عادت هجمات تنظيم داعش لتأخذ منحىً تصاعديًا ملحوظًا في موزمبيق منذ نهاية العام الماضي ومطلع العام الجاري لا سيما في إقليم “كابو ديلجادو” شمال البلاد، وذلك عقب فترة من الانخفاض الكبير لحجم نشاطه العملياتي، بفعل النكسات التي تعرّض لها خلال العامين الماضيين إثر الجهود الأمنية الحكومية وتدخل القوات الرواندية وقوات مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي “ساداك” لمُساعدة الجيش الموزمبيقي على طرد المتطرفين من مدينتي بالما وموسيمبوا دا برايا؛ فعلى الرغم من أن تلك الجهود أسهمت بشكل إيجابي في الحد من نشاط التنظيم، وساعدت القوات الموزمبيقية على استعادة السيطرة على نحو 90% من الأراضي التي يسيطر عليها داعش بحلول منتصف سبتمبر 2023، إلا أنّ عودة حركة الشباب الموزمبيقية (ولاية داعش موزمبيق) لمُمارسة نشاطها بوتيرة مُتصاعدة مُؤخرًا يؤشّر على نجاح التنظيم في تطويع استراتيجيّته وتكتيكاته العسكرية لتتواكب مع المُستجدات والضربات الميدانية التي يتعرض لها. وفي هذا السياق، تُناقش هذه الورقة مُؤشّرات تنامي نشاط ولاية داعش موزمبيق مُؤخرًا، وأسباب ودلالات تجدد هذا النشاط بعد نحو عامين من التراجع الميداني.
تهديدات مُتصاعدة
ثمّة تطورات لافتة شهدها فرع تنظيم داعش موزمبيق خلال الأشهر الفائتة، تُؤشر جميعها على احتمالية تنامي خطر التنظيم خلال الفترة المُقبلة، يُمكن الوقوف على أبرزها فيما يلي:
1. تنامي نشاط التنظيم: تزايد مُعدّل هجمات فرع ولاية داعش موزمبيق خلال الأشهر القليلة الفائتة بعد فترة من التراجع العملياتي، حيثُ سجّلت قاعدة بيانات مواقع النزاعات المسلحة وأحداثها (ACLED) نحو 57 هجومًا للتنظيم خلال الفترة (19 ديسمبر 2023 حتى 28 مارس 2024)، كما أحصت صحيفة النبأ الداعشية الأسبوعية ما يزيد على 45 هجومًا أسفروا عن سقوط أكثر من 100 شخص بين قتيل وجريح خلال الفترة (18 يناير حتى 16 مايو 2024). وقد استهدفت غالبية تلك الهجمات الطوائف المسيحية المُتمركزة في الأجزاء الشمالية من موزمبيق، وتنوّعت ما بين عمليات القتل والتشريد للمدنيين واستهداف الكنائس والمدارس والمنازل والقوات والمباني الحكومية وغيرها.
وقد لُوحظ ترّكز هجمات ولاية داعش موزمبيق الأخيرة في إقليم “كابو ديلجادو” الشمالي، وهو ما يُمكن تفسيره في إطار مساعي التنظيم الحثيثة للسيطرة على تلك المنطقة وتوسيع نفوذه فيها، في ضوء اعتبارين رئيسيين؛ الأول: تُمثّل مقاطعة “كابو ديلجادو” أهمية استراتيجية كبيرة لداعش بسبب امتلاكها احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي والموارد النفطية، وبالتالي يهدف التنظيم من وراء السيطرة عليها وطرد الشركات الأجنبية المُستثمرة فيها، إلى تأمين دخل اقتصادي كبير يُمكّنه من تمويل نشاطه على مستوى أفرعه المُختلفة وتعزيز موارده المالية، كما حدث في الماضي إبان سيطرته المكانية في العراق سوريا. والثاني: تُعاني منطقة “كابو ديلجادو” من مُعضلات سياسية واقتصادية وأمنية عديدة تُشكل في مجموعها –بجانب أسباب أخرى– بيئة خصبة تُسهّل لداعش جهوده الدعائية الرامية إلى استقطاب عناصر جديدة لتعزيز تعداده البشري؛ ومن ثمّ توسيع عملياته ونفُوذه في أفريقيا.
