المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
تنمية ومجتمع
برلمان 2025: ملامح التوازن الحزبي الجديد وتحوّلات الخريطة السياسية المصرية
السياسات العامة
الإعلام الدولي وافتتاح المتحف المصري الكبير: الدبلوماسية الحضارية في أبهى صورها
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الأمازون يفاوض العالم: مناخ الكوكب على طاولة بيلم.. فما المنتظر في COP30؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
فواتير اليوم تدفع غدًا: توقعات التجارة العالمية.. صمود 2025 وهبوط 2026
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الهجرة والطاقة والسلام: أسس الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأوروبا
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
قراءة تحليلية في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي خريف 2025
الدراسات الأفريقية
تأميم الموارد المعدنية في الساحل الأفريقي: بين التحرر الاقتصادي وإعادة تشكيل النفوذ الخارجي
السياسات العامة
المتحف المصري الكبير: إنجاز هندسي يليق بأقدم الحضارات
تنمية ومجتمع
المتحف الكبير: فرص وتحديات تحويل "الجيزة" لمقصد سياحي عالمي
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الاقتصاد العالمي بين التحديات وآفاق التعافي: قراءة في تقرير صندوق النقد الدولي
متنوعة
قلق تركي: ماذا يعني فوز "توفان" المؤيد للفيدرالية برئاسة شمال قبرص؟
الدراسات العربية والإقليمية
القمة الثانية عشرة لمنظمة الدول التركية: الانتقال من التكامل الثقافي إلى العمل الاستراتيجي
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تحديات ديمغرافية: توقعات حذرة للبنك الدولي لاقتصاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تقرير
الإسكان الفندقي: كيف يكون داعمًا حقيقيًا لمستهدف ثلاثين مليون سائح؟
السياسات العامة
المتحف الكبير: رؤية متكاملة على أجندة السياحة الثقافية العالمية
الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
أكاذيب صهيونية حول حرب أكتوبر: السردية والرد
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
مستقبل الكهرباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
وثيقة السياسة التجارية المصرية: بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل
الدراسات العربية والإقليمية
الانعكاسات الجيوسياسية:ملامح الشرق الأوسط في اليوم التالي لوقف إطلاق النار بغزة
الإرهاب والصراعات المسلحة
هدف ملغوم: قاعدة باجرام وخيارات العودة الأمريكية إلى أفغانستان
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
من التشديد إلى التيسير: مسار السياسة النقدية المصرية
الإرهاب والصراعات المسلحة
الحزام الأحمر: المقاربة الأمنية-التنموية لاحتواء الصراع النكسالي في الهند
تقرير
أجيال Z وألفا وبيتا: تحديات الهوية الوطنية بين العولمة الرقمية والأمن الاجتماعي
الدراسات الأسيوية
مؤشرات كاشفة: كيف ترسخ الصين موقعها في النظام الدولي؟
ورقة بحثية
التخزين الجوفي للغاز بين التجارب العالمية والطموحات المصرية 
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تكلفة الغموض: أثر عدم اليقين في السياسة التجارية على الاقتصاد العالمي
ورقة بحثية
الحركات الطوارقية المسلحة وإعادة تشكيل الصراع في شمال مالي
السياسات العامة
توازن العقاب والتأهيل: التجربة المصرية في بناء منظومة الإصلاح والتأهيل
الدراسات العربية والإقليمية
تثبيت المسار: واشنطن وتسوية قضية الصحراء الغربية
تقرير
 الدورة الثمانين من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الاعتراف بفلسطين
Facebook X-twitter Linkedin Telegram Youtube
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
43 EGP600.00
  • × حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجيةحالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية 9 × EGP0.00
  • × حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصاديةحالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية 9 × EGP0.00
  • × حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزواياحالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا 5 × EGP0.00
  • × حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنميةحالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية 9 × EGP0.00
  • × حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيرانحالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران 5 × EGP0.00
  • × شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشرشؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر 3 × EGP200.00
  • × حالة آسيا |  إرث بايدن الآسيويحالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي 2 × EGP0.00
  • × حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025 1 × EGP0.00

