عادت العلاقات اليابانية مع القارة الأفريقية إلى دائرة الضوء في ظل انعقاد مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا “تيكاد 8″، بتونس يومي 27 و28 أغسطس 2022، تحت شعار “أولويات التنمية في أفريقيا بعد كوفيد–19″، وهي المرة الثانية التي يُعقد فيها منتدى تيكاد في أفريقيا، بعد “تيكاد 6” الذي عقد في كينيا عام 2016، والأولى في شمال أفريقيا، بعد أن تحصّلت تونس على شرف احتضان مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية “تيكاد 8″، في الدورة العادية الــ33 لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي فبراير 2020، بعد مسار تفاوضي استمرّ لعدة أشهر، مما يشير إلى الأولوية التي توليها اليابان لدول الشمال الأفريقي التي تعتبر بوابة إلى القارة الأفريقية، وجزءًا هامًا من استراتيجية اليابان في حفظ الأمن والسلام في أفريقيا، فضلًا عن مكانة دول شمال أفريقيا في مبادرة المحيطين الهادئ والهندي التي تتبناها اليابان وتربط دول آسيا بأوروبا عن طريق شرق وشمال القارة الأفريقية.
ويأتي منتدى “تيكاد 8” بينما تواجه أفريقيا العديد من التحديات، بما في ذلك الآثار المستمرة لوباء كوفيد-19، وسط مخاوف متزايدة بشأن استقرار الإمدادات الغذائية وارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، من جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، بجانب التأثيرات المدمرة للتغيرات المناخية. ويشترك في تنظيم المنتدى، الذي انطلق لأول مرة عام 1993، إلى جانب الحكومة اليابانية، مكتب المستشار الخاص لشئون أفريقيا التابع للأمم المتحدة، والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، والبنك الدولي، ومفوضية الاتحاد الأفريقي.
وكان من المنتظر أن يحضر رئيس الوزراء الياباني السيد “فوميو كيشيدا” المنتدى في تونس، لكن إصابته بفيروس كورونا حالت دون ذلك، واكتفى بمتابعة أعمال الدورة من بعد والمشاركة في بعضها عن طريق الفيديو كونفرنس، بينما حضر فعاليات المنتدى نيابة عنه وزير خارجية اليابان “يوشيماسا هاياشي”.
انعقاد “تيكاد 8” في سياق التنافس الدولي
خلال ما يقرب من ثلاثة عقود، عملت اليابان على تبني استراتيجية خاصة بأفريقيا (ويعد منتدى “تيكاد” الذراع الرئيسية لهذه الاستراتيجية) تساعدها على المنافسة مع القوى العالمية الأخرى المتواجدة في القارة، وبشكل خاص تقليص النفوذ الصيني المتنامي في أفريقيا، حيث ترى طوكيو أن التوسع الصيني في أفريقيا قد يمكّن بكين من الاستفادة من الدعم الأفريقي في القضايا الشائكة مثل النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي.
وفي إطار التنافس على النفوذ في القارة الأفريقية، استخدمت اليابان مؤتمر تيكاد لانتقاد ممارسات الإقراض الصينية في أفريقيا، والترويج لما يسمى بـ”فخ الديون” الصينية، كما تحاول طوكيو تحديد الثغرات في مشاركة الصين في أفريقيا، وتعتبرها فرصة لها، فبينما تركز بكين على تمويل المشاريع الكبيرة، تركز طوكيو في دعمها على المشاريع والشركات الصغيرة والمتوسطة وتنمية الموارد البشرية، مما يساعد في نقل المهارات وتوطينها في القارة الأفريقية، فضلًا عن تركيزها على المجالات التي لا تشارك فيها الصين كثيرًا، مثل التخفيف الاستباقي للكوارث، وهو مجال تُعد اليابان رائدة عالميًا فيه.
وعلى الرغم من أن اليابان، وهي ثالث أكبر اقتصاد في العالم، وكانت في مقدمة المهتمين بالشأن الأفريقي، في الوقت الذي انسحبت فيه أنظار الدول الكبرى عن أفريقيا، وهو الاهتمام الذي تمت ترجمته إلى إطلاق مؤتمر طوكيو الدولي لتنمية أفريقيا “تيكاد” لأول مرة في عام 1993، أي قبل نحو 7 سنوات من إطلاق الصين لمنتداها الأفريقي “فوكاك” عام 2000، ظل حجم التبادل التجاري بين اليابان وأفريقيا على مدار العقود الماضية متواضعًا جدًا إذا ما قورن بالتبادل التجاري بين أفريقيا والصين، الذي بلغ 12 ضعف التبادل التجاري مع اليابان، فضلًا عن أن عدد الشركات اليابانية العاملة في أفريقيا لا تضاهي عُشر الشركات الصينية في أفريقيا.
