المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
أكاذيب صهيونية حول حرب أكتوبر: السردية والرد
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
مستقبل الكهرباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
وثيقة السياسة التجارية المصرية: بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل
الدراسات العربية والإقليمية
الانعكاسات الجيوسياسية:ملامح الشرق الأوسط في اليوم التالي لوقف إطلاق النار بغزة
الإرهاب والصراعات المسلحة
هدف ملغوم: قاعدة باجرام وخيارات العودة الأمريكية إلى أفغانستان
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
من التشديد إلى التيسير: مسار السياسة النقدية المصرية
الإرهاب والصراعات المسلحة
الحزام الأحمر: المقاربة الأمنية-التنموية لاحتواء الصراع النكسالي في الهند
تقرير
أجيال Z وألفا وبيتا: تحديات الهوية الوطنية بين العولمة الرقمية والأمن الاجتماعي
الدراسات الأسيوية
مؤشرات كاشفة: كيف ترسخ الصين موقعها في النظام الدولي؟
ورقة بحثية
التخزين الجوفي للغاز بين التجارب العالمية والطموحات المصرية 
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تكلفة الغموض: أثر عدم اليقين في السياسة التجارية على الاقتصاد العالمي
ورقة بحثية
الحركات الطوارقية المسلحة وإعادة تشكيل الصراع في شمال مالي
السياسات العامة
توازن العقاب والتأهيل: التجربة المصرية في بناء منظومة الإصلاح والتأهيل
الدراسات العربية والإقليمية
تثبيت المسار: واشنطن وتسوية قضية الصحراء الغربية
تقرير
 الدورة الثمانين من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الاعتراف بفلسطين
الدراسات الأفريقية
الولاية السادسة: مستقبل الفيدرالية الصومالية بعد تأسيس ولاية شمال الشرق
ورقة بحثية
تأكيد الجريمة: تقييم الأمم المتحدة لجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة
الدراسات الأفريقية
مستقبل أجوا بعد 2025: محددات وسيناريوهات الشراكة الأمريكية الأفريقية
السياسات العامة
من النزوح إلى الاستقرار: تقييم أوضاع السودانيين العائدين اختياريًا – دراسة حالة مصر
السياسات العامة
قانون العمل المصري الجديد: من ثغرات 2003 إلى إصلاحات 2025
الدراسات العربية والإقليمية
هل يُغير السلوك الإسرائيلي التوسعي الترتيبات الأمنية بالمنطقة؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الذكاء الاصطناعي الشامل من أجل التنمية: قراءة في تقرير الأونكتاد 2025
الإرهاب والصراعات المسلحة
مستقبل الحوثيين بين الضغوط الدولية والتحديات الداخلية
الدراسات الأفريقية
الفجوة الخضراء: القمة الأفريقية للمناخ بين الالتزام السياسي وتحدي التمويل
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: 6 سيناريوهات تشكل مستقبلنا الاقتصادي
الإرهاب والصراعات المسلحة
مُحددات حاكمة: تداعيات الانسحاب الأمريكي من العراق على نشاط تنظيم داعش
العلاقات الدولية
العدوان الإسرائيلي على قطر وانتهاك مبدأ السيادة وسلامة إقليم الدولة
الدراسات الأمريكية
الطلقة الأولى نحو الحرب الأهلية الأمريكية المحتملة: ما تداعيات اغتيال تشارلي كيرك؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تمويل التعافي: تحويلات المصريين بالخارج.. طفرة قياسية وجهود حكومية
الدراسات العربية والإقليمية
مسار تصادمي: العلاقات التركية الإسرائيلية بين التوتر وضبط التصعيد
Facebook X-twitter Linkedin Telegram Youtube
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
10 EGP600.00
  • × حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيرانحالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران 1 × EGP0.00
  • × حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزواياحالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا 3 × EGP0.00
  • × شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسعشؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع 3 × EGP200.00
  • × حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجيةحالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية 3 × EGP0.00

المجموع: EGP600.00

عرض السلةإتمام الطلب

  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
تقرأ الأن: بناء المواطن في عصر المعلومات
مقال

