تُعد المدارس بوابة تعزيز السلوكيات الغذائية الصحية، وتقليل مخاطر الإصابة بالسمنة، وسوء التغذية، والأمراض المزمنة، وذلك من خلال توفير برامج التغذية المدرسية للطلاب. ويمكن تعريف التغذية المدرسية بأنها البرامج التي تقدم وجبات غذائية للأطفال الملتحقين بالمدارس، سواء كانت في شكل وجبة ساخنة، أو وجبات خفيفة كالبسكويت المُدعم بالعناصر الغذائية، أو في صورة توزيع حصص غذائية يأخذها الطلاب لمنازلهم؛ لضمان استمرارهم بالتعليم. ويتم النظر إلى تلك البرامج باعتبارها استثمارًا طويل الأجل في رأس المال البشري، ووسيلة لتعزيز حقوق الإنسان، فوفقًا للجنة الدائمة للتغذية التابعة للأمم المتحدة عام ٢٠١٧ في وثيقتها “المدارس كنظام لتحسين التغذية” فإن التغذية المدرسية بإمكانها أن تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز حقوق الإنسان، وخاصة الحقوق المتعلقة بالحصول على غذاءٍ كافٍ، والتمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه، والحق في التعليم.
التغذية والصحة كنهج متكامل
تشير العديد من الأبحاث والدراسات إلى ضرورة النظر للتغذية المدرسية بصفتها جزءًا من السياسات الصحية التي يتم صياغتها، وذلك لضمان توحيد الجهود، وتحقيق الأهداف المنشودة المتمثلة في تعزيز الصحة العامة، والارتقاء باللياقة البدنية للطلاب، وأشار الباحث Gougeon عام ٢٠٠٨ إلى أن سياسات الغذاء والتغذية هي جزء من سياسات الصحة المدرسية، ويجب أن تشمل سياسة التغذية المدرسية عدة عناصر، هي: (برامج التثقيف الغذائي، وبرنامج الوجبات المدرسية المراد تقديمها للطلاب، وتحديد للمعايير والإرشادات التي سيتم إعداد تلك الوجبات في ضوئها، ونظام لمتابعة ورصد حالة تغذية الطلاب).
شكل (١): يوضح سياسات الغذاء والتغذية المدرسية كجزء من هيكل سياسات الصحة العامة
Source: Gougeon, L. A. R. (2008). Nutritional analysis of school meals in some Saskatoon elementary schools (Doctoral dissertation).
حديثًا، تبنى مركز السيطرة على الأمراض (CDC) في الولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠١٤ نموذج (Whole School, Whole Community, Whole Child (WSCC))، باعتباره نهجًا متكاملًا للتعلم والصحة معًا؛ بهدف تطبيقه بالمدارس الأمريكية. ويعد النموذج إطار عمل متمركزًا حول الطالب، يؤكد على كل من دور المجتمع في دعم المدرسة، والروابط بين الصحة والتحصيل الأكاديمي. ويتكون النموذج من عَشَرة عناصر تشمل (التربية البدنية، وبيئة وخدمات التغذية، والتثقيف الصحي، والبيئة الاجتماعية والعاطفية، والبيئة المادية، والخدمات الصحية، والاستشارات النفسية والاجتماعية، وصحة وعافية الموظفين، ومشاركة المجتمع، ومشاركة الأسرة).
ويشير العنصر الخاص ببيئة التغذية المدرسية والخدمات بنموذج (WSCC) إلى كل من الأطعمة والمشروبات المتوفرة للطلاب طوال اليوم الدراسي بالمدرسة، والمعلومات والرسائل المراد توجيهها للطلاب حول الطعام والمشروبات بالمدرسة، وفي ضوء النموذج يتم توفير وجبات للطلاب تتفق مع معايير التغذية الفيدرالية في كل من برنامج الغداء المدرسي الوطني، وبرنامج الإفطار المدرسي، كما يتم التأكد من أن الأطعمة والمشروبات التي يتم بيعها خارج نطاق برامج الوجبات المدرسية تتفق مع معايير الوجبات الخفيفة التي تم تحديدها، وتتضمن بيئة التغذية المدرسية الصحية عدة عناصر، هي على النحو التالي:
- الوجبات المدرسية: تشمل وجبات الإفطار والغداء التي يتم تقديمها من خلال برامج التغذية، ويتم تطبيق معايير التغذية بها، والمتضمنة (الفواكه، والخضروات، والحبوب، ونسبة من الدهون المشبعة والصوديوم، والحد الأدنى والأقصى لمستويات السعرات الحرارية)، كما يتم تطبيق تلك المعايير على الأشكال الأخرى من الأطعمة والمشروبات المُباعة داخل المدارس.
