المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
تنمية ومجتمع
برلمان 2025: ملامح التوازن الحزبي الجديد وتحوّلات الخريطة السياسية المصرية
السياسات العامة
الإعلام الدولي وافتتاح المتحف المصري الكبير: الدبلوماسية الحضارية في أبهى صورها
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الأمازون يفاوض العالم: مناخ الكوكب على طاولة بيلم.. فما المنتظر في COP30؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
فواتير اليوم تدفع غدًا: توقعات التجارة العالمية.. صمود 2025 وهبوط 2026
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الهجرة والطاقة والسلام: أسس الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأوروبا
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
قراءة تحليلية في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي خريف 2025
الدراسات الأفريقية
تأميم الموارد المعدنية في الساحل الأفريقي: بين التحرر الاقتصادي وإعادة تشكيل النفوذ الخارجي
السياسات العامة
المتحف المصري الكبير: إنجاز هندسي يليق بأقدم الحضارات
تنمية ومجتمع
المتحف الكبير: فرص وتحديات تحويل "الجيزة" لمقصد سياحي عالمي
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الاقتصاد العالمي بين التحديات وآفاق التعافي: قراءة في تقرير صندوق النقد الدولي
متنوعة
قلق تركي: ماذا يعني فوز "توفان" المؤيد للفيدرالية برئاسة شمال قبرص؟
الدراسات العربية والإقليمية
القمة الثانية عشرة لمنظمة الدول التركية: الانتقال من التكامل الثقافي إلى العمل الاستراتيجي
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تحديات ديمغرافية: توقعات حذرة للبنك الدولي لاقتصاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تقرير
الإسكان الفندقي: كيف يكون داعمًا حقيقيًا لمستهدف ثلاثين مليون سائح؟
السياسات العامة
المتحف الكبير: رؤية متكاملة على أجندة السياحة الثقافية العالمية
الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
أكاذيب صهيونية حول حرب أكتوبر: السردية والرد
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
مستقبل الكهرباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
وثيقة السياسة التجارية المصرية: بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل
الدراسات العربية والإقليمية
الانعكاسات الجيوسياسية:ملامح الشرق الأوسط في اليوم التالي لوقف إطلاق النار بغزة
الإرهاب والصراعات المسلحة
هدف ملغوم: قاعدة باجرام وخيارات العودة الأمريكية إلى أفغانستان
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
من التشديد إلى التيسير: مسار السياسة النقدية المصرية
الإرهاب والصراعات المسلحة
الحزام الأحمر: المقاربة الأمنية-التنموية لاحتواء الصراع النكسالي في الهند
تقرير
أجيال Z وألفا وبيتا: تحديات الهوية الوطنية بين العولمة الرقمية والأمن الاجتماعي
الدراسات الأسيوية
مؤشرات كاشفة: كيف ترسخ الصين موقعها في النظام الدولي؟
ورقة بحثية
التخزين الجوفي للغاز بين التجارب العالمية والطموحات المصرية 
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تكلفة الغموض: أثر عدم اليقين في السياسة التجارية على الاقتصاد العالمي
ورقة بحثية
الحركات الطوارقية المسلحة وإعادة تشكيل الصراع في شمال مالي
السياسات العامة
توازن العقاب والتأهيل: التجربة المصرية في بناء منظومة الإصلاح والتأهيل
الدراسات العربية والإقليمية
تثبيت المسار: واشنطن وتسوية قضية الصحراء الغربية
تقرير
 الدورة الثمانين من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الاعتراف بفلسطين
Facebook X-twitter Linkedin Telegram Youtube
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
6 EGP50.00
  • × حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجيةحالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية 1 × EGP0.00
  • × حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيرانحالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران 2 × EGP0.00
  • × تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالميتقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي 1 × EGP50.00
  • × حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025 2 × EGP0.00

المجموع: EGP50.00

عرض السلةإتمام الطلب

  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
تقرأ الأن: هل يمكن الحوار مع جماعات الإرهاب في إفريقيا؟
تقرير

هل يمكن الحوار مع جماعات الإرهاب في إفريقيا؟

د. حمدي عبد الرحمن
د. حمدي عبد الرحمن تم النشر بتاريخ 21/09/2019
وقت القراءة: 15 دقيقة
استمع للمقال
مشاركة

