يستقبل شهر نوفمبر افتتاح الحدث الأكبر والأهم في العالم، وهو افتتاح المتحف المصري الكبير؛ لما يمثله من نافذة حضارية للحضارة المصرية القديمة على العالم، لكونه أكبر متحف في العالم يضم قطعًا أثرية لحضارة واحدة، والتي تعود أهميته ليس فقط كونه حدثًا حضاريًا وتراثيًا وثقافيًا وإبداعيًا كبيرًا، بل لأنه سيسهم أيضًا في تحقيق المستهدف السياحي من خلال تحسين متوسط إسهام السياحة في إجمالي الناتج القومي المحلي.
فمن المتوقع أن يصل حجم سوق المتاحف نحو 100,5 مليار دولار أمريكي سنويًا عام 2032، بمعدل نمو 6% سنويًا؛ حيث قُدِّر حجم هذا السوق بنحو 57.2 مليار دولار أمريكي في عام 2023، خاصةً في ظل ما تهتم به صناعة المتاحف من الدمج بين الأفكار التكنولوجية الحديثة وعراقة التراث والحضارة؛ مما يزيد من عملية جذب جمهور أوسع من خلال أحدث التقنيات والمعارض التفاعلية والتجارب السياحية الفريدة للزائرين، مع الاهتمام بنوعيات جماهير مختلفة ديموجرافيًا، ما بين الزوار الشباب، أو الباحثين والخبراء أو المتاحف المهتمة بالفن المعاصر والعلوم والتاريخ؛ مما يعزز من شعبية المتاحف لدى الجمهور الدولي.
الاهتمام الدولي المتزايد لصناعة المتاحف
بجانب الأهداف الإنسانية التي أُنشئ من أجلها المتحف المصري الكبير، فلم تكن الأهداف الاقتصادية من إنشائه غائبة، من خلال التركيز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة عند تصميم المتحف لعرض أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، على مساحة تصل إلى من 500 ألف متر مربع، ليجذب نحو 8 ملايين سائح/ سنويًا؛ مما سيسهم في تحقيق المستهدف الاستراتيجي في أعداد السائحين.
وتشهد السياحة الثقافية رواجًا خاصًا خلال العقود الأخيرة، انعكس على ارتفاع عدد المتاحف عالميًا من 22,000 متحف عام 1975 إلى 95,000 متحف حتى الآن، لما تلعبه من دور رائد في تعزيز الاقتصاد والفن والإبداع محليًا وإقليميًا ودوليًا، خاصةً مع الزيادة العالمية في أعداد المسافرين الراغبين في التعرف على التاريخ، وبالتالي يُعد المتحف المصري الكبير تجربة سياحية فريدة تستطيع أن تنافس في سياحة المتاحف عالميًا.
ويبرز تميز المتحف المصري الكبير، خلال سلسلة الافتتاحات التي يشهدها عام 2025 لعدد من المتاحف على مستوى العالم وتوسيع آخر، لكونه يجمع بين الأهداف الفنية والتراثية والتعليمية والحضارة المصرية، فيما اتسمت هذه المتاحف بالتخصصية عبر التركيز على المتاحف الفنية. ففي الإمارات سيتم افتتاح فرع لمتحف جوجنهايم، ومتحف في تايلاند، ومتحف التصوير الفوتوغرافي في هولندا، والتوسع في متحف فيكتوريا وألبرت في إنجلترا.
ولم تغب التكنولوجيا والحداثة عن الارتباط بالفن، فمن بين المتاحف الثلاثة في الولايات المتحدة الأمريكية المقرر افتتاحهما هذا العام، هناك متحف داتالاند في لوس أنجلوس المسئول عن إنتاج الأعمال الفنية بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وكذا متحف هاينان للعلوم الصيني الذي يهتم بكافة التخصصات العلمية، بدءًا من النظم البيئية البحرية ووصولًا إلى تكنولوجيا الفضاء.