2. السيطرة على بعض البلدات المُهمة: نجح مقاتلو داعش في إحكام سيطرتهم المكانية على بعض البلدات في مُوزمبيق، وقاموا بتطبيق أحكامهم المُتشددة على السكان المحليين في تلك البلدات. فعلى سبيل المثال: سيطرت عناصر داعش خلال الفترة (21 حتى 31 يناير 2024) على بلدة موكوجو. وتعد هذه المرة الأولى التي يفرض فيها التنظيم سيطرته على بلدة مُهمة منذ طرد عناصره على يد قوات الأمن الرواندية من موسيمبوا دا برايا ومباو في أغسطس 2021؛ إذ تقع تلك البلدة في موقع استراتيجي يوفر لعناصر داعش الوصول إلى ملاذات آمنة في ساحل ماكوميا وغابة كاتوبا. وعلى صعيد مُتصل، قام نحو 300 من عناصر التنظيم خلال الفترة (2 حتى 16 مارس 2024) بالسيطرة على بلدة كيسانجا الساحلية على بعد 25 ميلًا جنوب موكوجو.
3. توسيع رقعة التمدد الجغرافي للتنظيم: كان لافتًا اتجاه تنظيم داعش إلى توسيع نطاق هجماته بكثافة إلى أقصى المناطق الجنوبية من “كابو ديلجادو”، مما يُستدل به على قُدرة التنظيم على التمدد جغرافيًا إلى نطاقات جديدة والتأقلم عسكريًا مع المُستجدات الميدانية الحاصلة في أماكن نشاطه الاعتيادية، من خلال التحرك أُفقيًا في شكل مجموعات هجومية أصغر لتوسيع نطاق نشاطه بعيدًا عن منطقة ساحل موزمبيق التي تتركز فيها قوات الأمن، مُستغلًا في ذلك نقص القوات المُوزمبيقية خارج تلك المنطقة، والفجوات القائمة في مستويات التنسيق المعلوماتي بين هذه القوات والقوات الإقليمية الأخرى الشريكة في مُكافحة الإرهاب.
4. تبنّي سياسة “كسب القلوب والعقول”: أسفرت جهود مُحاربة ولاية داعش موزمبيق خلال السنوات الماضية عن فقدانها العديد من عناصرها، مما دفع التنظيم إلى تغيير نهجه في التعامل مع السكان المحليين في مُحاولة لاستمالتهم لصفوفه وتأليبهم ضد الحكومة، ومن ثَمّ تعزيز شرعيته وترميم الخسائر البشرية التي تكبّدها. وقد تبنّى داعش في سبيل تحقيق ذلك سياسة “كسب القلوب والعقول” التي تتضمن مُمارسات مرنة تجاه سكان المناطق التي يسيطر عليها من قبيل توزيع بعض الغنائم على السكان المحليين، وطمأنة النازحين العائدين بأنه لن يهاجمهم، وطرح سرديات مُناهضة للحكومة الموزمبيقية، وشراء البضائع من السكان أو عرض تعويضهم عن الأشياء المسروقة، كمدخل للحصول على تعاطفهم ومن ثَمّ ضمهم لصفوفه، وكأداة للحصول على التمويل من خلال فرض الإتاوات على السكان مُقابل ضمان أمن أرواحهم ومُمتلكاتهم.
فعلى سبيل المثال، بعد سيطرة عناصر التنظيم على بلدة كيسانجا الساحلية في فبراير الماضي، لم يقوموا – وفقًا لشهادات بعض السكان- بمُهاجمة سكان البلدة، وبدأوا في ممارسة أنشطتهم الدعوية، وتوقفوا كذلك عن نصب الكمائن وحرق المركبات على الطرق، وفرضوا بدلًا من ذلك رسومًا على سائقي السيارات مُقابل السماح لهم باستخدام الطرق. وفي مثال آخر، قام عناصر داعش في أعقاب سيطرتهم على بلدة “ماكوميا” خلال مايو الجاري باقتحام المخازن والمستودعات الحكومية واستولوا على المؤن والمواد التموينية بداخلها، وقاموا بتوزيعها بعد ذلك على سُكان البلدة. وكلها مُمارسات تُساعد التنظيم بدرجة أو بأخرى على الاستفادة من سوء الحكم والمظالم المحلية في تكوين حاضنة شعبية تضمن استمرار بقائه، وضخ دماء جديدة في صفوفه.
