المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
الدراسات الأمريكية
الطلقة الأولى نحو الحرب الأهلية الأمريكية المحتملة: ما تداعيات اغتيال تشارلي كيرك؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تمويل التعافي: تحويلات المصريين بالخارج.. طفرة قياسية وجهود حكومية
الدراسات العربية والإقليمية
مسار تصادمي: العلاقات التركية الإسرائيلية بين التوتر وضبط التصعيد
دراسات الإعلام و الرأي العام
معركة الصورة: كيف تواجه إسرائيل تآكل سرديتها في الرأي العام الغربي
ورقة بحثية
المعركة المحتملة: دوافع ومآلات الحشد العسكري في غرب ليبيا
الدراسات العربية والإقليمية
مكاسب متبادلة: لماذا تعزز القاهرة جهود الوساطة في أزمة الملف النووي الإيراني؟
الدراسات الأسيوية
إدارة المتناقضات الدولية: السياسة الخارجية الهندية بين الاستقلالية الاستراتيجية وتعدد المحاور
تقرير
أبعاد تنامي التهديد الإرهابي في المثلث الحدودي بين مالي والسنغال وموريتانيا 
الدراسات العربية والإقليمية
الحسابات المعطلة: حدود الفاعلية السياسية لعملية "تركيا خالية من الإرهاب
الدراسات العربية والإقليمية
دلالات استهداف قادة حماس في الدوحة
الدراسات الأفريقية
تيكاد 9 – نموذج تنموي جديد لليابان في أفريقيا
الدراسات الأوروبية
" الضمانات الأمنية": حدود الدور الألماني في أمن أوكرانيا
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الفائض الأولي: خطوة للأمام في رحلة تخفيف عبء الدين
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
مصر ومفاوضات الحد من تلوث البلاستيك نحو التزام دولي وتحول وطني في إدارة النفايات
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
بنك مصري بلا فروع التحول البنكي الذكي لتعزيز الشمول المالي
الدراسات الأفريقية
المحاولة الانقلابية في مالي: بين الانقسامات الداخلية والضغوط الخارجية
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
شراكات تنموية:كيف استثمرت مصر قمة التيكاد لتعزيز علاقاتها مع اليابان؟
الإرهاب والصراعات المسلحة
الصراع في إقليم كشمير بين الإرث الاستعماري والتطرف الديني
الدراسات الأفريقية
الاستقرار الهش: مستقبل إقليم التيجراي بين الانقسامات السياسية والعسكرية
الدراسات العربية والإقليمية
انقسام الأجنحة السياسية: كيف يتفاعل الداخل الإيراني مع "آلية الزناد"؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
مبادلة الديون بالتنمية: تجارب دولية والحالة المصرية
السياسات العامة
من التشريع إلى الرقمنة: حوكمة التبرعات في مصر
الدراسات العربية والإقليمية
هل اخترقت إسرائيل الحوثيين استخباراتياً؟
الإرهاب والصراعات المسلحة
من التبرعات إلى القتال: العمل الخيري وتمويل الإرهاب.. الآليات وسبل التحصين
الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
"جدعون-2" وغزة: مآلات "السيطرة" و"الاحتلال"
الدراسات الأفريقية
تكالب خارجي: معادن الكونغو الديمقراطية.. محفز مزدوج للصراع والسلام
الدراسات العربية والإقليمية
توسيع الانخراط: ملامح ومقومات الدور الأذربيجاني في الشرق الأوسط
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تحوّل استراتيجي تجاه المؤسسات المالية الدولية.. أمريكا لا ترحل بل تعيد التشكيل
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الطاقة النووية في مقابل الطاقة التقليدية: كيف تحقق مصر معادلة أمن الطاقة
السياسات العامة
اختلال تقاسم الأعباء: كيف تواجه مصر وحدها أزمةَ التمويل الإنساني العالمي؟
Facebook X-twitter Linkedin Telegram Youtube
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
3 EGP200.00
  • × حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنميةحالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية 1 × EGP0.00
  • × حالة آسيا |  إرث بايدن الآسيويحالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي 1 × EGP0.00
  • × شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشرشؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر 1 × EGP200.00