المجموع: EGP600.00

عرض السلةإتمام الطلب

  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
تقرأ الأن: من الصفقة إلى الصفعة: كيف تتعامل فرنسا مع إلغاء أستراليا صفقة الغواصات؟
الدراسات الأوروبية

من الصفقة إلى الصفعة: كيف تتعامل فرنسا مع إلغاء أستراليا صفقة الغواصات؟

د. توفيق أكليمندوس
د. توفيق أكليمندوس تم النشر بتاريخ 30/09/2021
وقت القراءة: 16 دقيقة
استمع للمقال
مشاركة
[
استمع للمقال
]

لقد رأت فرنسا، حكومة ومعارضة وشعبًا، في قرار أستراليا بإلغاء الاتفاق الموقّع معها سنة ٢٠١٦، وهو صفقة شراء ١٢ غواصة فرنسية من طراز براكودا قيمتها ٦٥ مليار دولار، صفعة غير مقبولة وطعنة في الظهر، وقرأتها على أنها استخفاف بها وإهانة لا مثيل لها سوى الإنذار البريطاني لها بإخلاء السودان في نهاية القرن التاسع عشر.

المحتويات
دوافع الغضب الفرنسيملامح التعامل الفرنسيانكشاف داخلي

وقد عللت باريس تصعيدها بالاعتبارات التالية: من ناحية، بسبب الحلف الجديد بين واشنطن ولندن وكانبرا والذي كان ثمرة مفاوضات ومشاورات استمرت شهورًا، ولم يقم أحد الأطراف بإبلاغها أو بإطلاعها على ما يجري، وطبعًا لم يطلب رأيها. قال مصدر فرنسي لصحيفة “لو فيجارو”: “من حق أي دولة إلغاء صفقة باسم مصالحها العليا (…)، ولكن ما حدث أنه تم خداعنا والتلاعب بنا طوال سنة ونصف السنة” (تاريخ بدء أستراليا التفكير في بديل آخر، الكلام مع المملكة المتحدة بدأ في مارس ٢٠٢١، وفاتح الطرفان الرئيس بايدن في يونيو الماضي).

ومن ناحية أخرى، تقول فرنسا إن أحد أركان الاتفاق قائم على خرق قاعدة غير مكتوبة التزمت بها باريس، وهي عدم جواز نقل تكنولوجيا المحركات النووية إلى دول لا تملكها، أي إن هناك نوعًا من المنافسة غير الشريفة، حيث تساهم الولايات المتحدة في وضع قواعد ثم تقوم بتغييرها دون إخطار عندما ترى في هذا مصلحة. وأضعفت بعض التقارير الصحفية الفرنسية هذه الحجة، حيث قالت إن فرنسا عرضت قبل أشهر تعديل الصفقة لتكون الغواصات نووية، ولكن رئيس الوزراء الأسترالي زعم أن بلاده تفضل بقاء الصفقة كما هي.

ومن ناحية ثالثة، قال الأستراليون إن فرنسا لم تلتزم ببنود العقد وبالمواعيد المحددة لبعض المراحل، وإن فاتورة الصفقة تضاعفت تقريبًا، وأصبحت أكثر من ستين مليار دولار بعد أن كانت ٣٥ مليار دولار، وإن الفرنسيين تعاملوا مع الموضوع ومع التعاون العسكري بين الدولتين وكأنهما قضية هامشية وثانوية. ورد الفرنسيون قائلين إن الرئيس “ماكرون” أعلن استراتيجية بلاده في المنطقة في زيارة له في أستراليا، وإن أستراليا أصرت على أن يكون ٦٠٪ من المواد والأدوات والآلات مصنعًا عندها، وهي لم تكن تملك القاعدة الصناعية التي تسمح بهذا، أي إن التأخير يتحمل مسئوليته الجانب الأسترالي. وقالت فرنسا إنها أخطأت في الموافقة على هذا الشرط، لأن إحدى نتائجه هي تقليل هامش ربحها. وقالت إن سوء النية كان واضحًا عندما بدأ يتحدث رئيس الوزراء الأسترالي عن مخاطر تتعرض لها البيئة من جراء المشروع. 

