يُشارك المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية للسنة الخامسة على التوالي في فعاليات الدورة 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب التي تحمل اسم المفكر الدكتور أحمد مستجير، والمنعقدة خلال الفترة من 23 يناير الجاري وحتى 5 فبراير بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس.
ويعرض جناح المركز (A4 – صالة 3) لجمهوره نخبة مختارة من الكتب والإصدارات الجديدة، تناقش قضايا إقليمية ودولية باتت شاغلًا أساسيًا ليس لمتخصصي ودارسي العلوم السياسية والعسكرية والاستراتيجية فحسب، بل لكافة المتابعين المهتمين بالشأن السياسي والعام، وتتنقل بين قطاع جغرافي واسع ومتنوع يغطي التفاعلات في منطقة الشرق الأوسط وآسيا والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى دراسة بعض القضايا النوعية ذات الصلة بالأمن غير التقليدي مثل الحروب السيبرانية، بالاستعانة بعددٍ كبيرٍ من الخبراء والمتخصصين ممن تنوعت رؤاهم ومداخلهم التحليلية وأطرهم التفسيرية الشارحة ودراساتهم وتحليلاتهم المتعمقة، ما يجعل منها إضافةً رصينةً للدراسين والمتخصصين والقراء المهتمين بالشؤون السياسية والأمنية والعسكرية والاستراتيجية والاقتصادية. وتضاف تلك الإسهامات العلمية إلى لفيف واسع من المنتجات البحثية السابقة التي تتجاوز الـ 200 منتج يتنوع بين كتب باللغتين العربية والانجليزية ودوريات (شهرية – ربع سنوية – سنوية) وإصدارات خاصة.
ومن أهم أعمال المركز الصادرة هذا العام، كتاب “الشرق الأوسط.. إقليم في مفترق طرق”، من تحرير الأستاذ جلال نصار، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بالمركز، ويُحلل واقع الإشكاليات المعقدة التي يموج بها إقليم الشرق الأوسط وأوقعت العديد من دوله في حلقة مفرغة من الاضطرابات السياسية والأمنية، بما في ذلك استمرار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وانزلاق دولٌ لطالما عملت كدعائم للاستقرار الإقليمي (مثل: سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن) في دوامة النزاعات المسلحة والحروب الأهلية والاقتتال المذهبي، علاوة على توظيف القوى الدولية الكبرى والإقليمية لمكونات هذا المشهد المضطرب لخدمة مصالحها الاستراتيجية العليا وتمرير مشروعاتها التي تهدف إلى إعادة تشكيل الخرائط الجيوسياسية للمنطقة. إضافة إلى تفاقم ظواهر مثل تهديدات أمن الملاحة في الممرات البحرية، وتصاعد أدوار الفاعلين المسلحين من دون الدول، والجماعات المتطرفة مثل داعش والقاعدة وغيرها، فضلًا عن بعض الإشكاليات المرتبطة بعوامل تاريخية وقانونية لا تزال دون معالجة، مثل: النزاعات على ترسيم الحدود البرية والبحرية، وتقاسم مياه الأنهار الدولية المشتركة، وجميعها إشكاليات قوضت فرص إقامة مشروع إقليمي عربي يخدم الاستقرار والازدهار لدوله.
فيما يُقدم كتاب “داعش بعد عقد: إلى أين يتجه التنظيم؟”، من تحرير الدكتورة دلال محمود مدير برنامج الأمن وقضايا الدفاع بالمركز، تحليلاً دقيقًا لمسيرة تنظيم داعش منذ ظهوره وحتى يومنا هذا، مسلطًا الضوء على التحولات الجذرية التي طرأت على بنيته واستراتيجياته، بدءًا من إعلانه “الخلافة” في العراق وسوريا، وصولًا إلى اعتماده على تكتيكات جديدة مثل الخلايا النائمة واستراتيجيات الاستنزاف. ومن خلال فصوله المتنوعة، يغوص الكتاب في الأسباب العميقة التي مكنت التنظيم من البقاء رغم خسارته المكانية، مثل استغلال الأزمات السياسية والاجتماعية، وتوظيف الخطاب الإعلامي، وبناء شبكات علاقات معقدة تمتد إلى شبكات الجريمة العابرة للحدود. كما يقدم قراءة دقيقة لدوره المتصاعد في أفريقيا، وتأثيره في مناطق مثل أفغانستان بعد سيطرة طالبان، مما يعكس كيف استطاع التنظيم التكيف مع المتغيرات والبقاء كتهديد قائم رغم الخسائر المكانية التي تكبّدها.