إلى جانب ذلك، تمثل الحرب في أوكرانيا حافزًا إضافيًا لطوكيو لتكثيف تعاونها مع أفريقيا، فبينما صوتت اليابان مع اقتصادات مجموعة السبع الأخرى على فرض مجموعة من العقوبات ضد روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، انقسمت الدول الأفريقية حول إدانة روسيا، ولم يوقع على القرار سوى 28 دولة أفريقية فقط.
وفي سياق الحرب الروسية الأوكرانية، ترى اليابان أن تعميق علاقاتها مع أفريقيا ضروري لتنويع إمداداتها من الطاقة والموارد المعدنية، خاصة بعد أن أعلنت طوكيو عن التخلص التدريجي من واردات النفط الروسي، ووضعت الشركات اليابانية خططًا لتحويل ناقلات الغاز الطبيعي المسال القديمة إلى قواعد عائمة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال لخفض التكاليف، وتلعب أفريقيا دورًا هامًا في هذه الخطط، حيث يمكن بناء مواقع الإنتاج العائمة هذه قبالة سواحل أفريقيا.
بالإضافة لذلك، تسعى طوكيو إلى كسب الدعم لمقترحها الخاص بإصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والحصول على مساندة الدول الأفريقية في أن تصبح اليابان عضوًا دائمًا لمجابهة النفوذ الصيني والروسي في المجلس.
ومع ذلك، تميل أفريقيا إلى التمسك بموقفها القديم في الحرب الباردة، المتمثل في عدم الانحياز، والذي دعمته مؤخرًا بمبدأ الانفتاح على الشراكات العالمية بما يحقق المصالح الأفريقية وأولويات أجندة أفريقيا 2063، وبالتالي من غير المرجح أن تدعم الدول الأفريقية اليابان، أو غيرها من الدول الغربية، في مواقفها ضد الصين وروسيا اللتين تقيمان علاقات شراكة مع العديد من الدول الأفريقية وبينهما مصالح مشتركة، وكذلك من غير الواضح إلى أي مدى ستذهب اليابان في السعي للحصول على دعم أفريقي لمواقفها.
جدول أعمال مزدحم
بالنظر إلى التحديات التي تواجهها القارة الأفريقية في ظل الظروف الصعبة التي فرضتها جائحة كوفيد-19، والحرب الروسية الأوكرانية، وبالتماشي مع الركائز الأساسية الثلاث لسياسة اليابان للتعاون مع أفريقيا: التنمية التي محورها الإنسان، والحد من الفقر من خلال التنمية الاقتصادية المستدامة، وتوطيد السلام. ركزت فعاليات الدورة المنعقدة على مدار يومين على ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في: تحقيق نمو مستدام وشامل للجميع مع الحد من أوجه عدم المساواة الاقتصادية من خلال تسريع استثمار القطاع الخاص، ودعم الشركات الناشئة التي تتعامل مع القضايا الاجتماعية والشركات الخضراء. إلى جانب بناء مجتمعات مستدامة ومرنة وأكثر صمودًا قائمة على الأمن البشري؛ من خلال التركيز على الموارد البشرية، في مجالات الصحة والتعليم والبيئة، بما في ذلك الوقاية من الكوارث الطبيعية وتغير المناخ، بالإضافة إلى التركيز على كيفية التعامل مع أزمة الغذاء التي تفاقمت بسبب تعطل شحنات الحبوب وارتفاع أسعار المواد الغذائية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، وأمن الطاقة، وتحسين خدمات الرعاية الصحية مع استمرار جائحة كوفيد-19.
أما الركيزة الثالثة فتتعلق ببناء السلام والاستقرار المستدامين من خلال دعم جهود الدول الأفريقية الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار الدائمين؛ ولا سيما في الساحل والقرن الأفريقي وحوض بحيرة تشاد، حيث يعتبر السلام والأمن قضيتين محوريتين في دبلوماسية اليابان تجاه أفريقيا وتتم مناقشتهما باستمرار في مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية الأفريقية (تيكاد) منذ نسخته الخامسة في عام 2013، بعد هجوم أميناس بالجزائر، الذي قتل خلاله عشرة مهندسين يابانيين، وتبنته جماعة منشقة عن القاعدة.
