المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
الدراسات الأمريكية
الطلقة الأولى نحو الحرب الأهلية الأمريكية المحتملة: ما تداعيات اغتيال تشارلي كيرك؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تمويل التعافي: تحويلات المصريين بالخارج.. طفرة قياسية وجهود حكومية
الدراسات العربية والإقليمية
مسار تصادمي: العلاقات التركية الإسرائيلية بين التوتر وضبط التصعيد
دراسات الإعلام و الرأي العام
معركة الصورة: كيف تواجه إسرائيل تآكل سرديتها في الرأي العام الغربي
ورقة بحثية
المعركة المحتملة: دوافع ومآلات الحشد العسكري في غرب ليبيا
الدراسات العربية والإقليمية
مكاسب متبادلة: لماذا تعزز القاهرة جهود الوساطة في أزمة الملف النووي الإيراني؟
الدراسات الأسيوية
إدارة المتناقضات الدولية: السياسة الخارجية الهندية بين الاستقلالية الاستراتيجية وتعدد المحاور
تقرير
أبعاد تنامي التهديد الإرهابي في المثلث الحدودي بين مالي والسنغال وموريتانيا 
الدراسات العربية والإقليمية
الحسابات المعطلة: حدود الفاعلية السياسية لعملية "تركيا خالية من الإرهاب
الدراسات العربية والإقليمية
دلالات استهداف قادة حماس في الدوحة
الدراسات الأفريقية
تيكاد 9 – نموذج تنموي جديد لليابان في أفريقيا
الدراسات الأوروبية
" الضمانات الأمنية": حدود الدور الألماني في أمن أوكرانيا
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الفائض الأولي: خطوة للأمام في رحلة تخفيف عبء الدين
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
مصر ومفاوضات الحد من تلوث البلاستيك نحو التزام دولي وتحول وطني في إدارة النفايات
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
بنك مصري بلا فروع التحول البنكي الذكي لتعزيز الشمول المالي
الدراسات الأفريقية
المحاولة الانقلابية في مالي: بين الانقسامات الداخلية والضغوط الخارجية
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
شراكات تنموية:كيف استثمرت مصر قمة التيكاد لتعزيز علاقاتها مع اليابان؟
الإرهاب والصراعات المسلحة
الصراع في إقليم كشمير بين الإرث الاستعماري والتطرف الديني
الدراسات الأفريقية
الاستقرار الهش: مستقبل إقليم التيجراي بين الانقسامات السياسية والعسكرية
الدراسات العربية والإقليمية
انقسام الأجنحة السياسية: كيف يتفاعل الداخل الإيراني مع "آلية الزناد"؟
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
مبادلة الديون بالتنمية: تجارب دولية والحالة المصرية
السياسات العامة
من التشريع إلى الرقمنة: حوكمة التبرعات في مصر
الدراسات العربية والإقليمية
هل اخترقت إسرائيل الحوثيين استخباراتياً؟
الإرهاب والصراعات المسلحة
من التبرعات إلى القتال: العمل الخيري وتمويل الإرهاب.. الآليات وسبل التحصين
الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
"جدعون-2" وغزة: مآلات "السيطرة" و"الاحتلال"
الدراسات الأفريقية
تكالب خارجي: معادن الكونغو الديمقراطية.. محفز مزدوج للصراع والسلام
الدراسات العربية والإقليمية
توسيع الانخراط: ملامح ومقومات الدور الأذربيجاني في الشرق الأوسط
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
تحوّل استراتيجي تجاه المؤسسات المالية الدولية.. أمريكا لا ترحل بل تعيد التشكيل
الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
الطاقة النووية في مقابل الطاقة التقليدية: كيف تحقق مصر معادلة أمن الطاقة
السياسات العامة
اختلال تقاسم الأعباء: كيف تواجه مصر وحدها أزمةَ التمويل الإنساني العالمي؟
Facebook X-twitter Linkedin Telegram Youtube
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
8 EGP250.00
  • × تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالميتقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي 5 × EGP50.00
  • × حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025 1 × EGP0.00
  • × حالة آسيا |  إرث بايدن الآسيويحالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي 2 × EGP0.00