وأيًا كان الأمر يظهر من التراشق الإعلامي أن الثقة الشخصية بين قادة الطرفين كانت مفقودة، ولا شك أن هذا لعب دورًا كبيرًا في التطورات اللاحقة.

دوافع الغضب الفرنسي

غضب فرنسا له أيضًا أسباب أخرى، فخيارها الرئيسي في سياسات الدفاع هو الاحتفاظ بكل القوات النظامية (برية، بحرية، جوية) وبالرادع النووي، وألغت الخدمة العسكرية الإلزامية، وأصبح جيشها جيش محترفين، وتمسكت فرنسا بقاعدتها الصناعية/التكنولوجية العسكرية، ولكن هذه القاعدة لا يمكن أن تنهض إن كان الجيش الفرنسي المشتري الوحيد لمنتجاتها، أي إن التصدير للخارج مسألة حياة أو موت بالنسبة لهذه القاعدة، وطبعًا الصفقة الأسترالية كانت “ضربة معلم” وفقًا لهذا المنظور. وتقول المصادر الفرنسية إن مجموعة نافال ستقوم من كبوة إلغائها، ولكن هذا لا يمنع أن قياداتها ما زالوا تحت وقع الصدمة.

وسبب آخر هو أن هذه الصفقة وتعميق التعاون العسكري مع أستراليا المترتب عليها كانا ركنًا من أركان استراتيجية فرنسا في المحيط الهادئ، وهي استراتيجية قد تتعرض لضربة أخرى في نهاية السنة إن قرر سكان جزيرة كاليدونيا الجديدة (الواقعة شرق أستراليا) اختيار الاستقلال عن فرنسا في الاستفتاء المزمع عقده في آخر السنة. ويقول الخبراء الفرنسيون إن اختيار خيار الاستقلال سيكون أيضًا اختيار خيار التقارب بل التحالف مع الصين التي تحتاج إلى ثروات الجزيرة المعدنية. واتهم تقرير نشره معهد الأبحاث الاستراتيجية للكلية الحربية الفرنسية الصين بدعم الحركات الاستقلالية.

ولا يتسع المجال لذكر تفاصيل إضافية خاصة بوجهة النظر الأسترالية ومناقشة حيثياتها، يمكن الاكتفاء بالقول: إن الصفقة مع فرنسا تم توقيعها في وقت (٢٠١٦) كان الطرفان فيه حريصين على تنمية العلاقات مع الصين أو على الأقل على عدم إفسادها، وكانا يتبنيان خطًا دبلوماسيًا مشتركًا هو “رفض هيمنة أي طرف”. وتغير الوضع حاليًا تغييرًا جذريًا مع التدهور البالغ في العلاقات الثنائية الأسترالية-الصينية، أستراليا لم تكن تريد الاختيار بين واشنطن وبكين، ولكنها قدرت أن الحياد لم يعد ممكنًا، وأنها في حاجة إلى حماية أقوى من الحماية الفرنسية، حتى لو كان في بنود الحلف الجديد والصفقة الجديدة ما ينتقص من سيادتها، ويحول بعض موانيها إلى قواعد عسكرية أمريكية. وعلى العموم فإن قرار الاعتماد على المملكة المتحدة والولايات المتحدة أكثر اتساقًا مع خيارات سياسات أستراليا الدفاعية والأمنية في مجالات أخرى، وإن تسبب في أزمة مع فرنسا ومع نيوزيلندا الرافضة لدخول غواصات نووية في مياهها الإقليمية.

