في النصف الثاني من شهر يناير 2025، شهدت أسواق الأسهم الأمريكية، ولا سيما قطاع التكنولوجيا، اضطرابات كبيرة أدت إلى تراجع ملحوظ في أسهم العديد من الشركات العملاقة، مثل “أبل”، و”مايكروسوفت”، و”جوجل”، و”أمازون”، و”نيفيديا”. ويعود أحد الأسباب الرئيسية لهذا التراجع إلى صعود شركة صينية ناشئة تُدعى DEEPSEEK، التي تمكنت في وقت قياسي من التفوق على العديد من الشركات الأمريكية في مجالي الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، فمن هي DEEPSEEK؟ وما العوامل التي مكّنتها من تهديد هيمنة الشركات الأمريكية؟ وما مستقبل الذكاء الاصطناعي في ظل هذه التطورات المتسارعة؟
من هم الشركاء المؤسسون لـ DEEPSEEK؟
أسست شركة DEEPSEEK على يد مجموعة من العلماء والمهندسين الصينيين الذين يتمتعون بخبرة واسعة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. تضم هذه المجموعة سبعة مهندسين بارزين، من بينهم:
- الدكتور ليانغ تشين: عمل سابقًا في شركات عملاقة مثل تينسنت وبايدو، حيث قاد فرقًا بحثية طورت تقنيات متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي.
- الدكتور مينغ زاو: شغل منصبًا بارزًا في معهد أبحاث الذكاء الاصطناعي في شنغهاي، حيث أسهم في تطوير تقنيات مبتكرة.
- السيد وي تشانغ: عمل في بنك ICBC الصيني، حيث قاد مشاريع تكنولوجية كبيرة في مجال الخدمات المالية.
- الدكتورة يوي لين: كانت تعمل سابقًا في شركة سامسونج الكورية، حيث أسهمت في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
- السيد تشنغ لي: عمل سابقًا في شركة هواوي الصينية، حيث شارك في تطوير تقنيات الاتصالات الذكية.
- الدكتورة شياو لين: شغلت منصبًا في جوجل، حيث أسهمت في أبحاث الذكاء الاصطناعي.
- السيد جون تاو: عمل في تحليل البيانات في شركة سينوفارم، حيث أسهم في تطوير أنظمة تحليل البيانات الضخمة.
يشكل هؤلاء العلماء والمهندسون النواة الأساسية التي اعتمدت عليها DEEPSEEK في تطوير برمجياتها؛ مما جعلها منافسًا قويًا في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
من مستثمرون DEEPSEEK؟
جذبت DeepSeek اهتمامًا واسعًا من كبرى شركات رأس المال الاستثماري الصينية، مثل Sequoia Capital China، وIDG Capital، وHillhouse Capital، والتي تشتهر باستثماراتها في الشركات الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في الصين، كما حظيت الشركة بدعم حكومي في إطار استراتيجية الصين لتعزيز الاستثمار في الشركات العاملة بمجال الذكاء الاصطناعي. وتشمل هذه الاستثمارات صناديق تديرها الحكومات المحلية أو الشركات المملوكة للدولة (SOEs)، والتي تمنح الأولوية للتقنيات الاستراتيجية، ومن المحتمل (لكن غير مؤكد) أن تكون DeepSeek قد نجحت في جذب استثمارات من كبرى شركات التكنولوجيا الصينية، مثل Tencent، وAlibaba، وBaidu؛ نظرًا لأهميتها المتزايدة في قطاع الذكاء الاصطناعي.
ما التكنولوجيا التي تعتمد عليها Deepseek؟
تعتمد DeepSeek على تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي، مثل التعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية، مع تركيز قوي على التطبيقات العملية التي تلبي احتياجات السوق الصينية، حيث يكمن الفرق الرئيسي بينها وبين OpenAI في البيئة التشغيلية، والأهداف الاستراتيجية، ودرجة الشفافية. فبينما تركز OpenAI على الذكاء الاصطناعي العام والأسواق العالمية، تعمل DeepSeek في إطار استراتيجية مدعومة من الحكومة الصينية لتعزيز الابتكار المحلي.