المجموع: EGP250.00

عرض السلةإتمام الطلب

  • العلاقات الدولية
    • الدراسات الأسيوية
    • الدراسات الأفريقية
    • الدراسات الأمريكية
    • الدراسات الأوروبية
    • الدراسات العربية والإقليمية
    • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية
  • قضايا الأمن والدفاع
    • التسلح
    • الأمن السيبراني
    • التطرف
    • الإرهاب والصراعات المسلحة
  • السياسات العامة
    • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
    • دراسات القضايا الاجتماعية
    • مصر والعالم في أرقام
    • دراسات الإعلام و الرأي العام
    • تنمية ومجتمع
  • تحليلات
    • مقال
    • دراسة
    • ورقة بحثية
    • تقرير
    • تقدير موقف
    • كرونولوجيا
    • قراءات وعروض
  • أنشطة وفاعليات
    • أجندة العمل
    • حلقات نقاش
    • مؤتمرات
    • ندوات
    • ورش عمل
  • مكتبة المركز
  • EnglishEn
  • المرصد
تقرأ الأن: أزمة سريلانكا بين تأثيرات الداخل والخارج
تقرير

أزمة سريلانكا بين تأثيرات الداخل والخارج

فردوس عبدالباقي
فردوس عبدالباقي تم النشر بتاريخ 20/07/2022
وقت القراءة: 16 دقيقة
أزمة سريلانكا بين تأثيرات الداخل والخارج
أزمة سريلانكا بين تأثيرات الداخل والخارج
استمع للمقال
مشاركة
[
استمع للمقال
]

تشهد سريلانكا مؤخرًا أزمة اقتصادية وسياسية عميقة جراء العجز عن سداد الديون واستقالة الرئيس بعد هروبه ورئيس الوزراء والاحتجاجات الواسعة في البلاد. يحاول الرئيس بالإنابة “رانيل ويكرمسينغ” العمل على خطة لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي ستكون مقيدة بكل من الهشاشة الداخلية والمخاوف الدولية من التصعيد الذي قد يعرقل خطط الإنقاذ. تحاول الورقة في النقاط التالية إلقاء الضوء على الشق السياسي والاقتصادي، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ومؤشرات تنافس القوى الإقليمية في سياسة تلك الدولة الصغيرة في جنوب آسيا.

المحتويات
انشقاقات داخلية وقيادات جديدةتطور مراحل الاحتجاجأزمة الدين العامتداعيات الحرب الروسية – الأوكرانيةتنافس صيني – هندي

انشقاقات داخلية وقيادات جديدة

تنفيذًا لمطالبات المتظاهرين، جاءت إعلانات الاستقالة من المسئولين مماطلة، فقد أعلن كل من الرئيس “جوتابايا راجاباكسا” ورئيس الوزراء “رانيل ويكرمسينغ” عن عزمهما الاستقالة. بينما قال الرئيس إنه سيستقيل بمجرد تشكيل الحكومة المقترحة من جميع الأحزاب، وذكر رئيس البرلمان أن الرئيس سيتنحى يوم 13 يوليو رغم رغبة الشعب برؤية استقالة الرئيس بأنفسهم. ومع ذلك فقد هرب من البلاد دون أن يستقيل إلى أن أعلن رئيس البرلمان أنه تلقى استقالة “جوتابايا” من سنغافورة، وأدى “ويكريمنسينغ” اليمين رسميًا كرئيس بالإنابة في 15 يوليو.

تم تعيين “ويكرمسينغ ” رئيسًا للوزراء في مايو، عندما دخل المتظاهرون مقر إقامة رئيس الوزراء، وأجبروا رئيس الوزراء آنذاك “ماهيندا راجاباكسا” -شقيق الرئيس- على الفرار والاستقالة. حدث ذلك بعد أن حث أنصاره على مهاجمة المتظاهرين المناهضين للحكومة.

بالنسبة لـ”ويكرمسنغ”، فرغم أن هذه هي ولايته السادسة وأنه لم يكمل ولاية كرئيس وزراء كاملة مطلقًا، لكنه كانت له جهود في عرقلة الجهود المبذولة لمحاكمة عائلة “راجاباكسا”، لذا كان تعيينه من جديد بمثابة خطوة للحد من حركات الاحتجاج، لكن طالب المتظاهرون بإقالته أيضًا. 

