المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
أكاذيب صهيونية حول حرب أكتوبر: السردية والرد
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
مستقبل الكهرباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
وثيقة السياسة التجارية المصرية: بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل
الدراسات العربية والإقليمية
الانعكاسات الجيوسياسية:ملامح الشرق الأوسط في اليوم التالي لوقف إطلاق النار بغزة
الإرهاب والصراعات المسلحة
هدف ملغوم: قاعدة باجرام وخيارات العودة الأمريكية إلى أفغانستان
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
من التشديد إلى التيسير: مسار السياسة النقدية المصرية
الإرهاب والصراعات المسلحة
الحزام الأحمر: المقاربة الأمنية-التنموية لاحتواء الصراع النكسالي في الهند
تقرير
أجيال Z وألفا وبيتا: تحديات الهوية الوطنية بين العولمة الرقمية والأمن الاجتماعي
الدراسات الأسيوية
مؤشرات كاشفة: كيف ترسخ الصين موقعها في النظام الدولي؟
ورقة بحثية
التخزين الجوفي للغاز بين التجارب العالمية والطموحات المصرية 
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تكلفة الغموض: أثر عدم اليقين في السياسة التجارية على الاقتصاد العالمي
ورقة بحثية
الحركات الطوارقية المسلحة وإعادة تشكيل الصراع في شمال مالي
السياسات العامة
توازن العقاب والتأهيل: التجربة المصرية في بناء منظومة الإصلاح والتأهيل
الدراسات العربية والإقليمية
تثبيت المسار: واشنطن وتسوية قضية الصحراء الغربية
تقرير
 الدورة الثمانين من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الاعتراف بفلسطين
الدراسات الأفريقية
الولاية السادسة: مستقبل الفيدرالية الصومالية بعد تأسيس ولاية شمال الشرق
ورقة بحثية
تأكيد الجريمة: تقييم الأمم المتحدة لجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة
الدراسات الأفريقية
مستقبل أجوا بعد 2025: محددات وسيناريوهات الشراكة الأمريكية الأفريقية
السياسات العامة
من النزوح إلى الاستقرار: تقييم أوضاع السودانيين العائدين اختياريًا – دراسة حالة مصر
السياسات العامة
قانون العمل المصري الجديد: من ثغرات 2003 إلى إصلاحات 2025
الدراسات العربية والإقليمية
هل يُغير السلوك الإسرائيلي التوسعي الترتيبات الأمنية بالمنطقة؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الذكاء الاصطناعي الشامل من أجل التنمية: قراءة في تقرير الأونكتاد 2025
الإرهاب والصراعات المسلحة
مستقبل الحوثيين بين الضغوط الدولية والتحديات الداخلية
الدراسات الأفريقية
الفجوة الخضراء: القمة الأفريقية للمناخ بين الالتزام السياسي وتحدي التمويل
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: 6 سيناريوهات تشكل مستقبلنا الاقتصادي
الإرهاب والصراعات المسلحة
مُحددات حاكمة: تداعيات الانسحاب الأمريكي من العراق على نشاط تنظيم داعش
العلاقات الدولية
العدوان الإسرائيلي على قطر وانتهاك مبدأ السيادة وسلامة إقليم الدولة
الدراسات الأمريكية
الطلقة الأولى نحو الحرب الأهلية الأمريكية المحتملة: ما تداعيات اغتيال تشارلي كيرك؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تمويل التعافي: تحويلات المصريين بالخارج.. طفرة قياسية وجهود حكومية
الدراسات العربية والإقليمية
مسار تصادمي: العلاقات التركية الإسرائيلية بين التوتر وضبط التصعيد
Facebook X-twitter Linkedin Telegram Youtube
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
3 EGP250.00
  • × فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية الاحتمالات والقيودفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية الاحتمالات والقيود 1 × EGP0.00
  • × الصراع في إثيوبيا .. المشروع المأزوم وتداعياتة الإقليميةالصراع في إثيوبيا .. المشروع المأزوم وتداعياتة الإقليمية 1 × EGP250.00
  • × حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزواياحالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا 1 × EGP0.00

