المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
أكاذيب صهيونية حول حرب أكتوبر: السردية والرد
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
مستقبل الكهرباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
وثيقة السياسة التجارية المصرية: بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل
الدراسات العربية والإقليمية
الانعكاسات الجيوسياسية:ملامح الشرق الأوسط في اليوم التالي لوقف إطلاق النار بغزة
الإرهاب والصراعات المسلحة
هدف ملغوم: قاعدة باجرام وخيارات العودة الأمريكية إلى أفغانستان
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
من التشديد إلى التيسير: مسار السياسة النقدية المصرية
الإرهاب والصراعات المسلحة
الحزام الأحمر: المقاربة الأمنية-التنموية لاحتواء الصراع النكسالي في الهند
تقرير
أجيال Z وألفا وبيتا: تحديات الهوية الوطنية بين العولمة الرقمية والأمن الاجتماعي
الدراسات الأسيوية
مؤشرات كاشفة: كيف ترسخ الصين موقعها في النظام الدولي؟
ورقة بحثية
التخزين الجوفي للغاز بين التجارب العالمية والطموحات المصرية 
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تكلفة الغموض: أثر عدم اليقين في السياسة التجارية على الاقتصاد العالمي
ورقة بحثية
الحركات الطوارقية المسلحة وإعادة تشكيل الصراع في شمال مالي
السياسات العامة
توازن العقاب والتأهيل: التجربة المصرية في بناء منظومة الإصلاح والتأهيل
الدراسات العربية والإقليمية
تثبيت المسار: واشنطن وتسوية قضية الصحراء الغربية
تقرير
 الدورة الثمانين من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الاعتراف بفلسطين
الدراسات الأفريقية
الولاية السادسة: مستقبل الفيدرالية الصومالية بعد تأسيس ولاية شمال الشرق
ورقة بحثية
تأكيد الجريمة: تقييم الأمم المتحدة لجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة
الدراسات الأفريقية
مستقبل أجوا بعد 2025: محددات وسيناريوهات الشراكة الأمريكية الأفريقية
السياسات العامة
من النزوح إلى الاستقرار: تقييم أوضاع السودانيين العائدين اختياريًا – دراسة حالة مصر
السياسات العامة
قانون العمل المصري الجديد: من ثغرات 2003 إلى إصلاحات 2025
الدراسات العربية والإقليمية
هل يُغير السلوك الإسرائيلي التوسعي الترتيبات الأمنية بالمنطقة؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الذكاء الاصطناعي الشامل من أجل التنمية: قراءة في تقرير الأونكتاد 2025
الإرهاب والصراعات المسلحة
مستقبل الحوثيين بين الضغوط الدولية والتحديات الداخلية
الدراسات الأفريقية
الفجوة الخضراء: القمة الأفريقية للمناخ بين الالتزام السياسي وتحدي التمويل
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: 6 سيناريوهات تشكل مستقبلنا الاقتصادي
الإرهاب والصراعات المسلحة
مُحددات حاكمة: تداعيات الانسحاب الأمريكي من العراق على نشاط تنظيم داعش
العلاقات الدولية
العدوان الإسرائيلي على قطر وانتهاك مبدأ السيادة وسلامة إقليم الدولة
الدراسات الأمريكية
الطلقة الأولى نحو الحرب الأهلية الأمريكية المحتملة: ما تداعيات اغتيال تشارلي كيرك؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تمويل التعافي: تحويلات المصريين بالخارج.. طفرة قياسية وجهود حكومية
الدراسات العربية والإقليمية
مسار تصادمي: العلاقات التركية الإسرائيلية بين التوتر وضبط التصعيد
Facebook X-twitter Linkedin Telegram Youtube
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
46 EGP650.00
  • × حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجيةحالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية 6 × EGP0.00
  • × حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزواياحالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا 3 × EGP0.00
  • × حالة آسيا |  إرث بايدن الآسيويحالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي 17 × EGP0.00
  • × حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيرانحالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران 9 × EGP0.00
  • × حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنميةحالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية 4 × EGP0.00
  • × شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشرشؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر 3 × EGP200.00
  • × تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالميتقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي 1 × EGP50.00
  • × حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025 3 × EGP0.00

