المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
تنمية ومجتمع
برلمان 2025: ملامح التوازن الحزبي الجديد وتحوّلات الخريطة السياسية المصرية
السياسات العامة
الإعلام الدولي وافتتاح المتحف المصري الكبير: الدبلوماسية الحضارية في أبهى صورها
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الأمازون يفاوض العالم: مناخ الكوكب على طاولة بيلم.. فما المنتظر في COP30؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
فواتير اليوم تدفع غدًا: توقعات التجارة العالمية.. صمود 2025 وهبوط 2026
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الهجرة والطاقة والسلام: أسس الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأوروبا
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
قراءة تحليلية في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي خريف 2025
الدراسات الأفريقية
تأميم الموارد المعدنية في الساحل الأفريقي: بين التحرر الاقتصادي وإعادة تشكيل النفوذ الخارجي
السياسات العامة
المتحف المصري الكبير: إنجاز هندسي يليق بأقدم الحضارات
تنمية ومجتمع
المتحف الكبير: فرص وتحديات تحويل "الجيزة" لمقصد سياحي عالمي
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الاقتصاد العالمي بين التحديات وآفاق التعافي: قراءة في تقرير صندوق النقد الدولي
متنوعة
قلق تركي: ماذا يعني فوز "توفان" المؤيد للفيدرالية برئاسة شمال قبرص؟
الدراسات العربية والإقليمية
القمة الثانية عشرة لمنظمة الدول التركية: الانتقال من التكامل الثقافي إلى العمل الاستراتيجي
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تحديات ديمغرافية: توقعات حذرة للبنك الدولي لاقتصاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
تقرير
الإسكان الفندقي: كيف يكون داعمًا حقيقيًا لمستهدف ثلاثين مليون سائح؟
السياسات العامة
المتحف الكبير: رؤية متكاملة على أجندة السياحة الثقافية العالمية
الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
أكاذيب صهيونية حول حرب أكتوبر: السردية والرد
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
مستقبل الكهرباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
وثيقة السياسة التجارية المصرية: بين تحديات الواقع وآفاق المستقبل
الدراسات العربية والإقليمية
الانعكاسات الجيوسياسية:ملامح الشرق الأوسط في اليوم التالي لوقف إطلاق النار بغزة
الإرهاب والصراعات المسلحة
هدف ملغوم: قاعدة باجرام وخيارات العودة الأمريكية إلى أفغانستان
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
من التشديد إلى التيسير: مسار السياسة النقدية المصرية
الإرهاب والصراعات المسلحة
الحزام الأحمر: المقاربة الأمنية-التنموية لاحتواء الصراع النكسالي في الهند
تقرير
أجيال Z وألفا وبيتا: تحديات الهوية الوطنية بين العولمة الرقمية والأمن الاجتماعي
الدراسات الأسيوية
مؤشرات كاشفة: كيف ترسخ الصين موقعها في النظام الدولي؟
ورقة بحثية
التخزين الجوفي للغاز بين التجارب العالمية والطموحات المصرية 
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تكلفة الغموض: أثر عدم اليقين في السياسة التجارية على الاقتصاد العالمي
ورقة بحثية
الحركات الطوارقية المسلحة وإعادة تشكيل الصراع في شمال مالي
السياسات العامة
توازن العقاب والتأهيل: التجربة المصرية في بناء منظومة الإصلاح والتأهيل
الدراسات العربية والإقليمية
تثبيت المسار: واشنطن وتسوية قضية الصحراء الغربية
تقرير
 الدورة الثمانين من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الاعتراف بفلسطين
Facebook X-twitter Linkedin Telegram Youtube
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
52 EGP2,850.00
  • × حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصاديةحالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية 1 × EGP0.00
  • × شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشرشؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر 9 × EGP200.00
  • × حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنميةحالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية 4 × EGP0.00
  • × تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالميتقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي 21 × EGP50.00
  • × حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيرانحالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران 2 × EGP0.00
  • × حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025 15 × EGP0.00

المجموع: EGP2,850.00

عرض السلةإتمام الطلب

  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
تقرأ الأن: إثيوبيا وعباءة الرجل الكبير.. دلالات التغيير الحزبي الجديد
تقرير

إثيوبيا وعباءة الرجل الكبير.. دلالات التغيير الحزبي الجديد

د. حمدي عبد الرحمن
د. حمدي عبد الرحمن تم النشر بتاريخ 21/11/2019
وقت القراءة: 12 دقيقة
استمع للمقال
مشاركة