بناء المواطن في عصر المعلومات

سفير د.عزمي خليفه
سفير د.عزمي خليفه تم النشر بتاريخ 13/08/2019
وقت القراءة: 14 دقيقة
استمع للمقال
مشاركة

جاء الحادث الإرهابي المؤلم أمام المعهد القومي للأورام ليكشف لنا تناقض القيم في المجتمع المصري، ما بين القيم الإسلامية السمحة -وكيف أمكن استغلالها للنقيض- والهوية المصرية متعددة الأبعاد، وقيم النهضة التي تم استيرادها في وقت سابق من الدائرة المتوسطية كما أشار إليها “طه حسين” في كتابه “مستقبل الثقافة في مصر”، وقيم ما بعد الحداثة لعصر المعلومات الحالي. 

لقد نبّهنا هذا الحادث المريع إلى أهمية إعادة بناء المواطن المصري، رغم أن ذلك من أصعب المهام التي يمكن أن تقوم بها الدولة؛ فالإنسان عامة تؤثر فيه عوامل عديدة، بعضها يكون بوعي وبعضها بدون وعي، بعضها مسئولة عنها الدولة، وبعضها ليس من مهام الدولة أساسًا. أضف إلى ذلك أننا الآن نعيش في عصر المعلومات في ظل أعمق وأشمل وأسرع ثورة علمية مرت بها البشرية حتى اليوم. هذه الثورة العلمية تغير الواقع المادي أمام أعيننا وبين أيدينا وتحت أقدامنا، وهذا يسبب مأزقًا غير مسبوق تاريخيًّا يتمثل في أننا نسعى إلى بناء المواطن الفرد في ظل تغيير حاد تتعرض له الدولة ذاتها. ورغم ما يترتب على ذلك من تعقيدات؛ إلا أن هذه التغييرات التي تتعرض لها الدولة اليوم تغير من نظرتنا إلى ذاتنا، وإلى الطبيعة المحيطة بنا وإلى العالم الذي نعيش فيه، أي إننا أصبحنا نفتقد معنى الوجود نفسه، وأصبحنا في مسيس الحاجة لإعادة بناء المواطن الفرد باعتباره محور هذا الوجود، وباعتباره خطَّ دفاع أساسيًّا في سياسات مكافحة الإرهاب ودعم تماسك المجتمع والدولة.

طبيعة الثورة العلمية الحالية

كذلك فإن الثورة العلمية التي نشهدها تتسم بدرجة عالية من الشمول والتعقيد لأنها ليست قائمة على دراسات نظرية فقط، وإنما هي ثورة تفاعلية مع جميع عناصر الوجود من الإنسان إلى الطبيعة، ولذا فإنها تعيد تشكيل الهوية والانتماء والاقتصاد، أي إنها تعيد تشكيل الحياة كلها، وتتجه بنا إلى حقبة حضارية جديدة هي “حضارة ما بعد الإنسانية” التي تستند إلى تعزيز الإنسان بتطبيقات تكنولوجية لزيادة قدراته الذهنية أساسًا CYBORG، وتحويل البيئة المحيطة بنا بمختلف عناصرها إلى بيئة ذكية تتفاعل فيها مختلف أنواع التكنولوجيات مع بعضها بعضًا دون تدخل من الإنسان.

الثورة العلمية هي السبيل الوحيد أمامنا لتفسير واقعنا المادي الجديد المعزز الذي نعايشه بمختلف أبعاده، مثل: ظهور المنصات الاقتصادية، والحرب السيبرانية، وسرقة الهوية، والشبكة العنكبوتية الذكية، والحوسبة السحابية، والهواتف الذكية غير المرئية، والمركبات بدون سائق بمختلف أنواعها، والتحولات النفسية في العالم، والحركات الاحتجاجية الجديدة، وضعف الأحزاب السياسية، وضعف النخبة السياسية، وإنترنت الأشياء، وإجراء عمليات جراحية عن بعد، والتعليم المخلوط، والعلاج الجيني، وصعود اليمين القومي، ووسائط الإعلام الاجتماعي، وبناء النماذج والعالم المطبوع، والحوسبة القابلة للارتداء، والاتصال الدائم، والفجوة الرقمية، والاحتكاك المعلوماتي، وأزمة الديمقراطية التمثيلية، وصعود دور المواطن الفرد.. إلخ.

