]. وثقت الدراسات الأثرية في هذا الصدد امتلاك المصريين القدماء، أغنيائهم وفقرائهم، لمرافق صحية داخل منازلهم[2]، كالمراحيض وحمامات الاغتسال، ويلاحظ في هذا الإطار براعة المهندس المصري، الذي أوجد حلول فاعلة وسابقة لعصرها في التعامل مع المخلفات الأدمية والمياه العادمة[3]، وذلك في زمن لم تكن شبكات الصرف العمومية معروفة فيه بعد؛ مما أدى إلى سلامة الإنسان والبيئة، وزِيد على ذلك أن استُخدمت المياه المصروفة في بعض الأحيان في ري الحدائق المُحلقة بالقصور والمعابد[4]؛ مما صّور أولى النماذج العالمية في إعادة تدوير الموارد وتحقيق الاستدامة.
جاءت بعد مصر القديمة حضارات أخرى أولت عنايتها لملفات الصحة العمومية، منها حضارة روما التي اعتمدت على منظومات مُعقدة هندسيًا في توصيل المياه العذبة وإخراج المياه العادمة، بالإضافة إلى ابتكارها لفكرة مجمعات المراحيض والحمامات العامة (طالع الصورة التالية رقم 1)؛ مما مَتَع مواطني المدن الكبرى داخل الإمبراطورية بميزات صحية، حُرم منها أقرانهم في المناطق الريفية، وفقدها بشكل شبه كامل أبناء الشعوب الأخرى بالدول والممالك الأقل تحضرًا في محيط الإمبراطورية الرومانية.
صورة رقم 1: مقطع عرضي لنموذج منظومة الصرف الصحي الرومانية

المصدر: مقال بعنوان ” A Historical Perspective on the Impact of the Infectious Disease Outbreaks on Architectural and Urban Changes”، موقع الإلكتروني Research gate، يوليو 2022.
أخُذ على منظومات المرافق العامة الرومانية بعض العيوب الفنية، فالمراحيض والحمامات كانت تشاركية بين عشرات الأشخاص في آن واحد وفي غرفة واحدة، وبدون أدنى إجراءات للخصوصية، كما كان توفير خدماتها مُرتبطًا بمبانٍ كبيرة لا يقدر على تشييدها وتشغيلها سوى سلطات الدولة؛ مما حرم المنازل الرومانية من التمتع بغالبية الميزات الصحية، وذلك على العكس من منازل مصر القديمة، كما تسببت أنفَاق الصرف المُرتبطة بتلك المرافق في احتباس الغازات النشِطة وعدم تفريغها، وانتشرت بمجاريها القوارض والحشرات والبكتيريا؛ مما عرض سكان ومرتادي المنشآت فوقًا لخطر الحرائق، وهجمات الفئران، والإصابة بأنواع شتى من الأمراض المعوية والجلدية.
الإمبراطورية البيزنطية كانت من الدول التي استلهمت من سابقتها الرومانية كثيرًا من تكنولوجيات منظومات الصرف الصحي، حتى أن هناك الآن مواقع أثرية لمراحيض وحمامات عامة وشبكات ضخ وطرد مياه بيزنطية في مصر وتركيا واليونان تكاد أن تحاكي نظيراتاها الرومانية، ومضاف إليها الكثير من التطويرات التصميمية والإنشائية.
بزغ بعد ذلك فجر الحضارة الإسلامية وفي قلبها مفاهيم النظافة الشخصية والعامة، فالمسلم في طبيعة يومه يغتسل أكثر من مرة لأداء الصلوات، كما أن هناك ضوابط للاستحمام وقضاء الحاجة، وجميعها قائمة على استخدام المياه النظيفة وتلافي المياه الملوثة، هذا ما حفز المهندسين المسلمين على تشييد مرافق صحية متنوعة مُستلهمة فكرتها من إبداعات الحضارات السابقة، مثل الحمامات العامة، والمراحيض الخاصة داخل القصور والمنازل[5].
ومن مفارقات القدر أن تطور مجال الصحة العامة عهد الحضارة الإسلامية قابلته انتكاسة عميقة بأوروبا في عصورها الوسطى، التي غرقت لمئات السنوات في ظلامها الفكري وتلوثها البيئي على حد سواء، لتشهد القارة خلال تلك الحقبة القاتمة من تاريخها موجات متتالية ومرعبة من الأوبئة الفتاكة والأمراض السارية كالطاعون والكوليرا، حتى أن كل موجة منهم قضت على مئات الآلاف وربما الملايين من الأبرياء، ولم يتغير الحال في أوروبا المأزومة صحيًا حتى أواخر عهد الثورة الصناعية، حينما أرتأى بعض الأطباء والمهندسين الأوربيين ضرورة إعادة إحياء منظومات الصرف الصحي.