DeepSeek
تمتلك DeepSeek العديد من المزايا التي تجعل تقنياتها منخفضة التكلفة، ومن أبرز هذه المزايا التمويل المباشر، الإعفاءات الضريبية، والوصول إلى موارد بحثية مدعومة. هذا الدعم يقلل بشكل كبير من التكاليف التشغيلية وتكاليف البحث والتطوير، بالإضافة إلى ذلك، تستفيد DeepSeek من تكلفة العمالة المنخفضة في الصين، فضلًا عن البنية التحتية التكنولوجية المدعومة من الحكومة الصينية، والتي تشمل مراكز البيانات والحوسبة السحابية بأسعار مخفضة. كما توفر الصين إمكانية الوصول إلى أجهزة متطورة بأسعار تنافسية؛ مما يسهم في خفض نفقات التشغيل.
أما فيما يتعلق بتكلفة الوصول إلى البيانات، فتمتلك DeepSeek ميزة الوصول إلى كميات هائلة من البيانات الصينية بفضل الدعم الحكومي واللوائح الأقل صرامة فيما يتعلق بجمع البيانات. وتعتمد الشركة أيضًا على أبحاث مدعومة من الجامعات والمعاهد الصينية؛ مما يقلل تكلفة البحث والتطوير.
تركز DeepSeek على تطبيقات عملية محددة تلبي احتياجات السوق الصينية، مثل التصنيع الذكي والرعاية الصحية، كما تستخدم تقنيات تدريب أكثر كفاءة تعتمد على البيانات الصينية، والتي غالبًا ما تكون أقل تكلفة؛ نظرًا لتوافرها بسهولة.
وأخيرًا، تعمل DeepSeek في بيئة تنظيمية أقل تقييدًا مقارنة بالولايات المتحدة؛ مما يقلل من التكاليف القانونية والإدارية. كما تعتمد على تقنيات وأجهزة محلية الصنع (مثل المعالجات الصينية)، والتي تكون أقل تكلفة مقارنة بالتقنيات المستوردة.
نتيجة لهذه العوامل، تمكنت DeepSeek من خفض تكلفة تطوير نماذجها بحوالي 5.6 ملايين دولار؛ مما يمنحها ميزة تنافسية كبيرة في سوق الذكاء الاصطناعي.
OpenAI
أما شركة OpenAI، فتعتمد بشكل أكبر على التمويل الخاص، مثل استثمارات Microsoft ومصادر تمويل أخرى؛ مما يجعل تكاليفها أعلى نظرًا لغياب الدعم الحكومي المباشر. كما تتحمل الشركة تكلفة عمالة مرتفعة، حيث تعتمد على علماء ومهندسين من جميع أنحاء العالم، مع تركيز خاص على الخبراء في الولايات المتحدة، حيث الرواتب أعلى مقارنة بدول أخرى.
تعتمد OpenAI على بنية تحتية سحابية باهظة الثمن، مثل Microsoft Azure، إلى جانب التكاليف العالية لتشغيل مراكز البيانات في الولايات المتحدة وأوروبا. كما تواجه قيودًا صارمة على جمع البيانات، بسبب التشريعات التنظيمية مثل اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) في أوروبا؛ مما يزيد من تكلفة الحصول على البيانات وتدريب النماذج.
تنفق الشركة مبالغ ضخمة على البحث والتطوير، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو مجال يتطلب استثمارات هائلة في الأبحاث الأساسية. كما تتحمل تكاليف تدريب هائلة بسبب حجم البيانات وتعقيد النماذج؛ على سبيل المثال، تُقدَّر تكلفة تدريب نموذج GPT-4 بمئات الملايين من الدولارات.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه OpenAI قيودًا تنظيمية صارمة في الولايات المتحدة وأوروبا؛ مما يزيد من التكاليف المرتبطة بالامتثال للقوانين وحماية البيانات. كما تعتمد على تقنيات وأجهزة عالية الجودة، مثل معالجات NVIDIA، التي تعد أكثر تكلفة مقارنة بالبدائل المحلية.
