افتتح الرئيس “عبدالفتاح السيسي”، في 17 أغسطس 2019، عددًا من المشروعات القومية، منها مشروع 1300 صوبة زراعية على مساحة 10 آلاف فدان، ضمن المرحلة الثانية من مشروع الصوب الزراعية في قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية، مساحة كل منها 3-12 فدانًا، تمت زراعة 65% منها بأنواع مختلفة من الخضروات والفاكهة، وتجري زراعة الباقي وفقًا لأزمنة التصنيف الحقلي المخطط. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لهذه الصوبات 184 ألف طن من الخضروات سنويًّا. ويضم الموقع محطة للفرز والتعبئة بطاقة 600 طن/ يوميًّا، وثلاجات للحفظ بطاقة 1000 طن من الخضروات. وقد أتاح المشروع في موقع الحمام في محافظة مرسى مطروح أكثر من 15 ألف فرصة عمل جديدة مباشرة للشباب من مختلف التخصصات، بالإضافة إلى مصنع للتعبئة والتغليف للمنتجات التي يتم إنتاجها من المشروع ومجمع لإنتاج البذور.
ومن الجدير بالذكر أن المرحلة الثانية من مشروع الصوب الزراعية في منطقة قاعدة محمد نجيب جاءت ضمن خطة الدولة لتنفيذ المشروع القومي لإنشاء 10 آلاف صوبة زراعية والأنشطة الإنتاجية المكملة لها على مساحة 100 ألف فدان، منها 5000 صوبة زراعية على مساحة 20 ألف فدان في المرحلة الأولى في قطاع قاعدة محمد نجيب في محافظة مرسى مطروح، بالإضافة إلى عدة مناطق أخرى، وهي: منطقة العاشر من رمضان، وأبو سلطان، وقرية الأمل بالإسماعيلية، واللاهون بمحافظة الفيوم، والفشن ببني سويف، والعدوة بالمنيا.
المشروع القومي للصوب الزراعية
يتم تنفيذ المشروع القومي للصوب الزراعية طبقًا للمواصفات العالمية ذات الإنتاجية العالية والتكنولوجيا المتطورة، حيث يتم الاستفادة من تجارب دول كالمجر وإسبانيا وهولندا في هذا المجال، حيث يعد المشروع الثاني عالميًّا بعد إسبانيا من حيث التكنولوجيا المستخدمة والإنتاجية، ويعد المشروع الأكبر في الشرق الأوسط في مجال الزراعات المحمية. كما يتم التعاون مع منظمة اليونيدو في تنفيذ المشروع، حيث أكدت المديرة الإقليمية للمنظمة حرصها على المساهمة بخبراتها في هذا المجال في إطار مساعدة المزارعين على زيادة الإنتاجية والتخطيط لإقامة الصناعات الغذائية التكميلية، على نحو يزيد من القيمة المضافة للمنتج الزراعي.
ويُسهم التحول إلى الزراعات المحمية لبعض أنواع المزروعات في زيادة القدرة على إنتاج المحاصيل الاستراتيجية والعلفية والخضروات والفاكهة وغيرها، وذلك في ظل محدودية المساحات المزروعة حتى الآن. كما تُسهم في ترشيد استخدام الموارد المائية العذبة المتاحة لمواجهة الالتزامات المتزايدة للاستخدامات المختلفة للمياه، حيث تُقدر جملة الموارد المائية العذبة المتاحة حاليًّا بنحو 80 مليار متر مكعب سنويًّا تمثل حصة مياه نهر النيل 70% منها. كما تبلغ حصة الزراعة وحدها في الاستخدامات المائية نحو 63 مليار متر مكعب سنويًّا، بنسبة 79% تقريبًا من جملة الموارد المائية العذبة المتاحة في مصر. وبالتالي كان لا بد من ضرورة تعظيم الاستفادة من وحدة الأرض ووحدة المياه ورفع العائد من الاستثمار من خلال تطبيق الأساليب العلمية الحديثة في تنفيذ المشروعات الزراعية، بما يحقق زيادة الإنتاجية، حيث يحقق استخدام الصوبات لبعض الزراعات ترشيدًا في استخدام مياه الرى مقارنة بالزراعات المكشوفة بنسبة 50% في حالة الصوبات العادية، وزيادة في الإنتاجية تعادل ثلاثة أمثال الزراعات المكشوفة، بينما تحقق الصوبات عالية التكنولوجيا ترشيدًا في مياه الرى بنسبة 90% مع زيادة في الإنتاجية تعادل ستة أمثال الإنتاجية في ذات المساحة من الزراعات المكشوفة، وذلك بفعل استخدام منظومة التحكم البيئي في درجات الحرارة والرطوبة والتهوية ومستويات الإضاءة المطلوبة. أضف إلى كل ذلك الدور الذي تلعبه هذه التكنولوجيات الزراعية في العمل على زيادة المعروض من أصناف الخضروات المختلفة في الأسواق للمواطنين بالأسعار المناسبة على مدار العام.