المجموع: EGP250.00

عرض السلةإتمام الطلب

  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
تقرأ الأن: مذبحة نيوزيلندا: عن العنصرية والفكر العنصري
التطرف

مذبحة نيوزيلندا: عن العنصرية والفكر العنصري

د. توفيق أكليمندوس
د. توفيق أكليمندوس تم النشر بتاريخ 26/03/2019
وقت القراءة: 13 دقيقة
استمع للمقال
مشاركة

قضية العنصرية والفكر العنصري قضية شائكة٬ لأسباب أهمها أن الخطاب والمقولات العنصرية تطورت مع الزمن، ولأن علاقتها بالعلوم الطبيعية والإنسانية تغيرت أيضًا على مر العصور، فعرفت المجتمعات خطابًا عنصريًّا لا علاقة له بالعلم٬ وخطابًا عنصريًّا يزعم أنه علمي٬ وهناك خطاب عنصري يزعم أنه يستند إلى العلوم الطبيعية، وآخر يدعي أن مقولاته مستمدة من العلوم الإنسانية. وأحيانًا يجمع العلماء على رفض تأويلات العنصريين للنظريات العلمية وتوظيفهم لها٬ وأحيانًا أخرى -لا سيما في عصر تطور علم الجينات- اختلفوا اختلافًا كبيرًا حول الموقف من العنصرية. ونلاحظ أيضًا أن ثمة مقولات -علمية وغير علمية- استُخدمت لدحض الفكر العنصري في عصر ما٬ ثم أصبحت سندًا له في عصر آخر. على سبيل المثال لا الحصر، فإن مقولات التطور كما صاغها علماء الأنثروبولوجيا في القرن التاسع عشر هي أصلًا رد فعل على مقولات عنصرية تُشرعن العبودية، وتزعم أن الإنسان ليس نوعًا واحدًا، بل أنواعًا لا أصل مشتركًا لها؛ فحاولت مدرسة التطور إثبات أن الإنسان نوع واحد له أصل واحد٬ وأن الفارق في اللون وفي الشعر لا ينفي أن النفس واحدة والروح واحدة والعقل واحد. وقالت إن كل المجتمعات البشرية تسلك نفس الطريق بسرعات متفاوتة: تنتقل من التفكير “الصبياني” إلى التفكير العلمي٬ ومن التبسيط إلى التعقيد.. إلخ٬ وأنها ستصل حتمًا يومًا إلى مستوى الحضارة الأوروبية، سواء “بفضل الاستعمار” أم لا. وفي عقود تالية استخدمت نفس المقولات في خدمة الفكر والخطاب العنصريين بالتركيز الأحادي على ما تفترضه من تفوق للحضارة الغربية ومركزيتها.

هذا الواقع يطرح تساؤلًا: هل مقولات التطور عنصرية أم لا؟ ويشير إلى العلاقة المعقدة بين الفكر العنصري والفكر المناهض له، لأنهما يوظِّفان في أحوال ليست بالقليلة نفس المقولات. ولهذا الوضع نتيجة مؤسفة هي سهولة الاتهام بالعنصرية. يُقال لك إنك عنصري لو قلت شيئًا يمكن لعنصري أن يوظفه٬ فقيل مثلًا عن مفكر يوناني/ فرنسي يساري إنه عنصري، لأنه قال أثناء مناقشته لمسألة النسبية إن الفلسفة اليونانية بكل المقاييس أهم من فكر قبائل الزولو.