المجموع: EGP650.00

عرض السلةإتمام الطلب

  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
تقرأ الأن: “تكنولوجيا الإقناع”: كيف ساعد علم النفس شركات التكنولوجيا في إعادة توجيه عقولنا؟
تقرير

“تكنولوجيا الإقناع”: كيف ساعد علم النفس شركات التكنولوجيا في إعادة توجيه عقولنا؟

د. عزة هاشم
د. عزة هاشم تم النشر بتاريخ 30/09/2020
وقت القراءة: 14 دقيقة
استمع للمقال
مشاركة
[
استمع للمقال
]

تُعد المنصات الرقمية هياكل دينامية وقابلة للتكيف، وهو ما يعني أن الواجهات الرقمية التي نتفاعل معها يتم تكوينها باستخدام المعلومات الخاصة بنا، وتستمر في التعرف علينا أثناء تفاعلنا معها، فهي قادرة على التعرف والتكيف مع كل مستخدم على حدة، واستخدام هذه المعرفة في محاولة التأثير على خياراتنا. وقد أثيرت مؤخرا أسئلة كانت مؤجلة لسنوات، حول حدود تأثير التكنولوجيا على توجهاتنا، وعقولنا، وتفضيلاتنا، ومستقبلنا بشكل عام، كما تم تسليط الضوء على دور علم النفس ودراسات السلوك البشري في الصياغة والتوجيه الخفي لسلوك المستخدمين، وذلك بعد أن أصبح الاعتماد على علماء النفس مألوفا إلى حد كبير في شركات التكنولوجيا الكبرى، ومتداخلا مع أنظمة الذكاء الاصطناعي. وقد طالت مساهمات علماء النفس ليس فقط التفاعل بين المستخدم والمنصات التكنولوجية، بل تصميمها الداخلي، والخارجي أيضا. جميع هذه المساهمات مصممة لإبقاء المستخدم متصلا وقابلا للتأثر بما يبث له من رسائل واعلانات.

المحتويات
بداية الانكشافكيف ساعد علماء النفس شركات التكنولوجيا؟1- تكنولوجيا الإقناع وتغيير سلوك المستخدمين2- كيف ومتى تتحول تكنولوجيا الإقناع إلى التلاعب؟المصادر

أدى هذا التعاطي إلى ظهور مفاهيم مثل “تكنولوجيا الإقناع”، و”تكنولوجيا تعديل السلوك”، و”التلاعب عبر الإنترنت”، ومفاهيم أخرى تعكس ما حدث من تعاون وثيق بين علماء النفس وشركات التكنولوجيا. وفي الوقت الذي نجد فيه أن هناك بالفعل من يدافع دفاعا منطقيا عن هذا الدور استنادا إلى نجاح توظيفه في تعزيز السلوكيات الإيجابية، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة، والتي صُممت لتتواءم مع رغبات المستخدمين واحتياجاتهم، إلا أن العديد من المخاوف في هذا الصدد تبدو مبررة، فلا توجد حتى الآن أية ضمانات لحدود استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في قراءة العقول وتوجيه سلوك المستخدمين، بالإضافة إلى أن هناك خيط رفيع للغاية يفصل بين استراتيجيات تكنولوجيا الإقناع والتلاعب.

بداية الانكشاف

تداولت وسائل الإعلام العالمية في عام ٢٠١٧ وثائق استراتيجية داخلية عن موقع “فيس بوك” توضح قيام الشركة بالتلاعب بالمحتوى الذي شاهده أكثر من ٦٠٠ ألف مستخدم في محاولة لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم التأثير على حالتهم العاطفية. لقد قاموا بشكل أساسي بتشويه عدد العناصر الإيجابية أو السلبية في خلاصات أخبار المستخدمين العشوائية، ثم قاموا بتحليل المنشورات المستقبلية لهؤلاء الأشخاص، وهو ما أكد قدرة الشركة على التنبؤ بالمشاعر والأنماط السلوكية للمستخدمين. وعلى الرغم من ادعاء شركة “فيس بوك” أنها لم تستخدم هذه المعلومات مطلقًا، إلا أنها لم تنف أنها تستطيع ذلك.