استنادًا لذلك، طالب اجتماع لجميع الأحزاب البرلمانية دعا إليه رئيس البرلمان “ماهيندا يابا أبيواردينا” باستقالة الرئيس ورئيس الوزراء، واقترح أن يتولى رئيس البرلمان مهامه كرئيس مؤقت لمدة أقصاها 30 يومًا. خلال هذه الفترة، يجب على البرلمان انتخاب رئيس لإكمال ولاية “راجاباكسا”. وقد بدأ البرلمان الانعقاد يوم 16 يوليو لبدء عملية الانتخاب لرئيس جديد، على أن يختار البرلمان الرئيس الجديد يوم 20 يوليو. 

ومن المرشحين المتقدمين كان “ساجيث بريماداسا” زعيم حزب المعارضة الرئيسي، متنافسًا مع أحد النواب البارزين بالحزب الحاكم “دولاس ألاهابيروما”، والرئيس الحالي بالإنابة؛ إلا أنه يواجه رفضًا شعبيًا كونه أحد أطراف النظام القديم، كما أن وجوده كرئيس بالإنابة يخضع لقرار المحكمة العليا، وفي حالة الإعلان عن عدم قانونيته سيصبح غير مؤهل للترشح للرئاسة.

من جانب آخر، رفض زعماء الأحزاب البرلمانية مناشدة “ويكرمسينغ” بالسماح له بإكمال المحادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل حزمة الإنقاذ وتأمين إمدادات الوقود من الخارج، حيث ستحاول حكومة ائتلافية مكونة من جميع الأحزاب قيادة سريلانكا من خلال مفاوضات الصندوق لإنهاء الإغاثة الاقتصادية وتمهيد الطريق لانتخابات عامة جديدة.

تطور مراحل الاحتجاج

اتبع “جوتابايا راجاباكسا” في بداية حكمه سياسات شعبوية بتخفيض الضرائب وتوظيف الخريجين في وظائف صغيرة، لكن عاد ذلك بالسلب على خزينة الدولة ومواردها، وعمل في الوقت نفسه على معارضة الأقلية المسلمة واتهامهم بالإرهابيين. وقد ساهم تراجع الإيرادات العامة في إعاقة قدرة الدولة على شراء المواد الأساسية مثل الغذاء والأدوية والغاز والوقود.

من جانب آخر، تركت جائحة كورونا أثرها بحكم الإغلاق المتكرر وتوقف الاقتصادات، حيث تراجعت السياحة بسبب التكلفة الباهظة للحجر الصحي، وضآلة التحويلات المالية من العاملين في الخارج. وأدى حظر الأسمدة الزراعية لتدمير قطاع الزراعة الذي يعتمد عليه 70% من السكان، مما أضر بالأمن الغذائي للدولة.

أدت السياسات السابق ذكرها لحالة من عدم اليقين وعدم الاستقرار، ودخل المواطنون في حالة احتجاجية تطالب باستقالة “ماهيندا راجاباكسا”، ووضعت المعارضة شرط تشكيل حكومة جديدة من جميع الأحزاب باستقالة الرئيس أيضًا، وهو ما تم رفضه. وبالفعل تم تعيين “رانيل ويكرمسينغ” رئيسًا جديدًا للوزراء في حكومة لتسيير الأعمال.

اتسمت الاحتجاجات على الوضع الاقتصادي في البداية بالسلمية، لكن كانت هناك تخوفات من دخول العنف فيها، وهو ما حدث بالفعل حين أدت لمداهمات واشتباكات بين المدنيين وقوات الأمن وحرق المقرات الحكومية واقتحام القصر الرئاسي فيما بعد إبان هروب الرئيس من البلاد. وتحول نمط المظاهرات من جماعات صغيرة إلى سلوك اتجاه مختلف من اتساع مجالها وعدد المتظاهرين. 

تشكلت الاحتجاجات من الطبقة المتوسطة بشكل أساسي حيث الشباب من المهنيين من الطبقة المتوسطة الذين نشئوا في عقد من الازدهار النسبي بعد نهاية الحرب الأهلية وتوسيع التصنيع، لكن تَرَاجَعَ طموح تلك الطبقة في أن تصبح دولتهم قصة النجاح الآسيوية القادمة، ورفعوا شعارات ضد عائلة “راجاباكسا” الحاكمة.