يبدو أن الحرب على الإرهاب في إفريقيا باتت تحمل دلالات ومعاني متعددة، وتتداخل فيها مصالح أطراف مختلفة في الداخل والخارج. انعكس ذلك على تمدد وقوة الجماعات الإرهابية، بحيث أصبحنا أمام حالة من الجمود أشبه بتلك المتعارف عليها في لغة الشطرنج. قد تصل المباراة لوضعية التعادل عندما يكون اللاعب صاحب النقلة ليس لديه أية نقلة قانونية وملكه ليس في حالة “كش”. إذا طبقنا هذه المقاربة على الحالة الإرهابية في إفريقيا، فهل يصبح الحوار مع الإرهابيين ممكنا؟ وهل يمكن أن يكون هذا النهج الجديد خيارًا سياسيًّا يمكن الاعتماد عليه في مكافحة الإرهاب؟

في أبريل الماضي نظمت جامعتي الأمة (الإسلامية) وتانغازا (الكاثوليكية) في كينيا “منتدى الحوار الإسلامي المسيحي” لمناقشة قضايا التحول الاجتماعي في إفريقيا. غير أن الطرح الخاص بالتعامل مع بوكوحرام والجماعات الإرهابية أثناء جلسات المنتدى كان جريئًا ويعبر عن تجاوز الخطاب الحكومي السائد بشأن التعامل مع الإرهاب من خلال القوة العسكرية. قال الكاردينال النيجيري جون أونايكان إن الحوار مع الإرهابيين يمكن أن يكون احتمالًا بديلًا، نظرًا لفشل العديد من الجهود الأخرى المستخدمة لمحاربة آفة الإرهاب التي تؤثر على العديد من الدول الإفريقية. يعتقد أونايكان أن الحوار مع الإرهابيين ضروري لحل النزاعات في إفريقيا، حتى لو كان هذا يعني التفاوض مع القتلة. وهو يرى كذلك أن للقادة المسلمين في نيجيريا دورًا رئيسيًا في إقناع أعضاء جماعة بوكو حرام بالجلوس على طاولة المفاوضات.

طبيعة المأزق الراهن والمباراة الصفرية السالبة

على الرغم من تصريحات قادة الدول الكبرى المنخرطة في محاربة الارهاب التي تؤكد على هزيمة داعش فإن المؤشرات الواقعية تؤكد أنها “باقية وتتمدد” في الجبهة الإفريقية. طبقًا لتحليلات معهد الدراسات الأمنية في جنوب إفريقيا فإن هناك مأزقًا مؤلمًا في حوض بحيرة تشاد. إذ تخوض الدول المشاركة في مجموعة العمل المشتركة المتعددة الجنسيات صراعًا مريرًا ضد فصيلين من جماعة بوكو حرام الإرهابية. ومن الواضح أن كلا من بنين والكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا قد استخدموا الحد الأقصى من مواردهم العسكرية في المعارك التي يبدو أنها غير حاسمة. وقد بات من الواضح أن النهج السائد في مكافحة الإرهاب في المنطقة والذي يركز على استخدام القوة -ولو من خلال الدعم الخارجي كما في حالة مجموعة الساحل الخمسة برعاية فرنسية- لم يؤدي بعد إلى تحقيق الأمن والسلام للمجتمعات التي تعاني من خطر الإرهاب. وبالمثل فقد قاومت حركة الشباب المجاهدين في القرن الإفريقي الجهود العسكرية التي بذلتها بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال (أميصوم). ولم تستطع الحملة العسكرية الطويلة التي تقودها الولايات المتحدة وإثيوبيا أن تفت من عضد وقدرات جماعة الشباب الإرهابية التي لا تزال تمثل تهديدًا خطيرًا لمنطقة القرن الإفريقي.

