المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
تنمية ومجتمع
برلمان 2025: ملامح التوازن الحزبي الجديد وتحوّلات الخريطة السياسية المصرية
السياسات العامة
الإعلام الدولي وافتتاح المتحف المصري الكبير: الدبلوماسية الحضارية في أبهى صورها
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الأمازون يفاوض العالم: مناخ الكوكب على طاولة بيلم.. فما المنتظر في COP30؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
فواتير اليوم تدفع غدًا: توقعات التجارة العالمية.. صمود 2025 وهبوط 2026
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الهجرة والطاقة والسلام: أسس الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأوروبا
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
قراءة تحليلية في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي خريف 2025
الدراسات الأفريقية
تأميم الموارد المعدنية في الساحل الأفريقي: بين التحرر الاقتصادي وإعادة تشكيل النفوذ الخارجي
السياسات العامة
المتحف المصري الكبير: إنجاز هندسي يليق بأقدم الحضارات
تنمية ومجتمع
المتحف الكبير: فرص وتحديات تحويل "الجيزة" لمقصد سياحي عالمي
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الاقتصاد العالمي بين التحديات وآفاق التعافي: قراءة في تقرير صندوق النقد الدولي
متنوعة
قلق تركي: ماذا يعني فوز "توفان" المؤيد للفيدرالية برئاسة شمال قبرص؟
الدراسات العربية والإقليمية
القمة الثانية عشرة لمنظمة الدول التركية: الانتقال من التكامل الثقافي إلى العمل الاستراتيجي
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تحديات ديمغرافية: توقعات حذرة للبنك الدولي لاقتصاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تقرير
الإسكان الفندقي: كيف يكون داعمًا حقيقيًا لمستهدف ثلاثين مليون سائح؟
السياسات العامة
المتحف الكبير: رؤية متكاملة على أجندة السياحة الثقافية العالمية
الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
أكاذيب صهيونية حول حرب أكتوبر: السردية والرد
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
مستقبل الكهرباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
وثيقة السياسة التجارية المصرية: بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل
الدراسات العربية والإقليمية
الانعكاسات الجيوسياسية:ملامح الشرق الأوسط في اليوم التالي لوقف إطلاق النار بغزة
الإرهاب والصراعات المسلحة
هدف ملغوم: قاعدة باجرام وخيارات العودة الأمريكية إلى أفغانستان
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
من التشديد إلى التيسير: مسار السياسة النقدية المصرية
الإرهاب والصراعات المسلحة
الحزام الأحمر: المقاربة الأمنية-التنموية لاحتواء الصراع النكسالي في الهند
تقرير
أجيال Z وألفا وبيتا: تحديات الهوية الوطنية بين العولمة الرقمية والأمن الاجتماعي
الدراسات الأسيوية
مؤشرات كاشفة: كيف ترسخ الصين موقعها في النظام الدولي؟
ورقة بحثية
التخزين الجوفي للغاز بين التجارب العالمية والطموحات المصرية 
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تكلفة الغموض: أثر عدم اليقين في السياسة التجارية على الاقتصاد العالمي
ورقة بحثية
الحركات الطوارقية المسلحة وإعادة تشكيل الصراع في شمال مالي
السياسات العامة
توازن العقاب والتأهيل: التجربة المصرية في بناء منظومة الإصلاح والتأهيل
الدراسات العربية والإقليمية
تثبيت المسار: واشنطن وتسوية قضية الصحراء الغربية
تقرير
 الدورة الثمانين من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الاعتراف بفلسطين
Facebook X-twitter Linkedin Telegram Youtube
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
14 EGP650.00
  • × حالة آسيا |  إرث بايدن الآسيويحالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي 4 × EGP0.00
  • × حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنميةحالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية 3 × EGP0.00
  • × تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالميتقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي 1 × EGP50.00
  • × حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيرانحالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران 1 × EGP0.00
  • × شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشرشؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر 3 × EGP200.00
  • × حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025 1 × EGP0.00
  • × حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصاديةحالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية 1 × EGP0.00