فعاليات مهمة على هامش “تيكاد 8”
شهدت تونس انعقاد ما يزيد على 20 فعالية على هامش منتدى “تيكاد 8″، سواء بالحضور الفعلي أو الافتراضي، أبرزها:
المنتدى الاقتصادي، وهو منتدى أعمال للشركات اليابانية مع نظيرتها في أفريقيا لتعزيز التعاون الاقتصادي، وعقد المنتدى بمشاركة نحو 300 شركة يابانية وأفريقية وتونسية، للبحث في سبل إرساء شراكات في مختلف المجالات الواعدة وذات القيمة المضافة بالنسبة للقارة الأفريقية.
وكذلك نظمت منظمة العمل الدولية العديد من الأحداث الجانبية، على هامش “تيكاد 8″، ناقشت خلالها عدة موضوعات شملت: سياسات المسرع العالمي للوظائف والحماية الاجتماعية من أجل انتقال عادل في العمل في أفريقيا، ودور القطاع الخاص في مكافحة تغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة، بالإضافة إلى التركيز على الأمن البشري ووظائف الطوارئ من أجل السلام والقدرة على الصمود، إلى جانب مناقشة سياسات المرونة والتحول الاقتصادي في أفريقيا: وضع جدول الأعمال لعصر ما بعد كوفيد-19.
وفي مجال علوم الفضاء، تم عقد حدث جانبي بعنوان “التعاون الأفريقي الياباني لتطوير الأقمار الصناعية”، يوم الاثنين 23 أغسطس، وأعلنت خلاله السفارة اليابانية في تونس أن الوكالة اليابانية لاستكشاف الفضاء، اختارت تونس وكينيا وموريشيوس كشركاء لمشروع إطلاق أقمار صناعية من محطة الفضاء الدولية “كيبو”.
بالإضافة إلى عدد من الفعاليات التي تناولت من بين أمور أخرى موضوعات خاصة بالزراعة، والأمن الغذائي، وتغير المناخ، والتعليم، وريادة الأعمال، والتكامل الإقليمي، والصحة، وإنتاج اللقاحات، وتكنولوجيات الاتصالات، والتحول الرقمي، والاقتصاد الأزرق، وفرص تطوير البنية التحتية للقطاع الخاص في أفريقيا، بجانب أسبوع الابتكار العلمي الياباني الأفريقي، في الفترة من 22 – 28 أغسطس.
وكذلك أجرى كيشيدا العديد من المحادثات مع عدد من القادة الأفارقة وممثلين عن الدول والمنظمات الأفريقية عن طريق الفيديو كونفرنس، بما في ذلك ممثلون عن مصر وتونس وليبيا وجيبوتي وجنوب السودان وتنزانيا والسنغال وجزر القمر والكنغو الديمقراطية ومفوضية الاتحاد الأفريقي، وناقش معهم السبل المختلفة التي يمكن للقارة من خلالها تطوير مواردها وتعزيز اقتصادها، بما في ذلك رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي ناقش معه التعاون المشترك في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتوسيع أنظمة التعليم على الطريقة اليابانية.
أبرز مخرجات “تيكاد 8”
تمثلت أبرز مخرجات منتدى “تيكاد 8” فييما يلي:
- إعلان تونس:
اختُتِم مؤتمر طوكيو الدولي الثامن حول التنمية الأفريقية “تيكاد 8″، بتبني “إعلان تونس” الذي يؤكد أهمية تمويل التنمية العادل والشفاف لأفريقيا، وضرورة تعزيز تحقيق التغطية الصحية الشاملة لمكافحة وباء كوفيد-19، واستثمار القطاع الخاص، والاستثمار في التحول الرقمي في أفريقيا والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كوسيلة لإطلاق إمكانات النمو في القارة، وخلق فرص عمل لسكانها.
وفي سياق التصدي للنفوذ الصيني في المنطقة، قدّم إعلان تونس دعوة للدول الأفريقية للانضمام لمبادرة “منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة”، والتي تضم بشكل أساسي 13 دولة هي: الولايات المتحدة، واليابان، والهند، وأستراليا، وبروناي، وكوريا الجنوبية، وإندونيسيا، وماليزيا، ونيوزيلندا، والفلبين، وسنغافورة، وتايلاند، وفيتنام، وتتضمن المبادرة وجود طريق ملاحي يربط بين دول المحيطين الهندي والهادي ويمر عبر أفريقيا وصولًا لأوروبا في مسارات تتشابه مع الطريق الملاحي لمبادرة الحزام والطريق الصينية.