نسق منظوماتي جديد
أسهم تطور الطب العالمي على مدار القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في اكتشاف مسببات انتشار الأمراض التي ألمت بشعوب القارة الأوروبية على مدار قرون، والتي كان من بينها إطلاق المياه العادمة والمخلفات الآدمية بالأنهار والمساحات المفتوحة، بالإضافة إلى إلقائها في الطرقات العامة، هذا ما دفع بحكومات تلك الدول إلى البدء في مشروعات لمد شبكات الصرف الصحي الحضري في المدن الكبرى، كالعاصمة البريطانية لندن[6]، التي نُفذت فيها أول منظومة للصرف الصحي عام 1875 بطول 132 كيلو مترًا من أنفاق الصرف الرئيسية[7]، والعاصمة الفرنسية باريس التي أعادت إحياء وتوسيع منظومتها العتيقة للصرف، الموروثة من عهد الإمبراطورية الرومانية، ليصل طولها في 1878 حوالي 600 كيلو متر[8].
سعت دول أُخرى غير أوروبية إلى تشييد بنى تحتية مشابهة لعلاج تحديات الصرف في المدن الكبيرة ذات الاكتظاظ السكاني ولتعزيز ملفات الصحة العمومية بها، وذلك في إطار توجهاتها نحو تحقيق نهضة شاملة تساعدها على لحاق ركب التقدم العالمي المعاصر، الذي تسارعت وتيرته أواخر القرن التاسع عشر. نجد من بين تلك الدول اليابان التي قامت في 1881 بمد أول خط صرف صحي في داخل مدينة يوكوهوما، تبعها مد خط ثاني داخل مدينة طوكيو عام 1884، ولقد كان ملاحظًا تنامي شبكات الصرف الصحي بوتيرة هادئة على مدار الأعوام اللاحقة، فحتى العام 1910 لم تكن هناك سوى خمس مدن مخدومة بمشروعات الصرف الصحي، لكن العدد ارتفع في 1940 إلى خمسين مدينة؛ مما وفر خدمات الصرف لأكثر من خمس ملايين نسمة[9].
كانت مصر من الدول الرائدة عالميًا في تشييد منظومات الصرف الصحي الحضري خلال تلك الحقبة الزمنية، وهو ما ارتبط في حينها بطموح الخديوي إسماعيل تحويل القاهرة، المتقادمة والمتداعية، إلى مدينة حديثة على الطراز الأوروبي، تراعي أعلى المعايير الهندسية والصحية المعمول بها في هذا الزمان، لذلك وضع ديوان الأشغال خطة تطويرية تقوم على ردم البِرك المُنتشرة حول المدينة، وتعديل مسار النيل، وتشييد الطرق الجديدة، وبناء الأحياء الراقية، المدعومة بشبكات المياه النقية والصرف، وكانت الانطلاقة المُحققة في هذا الصدد عام 1872، حينما بدأت إحدى الشركات الخاصة بمد خطوط المياه الحُلوة لأحياء المدينة، فيما تأخر مشروع منظومة الصرف الصحي لأربعة عقود إضافية، نتيجة لارتفاع تكاليفه وعدم قدرة الحكومة على ملاقاتها[10].
بدأ العمل على أولى مراحل منظومة الصرف الصحي القاهري عام 1909، بتشييد عدد من خطوط الطرد ومحطات الرفع وأحواض تنقية مياه الصرف، ولم تكن مرافق الصرف الصحي المُشيدة حتى 1914 في إطار المرحلة الأولى لتغطي كل نواحي وأحياء المدينة، لكن الشبكة أخذت في التمدد والنمو على مدار سنوات وعقود لاحقة (راجع الشكل التالي رقم 3)، شأنها في ذلك شأن كل منظومات الصرف الصحي بالمدن الكبرى العالمية، حتى ضِمنت وصول خدماتها المُدارة بشكل صحي وآمن في عام 2024 لما نسبته 94% من مباني مدينة القاهرة، وهو ما يزيد عدده على 555 ألف مبنى، فيما نجحت شبكات الصرف الإقليمية خلال العقود الماضية في الوصول لكافة المدن المصرية، لتبلغ نسبة المباني المُغطاة بخدماتها 52% وهو ما يساوي 1.7 مليون مبنى، ولا تزال الجهود الحكومية جارية لتحويل نُظم الصرف في بقية المنازل المُعتمدة على الخزانات الأرضية، إلى نظام المواسير المُرتبطة بشبكة الصرف العمومية، لكن الجهد قد يحتاج لسنوات إضافية، فعلى مدار عقد كامل 2014-2024، لم تزد نسب المنازل الموصولة بشبكة الصرف العمومية سوى 15% فقط.