ويشير الفيلسوف الفرنسي “تاجييف”، الذي خصص كتبًا بالغة الأهمية لتلك القضية، إلى أن الرافض للفكر العنصري لا يرى أن هذا الفكر أنواع٬ ويفترض أن الفكر النازي هو النموذج الوحيد أو على الأقل الغالب للفكر العنصري٬ وهذا ليس صحيحًا٬ فالفكر النازي يدعي العلمية، ويرى أن هناك أجناسًا يتم تعريفها على أسس بيولوجية، وأن تلك الأجناس مختلفة تمام الاختلاف وغير متساوية وفي حالة حرب دائمة وأبدية على سيادة العالم. ولا شك أن هذا الفكر ما زال موجودًا بدرجات متفاوتة في بعض المجتمعات، لا سيما الولايات المتحدة وألمانيا٬ وأنه يشكل رافدًا مهمًّا من روافد العنصرية. لكنّ هناك رافدًا آخر على الأقل يفسر لنا صعود اليمين المتطرف وأقصى اليمين في أوروبا والولايات المتحدة. وهذا لا يعني أن الرافد الأول لا يستفيد من نجاح (وإخفاق) الثاني.

ويقول “تاجييف” وآخرون -مثل “كوام أنطوني آبيا”- إن رافدًا جديدًا ظهر في السبعينيات من القرن الماضي٬ وإذا قارنّاه بالرافد الأول نراه استبدل كلمة “جنس” وإيحاءاتها البيولوجية بكلمة “ثقافة” المقبولة٬ وكلمة “غير متساوية” بكلمة “مختلفة” تمام الاختلاف٬ وادعى هذا الفكر أنه لا يكره الغير، بل يحبه ويحترمه٬ وأنه يخشى على كل ثقافة من الذوبان والتشوه والاختفاء إن تفاعلت وتداخلت مع غيرها. وفي الوقت نفسه يرفض هذا الفكر مقولة مساواة الأفراد٬ فنظرته إلى الأفراد نخبوية، أي إنه يحتفظ بفكرة اللا مساواة، ولكنه يتفادى تطبيقها صراحة على الثقافات.

ومن الواضح أن دحض هذا الخطاب الجديد نسبيًّا يواجه صعوبات جمة٬ ذلك أن الليبرالية في طورها الأخير، حيث يعتنق الكثير من أبنائها مذهب التعددية الثقافية، ترى أن فرض ثقافة واحدة على كل المواطنين والمقيمين دون مراعاة للأصول الإثنية والدينية والثقافية يخل إخلالًا جسيمًا بحقوق الإنسان٬ لا سيما “الحق في الاختلاف”٬ أي إن الليبرالية المتبنية لمذهب التعددية الثقافية تشترك مع الخطاب العنصري في إعلائها من شأن اختلاف الثقافات وصعوبة تجسير الفجوة بينها. الفارق أن العنصري يرى أن هذا التجسير غير ممكن على الإطلاق والليبرالي يعتبر أنه غير ممكن دون قمع مقيت.

ولا يمكن الاكتفاء بتبسيط مخل وبمقولة ترى أن هذا الفارق هو الفارق بين كلمة حق وكلمة حق يراد بها باطل٬ فالمشكلة أكثر تعقيدًا٬ إذ يرى فلاسفة اللغة “تاجييف” وعلماء الأنثروبولوجيا “لويه دومون” أنه من المستحيل الحديث عن اختلاف كبير وجوهري بين طرفين أو أكثر دون افتراض ضمني لتراتبية ولأفضلية -ليس من الضروري أن تكون موضوعية- لأحد الخيارات٬ وأنه لا يمكن الجمع بشكل واضح ومنطقي بين كلمتي “اختلاف” و”مساواة”. أي لا يمكن إدارة الاختلاف إلا بقبول الصراع بين المختلفين إن تساووا، أو بإقرار تراتبية واضحة بينهم، أو بالفصل بينهم. والمشكلة إذن أن الليبرالية لا تكتفي فقط بإنكار ساذج لصعوبة أو استحالة الجمع بين المساواة المطلقة والحق المطلق في الاختلاف٬ ولكنها تضيف إلى هذا جمعها مقولتين نبيلتين يصعب التوفيق بينهما٬ فهي من ناحية تقدس الثقافات وتعددها وتشدد على ضرورة الاحتفاظ بها٬ ومن ناحية أخرى تحث بشدة على التمازج باعتباره مقدمة لتوحيد بشرية متآخية وإثراء للكل. وخلاصة القول هي أن الخطاب الليبرالي هو خطاب حسن النية، ولكنه يفتقر إلى الاتساق المنطقي وإلى الواقعية.

