الملخص العام:
- انقسمت البيانات بين مطالبات بالتدخل الدولي والإقليمي لوقف إطلاق النار في ظل توقف العملية السياسية، وصعوبة التوفيق بين الطرفين، كما حدث في الاجتماعات السابقة بين قوى الحرية والتغيير والقوى المدنية وطرفي النزاع، بوجود فولكر بيرتيس وممثلي الآلية الثلاثية، وبين تأييد موقف الجيش السوداني ومحاولات قوى الحرية والتغيير “الكتلة الديمقراطية” إلى وقف العملية السياسية ويقصد بها هنا “الاتفاق الإطاري” بدعوى بوصفها أنه أحد مسببات النزاع الحالي، واختلفت المواقف للحل حول ضرورة تشكيل اجتماع 3+3 من ممثلي الجيش وقوات الدعم السريع والوساطة لتوفيق الأوضاع ووقف إطلاق النار.
- فيما تتوالى الأنباء حول قرار القيادة العامة للجيش السوداني حل قوات الدعم السريع، وإعلان المخابرات السودانية بأنها “ميلشيا مسلحة” واصرار حميدتي على ضرورة توقف عمليات الجيش حتى يمكنهم التفاوض.
- فيما اعتبرت العديد من القوى أن ما حدث أدى لانهيار الاتفاق الإطاري، فيما أكد مؤيدوه أنه الحل للموقف المتأزم الحالي، وهو ما يفضح الأطماع السياسية لبعض القوى السياسية بغض الطرف عن إضعاف قوات الجيش.
أولًا: القوى السياسية
- بيان القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري: تناولت شبكة “سكاي نيوز بالعربية” دعوة القوى السياسية في السودان، السبت، قوات الجيش والدعم السريع إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، بعد تصاعد حدة الاشتباكات بين الطرفين في الخرطوم وغيرها من ولايات البلاد، وجاء بيان “القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري والتي تبنت رواية قوات الدعم السريع وجاءت كالآتي:
“ندعو قيادة القوات المسلحة السودانية والدعم السريع لوقف العدائيات فورًا وتجنيب البلاد شر الانزلاق لهاوية الانهيار الشامل، وإن هذه اللحظة مفصلية في تاريخ بلادنا وتتطلب الحكمة والتعقل ووضع الوطن أولًا وأخيرًا، فهذه حرب لن ينتصر فيها أحد وسنخسر فيها بلادنا إلى الأبد، ونناشد الأسرة الدولية والإقليمية للمساعدة عاجلًا في وقف هذه المواجهات الدموية، والامتناع عن أي فعل يؤجج الصراع ويزيد اشتعاله، ونؤكد لشعبنا الصابر المثابرة إننا سنواصل الجهد لمنع انزلاق بلادنا لهاوية الاحتراب الشامل، ولن نسمح لأي جهة بأن تضيع هذه البلاد العزيزة علينا جميعًا.
وقالت هذه القوى إنها سعت “لدرء الفتنة وتجنيب البلاد ويلات الحرب حتى وقت مبكر من فجر اليوم بلقاء مع القائد العام للقوات المسلحة السودانية توصلنا فيه لتشكيل آلية لتخفيض التوتر”، وكان من المنتظر أن تبدأ أعمالها اليوم، ولكن تلقيت القوى المدنية اتصالًا في صباح اليوم من قيادة الدعم السريع تفيد بحصار موقع لقواتها في سوبا، لتنفجر بعده الأوضاع.
- قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي: اتهمت فلول نظام حزب المؤتمر الوطني المحلول، بقيادة المخطط الحالي للوقيعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لتدمير العملية السياسية الجارية حاليًا، ودعت إلى التصدي لمؤامرات «الفلول» والوقوف ضد الحرب وفقًا لصحيفة الانتباهة، وسبق وأن أعلنت أن استكمال العملية السياسية هو أساس حل الأزمة بالبلاد.