المجموع: EGP650.00

عرض السلةإتمام الطلب

  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
تقرأ الأن: هل ينبغي علينا أن نخشى الاتفاق الإيراني-الصيني؟
تقرير

هل ينبغي علينا أن نخشى الاتفاق الإيراني-الصيني؟

صلاح النصراوي
صلاح النصراوي تم النشر بتاريخ 04/04/2021
وقت القراءة: 18 دقيقة
استمع للمقال
مشاركة
[
استمع للمقال
]

منذ سنوات ليست بالقصيرة والمراكز الأكاديمية والبحثية تهتم بقضية التمدد الصيني في العالم، حيث تعتبر الدوائر السياسية والدبلوماسية والمخابراتية، وخاصة في الدول الغربية، ذلك الانتشار توسعًا ينذر بمخاطر على مصالحها ومصالح حلفائها وشركائها الدوليين. وفي الفترة الأخيرة طال هذا الاهتمام منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في ضوء التمدد في مشروع “مبادرة الحزام والطريق” في المنطقة، والذي أصبح يغطي أجزاء كبيرة منها. ويأتي الاتفاق الإيراني-الصيني الموقع هذا الأسبوع ليضفي المزيد من الأهمية على هذا التوسع المتنامي، كما يثير أسئلة ملحة عن مستقبل منطقة الشرق الأوسط في ظل الصراعات الجيوبوليتكية القديمة والمستجدة منها.

يصف الإيرانيون الاتفاق الذي وقعه وزير خارجيتهم محمد جواد ظريف مع نظيره الصيني وانغ لي، والذي لم يتم نشر نصه الرسمي والكامل بعد، أنه خارطة طريق كاملة تشمل بنودًا سياسية واقتصادية استراتيجية تغطي التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والنقل. إلا أن النص الذي تسرب إلى صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية يكشف أن الاتفاق تجاوز التعاون في طائفة واسعة من النشاطات الاقتصادية المشتركة في حقول النفط والتعدين والتصنيع وبناء الموانئ والسكة الحديد والزراعة والسياحة والبنوك والاستثمار إلى التعاون والتدريب في المجالات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخبارية.

ومنذ أن بدأت إيران تسرب كلامًا عن مفاوضاتها مع الصين في الصيف الماضي لم يتم نشر أية وثيقة رسمية كاملة، إلا أن ما كشف من تفاصيل عن الاتفاق الذي أطلق عليه اسم “الشراكة الاستراتيجية الشاملة” أنه يتضمن إنفاق الصين نحو 400 مليار دولار على بناء نحو مائة مشروع استثماري تتوزع على مناطق عديدة في إيران على مدى 25 عامًا، في حين أن معلومات أخرى أفادت بأن إيران ستقوم مقابل ذلك بتوريد البترول إلى الصين خلال هذه الفترة بخصومات عالية جدًا، كما ستكون جزءًا أساسيًا من “مبادرة الحزام والطريق” التي تسعى الصين من خلالها إلى ربط أراضيها وموانئها بالشرق الأوسط وعبره إلى كل من إفريقيا وأوروبا.

مبدئيًا سيمنح الاتفاق الذي ينتظر مراجعته وإقراره من قبل البرلمان الإيراني الفرصة للجمهورية الإسلامية في التخفف من عبء العقوبات المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بعد إعلان إدارة الرئيس دونالد ترامب سياسة الضغوط القصوى إثر إيقافها العمل بالاتفاق النووي الموقع عام 2015، ومن ثم فإنه سيمكن إيران من الاستمرار بالعمل بالبرنامج النووي، ومواصلة عملية تخصيب اليورانيوم إذا لم يتم العودة إلى الاتفاق دون شروط كما ظلت إيران تصر خلال الفترة المنصرمة. كما أنه سيمنح إيران ميزات وقدرات اقتصادية وعسكرية ستمكنها من مواصلة مشاريعها الطموحة في المنطقة.