جميع الظواهر السابقة هي جوانب مختلفة لتوجه واحد كبير وشامل يحكم تطورنا اليوم، لأن تكنولوجيا الاتصالات تحولت من مجرد أداة للتواصل والتفاعل مع العالم ومع بعضنا بعضًا؛ إلى أنها أصبحت قوى بيئية ومجتمعية تعيد تشكيل واقعنا المادي الذي تحول إلى واقع مادي معزز بهذه التكنولوجيا. كما أنها تغير ذواتنا والعالم المحيط بنا، وتحور وسائل ارتباطنا وتفاعلنا مع بعضنا بعضًا، وتحسن تفسيرنا للعالم. ويتم كل ذلك بعمق وسرعة رهيبة، وشمول محكم.

الإنسان في هذا الإطار هو كائن معلوماتي INFORG، أي إنه كائن حي يعيش في غلاف معلوماتي كثيف ينتشر بصورة مكثفة في جميع أنحاء الغلاف الأرضي ودائم التفاعل مع هذه المعلومات، ومن هنا فإنها ثورة علمية تُعيد بناء المعنى لوجودنا لنبدأ هذه الحقبة الحضارية الجديدة.

الإنسان وبناء المعنى

إن إعادة التفكير في الحاضر والمستقبل والماضي في عالم يعتمد أساسًا على المعلومات هي فكرة جديده في جذور ثقافتنا، خاصة أن وسائط الإعلام الاجتماعي لم تتحول إلى واقع إلا قريبًا جدًّا. وقد أدى ذلك إلى قصور في المفاهيم، ثم التباسها، عند محاولة تطبيقها على جميع مناحي الحياة. نحن في حاجة ماسة لفلسفة جديدة تستوعب طبيعة المعلومات ذاتها، وتوجه البعد الأخلاقي لها وتأثير تكنولوجياتها علينا وعلى بيئتنا، وذلك حتى نحسن الآليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمعلومات وتسخيرها لدعم الدولة، وهو اتجاه عام في العالم أجمع.

إذن، نحن في مرحلة تتطلب بناء إطار فكري مناسب يساعدنا على إدراك دلالات المعلوماتية SEMANTICIZE، أي إعطاء معنى وإيجاد منطق لفلسفة المعلوماتية حتى يسهل علينا بناء مجتمع المعلومات. وهذا المعنى الجديد يعكس فلسفة عصرنا ومن أجل عصرنا، ولذا من المهم التعرض لفلسفة التاريخ بوصفه التاريخ المفرط (عصر ما بعد الإنترنت) وللفلسفة الطبيعية بوصفها فلسفة الأنفوسفير أو للغلاف المعلوماتي. 

إذا كنا ندرك الوقت بعلاماته، والزمان بمميزاته، فلدينا اليوم أكبر عدد شهدته البشرية من البشر على قيد الحياة، ومتوسط العمر في ازدياد دائم في جميع مناطق العالم بغض النظر عن درجة التقدم الاقتصادي، والفقر في تناقص على مستوى العالم، بالرغم من أن نسبة عدم المساواة -سواء بين الدول أو داخل الدولة الواحدة- لا تزال مخزية بتأثير من العولمة.

كذلك فشكل الدولة وتنظيمها اختلف، وأبعاد نظرية الأمن القومي اختلفت، وظهرت مفاهيم جديدة، مثل: النوع الاجتماعي GENDER، والديمقراطية التشاركية، وظهرت أبعاد وحدة الاقتصاد على مستوى العالم أجمع، وظهرت ملامح لتغيير الهوية والانتماء وكل ما يرتبط بممارسة النفوذ وأنماط القوة. 

في الوقت نفسه، من المؤكد أننا امتداد لإنسان ما قبل التاريخ Prehistory، وإنسان التأريخ History، وهذا التقسيم للتاريخ مترادف مع عصر المعلومات أو عصر التاريخ المفرط: 

أ- فما قبل التاريخ لا وجود لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (طيبة في مصر، وأور بالعراق) وإن وجدت الكتابة منذ 6000 عام، وهي فترة وجيزة في عمر الأمم.