ملامح التعامل الفرنسي

بالعودة إلى فرنسا فإن إحدى سمات هذه الأزمة ومثيلاتها تتمثل في أن الرأي العام يطالب برد فعل سريع وقوي، في حين أن التروي والحصافة مطلوبان. لن يتسنى استعراض كل ما قيل والاكتفاء بالقول إن هناك من طالب بالانسحاب من الناتو، واستبعدت وزيرة الدفاع هذا الخيار بلهجة حاسمة في حديث نشرته صحيفة “لوموند” يوم ٢٥ سبتمبر، ومن نادى بعقوبات ضد أستراليا (استخدام حق الفيتو لمنع توقيع اتفاق بينها وبين الاتحاد الأوروبي) والمملكة المتحدة (إلغاء الاجتماعات المشتركة)، ومن تباكى على تراجع مكانة وهيبة فرنسا، والكل اشتكى من “غدر” الولايات المتحدة، وشبّه وزير الخارجية الفرنسي سياسات الرئيس “بايدن” بسياسات سلفه “ترامب”، واختلف المراقبون الفرنسيون حول تقييم موقف الدول الأوروبية، بين من رآه ضعيفًا باهتًا، ومن اعتبره قويًا واضحًا وإن جاء بعد ضغوط فرنسية، وتصوير باريس لما حدث على أنه إهانة لكل أوروبا، ومن ثمّن مواقف كل من رئيسة المفوضية وممثل الاتحاد للسياسة الخارجية والأمن. وشجب الكثيرون الموقف الألماني، الجامع بين إدانة لفظية لما حدث، والإسراع في توقيع اتفاق تعاون عسكري مع أستراليا في الأيام التي تلت اندلاع الأزمة، ونسبوا هذا الموقف إلى شماتة، فالألمان نافسوا الفرنسيين سنة ٢٠١٦ للحصول على صفقة أستراليا. ولم ينتبه أحد -في حدود علمي- إلى كون السياسة الفرنسية تجمع بين العمل مع الولايات المتحدة في ملفات وكونها مناوئة لواشنطن في ملفات أخرى. خطاب رفض الهيمنة الذي تتبناه الدبلوماسية الفرنسية لا يمكن اعتباره إلا مناوئًا للولايات المتحدة في أغلب الأحوال، وتعطي باريس انطباعًا لمحاوريها بأن تصورها للاستقلال الاستراتيجي الأوروبي موجه ضد هيمنة واشنطن.

من جهة أخرى، اتسمت إدارة الرئيس “ماكرون” للأزمة بالحكمة. التزم في أول الأمر الصمت، وكلف وزيري الخارجية والدفاع بالتعبير عن الغضب الفرنسي، وبالاتصال بالحلفاء الأوروبيين، وباتخاذ إجراءات ضد الدول الثلاث أطراف الحلف الجديد، بعضها رمزي مثل إلغاء حفلة راقصة في الولايات المتحدة، وبعضها أكثر جدية مثل استدعاء السفراء الممثلين لفرنسا في الدول الثلاث، وإلغاء أو تأجيل اجتماعات ثنائية مهمة. و”أخذ وقته” قبل أن يتحدث تلفونيًا مع الرئيس “بايدن”، ليس فقط للتعبير عن الاستياء، بل أيضًا للتفكير في البدائل.

واتضحت تدريجيًا ملامح التعامل الفرنسي مع توابع إلغاء الصفقة، ولا سيما بعد نشر ملخص حديثه التليفوني مع نظيره الرئيس الأمريكي “بايدن”. أولًا تم تصوير الموضوع على أنه “صفعة” لأوروبا كلها وليس لفرنسا فقط، وتم التشديد على أن السلوك الأمريكي يعكس من ناحية نمطًا من الاستخفاف بدول الاتحاد، ويُثبت من ناحية أخرى عدم إمكان الاعتماد على واشنطن، ومن ناحية أخرى يعتبر هذا السلوك مؤشرًا على الاهتمام الأمريكي المتزايد بمنطقة المحيطين الهادئ والهندي، وتراجع أهمية القارة عند الأمريكيين. وخلاصة كل هذا -وفقًا للخطاب الرسمي الفرنسي- وجوب الإسراع لتحقيق الاستقلال الاستراتيجي للقارة.