ماذا لو لم تكن موجودة!
قد تكون الأرقام السابقة ذكرها مدعاة لقدر من الاطمئنان على حالة التقدم بملف توسيع وتقوية شبكات الصرف الصحي، لكن النجاح المُحقق لا بد وأن يجعلنا نستفسر عن الوضع المعاكس، حتى ندرك سلبيات الحياة بدون منظومات الصرف الصحي التي اعتدنا وجودها في مجتمعاتنا المُتمدنة، ولنعي طبيعة الأخطار التي كان من الممكن أن تُحيق بجنسنا البشري في حال افتقدنا تلك المرافق الحيوية؛ مما سيجعلنا حريصين على الاهتمام بملف منظومات الصرف وعلى المطالبة الدائمة بتطويرها. فعدم امتلاك خدمات الصرف الصحي سيعني ببساطة تراكم مئات ملايين المترات المكعبة من المياه العادمة، وملايين الأطنان من المخلفات الآدمية بداخل التجمعات السكانية الحضرية والريفية وفي محيطها، ليؤدي ذلك لتحلل وتعفن المخلفات الآدمية والمياه الفاسدة، مُسببة تنامي عشرات الأنواع من البكتيريا والميكروبات والجراثيم، التي تنتقل للإنسان بوسائل عدة مباشرة وغير مباشرة، لتصيبه بأمراض مُعدية وخطرة ومُزمنة، كالكوليرا والديسونتاريا والتيفؤيد (طالع الصورة التالية رقم 2) والبلهارسيا والديدان المعوية، وغيرها الكثير[11].
صورة رقم 2: أبرز أعضاء الجسم الحيوية التي تستهدفها باكتيريا السلامونيلا التيفية،
المُسببة لحمى التيفود أو التيفؤيد.

المصدر: مقال بعنوان ” Strategies adopted by Salmonella to survive in host: a review”، موقع الإلكتروني Research gate، أكتوبر 2023.
كما لا يدرك الكثيرون أن افتقاد البشرية للمرافق الصحية سيؤدي لتقليص حالة رفاه ورقي وتحضُر الإنسان، فلا حضارة تقوم وأهلها، رجالها ونساؤها، منقوصو الكرامة، يضطرون لتلبية نداء الطبيعة في العراء، شأنهم شأن الحيوان، دون ضمان لخصوصيتهم أو احترام لآدمتهم، فيما يؤدي عدم وجود مرافق صحية مُغلقة وشخصية إلى تنامي التحديات الاجتماعية، ومنها مثالًا وليس حصرًا زيادة معدلات الاعتداءات الجسدية على الفئات الضعيفة من المجتمع كالنساء والأطفال، بالإضافة إلى عزوف الكثير من الفتيات عن الالتحاق بالعملية التعليمية، نتيجة لعدم وجود مرافق صحية منفصلة وخاصة بهم داخل مدارسهم؛ مما يعمق أزمة الجهل بمختلف المجتمعات ويُعسر مواكبتها للتطورات العالمية، فيما يتسبب عدم الاهتمام بتنمية مشروعات الصرف الصحي، لخسائر مالية مُضاعفة للاقتصادات المحلية، نتيجة لفقدانها للأيدي العاملة المُدربة جراء الوفيات المبكرة سنيًا وتقلص متوسطات أعمار المواطنين، وازدياد نسب الأمراض المهلكة للصحة، والمُقلصة للقدرة على الإنتاجية[12].
لا تقف جُملة مخاطر افتقاد منظومات الصرف الصحي على الإنسان، فالطبيعة هي الأخرى ستكون ضحية للتلويث البشري، بما سيتسرب للتربة من ملوثات تجعلها غير صالحة للزراعة والإنبات، وبما سيختلط مع مياه الأنهار والبحيرات النقية من مُفسدات، وما سُيسمِم الكائنات الحية من حيوانات وطيور وزواحف وحشرات، نتيجة لارتشافها مياه عادمة أو تناولها لحشائش وأوراق مؤذية؛ مما تنبت الأرض من مزروعات تالفات[13].