برزت في عام ٢٠١٦ فضيحة شركة “كامبريدج أنالاتيكا” الشهيرة، والتي قامت بتصميم مجموعة من الإعلانات الجذابة زعمت أن هدفها القياس النفسي لسمات شخصيات المستجيبين لاختباراتها، وجمعت الشركة كما ضخما من البيانات حول استخدام الوسائط الاجتماعية ودمجتها مع ملفات التعريف الشخصية المستخرجة من الاختبارات التي قامت بنشرها عبر الإنترنت، بعدها تم اتهام الشركة باستغلال لوائح فيسبوك الفضفاضة والحد الأدنى من الرقابة لجمع كميات هائلة من بيانات المستخدمين لفهم الرسائل التي كان الناس عرضة لها أولاً، ثم استخدام تلك البيانات والمعلومات للتأثير على آراء الناس وسلوكهم الانتخابي، واستهدافهم بالدعاية السياسية و”الأخبار المضللة”.

منذ نشر التقرير أثيرت العديد من التساؤلات والمخاوف، وتم إجراء سلسلة من البحوث والدراسات والتحليلات التي تقيس وتتنبأ بمخاطر انفتاح البشر غير المشروط على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت بشكل عام. من جهة أخرى، بدا بوضوح دور علم النفس في مساعدة شركات التكنولوجيا في صياغة المقاييس النفسية، وبناء نماذج التنبؤ بالسلوكيات، وتحليل العمليات العقلية وأنماط السلوك، وغيرها. وفي الوقت الذي دافع فيه الكثيرون عن دور علماء النفس كعاملين في شركات التكنولوجيا، في المساعدة على تصميم تطبيقات وتكنولوجيا تساعد على تحسين السلوك البشري، إلا أن صوت المخاوف من هذا التداخل كان أكثر تأثيرا خلال الفترة الماضية، في ظل عدم وجود أي مؤشرات تؤكد عدم ممارسة هذا التلاعب حاليا أو ضمانات تحول دون استخدامه مستقبلا.

كيف ساعد علماء النفس شركات التكنولوجيا؟

يدرس علماء النفس وعلماء الأعصاب لفترة طويلة إمكانية التأثير على سلوك المستخدمين بطريقة لا يمكن ملاحظتها، عن طريق ما يطلق عليه “الإشارات اللاشعورية”، فخلف ما نقبل عليه ونستخدمه من منصات إلكترونية هناك العديد من علماء النفس وخبراء العلوم السلوكية، الذين تم توظيفهم، بهدف التعرف على ميولنا، وأهدافنا، ونقاط قوتنا، وضعفنا، وتوجيهنا لمصالح المعلنين، حيث توظف العديد من شركات التكنولوجيا الآن مثل: تويتر، وفيس بوك، وآبل، وأمازون، وميكروسوفت خبراء في الصحة العقلية وتعديل السلوك لأداء هذه المهام. وفيما يلي أهم مجالات التعاون بين التكنولوجيا وأنظمة الذكاء الاصطناعي من ناحية، وعلم النفس من ناحية أخرى.

1- تكنولوجيا الإقناع وتغيير سلوك المستخدمين

تعرف “تكنولوجيا الإقناع” Persuasive Technology)) ببساطة بأنها مجالًا بحثيًا يركز على تصميم وتطوير التقنيات التي تهدف إلى تغيير مواقف المستخدمين أو سلوكياتهم من خلال التأثير النفسي والاجتماعي، ولكن ليس من خلال الإكراه أو الخداع. وتُعرف أيضا بأنها “أي نظام حوسبة تفاعلي مصمم لتغيير مواقف الناس أو سلوكهم”، وبالتالي فالهدف الرئيسي من تصميم وتنفيذ تقنيات الإقناع هو إعطاء الآلات القدرة على التأثير وتغيير سلوك المستخدمين؟ وقد جاءت بداية التأصيل لتكنولوجيا الإقناع على يد عالم النفس “بي جيه فوج” P.J. Fog والذي بدأ في دراسة استخدام سيكولوجيا الإقناع في مجال التكنولوجيا في التسعينيات عندما كان طالب دكتوراه في قسم علم النفس بجامعة ستانفورد. في عام ١٩٩٨، أسس “فوج” مختبر ستانفورد لتكنولوجيا الإقناع، وهو مركز نال شهرة واسعة في دراسة وتعزيز تكنولوجيا الإقناع.

