أصدر المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في القاهرة، في يناير 2025، دوريته السنوية “توقعات”، والتي تحوي استشرافا موسعا للاتجاهات والمسارات المحتملة في مصر والإقليم والعالم خلال العام الجديد، وذلك بمشاركة 21 خبيرا وباحثا مصريا في مجالات وتخصصات سياسية وأمنية واقتصادية وتكنولوجية.
تطرح افتتاحية الدورية المحددات والأطر العامة الحاكمة لتوقعات العام 2025، خاصة مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرة أخرى إلى البيت الأبيض، والتغيرات المستمرة في ديناميات منطقة الشرق الأوسط، لا سيما مع تداعيات حربي إسرائيل على غزة ولبنان وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، فضلا عن استمرار الخط التوازني العام للسياسة المصرية في التعامل مع قضايا الداخل والخارج.
تبدأ أولى محاور الدورية باستشراف مسارات القضايا المصرية على صعيد التطوير السياسي للمجال العام، حيث يشهد العام الجديد انتخابات برلمانية تعيد تسليط الضوء على الحياة السياسية المصرية، ثم ينتقل المحور إلى مسارات الاقتصاد المصري، في ظل انتهاج برنامج اصلاح اقتصادي يطرح تداعيات على المجتمع والدولة، كما يناقش المحور أيضا اتجاهات السياسة الخارجية المصرية، والتي تجابه تحديات معقدة ومتشابكة بفعل أزمات عدم الاستقرار الإقليمي.
في محور ثان، تطرح الدورية مستقبل عدد من القضايا البارزة على الصعيد الإقليمي في الشرق الأوسط، خاصة حرب إسرائيل على غزة، والاتجاهات المحتملة لسوريا ما بعد سقوط نظام بشار الأسد ، وفي ظل السلطة الجديدة بزعامة أحمد الشرع، كما يناقش المحور مستقبل الدور الإقليمي الإيراني الذي يشهد تراجعات في المنطقة جراء تداعيات حربي إسرائيل على لبنان وغزة، والتغيير السياسي في سوريا، وكذلك مسارات الأزمات المختلفة في الجوار الإقليمي الجنوبي سواء المباشر وغير المباشر لمصر، خاصة في السودان وإثيوبيا والصومال.
يتعرض المحور الثالث للدورية لاتجاهات سباق التسلح العالمي، وأثرها على أمن واستقرار المنطقة، خاصة مع تزايد وتيرة الإنفاق العسكري على خلفية تصاعد الحروب والصراعات، ثم يستشرف مستقبل تنظيمات الإرهاب، خاصة “داعش” و”القاعدة” في مرحلة ما بعد سيطرة “هيئة تحرير الشام” على السلطة في سوريا، إضافة إلى اتجاهات الأمن البحري في الشرق الأوسط، في ظل التحديات التي طالت أمن البحر الأحمر في أعقاب حرب إسرائيل على غزة.
على صعيد القضايا العالمية، تطرح الدورية في محورها الرابع الاتجاهات المحتملة لإدارة ترامب بعد فوزه بولاية أخرى، كما تستشرف مدى قدرته على تنفيذ وعوده الانتخابية في قضايا الداخل والخارج، في ظل وجود تحديات قد تواجه منطقه في إبرام الصفقات ورفع شعار “أمريكا أولا”. يناقش المحور كذلك التوقعات المحتملة حول تسوية الحرب الروسية- الأوكرانية، ومدى إمكانية انفاذها على أرض الواقع، وما إذا كانت الحرب ستشهد تصعيدا حادا من عدمه قبل تلك التسوية، فضلا عن السياسات الصينية، والتي من المتوقع أن تواصل سياسة التوازن بين التصعيد والحوار مع واشنطن. كذلك يرصد المحور اتجاهات تصاعد السباق الدولي حول الذكاء الاصطناعي وسوق الروبوتات.
أخيرا، يناقش المحور الخامس لدورية “توقعات” القضايا الأساسية في الاقتصاد العالمي، لاسيما في ظل توقعات بأن يقود تصاعد المخاطر الجيوسياسية في الإقليم والعالم إلى تهديد نمو الاقتصاد العالمي. أضف لذلك، فقد تؤثر عودة السياسات الحمائية لترامب على مسارات التجارة العالمية في العام الجديد. فيما، قد تشهد أسواق الطاقة العالمية تراجعا نسبيا لهيمنة النفط الإحفوري في مقابل تصاعد مضطرد لمصادر الطاقة المتجددة في الاقتصاد العالمي.