ولاشك أن انقسام بوكو حرام إلى فصيلين في منتصف عام 2016 يزيد من تعقيدات الحالة الجهادية الإرهابية في الساحل وغرب إفريقيا. يقود الفصيل الأول القائد المخضرم أبو بكر شيكاو، والذي يميل إلى تبني خيار التفجيرات الانتحارية والقتل العشوائي للمدنيين. وقد تعهد شيكاو بالولاء لزعيم داعش أبو بكر البغدادي في مارس 2015، بيد أن قيادة داعش المركزية تخلت عنه واعترفت بالفصيل الآخر، الذي يطلق عليه اسم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا بزعامة أبو مصعب البرناوي. ومنذ مايو 2019 نسبت قيادة داعش الإرهابية أنشطة الجماعات الجهادية العنيفة في منطقة الحدود الثلاثية بين مالي وبوركينافاسو والنيجر إلى فرعها في مقاطعة غرب إفريقيا، بدل من ما كان يعرف سابقًا باسم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى. فقد أظهرت مقاطع فيديو دعائية لداعش في 15 يونيو 2019 صورًا امسلحين من نيجيريا ومالي وبوركينا فاسو يؤكدون بيعتهم لأبي بكر البغدادي.

لم تقف الأمور عند هذا الحد حيث أعلن في أبريل الماضي عن مولد “ولاية شرق إفريقيا” التابعة لداعش في كل من موزمبيق وجمهورية الكونغو الديموقراطية. ويعكس ذلك تحولًا في الخطاب الجهادي لتنظيم القوى الديموقراطية المتحدة التي كانت تسعى في البداية إلى إنشاء دولة إسلامية في أوغندا. بيد أنها تحت وطأة الضربات العنيفة التي تلقتها من الحكومة الأوغندية اضطرت للزحف إلى شرق الكونغو ثم تبنت خطابًا أمميًا بنكهة إسلامية. ويشكك كثير من الباحثين في النوايا الحقيقية لهذا التحالف المعارض الذي يبدو أنه يتستر برداء الدين الإسلامي لتحقيق مكاسب سياسية بدليل أنه تحالف في عام 1995مع الجيش الوطني لتحرير أوغندة، الذي يعبر عن توجه علماني واضح.

في ظل الأوضاع والمعطيات الحالية لن تستطيع الدول ولا الفصائل الإرهابية تحقيق النصر العسكري الحاسم. لقد أصبحنا أمام “مباراة صفرية سالبة”، حيث لا يوجد منتصر ولا مهزوم بشكل صريح وإنما كل الأطراف خاسرة. مع مرور الوقت، تتحول المعارك إلى حرب استنزاف مع احتمال ضئيل لتحقيق نصر عسكري كامل، وذلك لأن الأطراف المتصارعة ‏لا تظهر أي علامة على الاستسلام. هذا المأزق هو بالتحديد السبب وراء ‏ضرورة استكشاف بديل الحوار كجزء من مجموعة شاملة تضم خيارات سياسية‎ متعددة.‎

صعوبات الحوار

يبدو أن فكرة الحوار مع الإرهابين لاتزال مرفوضة شعبيا ورسميا. إذ يشعر الكثيرون أنه لا ينبغي للحكومات التفاوض مع الإرهابيين على الإطلاق. فما الذي تستطيع أن تقدمه الفصائل الإرهابية عندما يتعلق الأمر بقبول دعوة إلى طاولة المفاوضات. وإذا كانت الممارسة العملية تؤكد وجود حالات سابقة للتفاوض مع الإرهابيين حتى من قبل حكومات ديموقراطية، فإن ثمة جوانب أخلاقية وسياسية، وحتى إجرائية، ينبغي التعامل معها. على سبيل المثال، ما هي الآثار الأخلاقية والاستراتيجية والسياسية للتفاوض مع هذه المجموعات؟ ما هو النهج الأكثر فعالية؟ وهل يمكن أن تتحدث حكومة شرعية مع الإرهابيين دون تعريض سلامة نظامها السياسي للخطر؟

من جهة أخرى، وبافتراض قبول خيار التفاوض يصبح الموقف بالغ التعقيد. إنه يعبر عن صراع اجتماعي ممتد ووجودي، حيث يقف كل طرف على النقيض التام من الطرف الآخر. على سبيل المثال، هناك نقطة خلاف أساسية تتعلق بإقامة دولة الخلافة الإسلامية التي تهدف إليها بوكوحرام، حيث أن المادة العاشرة من الدستور النيجيري تحظر تبني دين رسمي للدولة. قد يبدو الأمر مختلفًا في الحالة الصومالية التي ينص فيها الدستور على أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي. ومن ثم، فإن الحوار حول قضايا الشريعة في حالة نيجيريا يوفر مجال محدود للتفاوض مع الجماعات الإرهابية. وعلى الرغم من هذه العقبات، ينبغي استكشاف النهج المحتمل للانخراط في المحادثات بعمق أكبر – وهذا يتطلب خيالًا سياسيًا إبداعيًا وإرادة من جانب الحكومات المعنية.

