يُعد سد الفجوة الغذائية بين احتياجات المواطنين وما هو متاح أحد الاهتمامات الرئيسية للدولة، فمع الزيادة السكانية وعدم كفاية السلع الغذائية المحلية تتجه الدولة لسد تلك الفجوة الغذائية من خلال الاستيراد من الخارج، ووفقًا لتوجيهات رئاسية تسعى الجهات المختصة لتوفير السلع الأساسية وضمان وجود احتياطي تخزيني منها يكفي لعدة أشهر، وذلك لإتاحتها للمواطنين وعلى مستوى جميع المحافظات وسد احتياجاتهم منها وبأسعار مناسبة. وتجدر الإشارة إلى أن هناك سلعًا باحتياطي 3 أشهر، وهناك سلع أخرى باحتياطي 6 أشهر، وهناك مساعٍ لزيادة الاحتياطي من السلع الأساسية لأكثر من 6 أشهر، وذلك لتفادي حدوث نقص في بعض السلع الأساسية، وتعد السلع كالقمح والأرز والمحاصيل السكرية والزيت واللحوم الحمراء والدواجن والطيور والأسماك من أهم السلع الأساسية التي تعمل الدولة على توفيرها لسد احتياجات المستهلكين منها، وتتناول تلك الورقة المتاح للاستهلاك ومعدل الاكتفاء الذاتي من أهم السلع الأساسية في مصر:
أولًا- محاصيل الحبوب:
تشمل محاصيل الحبوب القمح والشعير والذرة الشامية (بيضاء وصفراء) والذرة الرفيعة والأرز، وسيتم تناول إجمالي تطور كمية الإنتاج المحلي ومتوسط نصيب الفرد في السنة والمتاح من الاستهلاك من محاصيل الحبوب بصفة عامة، ومن ثم سيتم إلقاء الضوء على محصول القمح باعتباره أهم محاصيل الحبوب:
- الحبوب:
جدول رقم (1): تطور كمية الإنتاج المحلي ومتوسط نصيب الفرد والمتاح للاستهلاك والمخزون من محاصيل الحبوب خلال الفترة 2015-2018
الكمية: بالألف طن
المصدر: الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
من الجدول نلاحظ تراجع الإنتاج المحلي من محاصيل الحبوب ليصل إلى 22550 ألف طن مقارنة بما كان عليه 24041 عام 2015، كما حدث تراجع في المخزون من محاصيل الحبوب، أما المتاح للاستهلاك فقد ارتفع من 40152 ألف طن عام 2015 ليصبح 46645 ألف طن عام 2018، وفيما يتعلق بمتوسط نصيب الفرد في السنة من محاصيل الحبوب فقد شهد تحسنًا بشكل طفيف من 244.8 كجم/للفرد عام 2015 ليصل إلى 244.9 كجم/للفرد عام 2018.
- القمح:
يُعتبر القمح من أهم محاصيل الحبوب الغذائية والذي يعتمد عليه معظم المواطنين في نظامهم الغذائي اليومي المتمثل في الخبز، فضلًا عن استخدامه في صناعة الحلويات والمعجنات، ولمحصول القمح أهمية اقتصادية متمثلة في احتلال محصول القمح المرتبة الأولى من بين محاصيل الحبوب من حيث المساحة المحصولية وحجم الإنتاج، فوفقًا للكتاب الإحصائي السنوي لعام 2020 الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد بلغت نسبة المساحة المحصولية من القمح 3135 ألف فدان على مستوى محافظات الجمهورية، وبحجم إنتاج بلغ 8559 ألف طن وذلك عام 2019، وفيما يلي متوسط نصيب الفرد من القمح:
شكل رقم (1): متوسط نصيب الفرد من القمح خلال الفترة من 2015-2019
كجم/للفرد
المصدر: الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
يبين الشكل السابق التحسن المحقق في متوسط نصيب الفرد من القمح كمجمل خلال الفترة من 2015-2019، حيث بلغ متوسط نصيب الفرد من القمح خلال السنة 141.1 كجم/للفرد عام 2015، ثم ارتفع ليصل إلى أقصى قمته 163.9 كجم/للفرد عام 2017، ومن ثم تراجع ليصل إلى 153.3 كجم/للفرد عام 2019.