المجموع: EGP200.00

عرض السلةإتمام الطلب

  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
تقرأ الأن:  أزمة الهيمنة الغربية(٢): التحدي الروسي وخلفياته
الدراسات الأوروبية

 أزمة الهيمنة الغربية(٢): التحدي الروسي وخلفياته

د. توفيق أكليمندوس
د. توفيق أكليمندوس تم النشر بتاريخ 31/03/2024
وقت القراءة: 13 دقيقة
استمع للمقال
مشاركة

دولة غير عادية لها نظام سياسي غير عادي وماضٍ غير عادي، وتملك أوراقًا غير عادية وتواجه تحديات غير عادية، فحدود هذه الدولة تغيرت كثيرًا عبر التاريخ، وخلال القرن العشرين بالمد والجذر تكسب وتضم آلاف الكيلومترات أو تخسرهم، تغزو وتتعرض للغزو، لا تعرف معنى “حدود ثابتة” ولا طبعًا دائمة، كما قال الرئيس بوتين في مناسبات عدة.

وعلاقة الروسي بالمسافات الطويلة والمساحات الشاسعة والوقت والطقس فريدة، فهي أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، وبها ثروات طبيعية هائلة، ولكن طقسها قاسٍ وتأمين الأراضي صعب، وهي دولة قارية بامتياز ومنافذها البحرية قليلة، ولذلك فإن الوصول إلى البحار الدافئة أحد أهدافها الثابتة، فهي أمة وإمبراطورية في آن واحد، ولفت تقرير لاستراتفور النظر إلى كون ٧٥٪ من شعبها يعيش في الجانب الأوروبي من الدولة، في حين أن ٧٧٪ من أراضيها في آسيا، إضافة إلى هذا فإنها تعاني منذ عقود من قلة الإنجاب، فعدد سكانها يتناقص.  

وجغرافيًّا يمكن أن تواجه غزوًا آتيًا من الشرق أو الغرب أو الجنوب، فلا حماية طبيعية لها ولا حاجز طبيعيًا يصد الغازي أو يعرقل تقدمه، وهناك عدة طرق أو مداخل إلى قلبها النابض، حليفها “الطبيعي” الوحيد طقسها الشتوي، تعرضت روسيا خلال تاريخها لعدة غزوات مدمرة للأخضر ولليابس، منها ما أتى من الشرق ومنها ما أتى من الغرب، من السويد وفرنسا وألمانيا، وفي المقابل دخلت القوات الغازية الروسية عدة عواصم أوروبية منها وارسو وبرلين وباريس. 

أغلب ركائز الثقافة السياسية والدينية الروسية لا تقدس مفهوم سيادة القانون، وترى تيارات فكرية غالبة في الأرثوذكسية الروسية أن الالتزام بأداء الفرائض وبالمعايير الأخلاقية العامة لا يكفي ليحول المرء إلى إنسان صالح، بل قد يكون نفاقًا خادعًا، لا يسمح بالتمييز بين المؤمن الصادق والمدعي، وقد يكون مرتكب الخطايا أعمق إيمانًا من الشخص الذي يبدو فاضلًا. وهناك نوع من الارتياب المتشكك في قيم الوسطية والاعتدال، وتعظيم لمزايا الذهاب إلى أبعد مدى في الخصومة وفي الصداقة، في العنف وفي الحب، في البناء وفي التدمير، وهناك تشديد على ضرورة تماسك الجماعة وعلى قيم التقارب الوجداني بين أبنائها وعلى ما يسميه أكاديمي فرنسي مرموق “فضائل وحرارة الإسطبل”، وبصفة عامة هناك مذاهب فكرية وتوجهات مجتمعية قوية ترى في الفردية وفي الاعتدال وفي سيادة القانون وفي الاحترام “الشكلي” لتعاليم الدين والأخلاق شعارات غربية لا تخفي الفقر الروحي للغرب ورجاله وبؤسهم.