- المكافآت الغذائية: ضرورة التزام المعلمين وأولياء الأمور بتقديم الأطعمة والمشروبات الصحية فقط للطلاب سواء كانت أثناء الاحتفالات والفعاليات المختلفة، أو كمكافآت على التحصيل الدراسي، أو على السلوك الإيجابي للطلاب.
- الحصول على مياه الشرب: توفير مياه الشرب العادية النظيفة والصيانة بشكل دوري.
- العاملون بالمدرسة كنموذج يحتذى به: يقصد به تناول كل من المعلمين والعاملين بالمدرسة للأطعمة الصحية؛ مما يسهم في تعزيز هذه السلوكيات لدى الطلاب.
- تسويق الأطعمة والمشروبات: من خلال استخدام استراتيجيات التسويق؛ لإقناع الطلاب بشراء وتناول الأطعمة والمشروبات الصحية، ووضع الملصقات في أماكن ظاهرة بالمدارس، وعلى أغلفة الكتب المدرسية.. إلخ.
- فرص التعلم حول الطعام الصحي: توفير فرص التعلم عن الأكل الصحي للطلاب؛ مما يساعدهم على تبني خيارات الأطعمة والمشروبات الصحية، ويمكن ذلك من خلال أماكن متعددة، مثل الكافتيريا، والفصول الدراسية، والحدائق المدرسية، ويجب أن يكون التعلم عن التغذية جزءًا من منهج شامل للتثقيف الصحي، كما يمكن دمجه في جميع المناهج الدراسية. فعلى سبيل المثال، يمكن للطلاب تعلم كيفية تحليل الإعلانات الغذائية في فصول تعلم اللغة، كما توفر الحدائق المدرسية والأنشطة المقامة فيها فرصة للتعلم العملي عن الطعام، والتغذية.
شكل (٢): مكونات بيئة التغذية المدرسية، ويوضح العناصر المختلفة ببيئة التغذية المدرسية التي تؤثر على وصول الطلاب إلى الأطعمة والمشروبات الصحية في المدرسة
Source: Centers for Disease Control and Prevention. (2019). Comprehensive Framework for Addressing the School Nutrition Environment and Services. Centers for Disease Control and Prevention, US Dept of Health and Human Services.
التغذية المدرسية حول العالم
بجانب سعي الدول إلى إعداد سياسات تغذية مدرسية تتسق مع سياسات الصحة العامة والصحة المدرسية لديها، فهي تحرص أيضًا على أن تتضمن تلك السياسات معايير ومبادئ توجيهية واضحة للوجبات التي يتم توزيعها، وإطارًا تنظيميًا واضحًا لتنفيذ المنظومة بدءًا من التشريع وحتى البنية التحتية، وآليات التشغيل، والمتابعة، ويتضح ذلك في نموذج كل من فنلندا، والولايات المتحدة الأمريكية.
حيث عملت فنلندا على استخدم برامج التغذية المدرسية كأداة لتعزيز تعلم الطلاب للعادات الغذائية الجيدة، كما تبنت نهج مشاركة الأسر في سياسات التغذية المدرسية من خلال فتح قنوات اتصال بينهم وبين صناع القرار، ويتضمن برنامج التغذية المدرسية الفنلندي مجموعة من المبادئ والمعايير المتعلقة بكميات الطعام، وأنواعه، ويتم تحديثها باستمرار، كما يشمل البرنامج تحديدًا للمواصفات والمعايير المتعلقة بالبنية التحتية للمطاعم المدرسية، حيث يتم اختيار مساحة مركزية مفتوحة متعددة الأغراض بالمدرسة، بحيث يمكن استخدامها قبل وبعد الوجبات، وتكون متعددة الاستخدامات، ويتم تجهيزها بالكراسي والطاولات اللازمة لتناول الوجبات المدرسية، كما يتضمن البرنامج تحديد لجهات الرقابة والإشراف ومهامها بدقة، وكذلك اللائحة الجزائية المتضمنة عقوبات مخالفة لوائح برنامج التغذية.