وعقدت قوى الحرية والتغيير سلسلة من الاجتماعات مع المكون العسكري حول العملية السياسية وآخرها كان يوم السبت الماضي ” ٨ أبريل” والذي حضره القائد العام للقوات المسلحة وقائد قوات الدعم السريع وتوصل لنتائج لم تنفذ، ومع ذلك فإن تواصلنا مستمر ونرى أن الخروج من الأزمة الحالية يكمن في استكمال العملية السياسية، كما عقدت اجتماعًا مساء الأربعاء ١٢ أبريل مع الرباعية الدولية بمنزل السيد الطاهر حجر لتعزيز الجهود ونزع فتيل الأزمة وإكمال الاتفاق السياسي النهائي، لأن الحل الحقيقي للأزمة يمكن في إكمال الاتفاق السياسي النهائي وإقامة سلطة مدنية من أهم مهامها حل الأزمة الأمنية والاقتصادية واستكمال مهام الانتقال، وأعربت عن ترحيبها بمبادرات لجان المقاومة والمجتمع المدني ونعلن عن استعدادنا للعمل المشترك للتصدي لمؤامرات المؤتمر الوطني المحلول. ونرى أن أساس الأزمة ليس بين القوات المسلحة والدعم السريع وإنما يكمن في محاولات فلول النظام البائد للعودة إلى الحكم وهم على استعداد لجر البلاد نحو الحرب الأهلية.
- قوى الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية: أوضح الأمين العام للجزيرة مباشر أن الاتفاق الإطاري هو سبب الأزمة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
- حزب الأمة السوداني: “أصدر بيانًا ناشد فيه قيادة الجيش السوداني وقيادة الدعم السريع القيام بالخطوات التالية: الوقف الفوري لإطلاق النار في كل مواقع الاشتباك، وعودة القوات إلى مواقعها السابقة قبل الاشتباكات، وتكوين لجنة مشتركة من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع 3+ 3 وشخصيات قومية للاتفاق حول التهدئة ومنع انفلات الأوضاع الأمنية، ومناشدة إلى الشعب السوداني بتأمين الوحدة الوطنية، ومناشدة إلى الدول الشقيقة والصديقة منع أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي، وشكل حزب الأمة القومي غرفة عمليات طارئة للتعامل مع الأوضاع الراهنة.
- الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل: وهو المنافس التقليدي لحزب الأم بحسب “بي بي سي”، أشار عمر خلف الله متحدث حزب الاتحادي الديمقراطي الأصل أنه ينبغي دمج ميليشيات الدعم السريع بالجيش، ووصف الجيش السوداني بأنه جيش الشعب، ولا أحد يتمنى ضعف جيشه باعتباره مصدر قوى الشعب
- تجمع المهنيين السودانيين: وجه دعوته إلى الكوادر الطبية والصحية في مدن العاصمة الخرطوم الثلاث التوجه إلى المستشفيات والمراكز الصحية وتقديم المساعدات والخدمات الطبية اللازمة، وجدد الدعوة لقادة القوات المسلحة والدعم السريع والشرطة والمخابرات العامة إلى تغليب صوت العقل فيما بينهم وإدارة علاقاتهم وفقًا لما ينظم عملهم. وحث التجمع على وقف تجييش وعسكرة الفضاء العام ووقف الاشتباكات المسلحة والحفاظ على الأمن الداخلي والقومي والسلم الاجتماعي وعدم جر البلاد إلى حربٍ شاملة.
- حزب المؤتمر السوداني: دعا الأطراف العسكرية إلى “وقف إطلاق النار وعدم جر البلاد لحرب شاملة”، وسط اندلاع مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وفقا لما نشرته شبكة “سكاي نيوز عربية” في نبأ عاجل عبر حسابها الرسمي على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”.