وقد بدأ التطبيق الفعلي لتقنيات الإقناع عندما قررت شركات مثل “جوجل”، و”فيس بوك” استخدام الإعلانات كوسيلة لتحقيق الدخل والاستفادة من المعلومات الشخصية التي يجمعونها من مستخدمي الإنترنت. ومن هنا جاء تطوير ما أطلق عليه “تكنولوجيا الإقناع”، والتي جاءت كنتيجة طبيعية لـ”رقمنة التجارة” والتي أدت بدورها إلى التأثير على المستهلكين على المستوى الشخصي، ثارت في وقتها مخاوف حول سياسات الخصوصية والعديد من القضايا الأخلاقية المتعلقة بإمكانية إساءة استخدام البيانات، إلى أن أثيرت أزمة “كامبريدج أنالاتيكا”، فاتسع نطاق هذه المخاوف. وبدأ الكثيرون في إدراك حقيقة أن تهديد الإعلان المستهدف لا يقتصر على المجال التجاري، على سبيل المثال: من خلال تسخير منصات استهداف الإعلانات، مثل تلك التي تقدمها “فيس بوك”، و”يوتيوب” وغيرها من خدمات وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن للحملات السياسية أن تمارس تأثيرًا كبيرا على صنع القرار وسلوك البشر بشكل عام.

في كتابها المهم “رأسمال المراقبة” الصادر في عام ٢٠١٩، تشير “شوشانا زوبوف جرس” إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات لتفعيل ما أطلقت عليه “تعديل السلوك”، مشيرة إلى أن هذا الاستخدام أصبح منتشرا للغاية ومركزيا لعمل اقتصاد المعلومات الحديث. وترى أن الخبرة البشرية هي مادة خام مجانية للترجمة إلى بيانات سلوكية، يتم تغذيتها في عمليات التصنيع المتقدمة المعروفة باسم” ذكاء الآلة”، وتصنيعها في منتجات تنبؤ تتوقع ما سنفعله قبل أن نفعله. تقول الكاتبة إن هذه المنتجات الرأسمالية الجديدة “يتم تداولها في نوع جديد من الأسواق أطلقت عليها اسم أسواق “العقود المستقبلية السلوكية”، وغالبا ما تتم ممارسة هذه الاستراتيجيات بصورة غير واعية من خلال استراتيجيات “الإقناع الخفي” والتي تهدف إلى تغيير سلوك المستخدمين بطريقة لا يمكن ملاحظتها. وعلى الرغم من العمل المكثف الذي تناول الإقناع الخفي من إنسان إلى إنسان، لا يزال الإقناع الخفي من آلة إلى إنسان مجالًا جديدًا للدراسة.

2- كيف ومتى تتحول تكنولوجيا الإقناع إلى التلاعب؟

نحن في أمس الحاجة الآن إلى التمييز بين تكنولوجيا الإقناع والتلاعب، والحقيقة هي أن التلاعب ينطوي على استهداف الأشخاص بشكل متكرر بمعلومات مضللة مصممة لمناشدة تحيزاتهم حيال المواقف العامة، وإعطاء انطباع خاطئ بأن كل شخص آخر في شبكتنا الاجتماعية يتبنى آرائنا. يصف بريت فريشمان وإيفان سيلينجر في كتابهما “إعادة هندسة البشرية”، مجموعة واسعة من الظواهر ذات الصلة، والتي أطلقا عليها اسم “الهندسة التقنية الاجتماعية”Techno-social engineering، ويقصد بها “العمليات التي تجتمع فيها التقنيات التكنولوجية والقوى الاجتماعية للتأثير على طريقة تفكيرنا وإدراكنا وسلوكنا.