إنّ متابعة التحولات الفارقة التي تشهدها إثيوبيا في ظل زعامة رئيس الوزراء “أبيي أحمد” تُعيد إلى الأذهان الشخصية السحرية الخاصة بـ”الرجل الكبير” أو teleq säw. إنها شخصية تمتلك السلطة، وتحظى بالاحترام العام. ولا يجد الرأي العام أي غضاضة في القبول بحكم الرجل الكبير. وعلى العكس من ذلك تمامًا، تأتي ظاهرة الهوس بـ”أبيي أحمد” بحسبانه “المسيح” المنتظر الذي سوف يأخذ بيد الأمة الإثيوبية إلى أرض الميعاد. إنها مفارقة غريبة في وقتٍ تتعلق فيه الرسالة التي يتم التأكيد عليها باستمرار بالتحول الديمقراطي، وتوكيد قيم المشاركة والتعددية السياسية.

إن الأوضاع السياسية في إثيوبيا معقّدة للغاية وخطيرة. ورغم الأحداث المأساوية الدامية التي وقعت مؤخرًا في إقليم أورومو، ربما تظهر بارقة أمل. ولعل الإعلان عن إنشاء حزب وطني جديد بدلًا من الائتلاف الحاكم يمثل بدايةً للخروج من الأزمة الحالية. ومع ذلك، فمن غير المرجّح أن يكون هذا الخروجُ سلسًا وبدون عراقيل. السياق السياسي الحالي في إثيوبيا يتسم بعدم الفعالية على المستوى الفيدرالي، كما يوجد فراغ هائل في السلطة على المستوى الإقليمي. وباستثناء إقليم تيغراي، بشكل عام، فإن السلطة على مستوى الأقاليم الاتحادية غير مستقرة. إنها قد تكون اسمية فقط في أيدي المسئولين المحليين الذين لا حول لهم ولا قوة، أو في أيدي الجماعات المحلية غير الرسمية التي تتألف من الشخصيات المؤثرة أو النخب المحلية الجديدة التي عادةً ما تكون مسلحة. وربما يُعزَى عدم استقرار السياسات الإقليمية الإثيوبية إلى استمرار انعدام الأمن، وتكرار حدوث الاشتباكات العرقية.

لكن ما هي الخيارات المتاحة أمام رئيس الوزراء “أبيي أحمد”؟

الخيار الأول: يتمثّل في المضيّ قدمًا وإجراء الانتخابات في مايو 2020. ويدعم هذا الخيار مجموعة واسعة من القوى السياسية، بما في ذلك رئيس الوزراء نفسه. ولعل السبب الكامن وراء ذلك هو أن التأجيل لن يؤدي إلا إلى تفاقم التوترات، وتنامي روح التعصب العرقي العنيف. وربما توفر شرعية ما بعد الانتخابات تحالفًا عريضًا بقيادة “أبيي أحمد” يكون قادرًا على حسم قضيتين رئيسيتين هما: نوع الفيدرالية المطلوب اعتمادها، ودرجة التحرر الاقتصادي المطلوب تبنيها في المرحلة القادمة.

الخيار الثاني: يتمثل في تأجيل الانتخابات والاتفاق على فترة انتقالية تمهد لإجراء انتخابات منظمة، أو حتى إدخال إصلاحات دستورية. ويدعم هذا الخيار أولئك الذين يخشون من تبعات يوم الاقتراع. ويحاجج هؤلاء بأن بقاء الدولة الإثيوبية أكثر أهمية من الالتزام بالجدول الانتخابي. الفكرة هنا هي أنه لا ينبغي إجراء الانتخابات إلا بعد ضمان توفير الحد الأدنى من القواعد التوافقية من خلال عملية حوار مجتمعية واسعة ‏من أصحاب المصلحة. ولعل ذلك يتطلب تنازلات من الطبقة السياسية من أجل القبول بتسويات ووضع قواعد أساسية للمضيّ قدمًا بشكل قانوني ومنظم‏، وسلمي نحو الانتخابات.

الخيار الثالث: يتمثّل في تجاوز بنية النظام الحاكم في شكله الحالي، وإنشاء حزب جديد من أجل دعم سلطة ونفوذ رئيس الوزراء “أبيي أحمد”. هذا الحزب الجديد لن يكون مجرد إعادة تشكيل للتحالف الحاكم بحيث يشمل تنظيمات الأطراف التابعة، واعتماد تمثيل يتناسب مع حجم مناطقهم، وعدد السكان، وما إلى ذلك، لكنه يعني تأسيس إطار تنظيمي جديد يُدير ظهره تمامًا لأيديولوجيا التحالف الحاكم القائمة على الديمقراطية الثورية.