والخطاب العنصري يجيد استخدام هذا الضعف٬ هو طبعًا يؤمن بتفوق ثقافة على أخرى أو جنس على آخر، لكن منظريه يجيدون إخفاء هذا، ويوظفون مقولات التعددية الثقافية ضدها، ويتهمونها بالتعصب إن شككت في صدق تقديسهم للثقافات ولتنوعها. والأهم أن الخطاب العنصري يرفض رفضًا مطلقًا -يصل إلى درجة الفوبيا- التمازج بين الثقافات (يتم هذا صريحًا) وبين أبناء وبنات هذه الثقافات (هذا بشكل ضمني)، ويرى أن هذا التمازج بالغ الخطورة على ثقافته (الغربية). والبعض يقول إن التمازج يضر بكل الثقافات المتفاعلة، ويقضي عليها مما يؤدي إلى إفقار البشرية كلها والقضاء على كل الثقافات للتمهيد لثقافة معولمة لا تنوع ولا عمق فيها. ومن الواضح أن هذا الخطاب ينزلق بمنتهى السهولة إلى خطابات الكراهية القميئة، وأنه أقل واقعية من خصمه؛ فلم يعد ممكنًا منع التمازج والفصل التام بين أبناء الثقافات، ناهيك عن منافاة هذا لأبسط قواعد الأخلاق.

وحتى في إطار عرض مبسط كعرضنا هذا علينا الإشارة إلى مشكلات وتعقيدات عدة٬ فمن ناحية تُضعف بعض فصائل اليسار موقف الخطاب المناهض للعنصرية بتساهلها وتخاذلها مع الخطاب العنصري “للملونين” أي لأبناء المستعمرات القديمة باعتباره ثمرة العقد الناتجة عن عنصرية الطرف الآخر وعن الماضي الاستعماري.. إلخ. ومن ناحية ثانية، يثير الطرح الجديد للخطاب العنصري (القائم على اختلاف الثقافات ورفض التمازج) صعوبات أخرى لم نذكرها بعد من قبيل: هل الخوف على الهوية وعلى مستقبل ثقافتك موقف عنصري؟ إن تسرع بعض الليبراليين واليساريين في الرد بالإيجاب على السؤال خطأ جسيم، ويأتي بنتائج عكسية، أهمها صعود أقصى اليمين واليمين المتطرف باعتبارهما أفضل من يعبر عن الخوف٬ والرد بالنفي أو بمقولة “هذا الخوف ليس بالضرورة عنصريًّا” يثير بدوره قضية أخرى، هي: متى ينزلق الخطاب المتوجس لمستقبل الثقافة إلى العنصرية؟ هل هناك معايير عالمية أم الوضع يتغير من بلد إلى آخر؟ فمن الواضح القتل على الهوية والمناداة بالفصل العنصري والطائفي والفوبيا من الآخر، وتعميم الأحكام السلبية على أبناء جنس أو ثقافة أو طائفة عنصرية، لكن أين الخيط الذي يفصل بين الخوف والفوبيا؟ بين النقد المشروع والشيطنة المرفوضة؟ بين التحدث عن شخصية وطنية وتعميم مهين؟ وأخيرًا وليس آخرًا: هل محاولات فرض ثقافة وطنية على الجميع هي “قمع قميء” في كل الأحوال؟ وهل دوافعه دائمًا عنصرية؟