على صعيد متصل، تم إنشاء البرنامج الوطني للغداء المدرسي (The National School Lunch Program ) عام ١٩٤٦ في الولايات المتحدة الأمريكية؛ بهدف تشجيع الاستخدام المحلي للسلع الزراعية، وحماية صحة الأطفال الأمريكيين، ومع توفر المزيد من الأبحاث والدراسات حول الصحة والتغذية ووضع الطلاب الأمريكيين، وقع الرئيس أوباما عام ٢٠١٠ قانون (Healthy, Hunger-Free Kids Act)؛ بهدف مكافحة وباء السمنة المتزايد في أمريكا، ومعالجة انعدام الأمن الغذائي، وتنظم القواعد الصادرة بموجب هذا القانون الوجبات التي يتم تقديمها للطلاب بجميع الولايات الأمريكية. فعلى سبيل المثال، تتضمن القواعد أن يكون اللبن المُقدم في المدارس إما قليل الدسم، وبهذه الحالة يجب أن يكون بدون نكهة، أو خاليًا من الدسم وفي هذه الحالة يمكن أن يكون إما بنكهة أو بدون نكهة، وإزالة اللبن كامل الدسم من قوائم الغداء، ويتم تقديم الوجبات المدرسية مجانًا أو مخفضة السعر بناءً على دخل وحجم الأسرة. ومع بداية جائحة كورونا أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية أن الوجبات المدرسية سيتم تقديمها لجميع الطلاب مجانًا لمدة عام، وتم مد العمل بهذا القرار خلال العام الدراسي ٢٠٢١/٢٠٢٢، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها جميع طلاب المدارس العامة في الولايات المتحدة الأمريكية على الوجبات المدرسية مجانًا في تاريخ البرنامج الوطني للغداء المدرسي الأمريكي منذ إنشائه، وحاليًا يُقدم مشروع قانون بالكونجرس (Universal School Meals Program Act of 2021) للسماح بتقديم الوجبات مجانًا بشكل دائم لجميع طلاب المدارس العامة.
التغذية المدرسية بمصر
أشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء في دراسته حول “منظومة التغذية في مصر” عام ٢٠١٤ أن تكلفة تعرض الأطفال دون الخامسة لنقص التغذية في مصر قدرت بنحو ٢٠,٣ مليار جنيه في عام ٢٠٠٩، مما تسبب في زيادة عدد الحالات المرضية بما خلق تكلفة إضافية على القطاع الصحي بلغت ٦٦٥ مليون جنيه، كما تؤدي أمراض سوء التغذية إلى تدهور القدرات الذهنية للطلاب بما يؤثر على أدائهم الدراسي ومن ثم زيادة معدلات الرسوب بما يمكن ترجمته في صورة تكلفة على قطاع التعليم تبلغ ٢٧١ مليون جنيه.
وقد سعت الدولة إلى توفير وجبة غذائية آمنة في المدارس بشكل عام، وفي المناطق الريفية والنائية بشكل خاص؛ لتحسين الأوضاع الصحية للطلاب، حيث يتم توفير أشكال عدة من الوجبات للطلاب بمصر، إلا أن الأكثر توزيعًا هو البسكويت والفطيرة، وذلك لسهولة نقله وتخزينه، وانخفاض تكلفته المالية مقارنة بالبدائل الأخرى، وتعد مسئولية تنفيذ برنامج التغذية المدرسية بمصر مسئولية مشتركة يتعاون في تنفيذها عدد من الجهات الحكومية، وتشمل:
- وزارة التربية والتعليم: توفير الدعم المالي طبقًا للخطة، وتوزيع الوجبات الغذائية على الطلاب بعد استلامها من الشركاء.
- وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي: مُمثلة في المشروع الخدمي للتغذية المدرسية، حيث يتبعها عدد ١٥ مصنعًا لإنتاج وجبات التغذية المدرسية (الفطيرة).
- وزارة الصحة والسكان: مُمثلة في المعهد القومي للأغذية، ويقوم بتحديد عناصر الوجبة المدرسية المُقدمة للطلاب.
- الهيئة القومية لسلامة الغذاء: التأكد من اشتراطات السلامة الأساسية الواجب توافرها لضمان سلامة الوجبات المدرسية.
- ومؤخرًا أصبح جهاز مشروعات الخدمة الوطنية هو المعني بتوريد الوجبات المدرسية إلى المدارس.
شكل (٣): يوضح أنواع الوجبات المدرسية التي يتم توزيعها على الطلاب بمصر
شراكة مصرية مع المنظمات غير الحكومية
تتعاون مصر مع عدد من المؤسسات الدولية وعلى رأسها برنامج الأغذية العالمي حيث يقوم بتوفير وجبات مدرسية لطلاب مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية في عدد من المحافظات؛ لتشجيع الأسر الفقيرة بمحافظات الوجه القبلي والمحافظات الصحراوية على إرسال أبنائهم للمدارس، كما يقوم بتوزيع حصص غذائية لأسر الطلاب الملتحقين بمدارس التعليم المجتمعي ومبادرة تعليم الفتيات بشرط الالتزام بالحضور للمدرسة.
بالإضافة إلى ذلك، نفذ بنك الطعام المصري تجربة رائدة لتوفير وجبات مطهية ساخنة بالمناطق الأكثر احتياجًا، من خلال البروتوكول الموقع مع وزارة التربية والتعليم في عشر محافظات لعدد ٤٢ مدرسة، حيث يتم الاستعانة بالأمهات كطاهيات ومشرفات بمقابل مادي، كما قام بإنشاء مطابخ بتلك المدارس لتسهيل مهمة إعداد الوجبات، ويقوم بنك الطعام بتدريب الأمهات العاملين بالمشروع على كيفية تجهيز وإعداد الوجبات.
نحو استراتيجية وطنية للتغذية المدرسية
تكرر خلال الأعوام المنصرمة عدة وقائع لتسمم الطلاب نتيجة تناولهم للوجبة المدرسية، ترتب عليها توقف توزيع الوجبات بالمدارس لبعض الوقت، بالإضافة إلى نتائج فحص ٢٥ مليون طالب خلال ثلاث سنوات بمبادرة الكشف عن أمراض الأنيميا والسمنة والتقزم بالمدارس، والتي كشفت عن إصابة ٣,٣ ملايين طالب بالسمنة، و٨,٢ ملايين طالب بالأنيميا، و١,٢ مليون طالب بالتقزم.
لذا، كان لزامًا على الدولة تطوير منظومة التغذية المدرسية لتعزيز صحة الطالب المصري، حيث تم الإعلان خلال احتفالية افتتاح المدينة الصناعية الغذائية سايلوفودز عن التوجه نحو إعداد استراتيجية وطنية متكاملة لتقديم تغذية مدرسية صحية، ومؤمنة، وبخامات محلية، ومطابقة للمواصفات العالمية، على أن يتم ربط التغذية المُقدمة لطلاب المدارس بالخريطة الصحية والعلاجية بمصر، وأصدر مجلس الوزراء موافقته على تعاقد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية (شركة سايلو فودز) ليصبح المورد الأساسي لمنظومة التغذية المدرسية.
وتم البدء في توزيع الوجبات الجديدة بمنتصف شهر أكتوبر من عام ٢٠٢١، وتضمنت الوجبة المُوزعة على الطلاب بسكويت وعلبة لبن أو علبة عصير، وتم تحديد بدائل لها تتضمن تقديم بار حلاوة طحينية ورغيف خبز محشو جبنة، أو بسكويت، ومثلث جبن ورغيف خبز أو باتيه أو كرواسون، وتم تغليف الوجبات بشكل جديد يتضمن شعارات تحفيزية مثل خليك مبدع، الوحدة سر قوتنا، بكرة أحلى، فخور إن أنا مصري، جيل بكرة يكبر بصحة، كما ظهر على غلاف الوجبات صور رموز مصرية ومعلومات عنهم.