مؤخرًا، انضم الأطباء والموظفون والمصرفيون للاحتجاج على نقص المشتقات البترولية، وتم فرض إغلاق وحظر تجوال في المدارس والمكاتب في محاولة لإبعاد المتظاهرين عن الطرق وتهدئة الاضطرابات وارتفاع أسعار الوقود والغذاء. ثم نجحت الاحتجاجات في إسقاط حكومة “ماهيندا راجاباكسا” في مايو الماضي. 

من تطور الأحداث، بدا أن هناك خلافات مؤسسية ساهمت في انهيار النظام، فقد رفضت المحاكم طلب الشرطة بحظر التجمعات بالقرب من منزل الرئيس، وتم رفع حظر التجول الذي فرضته الشرطة بناءً على طلب من مجلس نقابة المحامين، ثم استسلمت الشرطة بعد مقاومتها للمتظاهرين، وسمحت لهم بالاحتشاد واقتحام المساكن الرسمية للرئيس ورئيس الوزراء. لم يتدخل الجيش في الأمر، وأشارت تقارير إلى وجود تحذيرات من السفارة الأمريكية من استخدام القوة ضد المتظاهرين.

وقد عكس هذا التطور اندماج الجماعات مختلفة التوجهات تحت قضية واحدة، وظهور حركات تجمعهم مثل الحركة الوطنية من أجل مجتمع عادل للمطالبة بتغيير النظام الذي بدأ يشهد تراجعًا في الديمقراطية منذ رئاسة “ماهيندا راجاباكسا” منذ 2005 حتى 2015 في فترتين متتاليتين.

أزمة الدين العام

تواجه سريلانكا أسوأ ركود منذ عام 1948، وباتت أول دولة في منطقة آسيا – المحيط الهادئ تتعثر في سداد الديون الخارجية خلال العقدين الماضيين، فقد أدت أزمة الدين العام إلى نقص في الغذاء والوقود وغاز الطهي والأدوية والنقد والسلع الأساسية الأخرى، وبحلول أبريل عام 2022، وجدت البلاد أنها أمام استحقاق ديون بقيمة 7 مليارات دولار، في حين أن احتياطي النقد الأجنبي حوالي مليار دولار، وهو ما أدى للتخلف عن السداد لأول مرة منذ استقلال البلاد. بالإضافة إلى أن الحكومة أجلت مناشدة خطط صندوق النقد الدولي بخطة إنقاذ وسعت لإعادة هيكلة نظام السداد، إلى أن تم الإعلان في مايو عدم القدرة على سداد الديون الخارجية التي تبلغ قيمتها 51 مليار دولار، تستحوذ الصين منها على 11 مليار دولار.

وقد شبّه المحللون انهيار الاقتصاد السريلانكي بالفوضى المالية في أواخر التسعينيات في الاقتصادات الكبرى في جنوب شرق آسيا، وحذّر البعض من تحول سريلانكا إلى “لبنان جنوب آسيا” المثقل بالديون، حيث أفاد مسح أممي بأن حوالي 70% من الأسر في سريلانكا تعاني من نقص في استهلاك الغذاء، بسبب وصول تضخم أسعار المواد الغذائية إلى حوالي 57%. 

وخلال قمة مجموعة العشرين الأخيرة، ناشدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي الدول الأعضاء بتخفيف عبء الديون عن البلدان المثقلة بها، وحاولت التأثير على الصين باعتبار أنها أكبر دائن في العالم، لكن في الواقع يرى محللون أن مشكلة ديون سريلانكا تتجاوز الصين لأن الأمر مرتبط بتغيير تكوين الدين الخارجي والضعف البنيوي للاقتصاد، فالجزء الأكبر من الدين الخارجي لسريلانكا عبارة عن سندات سيادية دولية بلغت 39٪ من إجمالي الدين الخارجي اعتبارًا من عام 2017. وأدت هذه السندات إلى ارتفاع الديون الخارجية الخدمة بسبب طبيعة الدين، وذلك على عكس القروض الميسرة التي يتم الحصول عليها لتنفيذ مشروع إنمائي معين، فإن هذه القروض التجارية ليس لها فترة استرداد طويلة أو خيار السداد على أقساط صغيرة، وهو ما قامت به الصين، فقد كانت هناك فترة سماح لكل قرض حوالي خمس سنوات وفترة سداد تزيد عن 15 عامًا.

تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية

تركت الحرب الروسية – الأوكرانية أثرها سلبًا على سريلانكا حيث مضاعفة أسعار استيراد الوقود والاحتياجات الأساسية، فالأمر قد شمل مضاعفة أسعار الأرز والقمح، بالإضافة إلى أن حظر النفط توريد قد أثر على ندرة وجود الديزل –ارتفاع سعره بنسبة 60%- وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وتعطيل زوارق الصيادين التي من المفترض أن تقضي عشرة أيام في رحلات الصيد، إلى أن اقتصرت على ثلاثة أيام لارتفاع سعر المحروقات. 

وقد أشارت تحليلات إلى أن سريلانكا كانت ستواجه هذه الأزمة حتى لو لم تكن هناك حرب، لكن الحرب فاقمت الأمور. فعلى سبيل المثال، لو كان الوقود سيوفر احتياجات لمدة شهرين، فقد بات شهرًا واحدًا. وقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” أن القيود التي تفرضها روسيا على صادرات الحبوب الأوكرانية قد تكون ساهمت في الاضطرابات في سريلانكا. 

في هذه الأثناء، احتجزت سريلانكا طائرة ركاب روسية تابعة لشركة “إيرفلوت” بسبب العقوبات الدولية المفروضة على موسكو نتيجة للحرب في أوكرانيا، ويقال إن هذه الخطوة جاءت نتيجة قرار صادر من محكمة بناء على طلب من شركة تأجير إيرلندية تزعم أن الطائرة تابعة لها. ووجهت روسيا احتجاجًا معتبرة قرار المحكمة غير مبرر، وطالبت بحل الأمر حتى لا ينعكس سلبًا على علاقات الدولتين خاصةً أن سريلانكا إحدى أشهر الوجهات للسياحة الروسية.

تنافس صيني – هندي

منذ استقلال سريلانكا، تشهد تأثيرًا من الاعتبارات المحلية مثل التنمية الاقتصادية والأمن على خياراتها الخارجية. فعلى سبيل المثال، وقعت اتفاقية أرز المطاط مع الصين عام 1952 لمعالجة نقص الغذاء الوطني، ووقعت على اتفاقية الدفاع والشئون الخارجية مع الحكومة البريطانية لحماية الجزيرة من العدوان الهندي الذي عانت منه الجزيرة.

يأتي الدور الصيني والهندي في سريلانكا ارتباطًا برغبتها في تعزيز هويتها الآسيوية وتعزيز الدعم الدولي المقدم لها. ففي العقدين الماضيين، حصلت سريلانكا على دعم اقتصادي وسياسي وعسكري من كلا الدولتين، وخلال جائحة كورونا، قدمتا مساعدات باللقاحات وإمدادات الأكسجين والقروض والإمدادات الطبية. 

ومنذ عام 2005، تزايد الدعم الصيني المقدم لسريلانكا الذي بدأ بتمويل التوسع العسكري لمكافحة المتمردين، والاستثمار في البنية التحتية خاصةً في الجنوب. ورغم عدم استجابة الصين بشأن الديون، لكن لا يزال الباب مفتوحًا أمامها لمزيد من التوسع والاستثمار بصفتها أكبر داعم اقتصادي، كما أبدت الصين استعدادها بتقديم مساعدات إنسانية، ودراسة خطة إنقاذ محتملة مع بنك التنمية الآسيوي للحفاظ على مصالح الصين في الموانئ السريلانكية المطلة على المحيط الهندي في هامبانتوتا وكولومبو. 

لكن في ظل عدم القدرة على سداد الديون، اتجهت الحكومة للبحث عن طرق مختلفة لزيادة العملة الأجنبية وحاولت التماس المساعدة من القوى الإقليمية، الهند والصين، فقد تم اقتراح تأجير ميناء هامبانتوتا إلى الصين، الذي لم يكن يولد عائدًا كافيًا وتأجير مطار ماتالا راجاباكسا الدولي إلى الهند.