5. كثافة الاهتمام الإعلامي والدعائي بولاية موزمبيق: تزامنت الزيادة العمليّاتية في نشاط داعش مُوزمبيق، مع تصاعد ملحُوظ للنشاط الدعوي والإعلامي للتنظيم بشكل كبير منذ مطلع العام الجاري، ومن مظاهر ذلك على سبيل المثال وليس الحصر: كثافة الاهتمام من قبل وسائل إعلام التنظيم بتسليط الضوء على نشاط ولاية موزمبيق؛ حيثُ لُوحظ من خلال متابعة أعداد صحيفة النبأ الداعشية الأسبوعية الصادرة منذ يناير 2024 وحتى الآن، حرص داعش على إفراد مساحة تغطية واسعة لاستعراض هجماته ضد قوات الجيش المُوزمبيقي، والجولات الدعائية التي قام بها في بلدات مثل موسيمبوا دا برايا، وشيور، وكويسانغا، ونانغادي، كما خصصت النبأ الصفحات الأولى من الأعداد 430 و 431 و 432 لاستعراض نجاحات ولاية موزمبيق، بل وخُصّصت المقالة الافتتاحية للعدد 443، ونحو ربع صفحات العدد ذاته للحديث فقط عن إنجازات الولاية. وكذا كان فرع داعش موزمبيق -على وجه التحديد- في صدارة اهتمام المُتحدث باسم التنظيم “أبي حذيفة الأنصاري”، حيثُ عمد في كلمته الصوتية التي بُثت في 28 مارس الماضي بعنوان “والله وليتمن هذا الأمر” إلى تقديم ولاية موزمبيق في إشادته على باقي الولايات الأخرى، وحتى عن ولاية خراسان التي حققت نجاحًا كبيرًا للتنظيم آنذاك بهجومها النوعي الذي استهدف قاعة “كروكوس” في روسيا.
وتعكس المُعطيات سالفة الذكر جُملة من النقاط المهمة؛ أولها: وجود اهتمام كبير من القيادة المركزية لداعش بتعزيز نشاط “ولاية موزمبيق” خلال الفترة المُقبلة، ونيّتها في تحويلها إلى مُرتكز قوي لنفوذ التنظيم في أفريقيا. ثانيها: رغبة داعش في خلق حالة من الزخم والاستعراض الدعائي حول قوته ومرونته الهيكلية وقدرة جهازه العسكري على استعادة نشاطه مُجددًا، بما يُسهم في شحذ معنويات أعضائه والتغطية على النكسات التي تعرض لها على يد القوات الموزمبيقية والقوات الشريكة. ثالثها: حرص داعش على إبراز قُدرته على التواصل مع السُكان المحليين في المناطق التي يسيطر عليها، من خلال متون دعائية تتضمن صور لقادته في موزمبيق وهم يؤمون الناس في الصلاة، ويطعمون الأهالي، ويتحدثون مع الأطفال، وغيرها.
علاوة على ذلك، يُمكن القول إن الحملة الدعائية الضخمة الخاصة بولاية داعش موزمبيق تُعد مُؤشرًا قويًا وجرس إنذار على مدى قوة هذا الفرع، خصوصًا أن الصور ومقاطع الفيديو تُظهر أريحية كبيرة للتنظيم في التمركز على الأرض وعقد تجمعات كبيرة للمدنيين للحديث مع كبار مسئوليه داخل المناطق التي يُسيطر عليها.
دلالات عديدة
ينطوي تصاعد نشاط داعش موزمبيق على جُملة من الدلالات بعضها يُربط بالصراعات الجيوسياسية التي يشهدها العالم مُؤخرًا وتداعياتها على نشاط التنظيم بشكل عام، والبعض الآخر يرتبط بُقدرة ولاية موزمبيق على تجاوز النكسات الميدانية التي تعرضت لها خلال العامين الماضيين. ويمكن الوقوف على أبرز هذه الدلالات فيما يلي:
1. قُدرة داعش على التكيف مع مقتل قادته: يندرج تصاعد نشاط تنظيم داعش في موزمبيق مُجددًا، ضمن مساعي التنظيم لإثبات حضوره القوي ومُرونته الهيكلية وقُدرته على لملمة صفوفه وتجاوز تأثيرات مقتل قادته، خاصة بعد أن تعرّضت ولاية موزمبيق خلال عام 2023 لخسائر في مواردها القيادية؛ لعل أبرزها إعلان الجيش الموزمبيقي في 24 أغسطس 2023 مقتل قائد عمليات داعش “بونوماد ماشودي عمر” (المعروف باسم ابن عمر)، وقائدين كبيرين داخل التنظيم هما “أبوكيتال” و “علي ما هاندو” خلال عمليات مُشتركة مع القوات الإقليمية في مُقاطعة كابو ديلجادو شمال البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن أحد العوامل التي ساعدت داعش على التعافي من خسارة كبار قادته وفقدانه الكثير من قوّته العددية في موزمبيق، هي زيادة التعاون بين فرع ولاية موزمبيق وفرع ولاية وسط أفريقيا النشط في جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ حيثُ تُشير بعض التقديرات إلى أن الاتصالات بين الفرعين تعزّزت خلال الفترة الماضية، وهو ما تجسّد في سفر كبار قادة التنظيم من مُوزمبيق إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية عبر تنزانيا والعكس، لمُناقشة بعض الاستراتيجيات والتكتيكات العملياتية وتلقي التدريبات العسكرية، وكذا تدفّق العديد من المقاتلين ذوي الجنسيات المُختلفة -من الكونغوليين والأوغنديين والتنزانيين والكينيين والجنوب أفريقيين إلى “كابو ديلجادو” خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما ساعد التنظيم بنسبة كبيرة على إحياء نشاطه القوي مُجددًا.