وتسعى دول العالم الكبرى للتوسع في المتاحف، نتيجة إسهاماتها الاقتصادية بجانب الأهداف التعليمية والفنية والتراثية، فزادت عدد المتاحف في الولايات المتحدة كأكبر دولة تمتلك عددًا من المتاحف على مستوى العالم، من 33082 مؤسسة متحفية حتى مارس 2021، إلى 35 ألف متحف عام 2022، فيقع 65% من المتاحف العالمية في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، و33% في أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية ودول آسيا والمحيط الهادئ، وعلى الرغم من زيادة عدد المتاحف في جميع أنحاء العالم بنسبة تقارب 60% خلال العقد الماضي، فإن عددًا قليلًا من الدول لديها شبكة تضم أكثر من 50 متحفًا لكل مليون نسمة، بينما تمتلك الغالبية العظمى من الدول أقل من 6 متاحف لكل مليون نسمة.
وبجانب أهداف الدول من بناء المتاحف، أصبح التوسع في إنشاء المتاحف هدفًا لإشباع متطلبات الجمهور المحلي والعالمي، نتيجة تزايد الاتجاهات العالمية للسياحة التعليمية للتعرف على الأحداث التاريخية والثقافية والتراثية، بجانب أعمال التصنيع وتكنولوجيا المتاحف والترميم الفني والأثري، وتزايد الاهتمام بالتراث والثقافة والآثار الفريدة، وارتفاع معدلات الطلب الدولي على المتاحف التاريخية التي تعرض التاريخ بتسلسل زمني أو تجمع قطعًا واكتشافات أثرية فريدة؛ حيث من المتوقع أن يرتفع معدل نمو القيمة السوقية الإجمالية لسياحة المتاحف نحو 11% سنويًا حتى عام 2033.
وتسيطر الزيارات المحلية على حجم سوق السياحة المتحفية بما يصل إلى 67.2%، إلا أن السائحيين الدوليين ينجذبون إلى المتاحف الشهيرة والتجارب الثقافية التي تقدمها مختلف البلدان. ويُقدر حجم سوق المتاحف والمواقع التاريخية وحدائق الحيوان والمتنزهات في أمريكا الشمالية بنحو 25.05 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 52.79 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 16.08٪ خلال تلك الفترة.
ومن المتوقع أن يصل سوق المتاحف والمواقع التاريخية وحدائق الحيوان والمتنزهات في أوروبا إلى 59.77 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6.66٪ خلال الفترة 2024-2029، وتوقع زيادة عدد الزائرين للمتاحف بمعدل نمو نحو 5%.
دور المتاحف في السياحة العالمية
بمقارنة بسيطة يمكننا ربط المدن الأكثر زيارة في العالم، والمدن التي تمتلك أكثر المتاحف زيارةً عالميًا، بما يضعنا أمام أهمية صناعة المتاحف في تنوع التجربة السياحية، وتلبية رغبات السائحين، بما ينعكس على مدد الإقامة، فيتم تصنيف لندن وباريس كمدينتين ضمن أفضل الوجهات السياحية في أوروبا، كما أنهما تضمّان بعض أهم المعالم الثقافية الوطنية في البلدين؛ مما يساعد على جذب أعداد كبيرة من السياح الدوليين، وتقوم شركة الاستشارات العقارية الموثوقة AECOM وجمعية الترفيه بإصدار تقرير سنوي عن المعالم السياحية الأكثر زيارة في العالم، أوضحت فيه أن المتاحف في لندن وباريس وواشنطن العاصمة تهيمن على قائمة أفضل 20 متحفًا في العالم.
فباريس، التي تمتلك المتحف الأكثر شهرةً وزيارةً “اللوفر”، والذي يتصدر قائمة المتاحف الأكثر زيارة بنحو 8,7 مليون سائح سنويًا، تتصدر قائمة مؤشر “يورومونيتور إنترناشيونال” السنوي لأفضل 100 مدينة عالميًا لعام 2024، للعام الرابع على التوالي، وفقًا لخمسة وخمسين مؤشرًا يقيس أداء المدن السياحي الاقتصادي والسياسات السياحية وجاذبيتها والبنية التحتية واعتماد التكنولوجيا والاستدامة وتطبيق الجوانب الصحية وسبل السلامة، وهو المؤشر الذي هيمنت عليه الدول الأوروبية بواقع تسع مدن ضمن العشرين الأوائل، تليها منطقة آسيا والمحيط الهادئ بست مدن، اثنتان في أميركا الشمالية، وواحدة في الشرق الأوسط وأفريقيا، واثنتان في أستراليا.