أما عن الدور الهندي، فتحاول الهند تقديم نفسها كشريك يمكن الاعتماد عليه واللعب على وتر عدم الاستجابة الصينية بخصوص الديون بأنها سبق أن حذرت سريلانكا من مسألة القروض الصينية. وفي ظل انخفاض احتياطيات سريلانكا من العملات الأجنبية في فبراير، تفاوضت الدولة على خط ائتمان بقيمة 500 مليون دولار مع الهند لاستيراد النفط لتشغيل النقل والصناعة، خاصةً أن النفط يمثل 40% من توليد الكهرباء في البلاد.

وخلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022، قدمت الهند تسهيلات ائتمانية بقيمة 3.5 مليارات دولار أمريكي لشراء المواد الأساسية، وشحنت الهند 40 ألف طن من الأرز في أبريل. وفي الأسبوع الأخير من مايو، كانت نيودلهي مستعدة لتقديم 40 ألف طن من البنزين، و5.6 مليون دولار أمريكي من المواد الغذائية ومسحوق الحليب والأدوية، والموافقة على مساعدة إنسانية بقيمة 16 مليون دولار أمريكي.

يمكن لما تقوم به الهند أن يعزز ثقة سريلانكا، وإظهار قوتها واستقرارها ومكانتها الدولية خاصةً في ظل مساعيها لتشجيع المجتمع الدولي لتقديم الدعم لسريلانكا، وفي نفس الوقت يساهم هذا الدور في تخفيف المخاوف الهندية من النفوذ الصيني. في الجانب الهندي نفسه، يظهر الدعم الذي قدمته دول الحوار الأمني الرباعي، فقد قدمت أستراليا 2.5 مليون دولار أمريكي لتعزيز الأمن الغذائي، ومن المقرر أن يقوم فريق من وزارة الخزانة الأمريكية بزيارة الجزيرة، مما يعكس حرص المجموعة على استغلال التردد الصيني في سريلانكا.

مما سبق، بعد أن نجحت الاحتجاجات في توفيق مختلف الفئات العمرية والوظيفية والعرقية والدينية، والاستحواذ على الاهتمام الخارجي، وإسقاط حكومة قوية في غضون أسابيع؛ تبدأ سريلانكا مرحلة جديدة مع تمديد حالة الطوارئ في البلاد واستعداد البرلمان لقبول أوراق المرشحين للرئاسة. 

إذا تم بالفعل اختيار رئيس جديد يوم 20 يوليو، فسيكون تشكيل حكومة من جميع الأحزاب أمرًا صعبًا نظرًا للتباين الكبير بين وجهات نظر تلك الأحزاب، وعدم وجود زعيم واحد قد تحتشد معه مختلف الجماعات خاصةً الأقليات. من التحديات أيضًا، هناك عدم الاستقرار الاقتصادي في ظل توقف الاستثمار الأجنبي والمساعدات الخارجية، وتأخر خطة الإنقاذ من صندوق النقد الدولي، واستغراق مزيد من الوقت في مسألة إعادة هيكلة الديون. 

من جانب آخر، تفتح الأزمة التي شهدتها سريلانكا المجال أمام ضرورة تفكير الدول الصغيرة الأخرى المثقلة بالديون حتى يمكنها تجاوز أية صعوبات مستقبلية قد تضاف عليها، خاصةً في ظل الانسحابات المتكررة لرؤوس الأموال الأجنبية والأزمات التي يشهدها العالم مؤخرًا. كما أن الأزمة تعكس تنافس القوى الإقليمية للاستحواذ على نفوذ جديد، وهو ما ظهر في تزايد الدور الهندي في مقابل الصين.

فردوس عبدالباقي
فردوس عبدالباقي
+ postsBio ⮌
  • فردوس عبدالباقي
    https://ecss.com.eg/author/ferdos/
    مخلفات “فوكوشيما”: تسييس الخلافات البيئية بين بكين وطوكيو 
  • فردوس عبدالباقي
    https://ecss.com.eg/author/ferdos/
    تصعيد محكوم: قراءة في المناوشات الأخيرة بين الصين والفلبين
  • فردوس عبدالباقي
    https://ecss.com.eg/author/ferdos/
    التفاف أمريكي:  هل تصبح الفلبين ساحة للتنافس الصيني – الأمريكي؟
  • فردوس عبدالباقي
    https://ecss.com.eg/author/ferdos/
    انخراط متزايد: تنافس القوى الآسيوية الكبرى في القارة الأفريقية