ويبدو أن تقاليد الرجل الكبير في النظام السياسي الإثيوبي هي التي انتصرت في نهاية المطاف، حيث وافق الائتلاف الحاكم في إثيوبيا (الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي [EPRDF] التي تضم أربعة أحزاب سياسية) على الاندماج وتشكيل حزب جديد هو حزب الرفاه الإثيوبي. لقد ناقش أعضاء اللجنة التنفيذية في الائتلاف الحاكم حتى 19 نوفمبر مشروع برنامج الحزب الجديد. وسوف يكون للحزب الجديد مكاتب في جميع أنحاء البلاد، وسيستخدم لغات مختلفة حسب تفضيلات الأشخاص على الأرض. ووفقًا لمسودة برنامج حزب الرفاه ستكون الخطوة التالية هي مواصلة تطوير البرنامج الحزبي خلال المؤتمر القادم للـحزب الحاكم. كما أن الحزب الجديد سوف يمر بعد ذلك بعملية التسجيل في اللجنة الوطنية للانتخابات من أجل المشاركة في الانتخابات العامة القادمة في مايو 2020.

ويطرح ذك التطور المهم في السياسة الإثيوبية عددًا من الدلالات المهمة، يتمثل أولها في دعم سلطة رئيس الوزراء نفسه. وربما يدفع ذلك -كما يقول بعض النقاد- إلى تبني صيغة النظام الرئاسي. ويعمل “أبيي أحمد” من خلال شخصه الذي يجمع بين مكونات الميراث الثلاثي وفقًا لـ”علي مزروعي” (أبوه مسلم من الأورومو، وأمه مسيحية من الأمهرا) على أن يكون عامل توحيد للأمة الإثيوبية. يتحدث “أبيي”، منذ وصوله إلى السلطة في أبريل ‏‏2018، عن مسألة الاندماج الوطني التي يعتبرها المشكلة الحقيقية في إثيوبيا، ويسعى خلال الفترة المقبلة إلى قيادة دولته بأيديولوجيا ميديمر ‏‏”‏MEDAMER‏” التي تطرح مقاربات لمعالجة المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من منظور الاندماج الوطني. ويريد “أبيي ‏أحمد” بناء حزب الرفاه الإثيوبي‏ لتعزيز قوته. ولعل القيم الرئيسية التي وردت في كتابه عن الاندماج الوطني، والذي صدر بالإنجليزية والأمهرية والأورومية، تتمثل في “الوحدة الوطنية، وكرامة المواطن، ‏والازدهار”. ولا يوجد شيء يذكر حول حقوق المجموعات العرقية، ولا شيء عن التنوع. باختصار، لقد تجاهل تمامًا موضوع الفيدرالية العرقية التي ينص عليها الدستور. بالإضافة إلى ‏ذلك، ركز “أبيي” بعد أحداث العنف في أوروميا، على المصالحة على المستوى الشعبي، بوساطة الزعماء الدينيين والشيوخ. ولم ينطق الرجل ‏بكلمة واحدة عن السياسيين أو الأحزاب. 

الدلالة الثانية التي يعكسها تشكيل حزب الرفاه الجديد هي الإعلان رسميًّا عن فشل السياسة العرقية المثيرة للانقسام التي كانت من بنات أفكار الجبهة الحاكمة التي ضمت أربعة أحزاب هي: الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وحزب الأمهرا الديمقراطي، وحزب الأورومو الديمقراطي، وحزب الأقاليم الجنوبية. وبينما نجد أن الأحزاب الثلاثة الأولى هي أحزاب ذات أساس عرقي مسيطر، فإن المناطق الجنوبية تضم 56 مجموعة عرقية موجودة في الطرف الجنوبي لإثيوبيا. 

يقول أحد الحكماء الإثيوبيين “لينكو لاتا”: “نحن نختلف حول عددٍ من القضايا الأساسية. نحن لا نتفق على ما هي إثيوبيا.. على أي نوع من الديمقراطية التي نريدها.. حدية الانقسام واضحة بين المواقف المختلفة.. ليس لدينا خيار سوى التفاوض على حل وسط‏؛ وإلا فإن البديل هو انهيار كامل للنظام”. فهل تستطيع شخصية “أبيي أحمد” التوصل إلى هذا الحل الوسط؟ لقد انتهى النقاش الذي دار بين الحركات الطلابية في الستينيات والسبعينيات حول مسألة القوميات والصراع الطبقي. ورغم ذلك لم يَتَحدَّ أحدٌ الفيدرالية. الخلافات الرئيسية في السياسة الإثيوبية اليوم تدور حول نوع الفيدرالية المطلوب. 