الطريق نحو الاتفاق

بدأ الحديث عن الاتفاق عام 2016 حين زار الرئيس الصيني شي جين بنغ طهران، وتواردت الأخبار عن طرحه مقترح المشروع على الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي رحب بالفكرة، كما أنه أقنع بها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي. لم يسعَ الإيرانيون إلى الافصاح علنًا عن المشروع لأسباب تكتيكية آنذاك تتعلق بالاتفاق النووي الذي كانوا قد وقعوه مع مجموعة 5 زائد واحد عام 2015، ورغبتهم بالانتظار كي يحصدوا ثمرة الاتفاق من خلال رفع العقوبات الأممية وترقب عودة التجارة والاستثمارات مع الدول الغربية. وإضافة إلى المكاسب الاقتصادية كانت إيران تتوقع أيضًا أن يؤدي الاتفاق النووي إلى تحسن مضطرد في العلاقات السياسية مع تلك الدول، وخاصة الولايات المتحدة، مما ينعكس إيجابيًا على مشاريع توسيع نفوذها في المنطقة.

واستمرت إيران بإرجاء التوصل إلى اتفاق نهائي مع الصين بالرغم من استمرار المفاوضات لنحو خمس سنوات، لأنها كانت تتوجه بأنظارها صوب الانتخابات الأمريكية وترقبها سقوط ترامب ونجاح بايدن على رجاء أن يوفي الرئيس الجديد بوعوده الانتخابية ويقوم برفع العقوبات الاقتصادية التي تشدد بها سلفه عن إيران، وينهي سياسة الضغوط القصوى، إضافة إلى أملها في استمرار ليونة الأطراف الأوروبية وتهاون الدول العربية في الخليج مما سيسمح سوية ببيئة جديدة في الشرق الأوسط تتيح لإيران العودة إلى ممارسة نفوذها الإقليمي بكل حرية ويسر.

أما الإعلان الرسمي عن الاتفاق مع الصين والاحتفاء به كإنجاز باهر للدبلوماسية الإيرانية فهو يعني بالتأكيد أن إيران ربما تكون قد غسلت يديها من إمكانية أن تقوم إدارة بايدن بالعودة إلى الاتفاق دون قيد أو شرط، كما ظلت تطالب، وكذلك يأسها من إمكانية حصول تغيير جوهري في المواقف الأوروبية أو تراجع الدول الخليجية عن مطالبها في لجم إيران عن طموحاتها الإقليمية، مما حدا بها إلى الإسراع إلى إشهار الاتفاق والتعويل على العلاقة مع الصين، والتي أجمل الوزير الإيراني ظريف وصفها بقوله إنها “الصديق وقت الضيق”.

ما الذي ستجنيه الصين؟

وفقًا لتحليل نوعية المشاريع التي ستتكفل الصين ببنائها في إيران، فإن الاتفاقية تنسجم مع طموحات استكمال الجزء الجنوبي الغربي من “مبادرة الحزام والطريق”، أو طريق الحرير الجديد، الذي تعمل الصين عليه منذ سنوات وتأمل من ورائه في أن تستكمل توسعها باتجاه القارتين الإفريقية والأوروبية. وتشكل عقدة موانئ “جاسك” على الشاطئ الإيراني على بحر العرب التي ستقوم الصين بتطويرها واحدة من أهم مرتكزات توسع التنين الآسيوي نظرًا لوقوعها على أهم خط لسير ناقلات البترول في العالم. وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار سلسلة الموانئ التي طورتها الصين على الخط الممتد بين البر الصيني وإفريقا مثل “همبانتوتا” في سيريلانكا و”غوادار” في الباكستان على المحيط الهندي، فإن موانئ “جاسك” ستشكل عقدة الاتصال مع تلك الموانئ التي طورتها الصين في الصومال وجيبوتي وقناة السويس، والمتوقع أن تشكل مرتكزات أساسية للتوسع الصيني في القارة السمراء.