كما أصدرت وزارة التربية والتعليم تعليمات للمدارس بتشكيل لجنة لاستلام الوجبات، والتأكد من سلامة المنتجات ظاهريًا، وشددت على ضرورة عدم تخزين الوجبات وتوزيعها بصفة يومية، وبشهر ديسمبر من ذات العام وبعد تجدد وقائع تسمم الطلاب نتيجة التغذية المدرسية أصدرت الوزارة كتابًا دوريًا للمديريات التعليمية متضمنًا التوجيه نحو قيام المديريات التعليمية بموافاة الإدارة العامة للتغذية بديوان عام الوزارة ببيانات موزعي الوجبات المدرسية بالمحافظة، ومخازن الشركة، ومراكز التعبئة لكل محافظة.
ومجمل القول، ما زالت منظومة التغذية المدرسية في حاجة ماسة لعلاج أوجه القصور المتجذرة بها، وذلك بدءًا من عدم وجود إطار تشريعي مُنظم للمنظومة، ويتضح ذلك جليًا مع ظهور بيانات نفي المسئولية عن تسمم الطلاب الصادرة من الجهات المختلفة في كل مرة، وصولًا لغياب المشاركة المجتمعية سواء في المتابعة والتقييم أو التمويل، لذا فقد نوصي بالآتي:
- إعداد إطار تشريعي خاص بالتغذية المدرسية، ولائحة جزائية، موضح بها مهام ومسئوليات كل جهة بمنظومة التغذية المدرسية، والنسبة المخصصة لموازنة التغذية، والعقوبات حال المخالفة؛ لضمان سهولة الرقابة والمساءلة.
- إنشاء مجلس وطني للتغذية والصحة العامة يتبع رئاسة الجمهورية، ويضم أعضاء من الجهات الفاعلة بالتغذية المدرسية، والجهات الرقابية، والمجتمع المدني؛ لإعداد السياسات الخاصة بالتغذية المدرسية على أساس النهج التكاملي مع السياسات الخاصة بالتربية البدنية، والتثقيف الصحي، والخدمات الصحية، والاستشارات النفسية والاجتماعية، وبشكل يتوافق مع المبادرات التي تنفذها الدولة؛ للارتقاء باللياقة البدنية والصحة العامة للمواطنين.
- تدشين موقع إلكتروني للتغذية المدرسية، ويتم من خلاله نشر الاستراتيجية الوطنية للتغذية المدرسية المزمع إعدادها، والجهات المشاركة بالمنظومة، والشركات التي تقوم بالتعبئة، والتوزيع، والتخزين، والتمويل المتوفر، والفجوة التمويلية؛ لإشراك المجتمع بالقضية، وسهولة الرقابة والمساءلة.
- إشراك المجتمع المدني ومجالس الأمناء والآباء والمعلمين في عملية الرقابة على توزيع الوجبات المدرسية بالمدارس؛ لضمان وصولها للطلاب.
- التأكيد على ضرورة وجود الأطعمة والمشروبات المُباعة التي تتفق مع معايير المعهد القومي للأغذية فقط بالمدارس.
- إعداد خطة قصيرة المدى لاستبدال وجبات البسكويت بالوجبات المطهية (الساخنة)، فعلى الرغم من سهولة إعداد وتوزيع وجبات البسكويت إلا أنه تمت الإشارة بعدد من الدراسات إلى أن تأثيرها أقل على معدلات الالتحاق بالمدرسة والاستمرار بها مقارنة بالوجبات المطهية، كما أنها تعد وسيلة أفضل لإشراك المجتمع المدني وأولياء الأمور.
ختامًا؛ الاستثمار في التغذية المدرسية يُعد استثمارًا طويل الأمد لتجنب الخسائر المضاعفة التي تتكبدها الدولة مستقبلًا في القطاع الصحي والتعليمي، والخسائر في القدرات الإنتاجية، كما يؤدي إلى خلق جيل من الأصحاء القادرين على استكمال مهمة بناء الوطن وحمايته.