لقد كافح الفلاسفة والمنظرون السياسيون طويلًا لتعريف التلاعب، وتم التوصل إلى ثلاثة أبعاد رئيسية يمكن من خلالها التحديد الدقيق للمفهوم، وهي: التلاعب بوصفه تأثير غير عقلاني، أي التأثير على شخص ما من خلال التحايل على قدرات اتخاذ القرار العقلانية لديه، والتلاعب باعتباره شكلاً من أشكال الضغط، كما هو الحال في حالات الابتزاز، والفكرة هنا هي أن التلاعب ينطوي على قدر من القوة ولكن ليس بقدر القوة التي ترقى إلى مستوى الإكراه، والتلاعب بوصفه خداع، وبالتالي فالتلاعب يعني قيادة شخص ما وحمله على التصرف كما يريد المتلاعب، ومن هنا يمكن تعريف “التلاعب عبر الإنترنت” على أنه استخدام تكنولوجيا المعلومات للتأثير سراً على صنع القرار لدى شخص آخر، من خلال الاستهداف واستغلال نقاط الضعف، فهو التلاعب الذي تسهله تكنولوجيا المعلومات، ويطلق عليه أحيانا “التلاعب الرقمي” أو “التلاعب الآلي”.

وتوفر التكنولوجيا السبل المثالية للتلاعب، حيث تعرض المراقبة الرقمية المنتشرة نقاط الضعف في صنع القرار لدينا بشكل دائم. كما أشار علماء الخصوصية منذ فترة طويلة، فإن كل ما نقوم به تقريبًا يترك أثرًا رقميًا، ويقوم جامعو البيانات بتجميع تلك الآثار في ملفات تعريف مفصلة للغاية، تشتمل هذه الملفات الشخصية على معلومات حول التركيبة السكانية، والشؤون المالية، والتوظيف، وسلوك الشراء، والمشاركة في الخدمات والمؤسسات العامة، وما إلى ذلك، وغالبًا ما تتضمن آلاف نقاط البيانات حول كل فرد. ومن خلال تحليل الأنماط الكامنة في هذه البيانات، يتمكن المعلنون وغيرهم من المشاركين في الاستهداف السلوكي، أي اكتشاف متى وكيف يتدخلون من أجل التأثير علينا بشكل أكثر فعالية.

تتيح المراقبة الرقمية أيضا الكشف عن التحيزات المعرفية التي تحدد عملية صنع القرار لدى معظم الأشخاص إلى حد ما، فنحن نخضع لظروف معينة يمكن أن تؤثر على كيفية اختيارنا، كل منا عرضة لمخاوف وقلق وآمال ورغبات محددة، بالإضافة إلى الحقائق المادية والاقتصادية، والتي -إذا كانت معروفة- يمكن استخدامها لتوجيه قراراتنا، وإذا كان التلاعب تأثيرًا يتم ممارسته في الخفاء، فإن التقنيات الرقمية هي وسائل مثالية للتلاعب لأنها تقوم على الإخفاء. من جهة أخرى، فنحن غالبًا ما نفكر في التقنيات على أنها أشياء نحضرها ونستخدمها بتركيز واهتمام، إلا أن واقع الأمر عكس ذلك، حيث تعكس لغة تصميم التكنولوجيا أنه بمجرد اعتيادنا على تقنية معينة فإن الجهاز أو الواجهة نفسها تنحسر عن الانتباه الواعي، ونولي القليل من الاهتمام للأجهزة نفسها، أو حتى للطريقة التي يتم بها ترتيب مواقع الويب أو واجهات التطبيقات المألوفة بعد أن نتأقلم معها، ويشير الفلاسفة إلى هذا باسم “التأثير غير المرئي للتكنولوجيا” – أي حقيقة أننا نرى أو نسمع أو ندرك بطريقة أخرى من خلال التقنيات.

إجمالا يمكن القول إن المعضلة الخاصة باستخدام التكنولوجيا في التلاعب بعقول المستخدمين وتوجيه تفكيرهم وتغيير سلوكهم لا زالت قائمة، ولم يتم التوصل حتى الآن لحلول حاسمة لها، بينما تتصاعد المخاوف من خروجها عن السيطرة، في ظل التطور المتسارع في تقنيات معالجة البيانات التي تقوم بشكل آلي بسد الثغرات وتطوير ملفات شخصية دقيقة وتفصيلية للمستخدم. من جهة أخرى، لا زالت شركات التكنولوجيا فاقدة إلى حد ما للسيطرة على إمكانية إعادة توظيف هذا الكم الهائل من البيانات في التلاعب بعقول المستخدمين، وتعزيز التطرف، والعنف، والانغلاق، وغيرها. والحقيقة أن المعضلة لا زالت قائمة، وعلى الرغم من الاتفاق ضمنا على أنه “يجب ألا يسعى مبتكرو تكنولوجيا الإقناع أبدًا إلى إقناع أي شخص بشيء لا يريدون إقناع أنفسهم به”، إلا إنه لا توجد حتى الآن أية قواعد الزامية في هذا الصدد.