وتشكل مشاريع النقل والمواصلات التي تضمنها الاتفاق كسلسة مطارات وشبكات سكة حديد ومنظومة اتصالات قائمة على أساس نظامي (5G) للتليفون المحمول ونظام (Beidou) لتحديد المواقع دوليًا وشبكة مراقبة للاتصالات الفضائية كجزء مما يعرف بسور الصين الناري العظيم (China’s Great Firewall) ستقوم الصين ببنائها، أو توسعتها، على طول إيران وعرضها، مرتكزًا أساسيًا لربط “مبادرة الحزام والطريق” مع الجزء الجنوبي من أوروبا عبر تركيا والبحر الأبيض المتوسط. وبالرغم من شح المعلومات المتوفرة فإن الاتفاق الإيراني الصيني يتلاءم مع التفاهمات الأولية التي جرت بين بيجين وبغداد في عهد رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي عام 2019، والتي كانت ستقوم الصين بموجبها بسلسلة مشاريع كانت ستصبح مكملة لتلك التي جرى الاتفاق عليها مع إيران، وخاصة مع المشاريع الإيرانية لبناء شبكة سكة حديد وطريق بري وخطوط تصدير بترول وغاز تصل إلى السواحل السورية على البحر الأبيض المتوسط.

على صعيد البترول، سجلت الصين ارتفاعًا قياسيًا من وارداتها العام الماضي، حيث وصلت وفق موقع (Refinitiv) المتخصص بمعلومات الأسواق المالية العالمية لحوالي 17,8 مليون طنًا خلال 14 شهرًا، أي بمعدل 306,000 برميل يوميًا جرى معظمها تهريبه عبر دول وطرق أخرى بسبب ظروف المقاطعة الأمريكية. وسيضمن الاتفاق إمدادات طويلة الأمد للصين من البترول الإيراني الرخيص الذي سيساعدها في تطوير احتياطي مخزني كبير، إضافة إلى توفير الاحتياجات الآنية دون تأثير بتقلبات الأسعار في السوق الدولية، وهي ميزة كبيرة بالنسبة لثاني أكبر اقتصاد في العالم ينافس الاقتصاديات الكبرى الأخرى.

وفي الجوانب العسكرية والأمنية وفي التسليح فإن ما تسرب من بنود الاتفاق يشي بنية الصين التوسع في مختلف مجالات التعاون مع إيران. فاستنادًا لمعلومات المخابرات الغربية فإن قطع أسطول جيش التحرير الشعبي الصيني زارت إيران لما يقل عن ثلاث مرات منذ عام 2014، وأجرت تمارين مشتركة مع البحرية الإيرانية في مياه الخليج العربي وبحر العرب كان آخرها زيارة المدمرة “شين ننغ” الحاملة للصواريخ والتي شاركت في مناورات إيرانية روسية في خليج عمان. ومما هو واضح من الاتفاق الجديد فإن الصين ستقوم بتطوير صادرات وتجهيزات السلاح والصناعات العسكرية بمختلف أنواعها إلى إيران، وهو ما بدأته بعد سقوط شاه إيران عام 1079، وأثناء الحرب العراقية-الإيرانية بين عامي 1980 و1988.

ومن الناحية الأمنية، لا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل إن الصين وإيران بدأتا تعاونًا في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية، وخاصة بشأن نشاطات البحرية والقواعد الجوية الأمريكية في منطقة الخليج، كما أن من المتوقع حسب بعض التسريبات أن يتم نشر حوالي 5000 جندي أو عنصر أمني صيني في إيران تحت ذريعة حراسة البنى التحتية للمشاريع التي سيتم تنفيذها. إن نظرة سريعة على الجوانب العسكرية للاتفاق وما تحمله من فرص تطوير مستقبلية ستوضح أن الهدف الصيني هو بناء مرتكزات عسكرية وأمنية لحماية خطوط الإمدادات التي توفر للصين نحو 70% من وارداتها النفطية من الخليج وطرق تجارتها مع إفريقيا والعالم.