ثمة انقسام في السياسة الإثيوبية بين دعاة الاندماج الوطني وتقوية سلطات المركز في أديس أبابا وبين القوى السياسية التي ترغب في الحفاظ على الفيدرالية القائمة على أسس إقليمية عرقية محددة وفقًا لأنماط الاستيطان واللغة والهوية، على النحو المنصوص عليه في الدستور. كما أن الإشكالية تكمن في تحديد طبيعة العلاقة بين المركز وهذه الأقاليم. هذا هو الانقسام الرئيسي الآن. يدعو “الفيدراليون” أو أنصار دعم سلطة المركز إلى وجود سلطة مركزية قوية وحكم ذاتي محدود للأقاليم الاتحادية. بينما يدعو “الكونفيدراليون” أو “اللا مركزيون” إلى رابطة اتحادية فضفاضة بين الأقاليم التي تتمتع بسلطات شبه سيادية. ويعكس تدخل الجيش الفيدرالي للإطاحة بـ”عبدي إيلي” في الإقليم الصومالي هذه الإشكالية؛ فدعاة الحكم الفيدرالي القوي يرون أن الإقليم سقط تحت نير مستبد فاسد، وعليه فإن التدخل أمر مبرر. بيد أنه غير مقبول بالنسبة لـ”الكونفيدراليين” لأن قوات أديس أبابا لا يمكنها التدخل في إقليم اتحادي إلا بناءً على طلب قيادته، بغض النظر عن سلوك تلك القيادة.

ولعل الدلالة المهمة الثالثة -في هذا السياق- تتعلق بدعم توجهات “أبيي أحمد” النيوليبرالية التي جعلته صاحب نوبل للسلام. إذ يتبنى الحزب الجديد رأسمالية براجماتية تقوم على اقتصاد السوق وتشجيع الاستثمارات الأجنبية بعيدًا عن عباءة “ميليس زناوي” القديمة، التي عبرت عنها الجبهة الديمقراطية الثورية. وكما لاحظ “ويليام دافيسون” بحق، فإن ما اعتبره رئيس الوزراء السابق “ميليس زيناوي” في الليبرالية الجديدة بمثابة “طريق مسدود”، فإن “أبيي أحمد” يراها اليوم بمثابة “أفق جديد”. لقد رفض “ميليس” نهج الليبرالية لتحقيق التنمية، مفضلًا رؤيته عن “الدولة التنموية” حيث تتولّى الدولة -نظريًّا على الأقل- موقع القيادة في عملية التخطيط والتنمية، بالإضافة إلى الملكية العامة للقطاعات الرئيسية مع وجود دور محدود ومنظم للقطاع الخاص في إطار خطة التنمية الوطنية الشاملة. وفي المقابل، لم يكن خطاب رئيس الوزراء “أبيي أحمد” في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد هذا العام في دافوس غير متوقع. فقد عبر في خطابه عن إيمانه الشديد بعقيدة الليبرالية الجديدة القائمة على حرية السوق، من خلال: تحسين وتطوير بيئة ممارسة الأعمال التجارية، ودعم القطاع الخاص، وانفتاح الأسواق والتكامل، بما في ذلك التزام إثيوبيا بتسريع عملية الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.

وعلى الرغم من تبني “أبيي أحمد” خيار عباءة الرجل الكبير لتنفيذ رؤيته الخاصة بالاندماج الوطني، فإن الطريق ليس سهلًا، وإنما تعترضه عقبات جمة. هناك من يتحدث عن السيناريو الكارثي المتمثل في تكثيف وتفاقم “الانقسامات العرقية” بحيث تتجاوز نطاقها الإقليمي. ويلاحظ أنها، حتى ‏الآن على الأقل، لا تزال في سياقها المحلي. ثمة مخاوف من أن تدفع العناصر القومية المتطرفة في الأمهرا والتيغراي والأورومو وغيرها من القوميات البلادَ إلى طريق السيناريو اليوغوسلافي‎.‎ ومن جانب آخر، يتصرف “أبيي أحمد” كما لو كان يمكنه تنفيذ أجندته من خلال الاعتماد فقط على جاذبيته الشخصية، وشعبيته الهائلة، ودعم الغرب له. ثمة مخاوف من تأسيس حكم أوتوقراطي جديد يتجاوز المؤسسات القائمة، ولا سيما مجلس الوزراء والبرلمان، من خلال التصرف من جانب واحد من خلال مجلسه المصغر في أعلى قمة هرم الدولة. ومن ناحية ثالثة، خلقت الإصلاحات المتوالية التي أطلقها “أبيي أحمد” الصدمة الإيجابية التي تحلم بها قطاعات كاملة من الرأي العام. بيد أن عواقب هذه الإصلاحات غير محسوبة، ومن ذلك، على سبيل المثال، مسألة عودة جماعات المعارضة المسلحة المحظورة سابقًا (جبهة تحرير أورومو وجينبوت 7)، وقضية “التطبيع” مع إريتريا. ويبدو أن رمزية الفعل، التي يتم تنظيمها دائمًا بعناية، تتجاوز من حيث الأهمية النتائج المترتبة عليه.