ترشيحاتنا

الطلقة الأولى نحو الحرب الأهلية الأمريكية المحتملة: ما تداعيات اغتيال تشارلي كيرك؟

مكاسب متبادلة: لماذا تعزز القاهرة جهود الوساطة في أزمة الملف النووي الإيراني؟

أبعاد تنامي التهديد الإرهابي في المثلث الحدودي بين مالي والسنغال وموريتانيا 

الحسابات المعطلة: حدود الفاعلية السياسية لعملية “تركيا خالية من الإرهاب

وسوم: أزمة اقتصادية, أزمة سياسية, الإحتجاجات, سلايدر, سيريلانكا
فردوس عبدالباقي 20/07/2022

تابعنا

تابعنا علي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة
Facebook أعجبني
Twitter تابعني
Instagram تابعني
Youtube مشترك

احدث إصدارات مكتبه المركز

Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. حرب الـ12 يومًا: رؤية اقتصادية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. التحول الذكي: الزراعة والطاقة في خدمة التنمية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 43%
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | سوريا إلى أين؟ – العدد العاشر
EGP350.00
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 50%
تقديرات مصرية
تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
EGP100.00
EGP50.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. الأسواق تحت المجهر: تقارير، مؤشرات، وتحولات استراتيجية
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
دوريات ربع سنوية
شؤون عسكرية | "دونالد ترامب" بين ولايتين - العدد التاسع
EGP200.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة الاقتصاد
حالة الاقتصاد .. العالم في مرمى السياسات الأمريكية: قراءة متعددة الزوايا
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة إيران
حالة إيران | تأثيرات سياسة إدارة دونالد ترامب تجاه روسيا والاتحاد الأوروبي على إيران
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
Sale 0%
حالة أسيا
حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
EGP140.00
EGP0.00
Add To Cart
No products found
الأكثر مشاهدة
تيكاد 9 – نموذج تنموي جديد لليابان في أفريقيا
أبعاد تنامي التهديد الإرهابي في المثلث الحدودي بين مالي والسنغال وموريتانيا 
دلالات استهداف قادة حماس في الدوحة
مكاسب متبادلة: لماذا تعزز القاهرة جهود الوساطة في أزمة الملف النووي الإيراني؟
إدارة المتناقضات الدولية: السياسة الخارجية الهندية بين الاستقلالية الاستراتيجية وتعدد المحاور
الحسابات المعطلة: حدود الفاعلية السياسية لعملية “تركيا خالية من الإرهاب
المعركة المحتملة: دوافع ومآلات الحشد العسكري في غرب ليبيا
معركة الصورة: كيف تواجه إسرائيل تآكل سرديتها في الرأي العام الغربي
تمويل التعافي: تحويلات المصريين بالخارج.. طفرة قياسية وجهود حكومية
مسار تصادمي: العلاقات التركية الإسرائيلية بين التوتر وضبط التصعيد

العلاقات الدولية

  • الدراسات الآسيوية
  • الدراسات الأفريقية
  • الدراسات الأمريكية
  • الدراسات الأوروبية
  • الدراسات العربية والإقليمية
  • الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية

قضايا الأمن والدفاع

  • التسلح
  • الأمن السيبراني
  • التطرف
  • الإرهاب والصراعات المسلحة

السياسات العامة

  • الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة
  • تنمية ومجتمع
  • دراسات الإعلام والرأي العام
  • قضايا المرأة والأسرة
  • مصر والعالم في أرقام
8
    8
    Your Cart
    تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
    تقديرات مصرية 67 | عودة الحروب التجارية ومأزق الاقتصاد العالمي
    5 X EGP50.00 = EGP250.00
    حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
    حالة آسيا | الأزمة الهندية الباكستانية 2025
    1 X EGP0.00 = EGP0.00
    حالة آسيا |  إرث بايدن الآسيوي
    حالة آسيا | إرث بايدن الآسيوي
    2 X EGP0.00 = EGP0.00
    Subtotal EGP250.00
    Shipping, taxes, and discounts calculated at checkout.
    View CartContinue ShoppingCheckoutEGP250.00

    Removed from reading list

    Undo