ما الذي علينا أن نتوقعه؟

إيرانيًا، سيبقى الاتفاق بانتظار المصادقة عليه من قبل مجلس الشورى بعد أن يمر عبر القنوات العديدة من المناقشات في الأطر الدستورية أو عبر مؤسسات صنع القرار، وهي عملية رغم ما يبدو من ميزات عديدة ستحصل عليها إيران من الاتفاق، إلا أنها ستخضع لتقييم صارم من قبل القيادات المعنية بمشروع التمدد الإيراني في المنطقة والاستراتيجية المتبعة في تنفيذه. هناك مسألة جوهرية على إيران أن تحسمها وهي مدى وحجم استعدادها لتقديم مزايا للصين دون أن تتأثر هي بذلك إلى الحد الذي يُفقدها مجالات المناورة مع الأطراف الأخرى التي ستتأثر بالعلاقات الجديدة بين إيران والصين. لكن بينما تحاول طهران، كما تفعل دائمًا، ألا تضع بيضها كله في سلة واحدة؛ فهي تسعى لإثارة الانطباع بأن الاتفاق هو اختراق جيوسياسي لمصلحتها وعلى حساب خصومها في المنطقة والعالم.

صينيًا، لا يؤمل أن تفصح الصين عن الكثير من تفاصيل اتفاقها مع إيران وشروطه انسجامًا مع سياسات التكتم التقليدية التي تتبعها بيجين في ممارسة سياستها الخارجية، إضافة إلى عدم رغبتها في التصعيد مع الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية المتحفظة من سياسات التوسع الصينية، وكذلك لحاجتها إلى عدم إثارة مخاوف دول المنطقة التي تساهم في بعض مشاريع “مبادرة الحزام والطريق” من أن يأتي الاتفاق مع إيران على حسابها. فالصين التي تعتمد على البترول بنسبة حوالي 20% من مجمل استهلاكها للطاقة تستورد نحو 10,85 ملايين برميل من البترول يوميًا لا يشكل البترول الإيراني سوى 3% منه، في حين يأتي الباقي من السعودية وروسيا والعراق والبرازيل.

أمريكيًا، جاء رد الفعل على أعلى المستويات من الرئيس “جو بايدن” الذي أعرب عن قلقه حيال الاتفاقية في الوقت الذي تحاول فيه إدارته إقناع إيران بالتخلي عما أنجزته في برنامجها النووي خلال مرحلة انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق عام 2015، والانخراط في مفاوضات جديدة من أجل إعادة تفعيله. وبلا أدنى شك فإن الاتفاق الإيراني-الصيني يشكل تحديًا متعدد الأبعاد بالنسبة للإدارة الأمريكية التي جعلت من احتواء المحاولات الصينية للتمدد في العالم على رأس أولوياتها في السياسة الخارجية. فبينما يُشكل الجانب العسكري والأمني في الاتفاق تهديدًا مباشرًا للوجود والمصالح الأمريكية في مناطق الشرق الأوسط والخليج العربي والمحيط الهندي والسواحل الشرقية لإفريقيا، إلا أنه سيفتح الطريق على المدى البعيد لضعضة الأسس التي تقوم عليها استراتيجية الولايات المتحدة في واحدة من أهم مناطق نفوذها في العالم.

أما عربيًا، فبالرغم من عدم ظهور ردود أفعال رسمية لحد الآن؛ إلا أن التغطية الإعلامية للاتفاق أظهرت القلق الذي يعتري بعض الأطراف في المنطقة وخاصة في دول الخليج التي تعتقد أن تعاونًا إيرانيًا صينيًا على هذا المستوى ولهذا الأمد البعيد لا بد أن يعزز من قوة إيران الإقليمية في الوقت الذي تستمر فيه إيران في محاولاتها في تعزيز نفوذها وتطوير منظومات أسلحتها الهجومية وتوسيع علاقاتها مع وكلائها في المنطقة. غير أن مخاوف الأطراف العربية قد تتجاوز ذلك إلى الخشية من أن يؤدي التعاون والتنسيق الإيراني-الصيني الواسع النطاق إلى تغييرات هيكلية في النظام الأمني الإقليمي برمته، ويعرض العالم العربي للمزيد من التحديات والأخطار.