وفيما يتعلق بالقاتل الأسترالي٬ من المعلوم أنه ترك وثيقة يعرض فيها “أفكاره٬” ومن الواضح أنه قرأ لكتاب كثيرين ينتمون إلى اليمين المتطرف، وأنه انتقى أفكارًا من مصادر عديدة وقولبها لتناسب هواجسه. ويُعد الفرنسي “رينو كامو” أشهر مصادره وإن كانت رؤيته لا تطابق رؤيته. الكلمات المفتاح لأعمال “كامو” هي “الغزو الإسلامي” والاستبدال والمقاومة. “كامو” (استنادًا إلى أحاديثه والتحليلات المتاحة على الإنترنت٬ حيث لم أقرأ كتبه) يرى أن جوهر الحداثة (وهو يكرهها) يقوم على عمليات استبدال ممنهجة٬ تشمل كل مجالات الحياة٬ الصناعي يحل محل الطبيعي، المعلبات تحل محل الأكل الطبيعي، الحدائق تحل محل الغابات.. إلخ٬ وهي أيضًا عملية يحل فيها الكم الرخيص محل الكيف النفيس٬ ويبدو أنه يرى أن قوة ما (النظام؟ منطق التاريخ؟ الرأسمالية المعولمة؟) ضاقت ذرعًا بالرجل الأبيض العاجز عن الإنجاب والمتمسك بامتيازاته والمكلف جدًّا٬ ولذلك قررت أن تستبدله بأجناس ليس لها نفس الطلبات والشروط٬ هذا هو “الاستبدال الكبير” كما يرى “كامو”. ويرى أيضًا في أغلب -وربما في كل- الحركات الاحتجاجية في الغرب تعبيرًا نبيلًا عن رفض مشروع لتلك العملية. لكن من الملفت للنظر أنه أصر دائمًا على رفض العنف، وأدان القتل، وأنه حرص على تأكيد أنه لا يستهدف الإسلام تحديدًا بل كل ما هو دخيل على البيئة السكانية الأصلية. ويقول “كامو” إن الإسلام يفاقم من المشكلة ليس لأنه ضعيف بل لأنه دين وثقافة وحضارة قوية وجاذبة، إلا أن أوروبا ليست بيئته ولا بيئة الأفارقة غير المسلمين.

وفي مواضع أخرى، يتحدث “كامو” عن “تحالف شرير” بين الرأسمالية المستبدلة والإسلام٬ بهدف القضاء على مجتمعات أوروبا البيضاء، وهو يزعم أنه لا يدافع عن المسيحية بل عن حضارة أوروبية لها مكونات أصيلة هي المسيحية واليهودية وحرية التفكير والتعبير (لم يلتفت “كامو” فيما يبدو إلى كون المسيحية واليهودية لم يولدا في أوروبا). ويقول إن الأجناس موجودة وحقيقة واقعة، وأنها دافع قوي إلى رفض عملية الاستبدال. كما يميز بين النازية وبين القومية البيضاء لأن الثانية دفاع مشروع ضد الاستبدال. ومن الواضح بصفة عامة أن خطاب “كامو” ينزلق تدريجيًّا من مقولات خاطئة يمكن مناقشتها إلى أخرى غير مقبولة. فعلى سبيل المثال، يرى أن عملية الإحلال تؤدي إلى احتلال لأوروبا، احتلال له قواسم مشتركة مع النازية ومع الشمولية السوفيتية٬ ويختلف الاحتلال الجديد في أنه لا يمارس التعذيب المنهجي٬ إلا أنه أكثر خطرًا لأن المحتلين عددهم كبير جدًّا، ويرى نفسه منخرطًا في المقاومة ضدهم. وأيًّا كان الأمر، فمن الواضح أنه ينتمي إلى مدرسة تحاول الجمع بين الجنس والثقافة لتأسيس عنصرية جديدة يرى أنها لا تسعى إلى الاستناد إلى مقولات علمية ولا بيولوجية ولا تكون عدوانية كالنازية أو العنصرية التقليدية.

لكن القاتل الأسترالي لا يشارك “رينو كامو” كل تحليلاته٬ فالأسترالي حسن الظن بالفاشية والنازية٬ وركز على وجود مواجهة أزلية بين المسيحية والإسلام (علمًا بأن النازية تعادي المسيحية عداء شديدًا)٬ واستند كثيرًا إلى مفهوم الفاشية البيئية٬ وهو مفهوم يرى أن كل ثقافة بنت بيئة ولا تصلح لغيرها٬ أي إنه يرى أن على أبناء ثقافة ما عدم الانتقال إلى أرض أخرى وإلا اعتبروا غزاة. ومن الطريف أنه نسي أن أجداده فعلوا ما يرفضه هو “الغزو والاستبدال”.