ونتيجة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسائحين، والجمع بين الأهداف الفنية والتعليمية والترفيه لخلق تجارب سفر فريدة، وزيادة توجه السائحين نحو السفر العالمي، ارتفعت معدلات نمو الطلب السياحي، ففي النصف الأول من عام 2025 حققت السياحة زيادة بنحو بنسبة 5% عن عام 2024، بعد التعافي الكامل لعودة السياح الدوليين الوافدين في عام 2024، والذي بلغ 1.5 مليار سائح.
انعكس هذا النمو على المدن الأكثر استقبالًا للسائحين الدوليين، فجاءت لندن كثالث مدينة استقبلت عددًا من السائحين الدوليين عام 2024، بنحو 21,7 مليون زائر، نتيجة شعبيتها العالمية ولما تحتويه من معالم شهيرة، مثل برج لندن وقصر باكنجهام والمتحف البريطاني، ووصل عدد زوار المتحف البريطاني وحده نحو 6,4 مليون سائح في عام 2024، ومتحف التاريخ الطبيعي نحو 6,3 مليون سائح ضمن أكثر المتاحف العالمية زيارة.
المتاحف -إذن- هي مكون رئيسي للتجربة السياحية، وهو ما يمكن إرجاعه إلى كون السياحة الثقافية والتاريخية تمثل نحو 40% من السياحة العالمية عام 2023، وأبدى 74% من جيل الألفية أنهم مهتمون بالأماكن الثقافية والتاريخية وفقًا لبيانات المنتدى الاقتصادي العالمي؛مما سيعزز من دور المعالم التاريخية والثقافية في تعزيز التجربة السياحية، وبالتالي تنعكس على اقتصاديات السياحة.
المتحف الكبير والتجربة السياحية في مصر
وفي ظل هذا التنامي العالمي في معدلات السياحة الثقافية والتاريخية، والتوسع في إنشاء المتاحف وكون السياحة الثقافية ضمن الأنماط السياحية الأربعة التي وضعتها الدولة المصرية في استراتيجية الوصول إلى 30 مليون سائح، يأتي افتتاح المتحف الكبير ليضيف تجربة جديدة لزيادة تنوع المنتجات وجذب مزيد من السائحين والذي يستهدف 8 ملايين سائح/ سنويًا، لينضم إلى 43 متحفًا للآثار، منها 33 مفتوحًا للزيارة، و2160 موقعًا أثريًا منها 134 مفتوحًا للزيارة، في ظل خطة الدولة لوجود متحف في كل محافظة.
شهدت السنوات الست الأخيرة نموًا ملحوظًا في قطاع المتاحف؛ حيث تم افتتاح أول متحف للآثار في مدينة الغردقة، وآخرين في مطار القاهرة ومتحف في مدينة شرم الشيخ لربط السياحة الشاطئية بالثقافية، هذا بجانب متحف الحضارة المصرية في القاهرة التاريخية، والذي تم افتتاحه في احتفال ضخم خلال موكب “المومياوات الملكية”.
ومن المتوقع أن يسهم المتحف المصري الكبير بعد افتتاحه رسميًا في تحقيق إيرادات سنوية متزايدة في ظل استهداف 8 ملايين سائح/ سنويًا، فقد زاره نحو 800 ألف زائر المتحف خلال مدة افتتاحه التجريبي من يناير حتى ديسمبر 2023، هذا بجانب الأحداث الخاصة التي تم تنظيمها داخله، وهو ما سيدعم الجانب السياحي والاقتصادي بالدولة من خلال تطبيق معايير التنمية المستدامة؛ حيث سيسهم في توفير فرص العمل بشكل مباشر أو غير مباشر، وتطوير المجتمع المحلي، بجانب تطوير البنية التحتية للمنطقة التي شهدت وجود أول مطار قريب من الأهرامات وهو مطار سفنكس، بجانب توقيع البرتوكول مع وزارة الإسكان لعرض المنطقة المحيطة بالمتحف للاستثمار السياحي، سواء لزيادة الطاقة الفندقية أو المشروعات الترفيهية والمطاعم، لتلبية الطلب السياحي.