ب- في عصر التاريخ (منذ ظهور مطبعة جوتنبرج عامة وحتى ما قبل ظهور الإنترنت) استمر لأقل من 600 سنة، حيث وجدت علاقة بين تكنولوجيا المعلومات ورفاهية الإنسان.

ج- في عصر التاريخ المفرط (من ظهور الإنترنت حتى اليوم، أي خلال الثلاثين عامًا الأخيرة) وضح ارتباط رفاهية المجتمع والأفراد بالاعتماد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أساسًا، فهي المولّدة للثروات وهي الحاكمة للعنف، وهي مقدمة ومدخل لحضارة المعلومات الكثيفة والبيئة الذكية، أي عصر ما بعد الإنسانية.

كذلك، من المؤكد أننا امتداد لإنسان ما قبل التاريخ وإنسان التاريخ، فإذا كان عصر ما قبل التاريخ وعصر التاريخ اهتما بنقل خبرة كيف يعيش الإنسان، فإنه مع ارتباط رفاهية الإنسان بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبحنا نهتم بكيف يعيش الناس؟ وأين؟ ومتى؟ ومن ثم في إطار هذه الفلسفة الجديدة لعلم المعلوماتية تحتل الشبكية محورًا مركزيًّا فيها باعتبارها التعبير المادي والتنظيم الواقعي لعصر المعلومات، وهي فكرة أشبه بتنظيم النظم متعددة الوكلاء، خاصة عند التعامل مع القضايا العالمية. ومن هنا تتزايد المسئولية الأخلاقية لإنسان هذا العصر. 

هذه المسئولية الأخلاقية تنطوي على تناقض؛ فبقدر سعينا للاستفادة القصوى من إيجابيات هذه الثورة العلمية، وضرورة تجنب سلبياتها، هل سيمكننا تحديد مخاطر تحويل العالم إلى بيئة صديقة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات؟ وكيف تساعدنا هذه التكنولوجيا على حل مشكلاتنا الاجتماعية الأكثر إلحاحًا مثل تغيير القيم والمشكلات البيئية مثل التصحر والاحتباس الحراري؟ وهل هذه التكنولوجيا ستستمر في اتجاه تمكيننا وزيادة قدراتنا؟ أم إنها ستقيد ما حبانا به الله من إمكانيات مادية وفكرية؟ ولو قيدتنا بعد فترة هل سنتكيف مع الوضع الجديد أم سنعجز عن ذلك؟

هذه الأسئلة تؤكد أننا أمام فرصة غير مسبوقة لإعادة صياغة حياة جديدة بمختلف أبعادها؛ إلا أن هذه الفرصة مرتبطة بمسئولية فكرية وأخلاقية ضخمة من أجل فهمها والاستفادة منها بطريقة مناسبة، وهذا يتطلب تطوير واستكمال العديد من الرؤى السابقة في فلسفة العلم ذاته، وبخاصة تلك التي ترسخت في عصر الصناعة، وتحديدًا كل ما تعلق بالحتمية العلمية والحتمية الجغرافية بل والحتمية الاستراتيجية. 

لدينا نوع من الترقب الحذر للمتغيرات الكثيرة الشاملة السابق الإشارة إليها وتعاملاتنا فيما بيننا ووجهة نظرنا للبيئة المحيطة بنا ولذواتنا، والأهم أن هذا الإدراك ناتج عن تحولات في الواقع أساسًا وليس ناتج أبحاث علمية، ولكنه ناتج تطبيقات فكرية نجريها كل يوم في ظل تغيير العالم واقعيًّا تغييرًا شاملًا أمام أعيننا وبين يدينا وتحت أرجلنا، ويتم بصورة متزايدة تصاعديًّا، مما يستدعي ضرورة الوصول إلى نقطة توازن جديدة في الحياة قائمة على وضع فلسفة جديدة تعكسها الثقافة السيبرية والبيئية والمعلوماتية.