لم يتناول هذا المقال كل جوانب القضية٬ فلم نتكلم مثلًا عن العنصرية التي تكره اليهود أولًا وأخيرًا، ولا عن تلك التي لا تكره إلا العرب، وتلك التي تمقت الجميع. ما يهمنا هو بيان عمق الأزمة الناتجة عن تطور المجتمعات الأوروبية وبنيتها السكانية وأزمة الخطابات الليبرالية ونمو إرهاب له مدارس فكرية مختلفة ويعتمد كثيرًا على ذئاب منفردة.

د. توفيق أكليمندوس
د. توفيق أكليمندوس
+ postsBio ⮌
  • د. توفيق أكليمندوس
    https://ecss.com.eg/author/tawfik-aklimndosecsstudies-com/
    في مسألة الدفاع عن أوروبا بعد تراجع الولايات المتحدة – مقدمة
  • د. توفيق أكليمندوس
    https://ecss.com.eg/author/tawfik-aklimndosecsstudies-com/
    أمن ودفاع أوروبا في مواجهة المجهول: ما العمل؟
  • د. توفيق أكليمندوس
    https://ecss.com.eg/author/tawfik-aklimndosecsstudies-com/
    أسبوع هز الغرب
  • د. توفيق أكليمندوس
    https://ecss.com.eg/author/tawfik-aklimndosecsstudies-com/
    أوروبا 2025: مزيد من التدهور أم يقظة تأخرت؟ (1)

ترشيحاتنا

أبرز الوسائط الصاروخية الإيرانية (أضخم ترسانة في الشرق الأوسط)

شراكة جزر كوك مع الصين: مصالح اقتصادية أم توترات إقليمية؟

قمة “فيلنيوس”: تطور سياسات دفاع “الناتو” 

الأزمة الفرنسية الشاملة ٣

وسوم: التطرف الأوروبي, التفكير العنصري, العنصرية, برامج, سلايدر, مذبحة نيوزيلندا, نيوزيلندا
د. توفيق أكليمندوس 26/03/2019

تابعنا

تابعنا علي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة
Facebook أعجبني
Twitter تابعني
Instagram تابعني
Youtube مشترك

احدث إصدارات مكتبه المركز

Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 43%
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
EGP350.00
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 50%
تقديرات مصرية
تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
EGP100.00
EGP50.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة إيران
حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
No products found
الأكثر مشاهدة
من التشديد إلى التيسير: مسار السياسة النقدية المصرية
وثيقة السياسة التجارية المصرية: بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل
هدف ملغوم: قاعدة باجرام وخيارات العودة الأمريكية إلى أفغانستان
مستقبل الكهرباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
أكاذيب صهيونية حول حرب أكتوبر: السردية والرد
الانعكاسات الجيوسياسية:ملامح الشرق الأوسط في اليوم التالي لوقف إطلاق النار بغزة

العلاقات الدولية

  • الدراسات الآسيوية
  • الدراسات الأفريقية
  • الدراسات الأمريكية
  • الدراسات الأوروبية
  • الدراسات العربية والإقليمية
  • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية

قضايا الأمن والدفاع

  • التسلح
  • الأمن السيبراني
  • التطرف
  • الإرهاب والصراعات المسلحة

السياسات العامة

  • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
  • تنمية ومجتمع
  • دراسات الإعلام والرأي العام
  • قضايا المرأة والأسرة
  • مصر والعالم في أرقام
3
    3
    Your Cart
    فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية الاحتمالات والقيود
    فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية الاحتمالات والقيود
    1 X EGP0.00 = EGP0.00
    الصراع في إثيوبيا .. المشروع المأزوم وتداعياتة الإقليمية
    الصراع في إثيوبيا .. المشروع المأزوم وتداعياتة الإقليمية
    1 X EGP250.00 = EGP250.00
    حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
    حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
    1 X EGP0.00 = EGP0.00
    Subtotal EGP250.00
    Shipping, taxes, and discounts calculated at checkout.
    View CartContinue ShoppingCheckoutEGP250.00

    Removed from reading list

    Undo