 كل هذه المعطيات أثرت بقوة في نظامها السياسي والاجتماعي، فهي دولة تخصص جزءًا كبيرًا من دخلها للدفاع والتأمين، والسلطة التنفيذية متغولة مائلة دائمًا إلى الإمساك بكل الخيوط وإلى تسخير أبناء الشعب وإلى السعي إلى المراقبة المستمرة والتحكم الكامل، معادية كما أسلفنا للمذاهب الفردية التي ميزت الثقافات الغربية. 

 وروسيا –سواء كانت قوية أم ضعيفة- مثلت وتمثل وستمثل تهديدًا لكل دول جوارها بدون استثناء، فأحد ثوابت استراتيجيتها هي سعيها الدءوب والمستمر إلى إضعاف منهجي أو غزو لدول الجوار، وإضعاف كل دولة قد تكون مصدر تهديد في المستقبل، وحاليًا يمكن القول إن ثقافتها الاستراتيجية ومفكريها العسكريين سعوا دائمًا إلى توسيع مفهوم الحرب وإلى تقليل أهمية الصراع المسلح فيه، وإلى تحديد طرق تسمح بشن حروب مع تفادي المواجهة المسلحة الصريحة بين جيشين نظاميين بقدر الإمكان، فنجد روسيا دائمة اللجوء إلى حملات إعلامية هدفها تعميق الاستقطاب الداخلي في الدول مصدر التهديد، وإلى هجمات سيبرانية تعطل المرافق، وإلى القوات غير نظامية، وإلى فبركة الأخبار. المفكرون العسكريون الروس درسوا ونظروا للحروب الهجينة، ولا غضاضة في هذا ما لم يلتقِ هذا الفكر بعقلية شكاكة تؤمن بنظريات المؤامرة وتعتمد عليها لتفسير الواقع. 

وتاريخيًّا علاقاتها مع الغرب شديدة التعقيد والحساسية، تعجب به وتحتقره وتكرهه، تخشاه وترعبه، تظلمه ويظلمها. وتحتل في مخيلة الجماعات الفكرية الغريبة مكانة مركزية، والعكس صحيح، ولا يمكن فهم السياسات الخارجية لروسيا وللدول الغربية ككتلة أو كل منها على حدة دون فهم هذه المدارس الفكرية ودون دراسة ذاكرة كل شعب أو كل فئة من الشعوب والفئات المعنية، ودون إدراك وسائل الأنظمة السياسية في استدعاء هذه الذاكرة وقدراتها على التلاعب بها وعلى توظيفها.

تجدر الإشارة هنا إلى بعض الخلفيات التاريخية التي تلعب دورًا إلى الآن؛ منها أولًا: أن تيارات التنوير الأوروبية المؤمنة في القرن الثامن عشر بضرورة دعم المستبدين المستنيرين في سعيهم لنشر قيم التسامح الديني وتثمين العلم ومناهضة الفتن والخرافات، هذه التيارات كانت شديدة الإعجاب ببطرس الأكبر وكاترين العظمى، ومن الثابت أن كاترين العظمى قامت بدعم هذه التيارات ماليًا وأدبيًا، مدشنة تاريخًا طويلًا من شراء الولاءات في أوروبا الغربية، على سبيل المثال اشترت كاترين مكتبة المفكر الفرنسي العملاق ديدرو بثمن مبالغ فيه، على أن تستلم هذه المكتبة بعد وفاته وعلى أن يظل منتفعًا متمتعًا بها وهو حي، شراء الولاءات لا يزال مستمرًا إلى يومنا هذا، ومن المعروف أن رئيسًا فرنسيًا سابقًا ومستشارًا ألمانيًا سابقًا قبلا وظائف بمرتبات مجزية في شركات مقربة من الكرملين، وتوجد في كل النخب السياسية والإعلامية والاقتصادية الغربية تيارات –ليست كلها عميلة- تدعو إلى “فهم روسيا” واحترام خصوصيتها أو إلى مهادنتها، ولها حجج مختلفة لدعم وجهة نظرها، أغلبها مردود. أهمها أن أعداء الغرب على المدى الطويل هم الصين وبعض الدول الإسلامية والتيارات الإخوانية والجهادية، وأن وجود روسيا في المعسكر الغربي أمر ضروري، ولكن هذا الخطاب لا ينتبه إلى حقيقة بسيطة.. الصداقة أو الشراكة تفترضان سعي الطرفين إلى إقامتهما، بينما علاقة العداوة يقيمها طرف واحد. والنظام الروسي الحالي قرر معاداة الغرب ويعتبر نفسه -وفقا لتصريحات المتحدث باسم الكرملين- في حرب معه.