هل علينا أن نقلق؟

مثل أي تحول جيوبوليتيكي، ممكن أو متوقع، فإن تعاونًا بهذا الاتساع بين أطراف خارجية لا بد أن يترك آثارًا خطيرة على المنطقة العربية برمتها، وخاصة إذا ما ظلت دولها مكتوفة الأيدي في مواجهته بالطرق المناسبة، وانسجامًا مع التغييرات الحاصلة في موازين القوى العالمية وفي البيئة الإقليمية. هناك نتائج من المتوقع أن تؤثر على اقتصادات البترول مثلما هناك نتائج من الممكن أن تنال من الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة مما سيتطلب في كلا المجالين إجراء مراجعات جذرية في رؤى واستراتيجيات دول المنطقة العربية.

في حسابات البترول الذي يشكل عصب الاتفاق الإيراني-الصيني فإن على الدول العربية أن تقلق من تغييرات جذرية ستتحقق في أوضاع السوق العالمية بشأن مستقبل البترول كسلعة والاستراتيجيات المختلفة المتبعة الآن من قبل الدول المستوردة الرئيسية كالصين والهند لمواجهة احتمالات زيادة الأسعار، مما سيؤثر على مواردها المالية، وهي تأثيرات ستتجاوز الدول المنتجة إلى دول أخرى تعتمد عليها في تنمية اقتصادياتها. إن بقاء أسعار البترول متدنية لسنوات أو عقود، كما يتوقع نظريًا أن يتم من خلال بيع البترول الرخيص وفق الاتفاق الإيراني-الصيني، سيفرض على دول الخليج إعادة النظر جذريًا في كل خططها التنموية.

أما في الحسابات الأمنية، سواء المتعلقة بأمن الدول العربية المعنية مباشرة، أو بالأمن الإقليمي عمومًا؛ فإن هذا التحدي الهائل الذي تفرضه إمكانية استعادة إيران لقوتها الاقتصادية والعسكرية وتحالفها مع قوة عالمية في طريقها لأن تصبح القوة الأكبر، سيؤدي بالتأكيد إلى ضغوطات كبيرة على الأطراف العربية المعنية وتبعات تحتم مواجهتها بأساليب وطرق قد لا تكون تكلفتها بسيطة، أو ممكنة، دون تغيير جذري في الرؤى والاستراتيجيات القائمة.

هناك حاجة أساسية، أولًا، لأن تشرع الدول العربية بإعادة النظر في استراتيجياتها المتبعة في آلية الحوار العربي-الصيني من أجل تحقيق عائدات تتجاوب مع توقيع 18 دولة عربية لاتفاقيات مع الصين أصبحت هي أيضًا ضمن مشروع “مبادرة الحزام والطريق”، كي لا تنفرد إيران بميزات ومكاسب على حساب العرب، وكي يكون هناك موقف عربي موحد يرسل رسالة قوية حول مستقبل المشروع الصيني في أوروبا وإفريقيا الذي يستخدم المنطقة العربية كجسر ومحطات عبور.

كما أن هناك حاجة، ثانيًا، لتعاون عربي بيني جدي وفعال يتجاوز الأساليب النمطية المعتادة في العمل العربي المشترك، ويضع رؤى وخططًا واستراتيجيات خلاقة بشأن نظام إقليمي جديد يتماشى مع التطورات الحاصلة والتحديات المستقبلية المتوقعة، سواء نتيجة الاتفاق أو الصراعات الدولية التي سيفجرها. وسيتطلب الأمر جهدًا استثنائيًا من أجل خلق معادلة جديدة للمنطقة تصبح فيها دولها شريكًا فعالًا في ترتيبات تتجاوز تلك التي ظلت حبيسة في صندوقها منذ عقود طويلة إلى عالم أرحب ترى فيه الدول العربية مصالحه المجتمعة ممتدة إلى ما بعد “الحزام والطريق” الصيني، قبل أن يصبح نطاقًا خاقنًا يطوقها من كل الجهات.