كما أعرب الإعلان عن قلقه الشديد إزاء التأثيرات على أفريقيا والاقتصاد العالمي من الأزمة في أوكرانيا، التي لا تزال روسيا تغزوها، وضرورة الالتزام بالعمل معًا للحفاظ على السلام والاستقرار الدوليين على أساس مبدأ أن جوهر النظام الدولي هو القانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة، واحترام سيادة وسلامة أراضي جميع البلدان.
- اتفاقات شراكة وتطوير الموارد البشرية:
إلى جانب إعلان تونس تضمن المنتدى توقيع أكثر من 30 اتّفاقية بين اليابان وشركات أفريقية، منها 3 اتفاقيات مع تونس، تتعلق بتمويل الشركات الناشئة والتأمين وتحلية مياه البحر، فضلًا عن السعي لتطوير الموارد البشرية عن طريق تدريب 300 ألف شخص في مجموعة واسعة من القطاعات في أفريقيا، بما في ذلك مجالات مثل الزراعة والرعاية الصحية والتعليم والقانون، كما ستساعد اليابان البلدان الأفريقية على تدريب الخبراء في الإدارة المالية وتمويل التنمية حتى لا تُثقل كاهل الدول المتلقية بقروض صينية ضخمة لا يمكنها سدادها.
- تعهدات تصل إلى 30 مليار دولار:
وكذلك تعهدت اليابان بتقديم 30 مليار دولار من الدعم العام والخاص للتنمية الأفريقية على مدى السنوات الثلاث المقبلة، بما في ذلك حوالي 4 مليارات دولار ستستثمر في تحقيق النمو الأخضر، ومليار دولار لدعم إعادة هيكلة ديون البلدان الأفريقية، و300 مليون دولار من التمويل المشترك مع بنك التنمية الأفريقي لتعزيز إنتاج الغذاء، و130 مليون دولار من المساعدات الغذائية، فضلًا عن مساعدات تصل إلى 200 مليون دولار لزيادة القدرات الإنتاجية للأدوية والمستحضرات الصيدلانية بما في ذلك اللقاحات في أفريقيا، كان رئيس الوزراء الياباني قد أعلن عنها في قمة حول كوفيد-19 في مايو الماضي، بالإضافة إلى إنشاء صندوق استثمارات للشركات الناشئة في أفريقيا بقيمة 10 مليارات ين.
ختامًا، على الرغم من أهمية اليابان كشريك مهم للقارة الأفريقية، والتعهدات السخية التي قدمها منتدى تيكاد في نسخته الثامنة، إلا أن نسخة “تيكاد 8” افتقرت إلى الزخم جزئيًا، حيث كان من المنتظر أن يشارك في أعمال المؤتمر، بحسب بيان وزارة الخارجية التونسية، نحو 50 رئيس دولة وحكومة أفريقية، بالإضافة الى رئيس الوزراء الياباني وأعضاء حكومته وعدد من رؤساء منظمات دولية، بينما بلغ عدد المسئولين رفيعي المستوى المشاركين في “تيكاد 8” بالفعل من الدول الأفريقية 20 فقط، بانخفاض حاد عن 42 في تيكاد 7 الذي عقد في يوكوهاما عام 2019.
وربما يرجع ذلك إلى غياب رئيس الوزراء الياباني الذي فشل في حضور الحدث شخصيًا بسبب إصابته بفيروس كورونا، وانضم إلى المنتدى عبر الإنترنت قدر الإمكان من مقر إقامته الرسمي في طوكيو، وكذلك قد يكون اغتيال شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني السابق، في يوليو الماضي وقبل أسابيع من انطلاق تيكاد 8، سببًا آخر في انخفاض الزخم حول مؤتمر تيكاد 8، حيث كان آبي شخصيًا حريصًا على تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين اليابان وأفريقيا، من خلال المشاركة التي يقودها القطاع الخاص، أكثر من أي رئيس وزراء ياباني آخر، خاصة من خلال مؤتمر طوكيو الدولي المعني بالتنمية في أفريقيا. وأيًا كان السبب في انخفاض الزخم بمنتدى تيكاد في نسخته الثامنة، ستظل اليابان شريكًا أساسيًا وفاعلًا في تنمية القارة الأفريقية، وستشهد السنوات الثلاث القادمة، وحتى انعقاد النسخة التاسعة من تيكاد في اليابان 2025، حالة من عدم اليقين حول استمرار رئيس الوزراء الجديد على نهج شينزو آبي القديم نحو القارة الأفريقية، أو اتباعه نهجًا جديدًا لكسب مزيد من النفوذ في أفريقيا على حساب المنافسين الدوليين الآخرين.