وفي بيان لهم: “إننا في حزب المؤتمر السوداني ظللنا على الدوام نعمل رفقة حلفائنا في الحرية والتغيير والقوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري نعمل على تهدئة الأوضاع بين الجانبين، وخفض التصعيد العسكري، وعدم السماح لقوى الردة بإرجاع عجلة التاريخ الي الوراء والقضاء على مكتسبات ثورة ديسمبر عبر سعيها لإشعال فتيل فتنة النزاع المسلح، وإننا اليوم نناشد الأطراف العسكرية الي التهدئة ووقف اطلاق النار وفتح قنوات الحوار وعدم جر البلاد لحربِ شاملة، كما نناشد المواطنين والمواطنات بعدم الاقتراب من مواقع الاشتباك العسكري، والبقاء في المنازل والالتزام بإجراءات الأمان والسلامة. إننا في حزب المؤتمر السوداني نشعر بالقلق البالغ على وحدة التراب السوداني حال تطور المعارك الحالية إلى حرب واسعة، ونطلب من شركائنا المحليين والمجتمع الدولي التدخل السريع من أجل إسكات صوت المدافع والرصاص، وعدم السماح لقوى الردة والشمولية بدفع البلاد إلى هاوية مجهولة القرار.
- ملتقى لجان المقاومة السودانية: وهي جبهة داعمة لرئيس الوزراء حمدوك، أعربت في بيان لها ” تابع نحن ملتقى لجان المقاومة بقلق بالغ ما آلت إليه الأوضاع الأمنية والسياسية بالبلاد صباح اليوم، خاصة بعد تصاعد وتيرة الخلاف بين قوات الشعب المسلحة والدعم السريع، وإن الملتقى يعلن وبقوة وقفته وتضامنه الكامل مع قوات الشعب المسلحة فيما يجري حاليا حتى لا تدخل البلاد في أتون الحرب الأهلية، ولن نبخل على الجيش ولا على الوطن بكل ما اوتينا من قوة، وعليه نؤكد الاتي : (الوطن وأمنه واستقراره ووحدته فوق الجميع، وندين فرحة بعض النخب السياسية بالمناوشات واعتبار الحرب فرصة للوصول لكراسي السلطة، وتوجيه جهود اللجان لدعم الجيش واسناد جهود الأمن وبسط السيادة الوطنية وتعميق معاني الوحدة الكلية بين أبناء الوطن ومكوناته/ وكامل تضامنا مع القوات المسلحة لحفظ استقرار البلاد وامنها، ونؤجل كل الملفات العالقة بين اللجان والقوات المسلحة لحين انقشاع الازمة وسيكون لنا عوده حتمية لتلك الملفات في حينه، ونوجه كل قواعدنا المنتشرة في كل السودان الى عدم الالتفات للشائعات وانتظار توجيهات الملتقى في الايام القادمة.”
- لجنة “أطباء السودان”: أوضحت في بيان إن هناك “عددا كبيرا (لم تحدده) من القتلى والجرحى المدنيين جراء الاشتباكات ونناشد بوقف إطلاق النار فورا وفتح مسار آمن للمصابين”.
ثانيًا: الشخصيات العامة:
- رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك: وجّه رسائل إلى الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وشعب البلاد والمجتمع الدولي، دعا فيها إلى وقف إطلاق النار فورًا ورفض الاقتتال، محذرًا من توسيع نطاق النزاع إلى حرب إقليمية، وقال حمدوك، في كلمة مصورة بثها عبر موقع “تويتر”: “رسالتي الأولى للفريق أول عبد الفتاح البرهان [رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة] وقادة الجيش السوداني وللفريق أول محمد حمدان دقلو [قائد قوات الدعم السريع] وقادة الدعم السريع، يجب أن يتوقف الرصاص فورًا، ويجب أن يحكّم صوت العقل، فالخسارة ستكون من نصيب الجميع ولا يوجد منتصر على جثث شعبه”، وأضاف: “رسالتي الثانية للشعب السوداني بأن يزداد تماسكًا وأن يكون هناك تلاحم بين مكونات المجتمع وخطاب رفض الاحتراب هو السائد، وألا يتم السماح لصوت إذكاء الحرب بالسيطرة”، وتابع “رسالتي الثالثة إلى المجتمع الإقليمي والدولي ومحبي السلام العالمي بأن يقوموا بواجبهم في الحل وتهدئة الأطراف المتقاتلة، فالحرب في السودان تعني الحرب في الإقليم، ولا يزال الحل السلمي ممكنًا”.