فإذا أدركنا اتجاه التحولات أدركنا أن “كوبرنيكس” عام 1543 أكد أن الأرض ليست مركز الكون، وأنها كوكب صغير في المجموعة الشمسية يدور حول الشمس، فتمت إزاحة الأرض من المركزية الكونية وبدأنا إعادة النظر في مكاننا ودورنا.

وجاء “رينيه ديكارت” (1596-1650) بمقولته الخالدة: “أنا أفكر، إذن أنا موجود”، مؤكدًا أن مكانة الإنسان في الكون هي مكانة عقلية وليست فلكية، وتنبع من قدرتنا على الوعي والتأمل الواعي لذاتنا والسيطرة عليها، وبالتالي أعاد تشكيل نظرتنا لأنفسنا باعتبارها أساس الوجود، وأنها تبدأ بالنظرة إلى الذات وليس الكون. ثم جاء “باسكال باليز” (1623-1662) موازيًا لفكر “ديكارت” وأكثر تطورًا حينما أكد أن قيمة الإنسان تنبع من قدرته على التفكير، وتطوير هذا الفكر من أجل تحقيق قدر أكبر من الرفاهية، خاصة بعد نجاحه في اختراع آلة حاسبة.

وجاء “داروين” (1809-1882) بنظريته عن التطور ليؤكد أن جميع الكائنات الحية تخضع لمبدأ الانتخاب الطبيعي، ومن ثم فقد أزاح الإنسان من مكانته المميزة من مركز المملكة البيولوجية إلى مكانة أكثر تواضعًا، وهو ما يتسق وفكر “كوبرنيكس” و”ديكارت” و”باسكال باليز” قبله.

وأخيرًا جاء “فرويد” (1856-1939) الذي عارض -دون دليل- أفكار “ديكارت” و”باسكال باليز” معًا، مؤكدًا أن العقل يفكر بطريقة لا شعورية أيضًا، ويخضع لآليات لا شعورية دفاعية مثل الكبت والكذب، وأننا كثيرًا ما نتصرف لا شعوريا، ثم يقوم العقل ببناء قصص منطقية لتبرير أفعالنا. والخلاصة أن “فرويد” أزاح الإنسان من مركز مملكة الوعي.

هذه التحولات في دور الإنسان وبناء المعنى والمواكبة للثورة العلمية الحالية قد يرى الأخذ بها في الاعتبار عند إعادة صياغة دور المواطن، خاصة أن إعادة التفكير في الحاضر والمستقبل والماضي في عالم يعتمد أساسًا على المعلومات هي فكرة جديدة في جذور ثقافتنا، كما أن وسائط الإعلام الاجتماعي لم تتحول إلى واقع إلا قريبًا جدًّا.

وهذه الثورة للمعلومات والاتصالات تستند إلى معالجة هذه المعلومات، وهو عمل عقلي بحت يتوازى مع كلٍّ من منهج التحليل النفسي بالعلوم العصبية وعمليات بناء الجهاز العصبي للشبكات الاجتماعية التي تسيطر على قلب القوة السيبرية التي تعد أساس التحولات السياسية والمجتمعية في العالم، وعلى صناعات الروبوت، وعلى مجمل عصر التاريخ المفرط. وهذا يفتح أمامنا بابًا واسعًا للحاق بهذا العصر مباشرة، خاصة أن أحد أبناء مصر تخصص في هذا الفرع من العلوم وحقق نجاحًا باهرًا اعترف به العالم.

إن البدء في بناء إطار فكري من القيم الخاصة بالانتماء والهوية والمواطنة يساعدنا في إدراك دلالات المعلوماتية SEMANTICIZE، أي إعطاء معنى، وإيجاد منطق لفلسفة المعلوماتية حتى يسهل علينا بناء مجتمع المعلومات والبيئة الذكية. وهذا المعنى الجديد يعكس فلسفة عصرنا ومن أجل عصرنا، ولذا من المهم التعرض لفلسفة التاريخ بوصفه التاريخ المفرط (عصر ما بعد الإنترنت) وللفلسفة الطبيعية بوصفها فلسفة الأنفوسفير أو الغلاف المعلوماتي، وأداة التغيير السياسي-الاجتماعي هي شبكات التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، لأن المعلوماتية تحتل فيها الشبكات محورًا مركزيًّا باعتبارها التعبير المادي الواقعي للتنظيم في عصر المعلومات، وهي فكرة أشبه بتنظيم النظم السياسية متعددة الوكلاء، خاصة عند التعامل مع القضايا العالمية.