وفيما يتعلق بنسبة الاكتفاء الذاتي من محصول القمح، والذي يمثل قيمة الإنتاج المحلي من محصول القمح منسوبًا إلى المتاح للاستهلاك، ويمكن الاطلاع عليه من خلال الشكل التالي:
شكل رقم (2): نسبة الاكتفاء الذاتي من محصول القمح خلال الفترة من 2015-2019
المصدر: الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
واضح من الشكل تذبذب نسب الاكتفاء الذاتي من القمح خلال الفترة السابقة ما بين الارتفاع والانخفاض، إلا أن نسب الاكتفاء الذاتي من القمح حققت تحسنًا ملحوظًا في آخر سنوات الفترة المذكورة سابقًا، حيث ارتفعت نسبة الاكتفاء الذاتي من القمح من 34.5% عام 2017 إلى 35.5% عام 2018، ولتصل إلى 40.3% عام 2019.
ثانيًا- المحاصيل السكرية:
تأتي أهمية المحاصيل السكرية (قصب السكر وبنجر السكر) في المرتبة الثانية ضمن المحاصيل الزراعية الاستراتيجية بعد محصول القمح، ووفقًا لمعهد بحوث المحاصيل السكرية، تنتشر زراعة المحاصيل السكرية في محافظات المنيا وسوهاج وأسيوط وقنا وأسوان وكفر الشيخ والدقهلية ودمياط والبحيرة والغربية والشرقية والإسماعيلية وجنوب بورسعيد وقطاع النوبارية والجيزة والفيوم وبني سويف، ويبين الجدول التالي إجمالي كمية الإنتاج المحلي من المحاصيل السكرية، والمخزون والمتاح للاستهلاك ومتوسط نصيب الفرد عام 2018:
جدول رقم (2): كمية الإنتاج المحلي من المحاصيل السكرية، والمخزون والمتاح للاستهلاك ومتوسط نصيب الفرد عام 2018
المصدر: الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وفقًا للجدول السابق فقد بلغ الإنتاج المحلي من قصب السكر 15823 ألف طن عام 2018، وبلغ الإنتاج المحلي من بنجر السكر 10377، أما المتاح من الاستهلاك فيما يتعلق بقصب السكر فقد بلغ 15825 ومن بنجر السكر 10361.
ثالثًا- الأسماك:
يبين الجدول التالي إجمالي كمية الإنتاج السمكي وقيمة الإنتاج السمكي، ومساحة المزارع السمكية، فضلًا عن نسبة المزارع السمكية وحقول الأرز للإنتاج السمكي وذلك خلال الفترة 2015-2018:
جدول رقم (3): الإنتاج وقيمة الإنتاج السمكي، ومساحة المزارع السمكية، ونسبة المزارع السمكية وحقول الأرز للإنتاج السمكي خلال الفترة 2015-2018
المصدر: تجميع الباحث من بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
يبين الجدول السابق التحسن الواضح في المؤشرات المتعلقة بتوفر الأسماك، حيث ارتفع إجمالي الإنتاج السمكي من 15.2 مائة ألف طن وبقيمة 23.4 مليار جنيه عام 2015، ليصل إلى 19.3 مائة ألف طن وبقيمة 48.3 مليار جنيه عام 2018.
وبالنسبة لمساحة المزارع السمكية فقد بلغت 3.1 مائة ألف فدان عام 2018 ولم تتغير المساحة عما كانت عليه عام 2015، أما نسبة المزارع السمكية وحقول الأرز للإنتاج السمكي فقد ارتفعت من 77.4% عام 2015 لتصل إلى 80.7% عام 2018.