لقد حاولت الإدارات النيجيرية المتعاقبة الحوار مع بوكو حرام. بيد أن هذه الجهود فشلت بسبب غياب الإرادة السياسية، وعدم وجود توافق في الآراء بشأن الأهداف والنتائج المرجوة من جانب الجهات الحكومية الفاعلة. على سبيل المثال، شكك الرئيس السابق جودلاك جوناثان في نوايا المتعاطفين مع بوكو حرام من أعضاء حكومته. وكانت أول محاولة رئيسية للحوار مع بوكو حرام في سبتمبر 2011 عندما تم تسهيل اجتماع بين الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو مع صهر زعيم بوكو حرام الراحل محمد يوسف. بيد أن هذا الوسيط المقرب من بوكو حرام تم اغتياله في ظروف غامضة وهو ما أجهض العملية التفاوضية في بدايتها. المبادرة الثانية كانت في عام 2012 عندما قبلت بوكو حرام وساطة زعيم المجلس الأعلى للشريعة في نيجيريا الشيخ أحمد داتي. لكن الشيخ داتي انسحب من المحادثات، مدعيًا أن الحكومة كانت غير محايدة حيث قامت بتسريب معلومات إلى وسائل الإعلام. وبعد حادثة اختطاف فتيات مدينة تشيبوك في نيجيريا عام 2014 والإفراج عن بعضهن أضحت هناك مؤشرات واضحة عن إمكانيات التفاوض مع بوكو حرام، لا سيما في ظل وجود انقسامات بين المتمردين، الذين اختلف بعضهم مع فكرة اختطاف الفتيات في المقام الأول. يؤكد ذلك أن الجماعة الإرهابية غير متجانسة بأي حال من الأحوال من حيث آراء الأعضاء، وأنه من الممكن بالفعل استمالة بعض الأعضاء من خلال تبني أفكار تفاوضية خارج الصندوق. ثمة من يستسلمون طوعًا أو كرهًا للسلطات الأمنية. في مثل هذه الحالات، يمكن أن تكون المعلومات التي تم الحصول عليها منهم بمثابة مخزون استراتيجي من أجل فهم عقلية الفصائل الإرهابية.

أسئلة خمسة

 تعد السياسة في أحد أبرز معانيها أنها فن الممكن، فهي دائمًا ما تتطلب إعمالا لمنطق التسوية والتوافق والتوفيق والحلول الوسط وما إلى ذلك. ومن ثم، لا ينبغي النظر إلى الخيار التفاوضي على أنه إقرار بالهزيمة أو أنه يعبر عن خيار استراتيجي يلائم الجميع. إن التفاوض ليس مقاسا واحدا يصلح لكل الحالات “one size fits all” بحيث يتم وضع حد للإرهاب في إفريقيا. وعوضًا عن ذلك ينبغي النظر للحوار على أنه جزء مكمل لاستراتيجية شاملة تشمل كافة مقومات القوة الذكية والتي تتناسب مع عولمة الظاهرة الإرهابية في القرن الحادي والعشرين. ثمة تساؤلات خمسة تطرحها الأدبيات المعنية بالظاهرة الجهادية العنيفة في إفريقيا من أجل كبح جماح الإرهاب وهزيمته:

السؤال الأول، هل يمكن الاعتماد على القوة الصلبة فقط في هزيمة الإرهاب؟ وفقًا للخبرة الإفريقية لا يمكن هزيمة الجماعات الإرهابية بالبنادق والقنابل فقط. يعتبر التفاوض والوساطة من الآليات الضرورية لتسوية تمرد بوكو حرام الذي أدى إلى عدم استقرار نيجيريا على مدى نحو عقد من الزمن. من خلال التفاوض والوساطة قد تبدو بعض الفرص لتسوية النزاع إذا توافرت الإرادة السياسية من قبل الحكومة، وهو ما ينعكس إيجابًا على قضية الإرهاب. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي إعادة صياغة موقف عدم التفاوض من جانب الحكومات وإبعاده عن التصور السائد بأن الدول الضعيفة هي التي تحاور الجماعات الإرهابية. ذلك أن التفاوض لا يعني الإقرار بالهزيمة وإنما قد يكون من موقف قوة ويعبر عن أحد الخيارات السياسية المتاحة.