ومن تحرير الدكتورة دلال محمود أيضًا كتاب “التحولات الكبرى: إعادة تشكيل الخريطة العالمية”، الذي يناقش ملمحين لمظاهر التنافس الجيوسياسي والجيواقتصادي العالمي، هما: إطلاق ممرات ربط دولي استراتيجية متنافسة برية وبحرية، وتشكيل تكتلات اقتصادية جديدة هدفها إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي. وفي هذا الإطار، يُبين الكتاب كيف أن منطقتي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى اكتسبتا أهمية مركزية متزايدة في معادلة التنافس العالمي بحيث أصبحتا نقطة عبور رئيسية لبعض ممرات الربط الدولي المتنافسة، فضلًا عن اتجاه بعض دولها للانضمام إلى التكتلات الاقتصادية الجديدة، من خلال تحليل المكانة الاستراتيجية للإقليمين ومقوماتهما الجيوسياسية والاقتصادية التي جعلتهما إحدى ساحات التنافس الدولي، مع استعراض الفرص والتحديات التي تتيحها مظاهر التنافس الدولي لهاتين المنطقتين. ويُلقي الكتاب الضوء على ساحات نوعية جديدة للتنافس بين القوى الكبرى، خاصةً الولايات المتحدة والصين، وأبرزها الساحة التكنولوجية والفضاء الخارجي باستخداماته المدنية والعسكرية، وقطاع المعادن النادرة ذات الاستخدامات الاستراتيجية، وقطاع الطاقة المتجددة من خلال بحث ملامح ومؤشرات التنافس في هذه الساحات الاستراتيجية وتداعياتها على مستقبل النظام العالمي.
أما كتاب “عسكرة التفاعلات: تحولات الحروب والأسلحة”، الذي حررته الدكتورة رغدة البهي رئيس وحدة الأمن السيبراني بالمركز، فيُعد مرآة عاكسة لمختلف التفاعلات الدولية على تعقد أبعادها الاستراتيجية والعسكرية والأمنية؛ إذ يسلط الضوء على احتدام ظاهرة العسكرة في العلاقات الدولية المعاصرة، بجانب حدود التنافس الدولي على تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي على تعدد مجالات استخداماته العسكرية، والتحولات الكبرى في الموازين العسكرية، والتغيرات المتلاحقة في خرائط تمدد القوى الكبرى، والتزايد المضطرد في معدلات الإنفاق العسكري على المستوى العالمي، وكثافة الاعتماد على الشركات العسكرية الخاصة، والتراجع النسبي في أدوار الجيوش الوطنية، وتزايد الثقل النسبي لقضايا الانتشار النووي وما يتصل به من قضايا فرعية تتصل بالردع النووي، كما يُسلط الضوء على التحولات والتطورات التي تشهدها الصناعات العسكرية ذات الانعكاسات المباشرة على تصنيع وتطوير واختبار أسلحة جديدة من: مدرعات، وصواريخ، وأنظمة دفاع جوي، وغواصات، وغير ذلك.
كما حررت الدكتورة رغدة البهي كتاب “الحروب السيبرانية في الشرق الأوسط والعالم”، الذي يناقش كلًا من: مفهوم الحروب السيبرانية، والبعد السيبراني في الحرب الروسية-الأوكرانية، وحدود الحرب السيبرانية بين الولايات المتحدة والصين، وأبعاد وتداعيات التجسس السيبراني الصيني على الدول الأوروبية، وحدود التصعيد الإيراني-الإسرائيلي في الفضاء السيبراني، والتصعيد السيبراني بين إسرائيل وحزب الله، والاستراتيجيات والأدوات الذكية الإسرائيلية، ومفهوم الحروب السيبرانية بالوكالة، والقدرات السيبرانية للتنظيمات الإرهابية بالتطبيق على تنظيم “داعش”، واتجاهات الحروب السيبرانية. وهو ما يعكس في مجمله ملامح الحروب السيبرانية في الحاضر وفي المستقبل من مداخل تحليلية متنوعة وبأطر مفاهيمية شارحة، حللت مشهد الحروب السيبرانية ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في العالم أجمع.