وفيما يتعلق بنسبة الاكتفاء الذاتي من الأسماك، والذي يوضح قيمة الإنتاج المحلى من الأسماك منسوبًا إلى المتاح للاستهلاك من الأسماك، فيمكن الاطلاع على تطور النسبة من خلال الشكل التالي:
شكل رقم (3): نسبة الاكتفاء الذاتي من الأسماك خلال الفترة 2015-2019
المصدر: الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
يوضح الشكل السابق التراجع الحادث في نسبة الاكتفاء الذاتي من الأسماك خلال الفترة السابقة، حيث انخفضت النسبة من 89% عام 2015، لتتحسن في عام 2016 لتصل إلى 90.1%، إلا أنها تراجعت لتصل إلى 79.6% عام 2019.
رابعًا– اللحوم الحمراء ولحوم الدواجن والطيور:
- اللحوم الحمراء:
يبين الجدول التالي إجمالي كمية الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء، والمخزون والمتاح للاستهلاك ومتوسط نصيب الفرد في السنة:
جدول رقم (4): تطور كمية الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء، والمخزون والمتاح للاستهلاك ومتوسط نصيب الفرد في السنة خلال الفترة 2015-2018
الكمية: بالألف طن
المصدر: الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
توضح البيانات السابقة التحسن الواضح في الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء عام 2018، فبعد انخفاض الكمية المنتجة من 975 ألف طن عام 2015 إلى 788 ألف طن عام 2016، ارتفع الإنتاج المحلي ليصل إلى 858 ألف طن عام 2018.
كما ارتفع المتاح للاستهلاك من 1695 ألف طن عام 2015 ليصبح 1760 ألف طن عام 2018، أيضًا تحسن متوسط نصيب الفرد في السنة من اللحوم الحمراء ليصبح 13 كيلو للفرد عام 2018.
وفيما يتعلق بنسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء، فقد شهدت تحسنًا، حيث ارتفعت النسبة من 46.9% عام 2018 لتصل إلى 55% عام 2019.
- لحوم الدواجن والطيور:
يوضح الجدول التالي إجمالي كمية الإنتاج المحلي من لحوم الدواجن والطيور، والمخزون والمتاح للاستهلاك ومتوسط نصيب الفرد في السنة:
جدول رقم (5): تطور كمية الإنتاج المحلي من لحوم الدواجن والطيور، والمخزون والمتاح للاستهلاك ومتوسط نصيب الفرد في السنة خلال الفترة 2015-2018
الكمية: بالألف طن
المصدر: الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
يلاحظ من الجدول السابق الارتفاع المحقق في كمية الإنتاج المحلي من لحوم الدواجن والطيور، والذي ارتفع من 1293 ألف طن عام 2015 ليصل إلى 1595 ألف طن عام 2018، كما ارتفع المتاح من الاستهلاك ليصبح 1653 ألف طن عام 2018 مقارنة بما كان عليه 1391 ألف طن عام 2015، أيضًا ارتفع متوسط نصيب الفرد في السنة من لحوم الدواجن والطيور لتصل إلى 11.6% عام 2018.
وتسعى الجهات المختصة من خلال وضع الاستراتيجيات والبرامج والخطط إلى إدخال تقنيات تكنولوجية متطورة والاهتمام بتوفير السلع الأساسية، من خلال زيادة المساحة المزروعة والإنتاج من المحاصيل الزراعية الهامة المتمثلة في محاصيل الحبوب الغذائية وخاصة القمح، فضلًا عن ايجاد السبل لزيادة المنتج من اللحوم الحمراء والدواجن والطيور، كما تعمل الدولة على تحقيق نسب مرتفعة من الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية وتوفير مخزون مناسب وذلك لتحقيق الأمن الغذائي وسد احتياجات المستهلكين من تلك السلع وبأسعار في متناول المواطن البسيط.