أمراض أقل وصحة أفضل
أشار تقرير “التقدم المُحرز في مياه الشرب والصرف الصحي والنظافة الصحية في المنازل 2000-2022″، الصادر عن مُنظمة الصحة العالمية عام 2022 إلى تمكن 7.6 مليار نسمة، وهو ما يمثل 95% من جملة سكان عالمنا، من الوصول إلى خدمات الصرف الصحي، وان تفاوت الوصول إلى تلك الخدمات بين درجة وأخرى؛ حيُث استخدم 57% من مواطني الأرض (4.5 مليار نسمة) منظومات صرف صحية مُدارة وفق معاير فنية آمنة تمامًا، فيما اعتمد 38% من البشر (أكثر من 3 مليارات نسمة) على خدمات صرف صحي أقل في الجودة وأقل في مستويات الأمان الصحي، ومن أول أمثلتها شبكات الصرف الخاصة والعشوائية المرتبطة في نهاياتها بمرافق صرف عمومية تقوم بمهمة معالجة المياه العادمة، أو التي تصب في مناطق مفتوحة ومجاري نهرية وبحرية دون معالجة، أما ثاني أمثلتها فهي المراحيض أو دورات المياه غير المتصلة بشبكات الصرف، التي تعتمد على تقنيات بدائية للتخلص من المياه العادمة والفضلات في موقع وجودها.

يبقى على وجه البسيطة نسبة 5.3% من البشر (419 مليون نسمة) لا يزالون محرومين من خدمات ومرافق الصرف الصحي، لكن هناك سعي عالمي لإنهاء معاناتهم عبر خطط أمُمية تمتد حتى 2030، هدفها إدخال ما أمكن من خدمات الصرف لمُفتقديها، بالإضافة إلى ترقية حال خدمات الصرف البدائية القائمة فعليًا والأقل أمنًا في بعض المجتمعات، بُغية وقف فقدان 1.4 مليون أنسان يموتون سنويًا بسبب تناولهم لمياه شرب ملوثة بالصرف، أو بسبب الإصابة بأمراض مُعدية أسهمت مياه الصرف الملوثة في انتشارها، كالكوليرا والديسونتاريا وغيرها، بالإضافة إلى الإسهال الذي تتسبب وحده في وفاة 395 ألف طفل دون سن الخامسة عام 2019.
يجب التنويه في هذا السياق أن مصر واحدة من أكثر بلدان العالم تقديمًا لخدمات الصرف الصحي الأساسية لمواطنيها وفقًا للتقرير الأممي السابق ذكرُه؛ حيث تفوق تغطية تلك الخدمات في كثير من الأحيان نسبة 90%، وهي نسب تتقارب مع ما هو مُسجل بدول كبرى ومُتقدمة مثل فرنسا وكندا والصين، فيما تنعدم تقريبًا نسب المواطنين المحرومين من خدمات الصرف بوجه عام، هذا ما ساعد على منع تفشي الأمراض الوبائية الخطرة المرتبطة بوجود المياه العادمة والمخلفات الآدمية في جميع أنحاء مصر، كما أسهم وفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية في خفض معدل وفيات الأطفال دون الخامسة في عام 2023 إلى 10 حالات لكل ألف طفل حي سنويًا، وهو ما يقل كثيرًا عن النسبة العالمية المقدرة 37 وفاة لكل ألف طفل حي.

ختامًا، لا يختلف اثنان على أن منظومات الصرف الصحي، وما يرتبط بها من مكونات كدورات المياه وشبكات الصرف، كانت عُنصرًا أساسيًا في صنع الحضارات الإنسانية، بداية من عهد حضارة مصر القديمة التي فطِنت في زمن مبكر لأهمية تلك المنظومات، ونهاية بعهد الحضارة المُعولمة الآنية التي أولت عنايتها لملفات الصحة العامة، كي تحقق السلامة والرفاه لثمانية مليارات نسمة، لذلك، لا تعتبر عملية العناية بملف الصرف الصحي من الرفاهيات، فبدونها يعرض الجنس البشري نفسه لخطر الانحدار الحضاري وربما الفناء، وهو ما يضرب فوق رؤسنا نحن البشر ناقوس خطر دائم، ليذكرنا بأننا “لن تهاون في تطوير مرافق الصرف الصحي”.