نتيجة لهذه العوامل، تتراوح تكلفة تطوير نماذج OpenAI بين 100 مليون و1 مليار دولار أمريكي؛ مما يجعلها أكثر تكلفة مقارنة بشركات الذكاء الاصطناعي المدعومة حكوميًا، مثل DeepSeek.
الأثر في الأسواق المالية
مع بروز DeepSeek كلاعب رئيسي في مجال الذكاء الاصطناعي، بدأت الأسواق الأمريكية تراقب تأثيرها المحتمل على المشهد التكنولوجي والاقتصادي. فهذه الشركة الصينية، المدعومة من High-Flyer، دخلت بقوة إلى ساحة الذكاء الاصطناعي، مقدمةً نماذج فاعلة من حيث التكلفة، قادرة على منافسة OpenAI وGoogle DeepMind.
تأثير DeepSeek في أسواق الأسهم الأمريكية
أدى النجاح التجاري لـ DeepSeek إلى تراجع نسبي في أسهم الشركات الأمريكية الكبرى، مثل NVIDIA وMicrosoft؛ نظرًا لاعتماد الأخيرة على OpenAI. وشهد مؤشر ناسداك التكنولوجي انخفاضًا بنسبة تجاوزت 3%، بينما تراجعت أسهم NVIDIA بنسبة 17%؛ مما أدى إلى خسارتها أكثر من 600 مليار دولار من قيمتها السوقية، في أكبر انخفاض يومي في تاريخ وول ستريت. وامتدت هذه الخسائر لتشمل شركات كبرى، مثل Microsoft وألفابت (الشركة الأم لـ Google) وBroadcom، التي شهدت أيضًا تراجعًا في قيمتها السوقية.
أسباب التراجع في الأسهم الأمريكية
تعود هذه التراجعات إلى:
- احتمالية إعادة تقييم نماذج الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، والتحول نحو نماذج أكثر كفاءة من حيث التكلفة.
- الطابع المفتوح المصدر لنماذج DeepSeek؛ مما يشكل تحديًا للشركات الأمريكية التي تفضل الاحتفاظ بتقنياتها بشكل مغلق لضمان العوائد التجارية.
- إذا أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي القوية متاحة بسهولة بفضل DeepSeek، فقد يؤدي ذلك إلى تغيير استراتيجيات الشركات الأمريكية، إما نحو مزيد من الانفتاح أو تحسين التكامل مع المنتجات والخدمات القائمة.
قلق في وادي السيليكون وردود الفعل الأمريكية
أثار نجاح DeepSeek قلقًا في وادي السيليكون، حيث يُخشى أن يؤدي إلى تراجع الهيمنة الأمريكية على قطاع الذكاء الاصطناعي. حتى أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أعرب عن مخاوفه من تأثير DeepSeek في التفوق الأمريكي في هذا المجال.
ونتيجة لهذا النجاح، تم حظر استخدام DeepSeek في بعض المؤسسات الأمريكية، حيث أعلنت البحرية الأمريكية حظرًا تامًا لاستخدام نموذج DeepSeek، سواء للأغراض المهنية أو الشخصية، وطلبت من الأفراد الامتناع عن تحميله أو تثبيته أو استخدامه بأي شكل من الأشكال.
مستقبل المنافسة بين الصين والولايات المتحدة في الذكاء الاصطناعي
يشير هذا التطور إلى أن المنافسة بين الصين والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تزداد حدة، خاصة مع ظهور لاعبين صينيين أقوياء مثل DeepSeek، القادرين على تقديم بدائل ذات كفاءة عالية وتكلفة منخفضة مقارنة بالنماذج الأمريكية.