2. امتلاك التنظيم عناصر ذات كفاءة عالية: رغم انخفاض أعداد مُقاتلي فرع ولاية داعش موزمبيق خلال عامي 2022 و2023 إثر الضربات التي تلقتها على يد قوات الأمن، لتصل إلى نحو 200 مُقاتل وفقًا لتقرير صادر عن مجلس الأمن نهاية يناير الماضي؛ إلا أن نجاح التنظيم في تصعيد هجماته مُجددًا شمال موزمبيق يُؤشر على امتلاكه كوادر مُدربة ذات كفاءات وقُدرات قتالية عالية المُستوى، تُمكنه من استعادة هجماته بكثافة.
3. استغلال مُغادرة قوات الأمن الإقليمية لموزمبيق: يتزامن تصاعد نشاط داعش في موزمبيق مع استعداد القوّة الإقليمية التابعة لمجموعة التنمية لجنوب افريقيا (ساداك) لمغادرة البلاد بحلول يوليو 2024، وهو ما يُمكن تفسيره في ضوء مساعي التنظيم لاستغلال حالة الفراغ الأمني التي سيخلّفها انسحاب تلك القوات في إرسال رسالة إلى الحكومة الموزمبيقية وشركائها الإقليميين؛ مفادها أنه قادر على التكيف وإعادة ترتيب صفوفه، وأن الجهود الإقليمية لمُحاربته لن تؤتِ أُكلها، وهي الرسائل التي لطالما اعتاد داعش على إيصالها في الظروف المُشابهة، فنجد أفرع التنظيم النشطة في أفريقيا على سبيل المثال قد استفادت بشكل كبير من انسحاب القوات الفرنسية في تعزيز نشاطها وتوسيع رقعة تمددها لا سيما في منطقة الساحل، وكذا استغل فرع “داعش – خراسان” انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في إثبات حضوره وترسيخ نفوذه القوي في ساحة الجهاد المعولم.
4. استمرار توظيف الحرب في غزة والصراعات الجيوسياسية في العالم: لا تنفصل هجمات داعش الأخيرة في موزمبيق عن مساعي التنظيم لاستغلال السياقات الأمنية والسياسية وتنامي الصراعات الجيوسياسية بين المحاور الإقليمية والدولية بشكل عام، والانشغال الدولي في حرب غزّة والتنافس الدولي على النفوذ في أفريقيا على وجه الخصوص، حيثُ يجد التنظيم في تلك التطورات الشديدة الديناميكية، مساحة حركة لالتقاط أنفاسه والتخطيط لشن هجماته الإرهابية وتطوير إمكانياته وتعزيز تعداده البشري بضم عناصر جديدة، لا سيَّما أنّها تُؤثر سلبًا على الجهود الإقليمية والدولية لمُحاربة الإرهاب، وتُقلص مساحات التعاون المعلوماتي والاستخباراتي بين الدول لصالح الصراعات الناشئة، وتُضفي حالة من الضبابية وانعدام الثقة تؤثر سلبًا على حسابات المُواجهة الاستباقية للتهديدات الإرهابية، وليس أدل على ذلك من حالة التصاعد الملحوظ مُؤخرًا في نشاط داعش سواء على مُستوى الفرع المركزي للتنظيم بسوريا والعراق أو على مستوى أفرعه المُختلفة الممتدة بآسيا وأفريقيا وأوروبا، استجابة للحملة الدعائية التي أطلقها التنظيم مطلع العام الجاري، والتي دعا فيها أنصاره بشتى أنحاء العالم إلى شن المزيد من الهجمات الانتقامية، على خلفية الحرب في غزة.
ختامًا، رغم أنّ حجم نشاط داعش في موزمبيق في الوقت الراهن، لا يزال عند مُستويات أقل من تلك التي وصل إليها خلال فترة ذروة نشاطه عام 2021، إلا أن ذلك لا يعني التقليل من المخاطر التي يُشكلها التنظيم، بدليل قُدرته على استئناف نشاطه وترميم صفوفه وشن هجمات تمكن من خلالها من إحكام سيطرته على بعض البلدات، وتسببه في تجريف العديد من المناطق من السكان ونزوح وتشريد الملايين. وفي كل الأحوال، سيتوقف تصاعد حدّة المخاطر المرتبطة بنشاط ولاية موزمبيق خلال الفترة المُقبلة على مدى استجابة الحكومة الموزمبيقية والقوات الإقليمية لتلك المخاطر، وقدرتها على درء مساعي التنظيم لاستعادة قوته، والحيلولة دون انتقال عدوى نشاطه إلى بعض دول الجوار الإقليمي مثل تنزانيا، وجنوب أفريقيا.