مع توقع زيادة مدد إقامة السائحين من خلال عمل برنامج لسياحة القاهرة Cairo city Break لزيادة مدة الإقامة من ليلتين إلى 5 ليالٍ على الأقل، ويمكن للمتحف المصري الكبير الإسهام في تحقيق هذا الهدف عبر تطبيق استراتيجيات تتوافق والرؤى العالمية لصناعة المتاحف، ففي الوقت الذي يفضل السائح قضاء وقت قليل في المتحف يصل إلى 30 دقيقة حتى لا يصاب بالإرهاق، تحتاج الزيارة السريعة للمتاحف الكبرى ما يصل إلى 3 إلى 4 ساعات/ اليوم لتحقيق المتعة بجانب إتمام مشاهدة القاعات، وبالتالي تم تزويد المتاحف بعدد من أماكن الاستراحات والمطاعم؛ حيث يحتاج متحف اللوفر على سبيل المثال إلى يومين على الأقل لإتمام زيارة عناصر المتحف بشكل سريع عبر استخدام بطاقة مرور باريس Paris Pass.
واستهداف السياحة العائلية وسياحة المؤتمرات؛ حيث يضم المتحف بجانب ربطه بمنطقة الأهرامات ما يزيد على 100 ألف قطعة أثرية كأكبر متحف يضم آثارًا للحضارة المصرية القديمة، بجانب مقتنيات مقبرة توت عنخ أمون، ومجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، والمقتنيات الأثرية منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني، وعرض طرق تجميع مركب الشمس وتماثيل مميزة للملك رمسيس، والدرج العظيم، بجانب اهتمام المؤسسات الثقافية والتعليمية في العالم به.
كما يسهم المتحف في سياحة الأحداث والمؤتمرات من خلال قاعات ومناطق مفتوحة، وأماكن خاصة بالأنشطة الثقافية كمتحف للأطفال، ومركز تعليمي، وقاعات عرض مؤقتة، وسينما، ومركز للمؤتمرات، وكذلك عديد من المناطق التجارية والتي تشمل محالًا تجارية، وكافيتريات، ومطاعم، وبيع النسخ الأثرية المقلدة، وهو ما أسهم في توقع عديد من الصحف الدولية أن تكون مصر ضمن أفضل أماكن للزيارة مع افتتاح المتحف.
التوافق العالمي لإدارة المتحف الكبير
كل هذه العوامل أسهمت في النجاح الأولي لتحقيق تجربة سياحية عالمية للمقصد السياحي المصري، إلا أنه لا تزال هناك الأدوات التي تقوم بها الدولة المصرية لإنجاح التجربة، والوصول بها إلى العالمية، منها:
الموقع الإلكتروني:
يُعد الموقع الإلكتروني للمتاحف هو نافذتها على العالم، ووجهتها للجمهور المستهدف، فتم إطلاق الموقع الرسمي للمتحف كبوابة رقمية متكاملة تتيح للزائرين التعرف على المتحف ورؤيته ورسـالته وتاريخ إنشائه وشركائه ومجلس أمنائه، إلى جانب كل ما يقدمه من فعاليات وخدمات وتجارب فريدة من نوعها، بجانب منصات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به، والتي اهتمت بعمل تحديثات حول معدلات زيارة معرض توت عنخ آمون التفاعلي بالشراكة مع مؤسسة مدريد آرتيس ديجيتاليس الإسبانية، كما اهتم موقع وزارة السياحة والآثار الرسمي بنشر فيديو تفاعلي لنقل مركب خوفو وبعض معارض الصور من داخل المتاحف في مصر، بالإضافة إلى نبذة تاريخية عن إنشاء المتحف والهيكل التنظيمي له، وقرارات تشكيل هيئة المتحف ومجلس أمنائه، هذا بجانب موقع “الجايكا” اليابانية والذي يشرح قصة بناء المتحف بالتعاون مع الحكومة المصرية.
العرض المتحفي:
العرض المتحفي هو النافذة التي يرى من خلالها الزائر مقتنيات المتحف، ويطلع على رسالته المعرفية والثقافية. المتحف المصري الكبير هو مؤسسة علمية تعليمية عالمية، تقوم بعرض “قصة المصري القديم” وبراعته في العلوم والفنون، ونجاحه في تأسيس وتقديم عديد من المفاهيم والمكتشفات التي أسهمت في تقدم الجنس البشري والحضارة الإنسانية، فأتاحت للإنسانية التقدم في مناحٍ مختلفة للحياة.