إلا أن هناك حججًا وأسبابًا أخرى، بعض الخبراء الغربيون من أنصار المدارس الواقعية في العلاقات الدولية رأوا أن الرئيس الروسي يتقن فنون السياسة الدولية، المعترضون على مشروع الوحدة الأوروبية –على الأقل في أشكاله الحالية والمتجسدة في بيروقراطية بروكسل– وجدوا دعمًا في روسيا، من كان متوجسًا من مغازلة الليبراليين الغربيين للتيارات الإخوانية والجهادية السورية في بدايات العقد الماضي قدر مواقف الرئيس الروسي من الربيع العربي، والطريف أن أقصى اليمين الروسي انتقد ولا يزال ينتقد الرئيس لتمكينه الشيشان وزعميهم قاديروف، ولعدم مناصرته لأرمينيا في صراعها مع أذربيجان، من هو مستاء من تراجع الأمن في الدول الأوروبية ومن مظاهر انحلال المجتمعات الغربية ومن ضعف القيادات الغربية وعجزها عن التصدي لمشكلات مجتمعها وتفننها في إضاعة الوقت فيما هو تافه وصغير يميل إلى الإعجاب بالرئيس الروسي، وأخيرًا وليس آخرًا في عدد من الدول الأوروبية القارية تيارات لا تحب الهيمنة الأمريكية والبريطانية على الناتو وترى في أمركة العالم خطرًا على هوية الشعوب وترى في روسيا نصيرًا وربما منقذًا، ونلفت النظر إلى وجود كثيف لمن يشارك أنصار روسيا في تقييمهم لأوضاع أوروبا دون أن يقبل أي تعاطف مع الروس أو أي دفاع لسلوكهم. 

وفي المقابل ومنذ جان جاك روسو عادت عدة تيارات فكرية روسيا ورأت فيها دولة ومجتمعًا قائمين على الطغيان وعلى العبودية المطلقة للمحكومين، دولة تدمن الكذب والسرية والاعتداء على دول الجوار، تدعي أنها أوروبية في حين أنها آسيوية وتتارية، والمفارقة أن كارل ماركس كان أحد كبار الكارهين لروسيا، وكان هذا مفهومًا في سياق عصره، حيث كانت روسيا تتزعم معسكر الأنظمة الملكية الاستبدادية والإمبراطوريات المتوجسة من صعود النعرات والمذاهب القومية والاشتراكية، (يلاحظ أن بريطانيا العظمى كانت أحد أقطاب هذا التحالف أيام نابليون ثم تركته بعد سقوطه بفترة عندما رأت في التمدد الروسي الدائم خطرًا على مصالحها). وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر كتب الارستقراطي الفرنسي ألكسيس دي توكفيل مستشرفًا المستقبل.. قال: إن شعبين عظيمين قاما ويتقدمان بانتظام لتصدر المشهد، أحدهما يؤمن بالحرية والآخر بالعبودية، وأن صدامهما الحتمي سيهز العالم بأكمله. وكان يقصد الأمريكيين والروس.