ومن هنا تتزايد المسئولية الأخلاقية لهذا العصر، وتتزايد مسئولية مصر السياسية في منطقة الشرق الأوسط، ويكون أساس بناء المواطن دعم قيم المواطنة والهوية بمختلف مستوياتها والانتماء، وكلها قضايا في قلب الحضارة المعلوماتية، وواجبنا أن نطرح رؤيتنا بدلًا من الانتظار لمجهول نعلم جيدًا جميعًا أنه ما لم يجدنا مستعدين له برؤية متكاملة تعكس جوهر المعلوماتية، ومعنى وجودنا على كوكب واحد، وجوهر إدراكنا لأدوات العصر (الشبكات)؛ فمن المؤكد أنه سيداهمنا هو بفكره ورؤيته وأهدافه التي نعلم أنها لا تناسبنا شئنا أم أبينا.

سفير د.عزمي خليفه
سفير د.عزمي خليفه
+ postsBio ⮌
  • سفير د.عزمي خليفه
    https://ecss.com.eg/author/azmi-khalifa/
    منتدى شباب العالم ومستقبل مصر
  • سفير د.عزمي خليفه
    https://ecss.com.eg/author/azmi-khalifa/
    مصر وثورتها الرقمية
  • سفير د.عزمي خليفه
    https://ecss.com.eg/author/azmi-khalifa/
    دراسة: ما بعد مقتل البغدادي… كيف نفهم ظاهرة التطرف؟ وكيف نتعامل معها في عصر الإنترنت؟
  • سفير د.عزمي خليفه
    https://ecss.com.eg/author/azmi-khalifa/
    تحولات الدولة الوطنية وانعكاساتها

ترشيحاتنا

حل الدولتين وخريطة طريق مقترحة

معاداة إسرائيل .. واتساع دوائر الغضب!

تجديد الوجود الأمريكى فى الشرق الأوسط

تركيا وحل حزب العمال.. حقبة جديدة: طموحات وعقبات

وسوم: الإنترنت, الثورة التكنولوجية, عصر المعلومات
سفير د.عزمي خليفه 13/08/2019

تابعنا

تابعنا علي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة
Facebook أعجبني
Twitter تابعني
Instagram تابعني
Youtube مشترك

احدث إصدارات مكتبه المركز

Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 43%
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
EGP350.00
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 50%
تقديرات مصرية
تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
EGP100.00
EGP50.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة إيران
حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
No products found
الأكثر مشاهدة
وثيقة السياسة التجارية المصرية: بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل
مستقبل الكهرباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
أكاذيب صهيونية حول حرب أكتوبر: السردية والرد
الانعكاسات الجيوسياسية:ملامح الشرق الأوسط في اليوم التالي لوقف إطلاق النار بغزة

العلاقات الدولية

  • الدراسات الآسيوية
  • الدراسات الأفريقية
  • الدراسات الأمريكية
  • الدراسات الأوروبية
  • الدراسات العربية والإقليمية
  • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية

قضايا الأمن والدفاع

  • التسلح
  • الأمن السيبراني
  • التطرف
  • الإرهاب والصراعات المسلحة

السياسات العامة

  • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
  • تنمية ومجتمع
  • دراسات الإعلام والرأي العام
  • قضايا المرأة والأسرة
  • مصر والعالم في أرقام
10
    10
    Your Cart
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    1 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
    حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
    3 X EGP0.00 = EGP0.00
    شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع
    شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع
    3 X EGP200.00 = EGP600.00
    حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
    حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
    3 X EGP0.00 = EGP0.00
    Subtotal EGP600.00
    Shipping, taxes, and discounts calculated at checkout.
    View CartContinue ShoppingCheckoutEGP600.00

    Removed from reading list

    Undo