التأثير الجيوسياسي والتكنولوجي
على مستوى العلاقات الأمريكية-الصينية، يأتي نجاح DeepSeek في وقت يشهد توترًا متزايدًا بشأن السيطرة على التكنولوجيا المتقدمة، حيث فرضت الولايات المتحدة قيودًا على تصدير الشرائح الإلكترونية المتطورة مثل رقائق NVIDIA إلى الصين؛ مما قد يؤثر في قدرة الشركات الصينية على مواكبة التطورات. ومع ذلك، فإن نجاح DeepSeek في بناء نماذجها بكفاءة أعلى قد يعيد تشكيل موازين القوى في السباق التكنولوجي، حيث إنه إذا واصلت DeepSeek تحقيق تقدم في الذكاء الاصطناعي، فقد تضطر الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في سياساتها تجاه المنافسة الصينية في هذا المجال، سواء من خلال فرض المزيد من القيود أو عبر تعزيز التعاون مع الشركات المحلية لتعزيز مكانتها عالميًا.
وفي هذا السياق، تجد الولايات المتحدة نفسها أمام سيناريوهات متعددة كما يلي:
السيناريو الأول: تشديد القيود على التكنولوجيا الصينية
قد تلجأ الولايات المتحدة إلى زيادة القيود على تصدير الرقائق المتقدمة والتكنولوجيا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي إلى الصين، كما فعلت سابقًا مع NVIDIA و TSMC، ومن ثَمّ فرض حظر على التعامل مع DeepSeek، ومنع الشركات الأمريكية من استخدام أو تطوير نماذج ذكاء اصطناعي بناءً على تقنياتها، هذا فضلًا عن تعزيز العقوبات على الشركات الصينية التي يُعتقد أنها تحصل على بيانات أو نماذج من مصادر أمريكية بطرق غير مباشرة.
التأثير المحتمل
قد يؤدي هذا السيناريو إلى إبطاء تطور DeepSeek إذا لم تتمكن من الوصول إلى الرقائق القوية اللازمة لتدريب نماذجها، لكنه من الجانب الآخر سيكون له تأثير سلبي في الشركات الأمريكية التي قد تستفيد من تقنيات DeepSeek في تطوير حلول جديدة بكلفة أقل، وبالطبع فإن ذلك السيناريو سيزيد من التوتر في العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين ويؤدي إلى تسريع المنافسة على الذكاء الاصطناعي.
السيناريو الثاني: دعم المنافسين الأمريكيين
قد تتجه الولايات المتحدة الأمريكية إلى زيادة التمويل الحكومي لمشاريع OpenAI و Anthropic و Google DeepMind لمساعدتها على تطوير تقنيات أكثر تقدمًا، وتشجيع المؤسسات الأمريكية على تبني نماذج محلية بدلًا من الاعتماد على النماذج الصينية منخفضة التكلفة، وتقديم حوافز ضريبية واستثمارات حكومية للشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي لمواجهة المنافسة الصينية.
التأثير المحتمل
قد يؤدي هذا السيناريو إلى تسريع الابتكار الأمريكي في الذكاء الاصطناعي، لكنه قد لا يمنع تسرب التقنيات إلى الأسواق العالمية، وقد يدفع الصين إلى تبني استراتيجيات مستقلة أكثر تطورًا بدلًا من الاعتماد على النماذج الغربية، وقد يزيد من قوة الاحتكار الأمريكي في المجال؛ مما قد يؤثر في المنافسة داخل الولايات المتحدة نفسها.
السيناريو الثالث: التعاون الجزئي مع DeepSeek النهج البراغماتي
السماح لبعض الشركات الأمريكية بالاستفادة من أبحاث DeepSeek مفتوحة المصدر، خاصة في المجالات الأكاديمية والعلمية، مع فرض ضوابط تنظيمية تحد من استخدام نماذج DeepSeek في المجالات الحساسة مثل الأمن القومي، ومحاولة التفاوض مع الصين لضمان عدم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية أو استخباراتية مهددة للأمن القومي الأمريكي.
