شهدت روسيا يوم 22 مارس 2024 هجومًا داميًا استهدف قاعة “كروكوس” للحفلات في ضاحية كراسنوغورسك شمال غرب العاصمة موسكو، مما أسفر عن مقتل ما يزيد على 140 شخصًا وإصابة نحو 180 آخرين. وبعد ساعات قليلة من الهجوم أعلن تنظيم داعش مسئوليته عن تنفيذه، وأصدرت مؤسسة الفرقان (الذراع الإعلامية لداعش) بيانًا زعمت فيه مسئوليته عن الهجوم الذي تم بواسطة أربعة انغماسيين من عناصره. لكن هذا الإعلان لم يضع حدًا لسيل التكهنات والسجالات الحادة بين كل من روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن الجهة التي نفذت الهجوم، مع اتهامات روسية بضلوع أوكرانيا ومن ورائها الغرب في تنفيذه، لا سيَّما أنه يأتي في سياقات زمنية مُرتبطة بالتصعيدات الأخيرة بينهما المتعلقة بالحرب الأوكرانية. وبعيدًا عن السجالات والاتهامات التي باتت مألوفة في أعقاب الهجمات الكُبرى التي ينفذها داعش وتُؤطرها نظريات المُؤامرة؛ تسلط هذه الورقة الضوء على تفاصيل الهجوم لاستنباط رسائله ودلالاته، والوقوف على حسابات وأهداف داعش، وتحديدًا فرع خراسان، الكامنة وراء تنفيذ هجمات نوعية كُبرى مثل هذا الهجوم، ومن قبله التفجيرات التي نفذها في إيران مطلع العام الجاري.
توسيع-الساحات-2باحث أول بوحدة الإرهاب والصراعات المسلحة











