وقال البيان المشترك الفرنسي-الأمريكي إن الرئيسين اتفقا على “أهمية (وجود منظومة) دفاع أوروبية تكون أقوى وأكثر قدرة لتساهم إيجابيًا في الأمن العالمي والأطلسي، وتلعب دورًا مكملًا للناتو”، وصورت بعض وسائل الإعلام الفرنسية هذا الإقرار الأمريكي بأنه نصر دبلوماسي كبير للرئيس “ماكرون”، فوفقًا لها فهذه “الموافقة” الأمريكية تزيل عائقًا كبيرًا من الطريق المؤدي إلى الاستقلال الاستراتيجي، حيث إن باريس تفسر عدم تحمس الدول الأوروبية لأفكار فرنسا في هذا الشأن بالخوف من إغضاب الولايات المتحدة الضامن الأكبر للأمن الأوروبي، وبالتالي فالموافقة الأمريكية ستساهم في إقناع الدول الأوروبية بسلامة تحليلات ومشروعات باريس. هذا التحليل يبدو لي متسرعًا، فمن ناحية الولايات المتحدة تحتاج إلى أوروبا أقوى وقادرة على حماية نفسها لكي تستطيع واشنطن التركيز على منطقة المحيطين، وبالتالي لا يمكن اعتبار الموافقة على تقوية “منظومة دفاع أوروبية” (لم يستخدم البيان مصطلح الاستقلال الاستراتيجي) ثورة في التفكير الأمريكي، لواشنطن شكوك حول قدرة ورغبة الأوروبيين في تطوير قواتهم المسلحة، وهي شكوك لها ما يبررها، ومن ناحية أخرى فاختزال أسباب عدم تحمس الدول الأوروبية لتوجهات فرنسا في الخوف من واشنطن أمر يجانبه الصواب. فرنسا تتصرف أحيانًا وكأنها لا تدرك أنها لم تعد قوة عظمى، وكأنها لا تعي أن الضامن الأقوى للأمن الأوروبي هو الولايات المتحدة، وهي تعطي للدول الأوروبية الأخرى لا سيما الشرقية والشمالية انطباعًا بأنها غير مهتمة بأولوياتهم، وبأنها تريد أن تخدم كل أوروبا أهداف السياسة الفرنسية، أو أنها لا تتصور إمكانية رسم سياسة أوروبية موحدة لا تطابق السياسة الفرنسية. وتعطي أحيانًا الانطباع بأن مناوأة الأمريكيين أهم بالنسبة لها من التصدي لروسيا أو الصين. النقطتان الأخيرتان ظالمتان لفرنسا، ولكن كم التصريحات غير الموفقة الصادرة عن مسئولين وكوادر فرنسيين يبرر تصورات غيرها وتوجسهم.

يتعين الإشارة هنا إلى أن الرئيس “بايدن” شدد في البيان المشترك على أهمية وجود دور للأوروبيين في المحيطين الهادئ والهندي، وهو دور رسمت ملامحه وثيقة استراتيجية أصدرها الاتحاد وأشار إليها البيان. وإلى أن الرئيس الأمريكي وعد بتقوية الدعم الأمريكي للعمليات الأوروبية والفرنسية في منطقة الساحل والصحراء، واتفق الطرفان على تكثيف المشاورات بينهما.

ثانيًا، تبحث فرنسا عن شركاء إقليميين غير أستراليا في منطقة المحيطين، وشركاء مهتمين بعقد صفقات أسلحة معها، والدولتان المرشحتان لهذا هما بالطبع الهند وإندونيسيا. وقد أجرى الرئيس الفرنسي اتصالًا تليفونيًا برئيس وزراء الهند، وقال بيان رسمي إن “ماكرون” أكد التزام فرنسا بالمساهمة في تعزيز الاستقلال الذاتي الاستراتيجي للهند، بما في ذلك استقلال قاعدتها الصناعية والتكنولوجية، في إطار علاقة وثيقة تقوم على الثقة. وقال البيان إن الدولتين ستعملان على تقوية الاستقرار الإقليمي، وعلى إعلاء شأن قواعد القانون، مع رفض أي شكل من أشكال الهيمنة. الجملة الأخيرة تقولها فرنسا كثيرًا، وتعني أن التعامل مع الولايات المتحدة هو خضوع لهيمنتها، والتعامل معها أفضل. وجدير بالذكر أن العلاقات العسكرية بين الدولتين (فرنسا والهند) شهدت طفرة كبيرة في السنوات الماضية، حيث اشترت الهند طائرات رافال، وأجرت الدولتان عمليات عسكرية مشتركة، وفتحت فرنسا باب قواعدها في الإمارات وجيبوتي وجزيرة لاريونيون للبحرية الهندية. 