 واليوم يكره أغلب المتخصصين الغربيين في الشأن الروسي النظام الروسي الحالي، يرون من ناحية أنه قائم على تحالف بين الجهات الأمنية والجريمة المنظمة، قد يستخدم التكنوقراط الأكفاء ولكنه لا يمكنهم، ويقولون: إن تصوراته للعنف وممارسته له هي تصورات وممارسات البلطجية، وأنه أدمن اغتيال معارضيه، ويتهمونه بأنه عاجز عن التمييز بين المعارضة والخيانة وهذا صحيح ولكنهم يقعون في الخطأ نفسه، ويقولون: إنه أسر نفسه في ضغائن الماضي (تجاه الغرب) دون أي اعتبار لضرورات الواقع والحاضر والمستقبل، وأنه فضل السعي الدءوب إلى عرقلة تقدم الغرب وتخريب مجتمعاته وخلق المشكلات له والاعتداء على منشئاته ومصالحه، فضل هذا النهج على العمل على الارتقاء بروسيا، واستغلال طاقاتها البشرية الكبيرة وثرواتها الطبيعية الهائلة فيما يفيد شعبها وفى التصدي لتحديات المستقبل، ويضيفون أنه قطع شوطًا طويلًا في تأليف روايات قائمة على أكاذيب وتزوير التاريخ وبثها وتصديقها، مستغلًا تراث ورصيد الاتحاد السوفيتي في التصدي للإمبريالية، وعجز الغرب عن فهم علاقات الشعوب الأخرى بالمقدسات، وجرح ذكريات هذه الشعوب عن حقبة الاستعمار، واستياء دول الجنوب من خطاب وممارسات ما يسمى بالتحول الديمقراطي، وقال وزير الخارجية البولندي الحالي في محاضرة قديمة له في ألمانيا: روسيا كانت تستطيع أن تكون صين صغيرة، ولكنها فضلت أن تكون كوريا شمالية كبيرة.

ويتعجب هؤلاء الخبراء من عدم انتباه الرئيس الروسي لأطماع الصين ولمخاطر التبعية لها. هؤلاء الخبراء يختلفون في تقييم شعبية النظام وقائده وكفاءة جيشه وصناعاته الحربية وقدرتهم على التطور وفي تفسير بعض القرارات، ولكنهم يتفقون على رسم الملامح التي قمت بذكرها.

و كما –وربما قبل- تتدخل روسيا في الشئون الداخلية للدول الغربية بغرض إضعافها وبث الفتن فيها ودعم أنصارها، قامت عدة مؤسسات غربية بتمويل منظمات المجتمع الأهلي الروسي، وفهم فلاديمير بوتين وأجهزته المظاهرات التي اندلعت في روسيا سنة ٢٠١٢ لرفض عودته إلى الرئاسة بعد انتهاء ولاية ديمتري ميدفيدف، على أنها ثمرة تدخل الغرب وسعيه –وفقًا لهم- إلى إشعال ثورات برتقالية، كما فهم ثورات أوكرانيا ضد الرئيس الذي كان مواليًا تمامًا لروسيا متصديًا رافضًا لمطالب فئات كثيرة بالتقرب من الغرب على أنها ثورات برتقالية من تدبير الغرب. ودون الإطالة في هذا الصدد، نقول أمرين.. كل حالة تختلف عن الأخرى، ولا يمكن اعتبار أحداث أوكرانيا على أنها ثورة برتقالية من تدبير الغرب، وهناك استهانة روسية برغبة أغلبية كبيرة من الأوكرانيين في الابتعاد عن روسيا ولا يمكن التقليل من جسامة أفعال الرئيس الأوكراني المخلوع الموالي لروسيا. ومن ناحية أخرى هناك فروق نوعية كبيرة بين دعم الغرب للمنظمات غير الحكومية وسياسات روسيا.

  يبقى أن نقول في ختام هذه المقدمة وتمهيدًا للمقالة التالية: إن هناك تعارضًا تامًّا بين الروايات الغربية والروايات الروسية للعلاقات بين الغرب وروسيا بعد انهيار المعسكر الشيوعي، ولا يمكن التوفيق بينها، نستطيع أن نقر أن الغرب ارتكب عددًا معتبرًا من الأخطاء، ولكن المشكلة الرئيسية في رأينا هي تصور روسيا أن قبولها لتوحيد ألمانيا وتسهيلها وقيامها بالانسحاب من دول أوروبا الشرقية يعطيان لها الحق في شراكة على قدم المساواة مع الولايات المتحدة، يديران معا شئون النظام العالمي، ويعطيان لها الحق في نوع من أنواع الوصاية الدائمة على قرارات عدد كبير من الدول، تصل إلى حد التدخل في شئونها الداخلية والاعتراض على توجهاتها السياسية، ومعاقبة قاسية بل وحشية لمن يرفض الانصياع. والمفارقة تكمن في شكوى الروس من رفض الأمريكيين اعتبارهم شركاء على قدم المساواة، في حين أنهم يرفضون لدول جوارهم ولغيرها أي شكل من أشكال المساواة.