ويهدف كتاب “آسيا – تحولات الداخل والخارج”، من تحرير دكتورة هدير طلعت رئيس وحدة الدراسات الآسيوية بالمركز إلى مناقشة وتحليل أبرز الأحداث المرتبطة بقارة آسيا باعتبارها تُمثِّل الآن مسرح التنافس الدولي على النفوذ والمكانة بين القوى الدولية، ولا سيما بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى اشتداد حدة التنافس الإقليمي بين القوى الآسيوية التقليدية، خاصةً الصين والهند واليابان، وتصاعُد الأهمية الجيوستراتيجية والاقتصادية والتجارية لمنطقة الإندوباسيفيك على المستوى العالمي. فضلًا عن محورية أزمة تايوان باعتبارها قضية جوهرية في سياق إعادة تشكُّل النظام الدولي، وتصاعد الصراع في شبه الجزيرة الكورية، وتزايد التخوفات بشأن عودة قوة التنظيمات الإرهابية في أفغانستان وباكستان. وأخيرًا، نجاح الاقتصادات الآسيوية في تطوير عدد من النماذج المناظرة للنماذج الغربية، سواء النماذج التنموية أو النموذج الآسيوي في التكامل الاقتصادي، وتحرير التجارة.
فيما يُقدم كتاب “عصر ترامب.. القومية الاقتصادية في مواجهة العولمة”، من تحريرالأستاذ أحمد بيومي نائب رئيس وحدة الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة، والأستاذ بسنت جمال الباحث الأول بوحدة الدراسات الاقتصادية وقضايا الطاقة، نظرة شاملة على “الترامبية الاقتصادية” أو ما يُعرف بـ”ترامبونوميكس”، والتي تمثل النهج المتشدد القومي والانعزالي للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” القائم على إعطاء قُبلة الحياة لشعار “أمريكا أولًا” من خلال إعلاء المصالح الأمريكية على مبادئ التعاون الاقتصادي العالمي، وتقليص الاعتماد على التجارة الدولية لصالح تعزيز الاقتصاد الأمريكي، ودعم الصناعة وسوق العمل المحلي. كما يُسلط الضوء على الكيفية التي يُعيد بها الفكر الترامبي تشكيل الأسواق العالمية، ويرسم من جديد خريطة الطاقة والتجارة العالمية في ظل السياسات الحمائية والعقوبات الاقتصادية المُقرر اتباعها ضد الدول الأخرى والتي نادرًا ما تُحقق الهدف المرجو منها، والاستجابات المُحتملة من الشركاء التجاريين على التعريفات الجمركية، وتثبيط عملية تحول الطاقة والتخاذل عن سياسات العمل المناخي بما يفاقم من التحديات الاقتصادية العالمية التي تتزايد يومًا تلو الآخر.
إضافة إلى ذلك تجدون في جناح المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية مجموعة واسعة من الكتب تناقش قضايا متنوعة، منها على سبيل المثال وليس الحصر كتب: “أزمة الدولة السودانية.. بين الانتقال السياسي المتعثر والصراعات المسلحة”، و”تحولات القرن الأفريقي إعادة تشكيل الإقليم”، و”الإرهاب في الساحل الإفريقي.. عشر سنوات من المواجهات المستعصية”، و”الصراع في إثيوبيا.. المشروع المأزوم وتداعياتة الإقليمية” و”إسرائيل من الداخل”، و”الفاعلون العابرون للحدود شبكات ديناميكية”، و”تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتحولات القوة العالمية”، و”التكنولوجيا العسكرية سباق للتسلح أم تكافؤ للردع؟”، و”إعادة هيكلة معادلة توازن القوى في الشرق الأوسط”، و”جيوبولتيكس الإرهاب 1| الشبكات والمسارات”، و”جيوبولتيكس الإرهاب 2| فهم مناطق الخطر بين جغرافية البشر والإرهاب”، و”الشركات العسكرية تحدي جديد في العلاقات الدولية”، و”المفهوم الاستراتيجي لحلف شمال الأطلسي”، و”إيران التي لم نعرفها بعد”، و”السلاح السري للإخوان.. اختراق المجتمع المدني”، و”روسيا والصين الشراكة لعصر جديد.. المحفزات والقيود”، و”موسوعة حرب أكتوبر 1973 (3 أجزاء)”.
علاوة على كافة الأعداد الصادرة عن دوريات تقديرات مصرية (شهرية)، وشؤون عسكرية (ربع سنوية)، والمجلة المصرية للدراسات الاستراتيجية (ربع سنوية)، فضلًا عن عدد من الإصدارات المتخصصة مثل: “أمن الممرات الملاحية في الشرق الاوسط – تحديات متصاعدة”، و”الردع مفهوم استراتيجي في مواجهه تحديات معاصرة”، و”الطائرات المسيرة التطور بين الماضي والمستقبل”، و”القيادة من الخلف إعادة الانتشار العسكري الأمريكي”، وغيرها.
يُسعدنا استقبال حضراتكم خلال الفترة من 24 يناير وحتى 5 فبراير
جناح المركز المصري رقم A4 صالة 3