انكشاف داخلي

استنادًا إلى ما سبق، تمثلت ملامح ردود الفعل الأولية في محاولة استغلال الحادث لانتزاع تنازلات من واشنطن، ولحث الدول الأوروبية أعضاء الاتحاد على تكثيف عملية تقوية المنظومة الدفاعية، والبحث عن شركاء غير أستراليا، ولكن الدوائر المعنية في فرنسا -وإن لم تفق بعد من الصدمة- بدأت التفكير في أمور ومشكلات برزت مع “الخيانة” (لفظ استخدمته “لو فيجارو”)، على رأسها:

١. عجز أجهزة الدولة الفرنسية عن رصد المفاوضات السرية التي أُجريت بين كانبرا ولندن وواشنطن. بررت كوادر الدولة هذا العجز بأن العالمين بنوايا أستراليا والمنخرطين في المفاوضات عدد قليل جدًا من الناس، أربعة أو خمسة أفراد في كل دولة على الأكثر، ولكن السؤال مطروح بالطبع.

٢. هناك تساؤلات حول أداء قيادات الصناعات الحربية وكبار كوادرها، فهم عجزوا عن بناء علاقات شخصية قوية مع الأطراف الأسترالية المعنية، وقاموا بالإمضاء على عقد رغم صعوبة تنفيذ بعض أو أغلب بنوده في التوقيتات المحددة، وأعطوا -هم وغيرهم- انطباعًا للأستراليين بعدم الجدية والاهتمام.

٣. كيفية التعامل مع واقع جديد مع سقوط الاتفاق على عدم نقل تكنولوجيا المحركات النووية. للسؤال شقان، مخاطر الوضع الجديد لا سيما فيما يخص المحركات التي تعتمد في وقودها على يورانيوم عالي التخصيب. كيف يمكن التعامل مثلًا مع روسيا وإيران إن قررت الأولى بيع غواصات نووية للثانية؟ الاتفاقيات الدولية المكتوبة لا تمنع هذا. كيف يمكن مراقبة استخدام اليورانيوم العالي التخصيب في حالة امتلاك دولة لغواصات نووية؟. والشق الثاني: هل تستغل فرنسا الوضع الجديد لتبيع غواصات نووية؟ ولمن؟. توقعت مصادر أن تكون هذه القضايا أحد محاور الحديث بين الرئيسين “ماكرون” و”بايدن”، ولكن البيان النهائي لم يتطرق إليها.

٤. بعض رجال الصناعات الحربية يثيرون قضية “أوربة” européanisation القواعد الصناعية/التكنولوجية العسكرية لدول أوروبا، يقولون إن الدول الأنجلوساكسونية لم تكن لتجرؤ على التصرف بهذا الاستخفاف لو كان العقد الموقّع بين الاتحاد الأوروبي وأستراليا، ويقرون بوجود صعوبات جمة تعرقل الأوربة، منها حساسيات المؤسسات العسكرية المتمسكة بسيادة الدولة في هذا الملف تحديدًا، ومنها اختلاف هياكل وشخصيات الشركات الأوروبية من دولة إلى أخرى، فالشركة المنتجة للغواصات الألمانية مملوكة لعائلة، بينما الدولة الفرنسية تملك حصصًا في الشركات الفرنسية، وهناك اختلافات عميقة حول حقوق الملكية للبراءات، وحول المعايير المنظمة لعملية البيع.. إلخ، ولكن الكوادر تقول إن عدم فتح الملف الآن خطأ قد يكون من الصعب تداركه.