- رؤساء الحركات المسلحة: سبق وأن أعلن ثلاثة من رؤساء الحركات المسلحة الخميس بذل مساع بين الجيش وقوات الدعم السريع لإنهاء التوتر ونزع فتيل الأزمة الأمنية، هم: رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، ورئيس الحركة الشعبية – شمال، مالك عقار.
- قال الفريق الأول كباشي : إن المؤشرات كانت واضحة لما حدث اليوم و نطمئن المواطنين بقرب الحسم و استتباب الأمن، وقواتنا السودانية المسلحة استخدمت القوة وفق مقتضي الحاجة، وجنودنا تحملوا وصبروا رغم الاستفزازات المستمرة للدعم السريع، كما ان جهود بذلت من كثيرين لاحتواء الأزمة، وندعو قوات حرس الحدود التي سبق وانضمت للدعم السريع بالعودة للجيش فورا، والحسم في البلاد سيكون خلال ساعات أو أيام قليلة.
- قال رئيس حزب الأمة السوداني مبارك الفاضل: اليوم السبت، إن ما يحدث من اشتباكات “مؤسف”، مضيفا أن “الخاسر هو السودان”. وأضاف أدعو البرهان ودقلو لتغليب العقل ووقف إطلاق النار والتفاوض. هناك مجال لحل هذه الخلافات فيما يتعلق بدور قوات الدعم السريع وعلاقته بالقوات المسلحة.
ثالثًا: المثقفون والسياسيون والعسكريون:
- خالد المبارك – كاتب وباحث سياسي: للشرق “أتمنى أن يكون تأثير رسالة حمدوك كبيرا لأنه رجل مستقل.. الخاسر الأول من النزاع السوداني هو الشعب ولابد من استئناف الاتفاق الإطاري”
- د . أمين إسماعيل مجذوب – خبير استراتيجي في مركز الدراسات الدولية: وفقًا “الشرق” الحرب بدأت صباحا بحرب شوارع ثم دخلت القوات الجوية فغيرت شكل المعركة لصالح القوات المسلحة.. والآن تجرى عمليات التمشيط للمرحلة الثالثة.
- د . جلال تاور- خبير عسكري سوداني: الخلافات بين قادة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع وليست بين العسكريين.. منذ فكرة دمج الدعم السريع في القوات المسلحة بدأ اختلاف وجهات النظر.. الدعم السريع تتصرف خارج ما ينص عليه القانون.
- أحمد خليل- كاتب صحفي: أتمنى وجود مجال للتهدئة بين الطرفين بعيدا عن صوت الرصاص.. ما يحدث في السودان بسبب من لا يريد الخير للسودان سواء من عناصر داخل الجيش والحزب المحظور والمؤتمر الوطني.
- رشا عوض – كاتبة صحفية سودانية: الاشتباكات العسكرية صباح اليوم نهاية العملية السياسية التي كانت جارية.. إذا لم يتم احتواء الاشتباكات بحل سلمي ربما تكون نهاية السودان الموحد والمستقر.
- نقلت صحيفة “الراكوبة” عن خبير عسكري: إعلان المخابرات العامة السودانية أن قوات الدعم السريع مليشيا متمردة، وهذا الأمر يعني أن المؤسسات النظامية ستتعامل مع الدعم السريع كعدو، وقال خبير عسكري أن القوات المسلحة ستعمل على تدمير قوات الدعم السريع، أو حله وتسريحه.
- رئيس تحرير جريدة السوداني عطاف محمد مختار: السودان يحتاج جيشا موحدا.. وعلى القادة العسكريين تحكيم صوت العقل.