استضاف المركز المصري للفكر والدارسات الاستراتيجية، اليوم الموافق 11 يوليو 2023، سعادة السفير دومينيك جوه، سفير سنغافورة لدى جمهورية مصر العربية، وبصحبة السيد كيني تان، نائب رئيس البعثة، والأستاذة سما أسامة، قسم الشؤون السياسية. وقد حضر اللقاء الدكتور خالد عكاشة، مدير عام المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، والباحثتان ببرنامج العلاقات الدولية الأستاذة مها علام، والأستاذة نوران عوضين.
عبّر الدكتور خالد عكاشة في بداية كلمته عن بالغ الترحيب مشيدًا بالتواصل المستمر الذي يتم بين المركز المصري والسفارة السنغافورية. ومن جانبه، أكد سعادة السفير دومينيك جوه على رغبته في استمرار هذا التواصل، بل والعمل على دفع التعاون قدمًا. وفي هذا السياق، أوضح سعادته ما تتمتع سنغافورة به من موقع استراتيجي، وهي نفس الميزة التي تتمتع بها مصر أيضًا، فضلًا عن كون سنغافورة مركزًا عالميًا للأعمال والبيزنس، بجانب ما تقدمه من نموذج للتعايش بين العديد من العرقيات والإثنيات والأديان والطوائف.
واتصالًا بذلك، فقد لفت سعادته إلى قلق سنغافورة من تنظيم “الإخوان”، ليس فقط بسبب الأفكار الانعزالية التي يمكن أن تضر تماسك المجتمع السنغافوري، وإنما بسبب رغبتهم في تحقيق السيطرة السياسية من جانب آخر، وذلك في ضوء ما تكشف عنه بعض التقارير وما تتوقعه بعض التحليلات من اتجاه “الإخوان” لبعض الساحات داخل آسيا من أجل إيجاد ملاذ يسمح لهم بإعادة ترتيب صفوفهم، وإدارة أموالهم، وتدريب أعضائهم.
ومن ثم فقد عبّر سعادة السفير عن رغبته في الاستفادة من خبرة المركز المصري الكبيرة في هذا الملف. كما أشار أيضًا إلى تجربة سنغافورة المتعلقة بإعادة التأهيل الديني، التي تستهدف تعزيز المراجعات الفكرية للمسجونين من خلال الاعتماد على مجموعة من الأئمة المؤهلين من خريجي الأزهر الشريف، والتي حققت نجاحًا وصلت نسبته إلى حوالي 80%.
وفي الختام، اقترح السفير جوه عقد شراكة بين المركز المصري وأحد المراكز السنغافورية لتحقيق أكبر قدر من التعاون البناء الذي يخدم المصالح المشتركة لكلا البلدين، وهو ما رحب به وأكد على أهميته الدكتور عكاشة بالنظر إلى تميز النموذج الذي تقدمه سنغافورة من جانب، وحرص المركز المصري الدائم على توسيع نطاقات وآفاق الشراكات التي يقيمها محليًا وإقليميًا ودوليًا.