التأثير المحتمل
يمكن أن يؤدي هذا السيناريو إلى تحقيق توازن بين المنافسة والتعاون؛ مما يسمح للولايات المتحدة بالاستفادة من بعض التقنيات دون فقدان السيطرة على القطاع، وقد يسهم في تخفيف التوترات التجارية بين البلدين، لكنه قد لا يكون كافيًا لمنع التنافس طويل الأمد، وسيفتح المجال للشركات الأمريكية للاستفادة من الابتكار الصيني؛ مما قد يعزز كفاءة البحث والتطوير.
السيناريو الرابع: فرض تنظيمات جديدة على نماذج الذكاء الاصطناعي
قد تقدم الولايات المتحدة الأمريكية على سن قوانين تُلزم جميع شركات الذكاء الاصطناعي، بما فيها DeepSeek، بالكشف عن مصادر بياناتها وطريقة تدريب نماذجها قبل دخول السوق الأمريكية، وفرض معايير تدقيق صارمة على النماذج الأجنبية المستخدمة داخل الولايات المتحدة، خاصة في القطاعات المالية والطبية والتكنولوجية المتقدمة، وتطوير إطار أمني وقانوني لمراقبة الشركات التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المستوردة من الصين.
التأثير المحتمل
يمكن أن يبطئ انتشار تقنيات DeepSeek داخل السوق الأمريكية، لكنه قد لا يمنع استخدامها بالكامل عبر قنوات غير رسمية، وقد يدفع الشركات الصينية إلى تطوير نماذج أكثر استقلالية لا تتطلب الاعتماد على الأسواق الأمريكية، ويمكن أن يفتح الباب لمزيد من التنظيمات العالمية حول الذكاء الاصطناعي؛ مما قد يخلق إطارًا دوليًا أكثر صرامة.
السيناريو الخامس: تجاهل التهديد والاعتماد على تفوق السوق الأمريكية
عدم اتخاذ أي إجراءات مباشرة ضد DeepSeek، والاعتماد على تفوق الشركات الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي، والتركيز على تعزيز الشراكات مع الاتحاد الأوروبي والهند وكندا لمواصلة ريادة الذكاء الاصطناعي عالميًا، والمراهنة على أن التنظيمات الصارمة داخل الصين قد تحد من توسع DeepSeek على المدى البعيد.
التأثير المحتمل
قد يسمح للصين بتحقيق مكاسب كبيرة في أسواق الذكاء الاصطناعي؛ مما قد يؤدي إلى فقدان الولايات المتحدة للريادة في بعض المجالات، ويمكن أن يكون نهجًا محفوفًا بالأخطار إذا تمكنت الشركات الصينية من سد الفجوة مع OpenAI وGoogle، وقد يحافظ على بيئة سوقية حرة داخل الولايات المتحدة لكنه يترك الباب مفتوحًا لمزيد من النفوذ الصيني.
أي السيناريوهات الأكثر ترجيحًا؟
بالنظر إلى تاريخ العلاقات الأمريكية-الصينية، يبدو أن السيناريوهات الأكثر احتمالًا هي تشديد القيود على التكنولوجيا الصينية (السيناريو الأول)، دعم المنافسين الأمريكيين (السيناريو الثاني)، وفرض تنظيمات جديدة على نماذج الذكاء الاصطناعي (السيناريو الرابع). وقد تختار الولايات المتحدة مزيجًا من هذه الاستراتيجيات لتقليل الأخطار وتعزيز قدرتها التنافسية، مع إبقاء خيارات التعاون محدودة في بعض المجالات غير الحساسة.
التعامل مع DeepSeek يمثل تحديًا كبيرًا للولايات المتحدة، حيث يتطلب موازنة بين المنافسة العادلة، حماية الأمن القومي، وتعزيز الابتكار. القرار الذي ستتخذه واشنطن لن يؤثر فقط في سوق الذكاء الاصطناعي، بل سيكون له تداعيات جيوسياسية واقتصادية تمتد لعقود.
نائب رئيس وحدة الاقتصاد ودراسات الطاقة