مقدمة
هيمنت الموانئ العربية على مؤشر أداء موانئ الحاويات الصادر عن البنك الدولي، فوفقاً للبنك الدولي حلّت موانئ صلالة في سلطنة عُمان، وخليفة في الإمارات، وطنجة بالمغرب، وحمد بقطر، وبورسعيد في مصر، ضمن قائمة الأفضل عالمياً، ويعد ذلك انجازاً عربياً فذلك يبرز مدي كفاءة حكومات الدول والعاملين في تلك الموانئ على الأداء باحترافية وكفاءة عالية.
مؤشر أداء موانئ الحاويات
ما هو مؤشر أداء موانئ الحاويات؟ هو مؤشر قابل للمقارنة قائم على البيانات يصنف 348 ميناء حاويات عالميًا، ويعتمد مؤشر أداء موانئ الحاويات العالمي (CPPI) على إجمالي عدد الساعات التي تتوقف فيها السفينة في الميناء، ويتم تعريفه على أنه الزمن المستغرق بين وصول السفينة إلى الميناء ومغادرتها للرصيف بعد إكمال شحن أو تفريغ البضائع. ويتم استيعاب أعباء العمل، سواءً الأكبر أو الأقل، عن طريق فحص البيانات الأساسية ضمن عشرة نطاقات مختلفة وفقاً لحجم السفن الراسية في الميناء. وتتضمن المنهجية المتبعة خمس فئات مميزة لحجم السفن نظراً لإمكانية تحقيق خفض أكبر في الوقود المستخدم في السفن الأكبر حجماً والانبعاثات الصادرة عنها.
أعربت الموانئ العربية عن كفاءتها عن طريق هيمنتها على المؤشر أداء موانئ الحاويات الصادر من البنك الدولي ووكالة ستاندرد آند بورز والذي يتبين في الشكل التالي:
ميناء صلالة
حقق ميناء صلالة المركز الثاني من بين أكثر موانئ الحاويات كفاءة في العالم لمدة عامين على التوالي، جاء ذلك وفق تقرير مؤشر أداء موانئ الحاويات (CPPI) لعام 2022م الذي نشره البنك الدولي ووكالة ستاندرد آند بورز جلوبال، كما احتل ميناء صلالة المرتبة الأولى على مستوى منطقة غرب وسط وجنوب آسيا، إن الميزة التي يتمتع بها ميناء صلالة من حيث الموقع إلى جانب الإمكانية المتنامية على الربط بالإضافة إلى عملياته ذات المستوى العالمي تمنح جميعها إلى زبائن الميناء ميزة تنافسية لا مثيل لها في منطقة ذات تنافسية عالية للغاية، إن مكانة صلالة كمحور لإعادة الشحن مهمة أيضًا لنمو الاقتصاد المحلي في محافظة ظفار، حيث يستفيد المستوردون والمصدرون من أفضل إمكانية ربط يوفرها الميناء لتجارة منتجاتهم على مستوى العالم، كما أن وجود ميناء عالي الكفاءة يعمل على تحسين الثقة في الأعمال التجارية المحلية وبالتالي سيؤدي إلى جذب المزيد من الاستثمار بما في ذلك الاستثمار الأجنبي المباشر.
أعلنت شركة صلالة لخدمات الموانئ عن نتائجها للربع الأول من العام الجاري، وقد أظهرت النتائج أن محطة الحاويات في ميناء صلالة قامت بمناولة 1.056 مليون حاوية قياسية في الربع الأول من عام 2023 مقارنة بـ 1.093 مليون حاوية قياسية للفترة المماثلة من العام السابق، كما تعاملت محطة البضائع العامة مع 5.039 مليون طن من البضائع العامة خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بـ 4.363 مليون طن خلال نفس الفترة من العام السابق، وتم تسجيل صافي ربح موحد للربع الأول من 2023 بمبلغ 1.170 مليون ريال عماني مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق بأرباح بلغت 908 آلاف ريال عماني، وتم تسجيل الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والاطفاء الموحد بمبلغ 4.118 مليون ريال عماني خلال الربع الأول من 2023 مقارنة بـ 3.155 مليون ريال عماني خلال نفس الفترة من عام 2022، ولقد تأثر هامش الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والاطفاء الموحد بانخفاض تكاليف الصيانة والتكاليف البحرية وتكاليف الموظفين، وسعى ميناء صلالة إلى تسجيل 20 مليون طن بحلول نهاية العام الجاري بنسبة نمو 10% على أساس سنوي.