الشركة الوطنية للزراعات المحمية
تأسست الشركة الوطنية للزراعات المحمية في ديسمبر عام 2016 بغرض تنفيذ وإدارة المشروع القومي للصوب الزراعية ضمن الشركات التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وذلك للمساهمة في إنتاج وتوفير أصناف الخضر والفاكهة بجودة عالية وأسعار مناسبة، وسد الفجوة الغذائية المحلية، بل وتهيئة السوق للتصدير، بجانب تدريب وتأهيل العمالة الوطنية في مجال الزراعات المحمية ذات التكنولوجيا الحديثة والصناعات التكميلية المرتبطة بها.
واستنادًا إلى النظم والتطبيقات العلمية الحديثة، تقوم الشركة الوطنية للزراعات المحمية بتصميم وتنفيذ مشروع الصوب الزراعية بالتعاون مع عدد من الشركات الوطنية والعالمية الأخرى، للبدء بزراعة خمسة آلاف صوبة زراعية على مساحة 20 ألف فدان، تبلغ مساحة أكثر من 95% من هذه الصوبات 3 أفدنة لكل منها، بينما تبلغ مساحة بعضها 12 فدانًا للصوبة الواحدة. وتحقق المرحلة الأولى إنتاجية تقدر بنحو 1.565 مليون طن سنويًّا من أصناف الخضروات المختلفة تعادل إنتاجية أكثر من 100 ألف فدان من الزراعات المكشوفة. وقد أتاحت هذه المرحلة حوالى 40 ألف فرصة عمل مباشرة في كافة التخصصات.
كما يتم أيضًا تنفيذ عدد من المشروعات المهمة في هذا الموقع، منها مجمع إنتاج البذور للعديد من أصناف الخضروات، حيث يتم حاليًّا استيراد نحو 98% من احتياجات مصر من بذور الخضروات، ويتحمل المزارع والمستهلك الارتفاع الكبير في أسعارها، لذلك يهدف المشروع إلى إنتاج بذور الخضروات، وفقًا لأحدث التقنيات العلمية لتوفيرها للسوق المحلية بالكميات والأسعار المناسبة والجودة العالية، بهدف الحصول على أفضل النباتات ذات الإنتاج الوفير والمقاوم للعديد من أمراض التربة. وتحقق المرحلة الأولى من البرنامج إنتاجية تقدر بنحو 4.7 مليارات وحدة من البذور اعتبارًا من نهاية عام 2022 تمثل نحو 60% من احتياجات السوق المحلية.
ويتم أيضًا تنفيذ مشروع إنتاج تقاوي البطاطس، وذلك من خلال زراعة الأنسجة الخاصة بها وتنفيذ مراحل إكثارها، بدءًا بإنتاج درنات “الميكروتيوبر”، وانتهاء بإنتاج التقاوي اللازمة للزراعة، حيث تقدر جملة المساحات التي تزرع في مصر بمحصول البطاطس سنويًّا خلال العروات الثلاث الصيفية والشتوية والنيلية بنحو 400 ألف فدان، وتنتج حوالي 4.5 ملايين طن، وتتطلب هذه المساحات نحو 480 ألف طن من درنات التقاوي، ويتم استيراد 35% منها، لذلك يجري تنفيذ مراحل المشروع من خلال الشركة الوطنية للزراعات المحمية ثم الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية شرق العوينات وبالتنسيق مع وزارة الزراعة لإنتاج حوالي 200 ألف طن كمرحلة أولى من تقاوي البطاطس المعروفة باسم “جي 3” سنويًّا، اعتبارًا من نهاية عام 2021.