ومع كل ما حققته مصر من تقدّم لافت في تعزيز البنية التحتية للصرف الصحي، تبرز الحاجة ضمن مقاربات تحسين جودة الحياة والصحة العامة، إلى تعزيز بعض المكوّنات الخدمية المساندة، وعلى رأسها إتاحة مرافق صحية عامة آمنة ونظيفة في المناطق ذات الكثافة السكانية ومراكز الخدمات والتنقّل.
الخبرة الدولية تشير إلى أن زيادة عدد المراحيض العامة تُعدّ إحدى الأدوات الصحية الأساسية للمدن الحديثة، خصوصًا في دعم الفئات الأكثر احتياجًا، ومن بينهم كبار السن ومرضى السكري ممن يحتاجون لاستخدام دورات المياه بشكل متكرر. إن مثل هذه الخطوة، حتى وإن كانت بسيطة في ظاهرها، تُسهم في رفع كفاءة الصحة العامة، وتخفيف الأعباء الصحية المحتملة، وتعزيز صورة المدن المصرية باعتبارها بيئات صديقة للإنسان وقادرة على دمج الاحتياجات الصحية للفئات المختلفة داخل تخطيطها العمراني والخدمي.
[1] النظافة في الحياة اليومية عند المصريين القدماء، إيمان أبو بكر، مكتبة مدبولي، القاهرة، 1999.
[2] التطهر في مصر القديمة: أصل فكرته المقدسة، رحاب عبد المنعم، العدد رقم1، المجلد 19، حولية الآثاريين العرب، 2016.
chrome-extension://efaidnbmnnnibpcajpcglclefindmkaj/https://cguaa.journals.ekb.eg/article_29516_1c387e85764fff0f5adc7388f4a38f0b.pdf
[3] Republishing a Wooden Cahir in the national museum of Egyptian civilization (JE 56353- SR 5253), Nermeen Samir, Part1, Volume 40, Bulletin of the center of Papyrological studies, the center for Papyrological studies and inscriptions, Ain-Shams university, 2023.
chrome-extension://efaidnbmnnnibpcajpcglclefindmkaj/https://bcps.journals.ekb.eg/article_306722_70aa6fbb761bce1b95f8e5236a721363.pdf?lang=en
[4] ملاحظات حول نظام الصرف الصحي في مصر القديمة خلال عصري ما قبل وبداية الأسرات، زينب عبد التواب، الجزء الثاني، المجلد الثاني، مجلة السياحة والآثار، جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، يناير 2024.
chrome-extension://efaidnbmnnnibpcajpcglclefindmkaj/https://jatmust.journals.ekb.eg/article_342794_3e9bedca75dee46c9acf6063842baf48.pdf
[5] معالم الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس: الحمامات أنموذجا، خليل خلف، العدد 32، المجلد 9، دورية كان التاريخية، 2016.
https://kan.journals.ekb.eg/article_116691_d116b3c035903614348fe4111b4e4170.pdf
[6] How Bazalgette built London’s first super-sewer, article, Alwyn Collinson, London museum website.
[7] The Story of London’s Sewer System, article, Nicky Hughes, heritage calling online platform, 28 March 2019.
[8] The underbelly of Paris: Visiting the Paris sewer museum, article, Lucy Dodsworth, on the Luce travel blog, 8 October 2025.
https://www.ontheluce.com/the-underbelly-of-paris-touring-the-sewers
[9] Wastewater Management in a Local Municipality in Japan, Endo & Kogo, Case study No. 2021-4, Asian Development bank Institute, October 2021.
chrome-extension://efaidnbmnnnibpcajpcglclefindmkaj/https://www.adb.org/sites/default/files/publication/743241/adbi-cs2021-04.pdf
[10] الصرف الصحي بالقاهرة.. مائة عام وأكثر، الإصدار الثاني، شركة الصرف الصحي بالقاهرة الكبرى، 2024.
[11] A Review of Health Risks and Pathways for Exposure to Wastewater Use in Agriculture, report, National library of medicine, united states of America, 29 Jan 2016.
[12] Progress on household drinking water, sanitation and hygiene 2000–2022: special focus on gender, report, United Nations Children’s Fund (UNICEF) and World Health Organization (WHO), New York, 2023.
https://washdata.org/reports/jmp-2023-wash-households
[13] Impacts of Waste from Concentrated Animal Feeding Operations on Water Quality, report, National library of medicine, united states of America, 14 NOV 2006.
https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC1817674
باحث أول ببرنامج السياسات العامة






