للعرض المتحفي في المتحف المصري الكبير تصميم فريد مبهر، يبدأ بصعود الدرج العظيم، والممتد لمسافة 64 مترًا، تضم حوالي 72 تمثالًا من عصر الدولة القديمة وحتى العصر اليوناني الروماني، لينتهي بمشهد بانورامي لأهرامات الجيزة الخالدة. بالإضافة إلى هذا يضم المتحف مقتنيات توت عنخ أمون، والمعرض التفاعلي لقصة اكتشاف مقبرة الملك توت منذ أكثر من مائة عام؛ حيث تم استضافة معرض “توت عنخ آمون التفاعلي” والذي عرض رحلة الملك عبر تاريخ مصر القديم، باستخدام تكنولوجيا متقدمة عبر عرض بصري بزاوية 360 درجة، مقرونًا بموسيقى تصويرية.
التكنولوجيا وتعزيز تجربة العرض المتحفي:
من خلال تعزيز التجربة المتحفية عبر الربط بين الحداثة والتراث عبر تقنية الواقع الافتراضي المختلط Mixed reality، من خلال عرض قصة بناء الأهرامات، وهي التجربة التي قام بها متحف اللوفر بتوفير تقنية الواقع الافتراضي (VR) لمحاكاة تصميم اللوحات الفنية واستكشاف لوحات عصر النهضة كجزء من معرض ليوناردو دا فينشي الرائج، والتي تتيح للزائر تجربة مشاهدة ما وراء تصميم وخروج تلك الأعمال عبر مشاهدتها بنظارات الواقع الافتراضي VR، وكان المشروع يعرض باسم “Mona Lisa: Beyond the glass at the louver”
كما تم توفير شاشات تفاعلية لالتقاط الصور التذكارية، وهي تقنية تم توفيرها بالسابق في المتحف المصري الكبير تمكن الحضور من التقاط الصور التذكارية مع مقتنيات المتحف بشكل تفاعلي.
الاستدامة:
مع تفضيل السائحين الثقافيين -باعتبارهم رواد زيارة المتاحف عالميًا- لمفاهيم السياحة المسئولة وتطبيق معايير الاستدامة من مشاركة المجتمع المحلي، والحفاظ على البيئة والتراث، وتطبيق معايير”السياحة الميسرة”، فالمتحف المصري الكبير، يمكن الترويج له عبر عرض سبل تحقيق الاستدامة خلال تنفيذ التجربة المتحفية؛ حيث يتمتع المتحف بالفعل بسهولة الوصول في معظم أنحاء المتحف (Accessible Museum).
كما أن المتحف سيسهم في الحفاظ على حق الأجيال القادمة في التراث والحضارة المصرية، وربط المجتمع المحلي والمتحف المصري الكبير من خلال زيادة الوعي الأثري لدى الجيل الجديد من الشباب، في ظل الاهتمام بالجانب التعليمي في المتحف.
كما حصل المتحف المصري الكبير حصل على الشهادة الدولية” إيدچ المتطورة EDGE Advance” للمباني الخضراء والمعتمدة من مؤسسة التمويل الدولية، كأول متحف أخضر في أفريقيا والشرق الأوسط، وهي شهادة يتم الحصول عليها من خلال تحقيق 20% كحد أدنى من المعايير الخضراء، فيما حقق المتحف المصري الكبير نسب أداء قياسية تتمثل في تحقيق نسبة ترشيد تزيد عن 62% في مجال الطاقة و34% في مجال استهلاك المياه و59% لترشيد نسبة الانبعاثات الكربونية لمواد البناء.
كما حصد المتحف المصري الكبير 8 شهادات أيزو في مجال الطاقة والصحة والسلامة المهنية والبيئة والجودة، وجائزة أفضل مشروع في مجال البناء الأخضر Green Building Award، كما حصل على الشهادة الذهبية للبناء الأخضر والاستدامة وفقًا لنظام الهرم الأخضر المصري من المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء.
وهو ما يضعنا أمام تجربة مصرية فريدة تضاهي الإدارة العالمية في السياحة الثقافية وزيارة المتاحف، والوصول إلى السوق العالمي في ظل خطة الدولة لتلبية احتياجات المسافرين الدوليين من ناحية، إلى تحقيق الأهداف الاقتصادية والأبعاد الاجتماعية والبيئية لتحقيق الرؤية الشاملة، والتي سنشهدها عبر تجربة فريدة سنعيشها مع افتتاح المتحف المصري الكبير، وتوقع أن يصبح ضمن المتاحف الأكثر زيارة عالميًا.