السؤال الثاني، يرتبط بالاعتقاد السائد عن بدء التفاوض في لحظات تراجع وضعف الجماعات الإرهابية. في الواقع العملي لا توجد لحظة مثالية لبدء الحوار. فعلى الرغم من الإعلانات الحكومية المتكررة عن هزيمة بوكو حرام وأن النصر العسكري الحاسم بات يلوح في الأفق تستمر أعمال العنف وربما بصورة أكثر دموية عن ذي قبل. لا شك أن هناك وسائل كثيرة لبدء الحوار مع الجماعات الإرهابية. قد تفضي المبادرات الحكومية بالحوار إلى دفع التأثير على الحواضن الاجتماعية للإرهابيين بما يعني الحد من دعمهم للعنف، وقد يتحول المعتدلون داخل المجموعات الإرهابية نفسها بعيدًا عن العنف. على الرغم من هذه الفوائد المحتملة، يتعين على صناع القرار استكشاف ما إذا كانت الظروف ملائمة لأي أمل في النجاح قبل بدء الحوار. ولعل ذلك يرتبط بالسياق العام وكل حالة على حدة.

السؤال الثالث، يرتبط بأطراف الحوار والجهات الفاعلة أو الكيانات التي يجب إشراكها فيه. إذ ينبغي البدء بالمجتمعات المتأثرة بالهجمات الإرهابية. من الضروري تقييم موقف هذه المجتمعات تجاه الحوار، حيث أن لدى هذه المجتمعات أيضًا فهم عميق لكيفية عمل هذه الجماعات الإرهابية، وهو ما يساعد على تحديد هوية الأطراف الثالثة المحتملة في عمليات الوساطة والتفاوض. استنادا إلى الخبرة والسياق المحلي في كل من الساحل والقرن الإفريقي، يمكن مشاركة أقارب المسلحين وعلماء الدين الإسلامي البارزين وخبراء الوساطة والجمعيات النسائية ومنظمات الشباب والمؤسسات التقليدية وممثلي العشائر ومنظمات المجتمع المدني. ولعل ذلك يقتضي الدخول مع هذه المجموعات في عمليات بناء الثقة وتأسيس لجان للحقيقة والمصالحة.

السؤال الرابع، يرتبط بالتنسيق الإقليمي من جانب الدول المتضررة. فالحرب على الإرهاب قد أدت الى استنزاف موارد الدول المشاركة. لقد نشرت بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال أكثر من 22000 جندي بتكلفة تبلغ حوالي مليار دولار ‏أمريكي في السنة. كما أن عملية حوض بحيرة تشاد مكلفة بالمثل‎.‎ ومن ثم، ينبغي تشكيل لجنة مخصصة في البلدان المتضررة وتكليفها بوضع استراتيجية من أجل بدء الاتصال والحوار وتبادل المعلومات مع الدول المعنية.

السؤال الخامس، يرتبط بطبيعة مساهمة المجتمع الدولي؛ إذ يجب أن تتجاوز المساهمة الدولية تقديم المساعدات العسكرية إلى الدعم الحقيقي لتيسير المحادثات، أو على الأقل تأييد النهج التفاوضي. لقد بات واضحا أن الغارات الجوية المدعومة من الغرب تأتي بنتائج عكسية وتدعم الحواضن الاجتماعية للإرهاب. ويلاحظ أن الاستراتيجية الدولية للحرب على الإرهاب انتقائية وترتبط بمصالح الدول الكبرى المشاركة فيها، كما أنها في الخبرة الإفريقية ترتبط بطبيعة التنافس الدولي على اكتساب السيطرة والنفوذ في إفريقيا.