صلاح النصراوي
صلاح النصراوي
+ postsBio ⮌
  • صلاح النصراوي
    https://ecss.com.eg/author/sala-nsrawy/
    الطموح والواقع: هل ينجح العرب في استعادة العراق من مخالب إيران؟
  • صلاح النصراوي
    https://ecss.com.eg/author/sala-nsrawy/
    محاولات حثيثة: هل يتحول العراق إلى دولة دينية؟
  • صلاح النصراوي
    https://ecss.com.eg/author/sala-nsrawy/
    بعد تمرير حكومة “الكاظمي”: هل ستنجح الولايات المتحدة في استعادة العراق من إيران؟
  • صلاح النصراوي
    https://ecss.com.eg/author/sala-nsrawy/
    الحالة العراقية: أزمة تشكيل حكومة أم أزمة العراق ذاته؟

ترشيحاتنا

برلمان 2025: ملامح التوازن الحزبي الجديد وتحوّلات الخريطة السياسية المصرية

الهجرة والطاقة والسلام: أسس الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأوروبا

قراءة تحليلية في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي خريف 2025

تأميم الموارد المعدنية في الساحل الأفريقي: بين التحرر الاقتصادي وإعادة تشكيل النفوذ الخارجي

وسوم: الإتفاق الإيراني الصيني, الصين, ايران, سلايدر
صلاح النصراوي 04/04/2021

تابعنا

تابعنا علي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة
Facebook أعجبني
Twitter تابعني
Instagram تابعني
Youtube مشترك

احدث إصدارات مكتبه المركز

Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 43%
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
EGP350.00
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 50%
تقديرات مصرية
تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
EGP100.00
EGP50.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة إيران
حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
No products found
الأكثر مشاهدة
الأمازون يفاوض العالم: مناخ الكوكب على طاولة بيلم.. فما المنتظر في COP30؟
الهجرة والطاقة والسلام: أسس الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأوروبا
برلمان 2025: ملامح التوازن الحزبي الجديد وتحوّلات الخريطة السياسية المصرية
تأميم الموارد المعدنية في الساحل الأفريقي: بين التحرر الاقتصادي وإعادة تشكيل النفوذ الخارجي
قراءة تحليلية في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي خريف 2025
فواتير اليوم تدفع غدًا: توقعات التجارة العالمية.. صمود 2025 وهبوط 2026
الإعلام الدولي وافتتاح المتحف المصري الكبير: الدبلوماسية الحضارية في أبهى صورها

العلاقات الدولية

  • الدراسات الآسيوية
  • الدراسات الأفريقية
  • الدراسات الأمريكية
  • الدراسات الأوروبية
  • الدراسات العربية والإقليمية
  • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية

قضايا الأمن والدفاع

  • التسلح
  • الأمن السيبراني
  • التطرف
  • الإرهاب والصراعات المسلحة

السياسات العامة

  • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
  • تنمية ومجتمع
  • دراسات الإعلام والرأي العام
  • قضايا المرأة والأسرة
  • مصر والعالم في أرقام
14
    14
    Your Cart
    حالة آسيا |  إرث بايدن الآسيوي
    حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
    4 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
    حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
    3 X EGP0.00 = EGP0.00
    تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
    تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
    1 X EGP50.00 = EGP50.00
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    1 X EGP0.00 = EGP0.00
    شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
    شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
    3 X EGP200.00 = EGP600.00
    حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
    حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
    1 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
    حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
    1 X EGP0.00 = EGP0.00
    Subtotal EGP650.00
    Shipping, taxes, and discounts calculated at checkout.
    View CartContinue ShoppingCheckoutEGP650.00

    Removed from reading list

    Undo