د. توفيق أكليمندوس
د. توفيق أكليمندوس
+ postsBio ⮌
  • د. توفيق أكليمندوس
    https://ecss.com.eg/author/tawfik-aklimndosecsstudies-com/
    في مسألة الدفاع عن أوروبا بعد تراجع الولايات المتحدة – مقدمة
  • د. توفيق أكليمندوس
    https://ecss.com.eg/author/tawfik-aklimndosecsstudies-com/
    أمن ودفاع أوروبا في مواجهة المجهول: ما العمل؟
  • د. توفيق أكليمندوس
    https://ecss.com.eg/author/tawfik-aklimndosecsstudies-com/
    أسبوع هز الغرب
  • د. توفيق أكليمندوس
    https://ecss.com.eg/author/tawfik-aklimndosecsstudies-com/
    أوروبا 2025: مزيد من التدهور أم يقظة تأخرت؟ (1)

ترشيحاتنا

” الضمانات الأمنية”: حدود الدور الألماني في أمن أوكرانيا

المحاولة الانقلابية في مالي: بين الانقسامات الداخلية والضغوط الخارجية

ماذا نتوقع من لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا؟: خمسة سيناريوهات محتملة

اختبار التماسك: تحديات الائتلاف الحاكم في إسبانيا بين ملفات الداخل والخارج

وسوم: ألمانيا, التحدي الروسي, السويد, العالم, باريس, دولة, روسيا, فرنسا
د. توفيق أكليمندوس 31/03/2024

تابعنا

تابعنا علي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة
Facebook أعجبني
Twitter تابعني
Instagram تابعني
Youtube مشترك

احدث إصدارات مكتبه المركز

Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 43%
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
EGP350.00
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 50%
تقديرات مصرية
تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
EGP100.00
EGP50.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة إيران
حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
No products found
الأكثر مشاهدة
تيكاد 9 – نموذج تنموي جديد لليابان في أفريقيا
أبعاد تنامي التهديد الإرهابي في المثلث الحدودي بين مالي والسنغال وموريتانيا 
دلالات استهداف قادة حماس في الدوحة
مكاسب متبادلة: لماذا تعزز القاهرة جهود الوساطة في أزمة الملف النووي الإيراني؟
إدارة المتناقضات الدولية: السياسة الخارجية الهندية بين الاستقلالية الاستراتيجية وتعدد المحاور
الحسابات المعطلة: حدود الفاعلية السياسية لعملية “تركيا خالية من الإرهاب
المعركة المحتملة: دوافع ومآلات الحشد العسكري في غرب ليبيا
معركة الصورة: كيف تواجه إسرائيل تآكل سرديتها في الرأي العام الغربي
تمويل التعافي: تحويلات المصريين بالخارج.. طفرة قياسية وجهود حكومية
مسار تصادمي: العلاقات التركية الإسرائيلية بين التوتر وضبط التصعيد

العلاقات الدولية

  • الدراسات الآسيوية
  • الدراسات الأفريقية
  • الدراسات الأمريكية
  • الدراسات الأوروبية
  • الدراسات العربية والإقليمية
  • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية

قضايا الأمن والدفاع

  • التسلح
  • الأمن السيبراني
  • التطرف
  • الإرهاب والصراعات المسلحة

السياسات العامة

  • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
  • تنمية ومجتمع
  • دراسات الإعلام والرأي العام
  • قضايا المرأة والأسرة
  • مصر والعالم في أرقام
3
    3
    Your Cart
    حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
    حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
    1 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة آسيا |  إرث بايدن الآسيوي
    حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
    1 X EGP0.00 = EGP0.00
    شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
    شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
    1 X EGP200.00 = EGP200.00
    Subtotal EGP200.00
    Shipping, taxes, and discounts calculated at checkout.
    View CartContinue ShoppingCheckoutEGP200.00

    Removed from reading list

    Undo