د. حمدي عبد الرحمن
د. حمدي عبد الرحمن
+ postsBio ⮌
  • د. حمدي عبد الرحمن
    https://ecss.com.eg/author/hamdy-abdlerahman/
    صراعات ملتهبة: أزمة العفر والعيسى ومستقبل الاتحاد الإثيوبي
  • د. حمدي عبد الرحمن
    https://ecss.com.eg/author/hamdy-abdlerahman/
    هل تنجح أثيوبيا في تغيير الموقف الأمريكي من سد النهضة؟
  • د. حمدي عبد الرحمن
    https://ecss.com.eg/author/hamdy-abdlerahman/
    الصومال ومخاطر الفرص الضائعة
  • د. حمدي عبد الرحمن
    https://ecss.com.eg/author/hamdy-abdlerahman/
    الذهب الأزرق: استراتيجية السدود الإثيوبية

ترشيحاتنا

برلمان 2025: ملامح التوازن الحزبي الجديد وتحوّلات الخريطة السياسية المصرية

الهجرة والطاقة والسلام: أسس الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأوروبا

قراءة تحليلية في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي خريف 2025

المتحف الكبير: فرص وتحديات تحويل “الجيزة” لمقصد سياحي عالمي

وسوم: آبيي أحمد, إثيوبيا, الأحزاب السياسية في إثيوبيا, سلايدر
د. حمدي عبد الرحمن 21/11/2019

تابعنا

تابعنا علي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة
Facebook أعجبني
Twitter تابعني
Instagram تابعني
Youtube مشترك

احدث إصدارات مكتبه المركز

Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 43%
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
EGP350.00
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 50%
تقديرات مصرية
تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
EGP100.00
EGP50.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة إيران
حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
No products found
الأكثر مشاهدة
الأمازون يفاوض العالم: مناخ الكوكب على طاولة بيلم.. فما المنتظر في COP30؟
الهجرة والطاقة والسلام: أسس الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأوروبا
برلمان 2025: ملامح التوازن الحزبي الجديد وتحوّلات الخريطة السياسية المصرية
تأميم الموارد المعدنية في الساحل الأفريقي: بين التحرر الاقتصادي وإعادة تشكيل النفوذ الخارجي
قراءة تحليلية في اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي خريف 2025
فواتير اليوم تدفع غدًا: توقعات التجارة العالمية.. صمود 2025 وهبوط 2026
الإعلام الدولي وافتتاح المتحف المصري الكبير: الدبلوماسية الحضارية في أبهى صورها

العلاقات الدولية

  • الدراسات الآسيوية
  • الدراسات الأفريقية
  • الدراسات الأمريكية
  • الدراسات الأوروبية
  • الدراسات العربية والإقليمية
  • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية

قضايا الأمن والدفاع

  • التسلح
  • الأمن السيبراني
  • التطرف
  • الإرهاب والصراعات المسلحة

السياسات العامة

  • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
  • تنمية ومجتمع
  • دراسات الإعلام والرأي العام
  • قضايا المرأة والأسرة
  • مصر والعالم في أرقام
52
    52
    Your Cart
    حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
    حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
    1 X EGP0.00 = EGP0.00
    شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
    شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
    9 X EGP200.00 = EGP1,800.00
    حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
    حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
    4 X EGP0.00 = EGP0.00
    تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
    تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
    21 X EGP50.00 = EGP1,050.00
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
    2 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
    حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
    15 X EGP0.00 = EGP0.00
    Subtotal EGP2,850.00
    Shipping, taxes, and discounts calculated at checkout.
    View CartContinue ShoppingCheckoutEGP2,850.00

    Removed from reading list

    Undo