د. توفيق أكليمندوس
د. توفيق أكليمندوس
+ postsBio ⮌
  • د. توفيق أكليمندوس
    https://ecss.com.eg/author/tawfik-aklimndosecsstudies-com/
    في مسألة الدفاع عن أوروبا بعد تراجع الولايات المتحدة – مقدمة
  • د. توفيق أكليمندوس
    https://ecss.com.eg/author/tawfik-aklimndosecsstudies-com/
    أمن ودفاع أوروبا في مواجهة المجهول: ما العمل؟
  • د. توفيق أكليمندوس
    https://ecss.com.eg/author/tawfik-aklimndosecsstudies-com/
    أسبوع هز الغرب
  • د. توفيق أكليمندوس
    https://ecss.com.eg/author/tawfik-aklimndosecsstudies-com/
    أوروبا 2025: مزيد من التدهور أم يقظة تأخرت؟ (1)

ترشيحاتنا

تأميم الموارد المعدنية في الساحل الأفريقي: بين التحرر الاقتصادي وإعادة تشكيل النفوذ الخارجي

الحركات الطوارقية المسلحة وإعادة تشكيل الصراع في شمال مالي

 الدورة الثمانين من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الاعتراف بفلسطين

مستقبل أجوا بعد 2025: محددات وسيناريوهات الشراكة الأمريكية الأفريقية

وسوم: أستراليا, الإتحاد الأوروبي, الولايات المتحدة, سلايدر, صفقة الغواصات, فرنسا
د. توفيق أكليمندوس 30/09/2021

تابعنا

تابعنا علي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة
Facebook أعجبني
Twitter تابعني
Instagram تابعني
Youtube مشترك

احدث إصدارات مكتبه المركز

Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 43%
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
EGP350.00
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 50%
تقديرات مصرية
تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
EGP100.00
EGP50.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة إيران
حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
No products found
الأكثر مشاهدة
الأمازون يفاوض العالم: مناخ الكوكب على طاولة بيلم.. فما المنتظر في COP30؟
الهجرة والطاقة والسلام: أسس الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأوروبا
برلمان 2025: ملامح التوازن الحزبي الجديد وتحوّلات الخريطة السياسية المصرية
تأميم الموارد المعدنية في الساحل الأفريقي: بين التحرر الاقتصادي وإعادة تشكيل النفوذ الخارجي
قراءة تحليلية في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي خريف 2025
فواتير اليوم تدفع غدًا: توقعات التجارة العالمية.. صمود 2025 وهبوط 2026
الإعلام الدولي وافتتاح المتحف المصري الكبير: الدبلوماسية الحضارية في أبهى صورها

العلاقات الدولية

  • الدراسات الآسيوية
  • الدراسات الأفريقية
  • الدراسات الأمريكية
  • الدراسات الأوروبية
  • الدراسات العربية والإقليمية
  • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية

قضايا الأمن والدفاع

  • التسلح
  • الأمن السيبراني
  • التطرف
  • الإرهاب والصراعات المسلحة

السياسات العامة

  • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
  • تنمية ومجتمع
  • دراسات الإعلام والرأي العام
  • قضايا المرأة والأسرة
  • مصر والعالم في أرقام
43
    43
    Your Cart
    حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
    حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
    9 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
    حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
    9 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
    حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
    5 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
    حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
    9 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    5 X EGP0.00 = EGP0.00
    شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
    شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
    3 X EGP200.00 = EGP600.00
    حالة آسيا |  إرث بايدن الآسيوي
    حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
    2 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
    حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
    1 X EGP0.00 = EGP0.00
    Subtotal EGP600.00
    Shipping, taxes, and discounts calculated at checkout.
    View CartContinue ShoppingCheckoutEGP600.00

    Removed from reading list

    Undo