مواقع تنفيذ المشروع
يستهدف المشروع عدة مواقع في محافظات مختلفة. الموقع الأول: يشمل قاعدة محمد نجيب العسكرية، ويقع غرب مدينة الحمام (مرسى مطروح)، حيث تم التخطيط لبناء 5000 صوبة زراعية على مساحة 10 آلاف فدان، و7 آلاف فدان زراعات محمية بمناطقها الخدمية والإدارية وقطاع البذور بواقع 3 آلاف فدان متخللات، وتمت زراعة 2500 فدان بأشجار الزيتون المُنتج للزيوت، كما تمت زراعة 500 فدان بطيخ. ويحتوي القطاع على 1302 صوبة، منها 186 صوبة تقليدية على مساحة 250 فدانًا.
الموقع الثاني: ويقع شمال مدينة العاشر من رمضان، حيث تم إنشاء 600 صوبة متوسطة التكنولوجيا على مساحة 2500 فدان، وتم افتتاحها في ديسمبر 2018، وتم إضافة 1600 فدان أخرى لتصبح المساحة الإجمالية 4100 فدان تضم 900 صوبة، مساحة كل منها 2.5 فدان، وتمت زراعتها بمحاصيل الخضروات المختلفة، وتمت إضافة 200 فدان مانجو في المتخللات داخل المزرعة. كما تم إنشاء محطة فرز وتعبئة بطاقة فرز 400 طن/ يوميًّا، وبطاقة تخزين مبرد 800 طن. ويستهدف مشروع العاشر من رمضان إنتاج 114000 طن من الخضروات المختلفة.
الموقع الثالث: يقع بقرية الأمل بمدينة القنطرة شرق على مساحة 100 فدان، وتم إنشاء 529 صوبة زراعية، كما تمت إضافة 1640 فدانًا في المنطقة شرق مدينة الإسماعيلية الجديدة، وتمت زراعتها بأشجار المانجو من الأصناف عالية الجودة مع استخدام نظم الري الحديثة لتحقيق أعلى إنتاجية من المشروع. ويستهدف قطاع قرية الأمل في الموسم الزراعي 2019/2020 إنتاج 4300 طن من أصناف الخضروات المختلفة.
الموقع الرابع: يقع بقطاع أبو سلطان، والذي أنشئ على مساحة 12500 فدان، ويحتوي على 2353 صوبة متوسط التكنولوجيا مساحتها 2.5 فدان، وذلك بالتعاون مع شركات صينية، وسيتم افتتاحه في نهاية هذا العام، وتم إنشاء محطة فرز وتعبئة بطاقة فرز 800 طن/ يوميًّا، وطاقة تخزين مبرد 1800 طن، ويستهدف القطاع إنتاج 259 ألف طن من أصناف الخضروات المختلفة.
الموقع الخامس: يقع في منطقة اللاهون بمحافظة الفيوم، على مساحة 13 ألف فدان، ويضم 800 صوبة متوسطة التكنولوجيا مساحتها 6 أفدنة بالتعاون مع شركة روفيبا الإسبانية، و1200 صوبة متوسطة التكنولوجيا على مساحة 2.5 فدان من تصميم وتصنيع مهندسي الشركة الوطنية للزراعات المحمية ومجموعة من الشركات الوطنية المصرية، ومن المخطط إنشاء محطة فرز وتعبئة بطاقة فرز 800 طن/ يوميًّا، وبطاقة تخزين مبرد 1800 طن. ومن المستهدف أن تصل الطاقة الإنتاجية لهذا القطاع 3010 آلاف طن من أصناف الخضروات المختلفة.