لا شك أن نهج الحوار والوساطة يعبر عن اقتراب القوة الناعمة في محاربة الإرهاب والتطرف. إنه يستلزم تسوية سياسية شاملة للصراع بحيث تمثل جميع قطاعات المجتمع ولاسيما تلك المتأثرة مباشرة بالصراع. وعادة ما تكون عملية بناء جسور التواصل والحوار مفيدة، حيث توفر معلومات حيوية حول كيفية تأثر المجموعات المختلفة بالصراع الدامي من جهة، وإعطاء الإرهابيين الفرصة لإثارة شكاواهم من جهة أخرى، وبالتالي توفير نظرة ثاقبة على بعض الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى الإرهاب والتطرف العنيف.

د. حمدي عبد الرحمن
د. حمدي عبد الرحمن
+ postsBio ⮌
  • د. حمدي عبد الرحمن
    https://ecss.com.eg/author/hamdy-abdlerahman/
    صراعات ملتهبة: أزمة العفر والعيسى ومستقبل الاتحاد الإثيوبي
  • د. حمدي عبد الرحمن
    https://ecss.com.eg/author/hamdy-abdlerahman/
    هل تنجح أثيوبيا في تغيير الموقف الأمريكي من سد النهضة؟
  • د. حمدي عبد الرحمن
    https://ecss.com.eg/author/hamdy-abdlerahman/
    الصومال ومخاطر الفرص الضائعة
  • د. حمدي عبد الرحمن
    https://ecss.com.eg/author/hamdy-abdlerahman/
    الذهب الأزرق: استراتيجية السدود الإثيوبية

ترشيحاتنا

برلمان 2025: ملامح التوازن الحزبي الجديد وتحوّلات الخريطة السياسية المصرية

الهجرة والطاقة والسلام: أسس الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأوروبا

قراءة تحليلية في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي خريف 2025

المتحف الكبير: فرص وتحديات تحويل “الجيزة” لمقصد سياحي عالمي

وسوم: أفريقيا, الإرهاب, التنظيمات الإرهابية, الحرب على الإرهاب, سلايدر
د. حمدي عبد الرحمن 21/09/2019

تابعنا

تابعنا علي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة
Facebook أعجبني
Twitter تابعني
Instagram تابعني
Youtube مشترك

احدث إصدارات مكتبه المركز

Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 43%
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
EGP350.00
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 50%
تقديرات مصرية
تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
EGP100.00
EGP50.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة إيران
حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
No products found
الأكثر مشاهدة
الأمازون يفاوض العالم: مناخ الكوكب على طاولة بيلم.. فما المنتظر في COP30؟
الهجرة والطاقة والسلام: أسس الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأوروبا
برلمان 2025: ملامح التوازن الحزبي الجديد وتحوّلات الخريطة السياسية المصرية
تأميم الموارد المعدنية في الساحل الأفريقي: بين التحرر الاقتصادي وإعادة تشكيل النفوذ الخارجي
قراءة تحليلية في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي خريف 2025
فواتير اليوم تدفع غدًا: توقعات التجارة العالمية.. صمود 2025 وهبوط 2026
الإعلام الدولي وافتتاح المتحف المصري الكبير: الدبلوماسية الحضارية في أبهى صورها

العلاقات الدولية

  • الدراسات الآسيوية
  • الدراسات الأفريقية
  • الدراسات الأمريكية
  • الدراسات الأوروبية
  • الدراسات العربية والإقليمية
  • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية

قضايا الأمن والدفاع

  • التسلح
  • الأمن السيبراني
  • التطرف
  • الإرهاب والصراعات المسلحة

السياسات العامة

  • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
  • تنمية ومجتمع
  • دراسات الإعلام والرأي العام
  • قضايا المرأة والأسرة
  • مصر والعالم في أرقام
6
    6
    Your Cart
    حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
    حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
    1 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    2 X EGP0.00 = EGP0.00
    تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
    تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
    1 X EGP50.00 = EGP50.00
    حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
    حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
    2 X EGP0.00 = EGP0.00
    Subtotal EGP50.00
    Shipping, taxes, and discounts calculated at checkout.
    View CartContinue ShoppingCheckoutEGP50.00

    Removed from reading list

    Undo