ميناء خليفة
افصحت مجموعة موانئ أبو ظبي عن تصنيف ميناء خليفة التابع لها ضمن الموانئ الخمسة الأولى عالمياً على مؤشر أداء موانئ الحاويات العالمي (CPPI) الصادر عن البنك الدولي، واستند التصنيف على الوقت الذي تحتاجه السفن للبقاء في الميناء لإتمام عمليات التحميل والتفريغ خلال عام 202٢ الذي شهد اختناقات كبيرة في الموانئ وتعطل في سلسلة التوريد العالمية بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ويعد هذا التصنيف مؤشراً اقتصادياً عالمياً، اكتسب أهميته الكبيرة نظراً لأن أكثر من أربعة أخماس تجارة السلع العالمية من حيث الحجم يتم نقلها عن طريق البحر، ويتم شحن نحو 35% من إجمالي حجم الشحنات وأكثر من 60% من الشحنات ذات القيمة التجارية في حاويات.
كما يسلط التصنيف الضوء على استخدامات التقنيات الرقمية والبدائل الخضراء للوقود كمعيارين أساسيين لقيام الدول بتحديث موانئها وتعزيز مرونة سلسلة التوريد لديها، وهما المعياران اللذان حقق ميناء خليفة فيهما نتائج متميزة، وحرصت مجموعة موانئ أبوظبي على مواصلة الاستثمار في التقنيات المبتكرة خلال عام 2022 لضمان التقدم التقني الذي تتمتع به، وتقدم بوابة المقطع، الذراع الرقمي التابع للمجموعة، في هذا السياق أكثر من 160 خدمة رقمية إلى أصحاب العلاقة والمتعاملين في ميناء خليفة، ما يعزز الكفاءة الإجمالية ويتيح تقليل الوقت اللازم لإنجاز العمليات.
ميناء طنجة
تقدم ميناء طنجة المتوسط، من المرتبة السادسة إلى الرابعة، من بين 348 ميناء، في مؤشر أداء موانئ الحاويات العالمي، الصادر حديثا عن البنك الدولي وستاندارد أند بورز غلوبال ماركت إنتيليجنس، مقارنة بالسنة الماضية، كما ضم المؤشر أيضا ميناء الدار البيضاء الذي حل في المرتبة 159، ومنياء أكادير الذي حل في المرتبة 252 عالميا، وتعامل ميناء طنجة المتوسط خلال سنة 2022 مع ما مجموعه 107 مليون و822 ألف و662 طنا، بنمو %6 مقارنة مع سنة 2021، والتي تمثل هذه الحمولة المعالجة حوالي %54 من مجموع الوزن الطني، وعرفت حركة الحاويات هي الأخرى ارتفاعا، وفق بلاغ للسلطات المينائية، حيث قام ميناء طنجة المتوسط خلال سنة 2022 بالتعامل مع 7 مليون و596 ألف و845 حاوية (من حجم 20 قدم)، أي بنسبة نمو %6 مقارنة مع سنة 2021.
ميناء حمد
احتل ميناء حمد المرتبة الثامنة عالمياً والرابع عربياً في مؤشر أداء موانئ الحاويات الصادر عن البنك الدولي، حيث ان ميناء حمد خلال العام 2022 استقبل 1569 سفينة، كما تم مُناولة أكثر من 1.40 مليون حاوية نمطية، و1.5 مليون طن من البضائع السائبة، فضلًا عن استقبال 45.8 ألف رأس من الماشية، وأكثر من 72.5 ألف وحدة من المركبات والمُعدّات.
يدل هذا الإنجاز على كفاءة عمليات ميناء حمد وتطور البنية التحتية للميناء ومرافقه المُتوافقة مع أعلى المعايير الدولية، ويلعبُ ميناءُ حمد دورًا استراتيجيًا في ضمان انسيابية تدفق البضائع والمواد لتلبية مُتطلبات السوق المحلي، ويُمثل ميناء حمد أحد أهم المشاريع طويلة الأجل التي تُجسّد رؤية قطر الوطنية 2030.
ميناء بورسعيد
تقدم ميناء بورسعيد ٣ مراكز في مؤشر أداء موانئ الحاويات الصادر عن البنك الدولي ليصبح في المركز العاشر لعام ٢٠٢٢ من بين 348 ميناء حول العالم، مقارنة بالمركز الـ 13 عام 2021 من بين 370 ميناء، ويقيم هذا المؤشر الموانئ وفقاً لمقاييس مختلفة تعتمد على إجمالي الساعات التي تمضيها السفن في الموانئ في كل رحلة بحرية، بغض النظر عن أحجام السفن المختلفة وحركة الحاويات في كل رحلة.
كما يهدف ذلك المؤشر إلى تحديد الفجوات والفرص المتاحة للتحسين والتطوير في عملية تداول الحاويات بما ينعكس في النهاية على مصلحة كل الشركاء في عملية التداول بدءً من خطوط الشحن والحكومات وانتهاءً بالمستهلكين، أشار المؤشر إلى أن النقل البحري أساس التجارة العالمية وسلاسل التوريد التصنيعية، حيث توفر الصناعة البحرية وسيلة النقل الأكثر فعالية من حيث التكلفة والأكثر كفاءة في استخدام الطاقة والتي يمكن الاعتماد عليها لمسافات طويلة، فيتم نقل أكثر من 80% من تجارة البضائع العالمية (من حيث الحجم) عبر الطرق البحرية.