المصادر

– Ball, Kirstie. “The Age of Surveillance Capitalism: The Fight for a Human Future at the New Frontier of Power.” Surveillance & Society, 17.1/2 (2019): 252-256.‏

– Fogg, Brian J. “Persuasive technology: using computers to change what we think and do.” Ubiquity 2002.December (2002): 2.‏

– Stanford University.Stanford Persuasive Technology Lab, available at: https://captology.stanford.edu/go/welcome?from=

– Sander van der Linden.Psychological Weapons of Mass Persuasion. Scientific American. April 10, 2018, available at: https://www.scientificamerican.com/article/psychological-weapons-of-mass-persuasion/

د. عزة هاشم
د. عزة هاشم
+ postsBio ⮌

خبير مشارك بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية

  • د. عزة هاشم
    https://ecss.com.eg/author/azaa/
    الإرهاب البيئي والتغيرات المناخية: هل تلجأ التنظيمات البيئية للعنف؟
  • د. عزة هاشم
    https://ecss.com.eg/author/azaa/
    المزاج العام: لماذا تتعاطف بعض الشعوب العربية مع روسيا في الحرب؟
  • د. عزة هاشم
    https://ecss.com.eg/author/azaa/
    الردع الحديث: الجيوش في مواجهة الحروب النفسية وحملات التضليل
  • د. عزة هاشم
    https://ecss.com.eg/author/azaa/
    قراءة نفسية: كيف يُفكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟

ترشيحاتنا

مستقبل الكهرباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

وثيقة السياسة التجارية المصرية: بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل

الانعكاسات الجيوسياسية:ملامح الشرق الأوسط في اليوم التالي لوقف إطلاق النار بغزة

من التشديد إلى التيسير: مسار السياسة النقدية المصرية

وسوم: تعديل السلوك, تكنولوجيا الإقناع, سلايدر, شركات التكنولوجيا, علم نفس
د. عزة هاشم 30/09/2020

تابعنا

تابعنا علي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة
Facebook أعجبني
Twitter تابعني
Instagram تابعني
Youtube مشترك

احدث إصدارات مكتبه المركز

Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 43%
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
EGP350.00
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 50%
تقديرات مصرية
تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
EGP100.00
EGP50.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة إيران
حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
No products found
الأكثر مشاهدة
من التشديد إلى التيسير: مسار السياسة النقدية المصرية
هدف ملغوم: قاعدة باجرام وخيارات العودة الأمريكية إلى أفغانستان
وثيقة السياسة التجارية المصرية: بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل
مستقبل الكهرباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
أكاذيب صهيونية حول حرب أكتوبر: السردية والرد
الانعكاسات الجيوسياسية:ملامح الشرق الأوسط في اليوم التالي لوقف إطلاق النار بغزة

العلاقات الدولية

  • الدراسات الآسيوية
  • الدراسات الأفريقية
  • الدراسات الأمريكية
  • الدراسات الأوروبية
  • الدراسات العربية والإقليمية
  • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية

قضايا الأمن والدفاع

  • التسلح
  • الأمن السيبراني
  • التطرف
  • الإرهاب والصراعات المسلحة

السياسات العامة

  • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
  • تنمية ومجتمع
  • دراسات الإعلام والرأي العام
  • قضايا المرأة والأسرة
  • مصر والعالم في أرقام
46
    46
    Your Cart
    حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
    حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
    6 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
    حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
    3 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة آسيا |  إرث بايدن الآسيوي
    حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
    17 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    9 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
    حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
    4 X EGP0.00 = EGP0.00
    شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
    شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
    3 X EGP200.00 = EGP600.00
    تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
    تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
    1 X EGP50.00 = EGP50.00
    حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
    حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
    3 X EGP0.00 = EGP0.00
    Subtotal EGP650.00
    Shipping, taxes, and discounts calculated at checkout.
    View CartContinue ShoppingCheckoutEGP650.00

    Removed from reading list

    Undo