كان أحد أيام العلم الاستراتيجى عن بقعة هامة من الإقليم العربي الأفريقي المضطرب، حيث استضاف المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ذلك المؤتمر بمشاركة نخبة من أبنائه وضيوفه من الباحثين المصريين والعرب والأفارقة والأوروبيين، استكمالها بالعديد من المشاركات والمداخلات المتنوعة من الباحثين والدبلوماسيين على المستوى المصري والإقليمي والدولي أيضا. وخلال ثماني ساعات دارت أحداث المؤتمر تحت عنوان “صراعات القرن الأفريقي وتداعياتها على الأمن الإقليمي والمصري”، متضمنة ثلاث جلسات علمية إشتملت على أربعة عشر محوراً بحثياً وانتهت ببيان ختامى وتوصيات هامة يمكن أن تساعد على حلحلة الأزمة وصراعاتها، حيث تمت تغطية جميع فعاليات المؤتمر بترجمة فورية باللغتين العربية والإنجليزية.
جائت البداية بكلمة افتتاحية للدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري، مهدت للهدف من المؤتمر وما سيتم تغطيته وتناوله من فعاليات، أعقبها فيلم افتتاحي مختصر ينقل المتلقي سريعا إلى قلب الأحداث المصورة التى تجسد الكثيرمن أبعاد الأزمة وصراعاتها بشكل ملموس وخاصة المعاناة الإنسانية نتيجة النزوح واللجوء الداخلي والخارجي. حيث بدأت الجلسة الاولى تحت عنوان” تفكيك خريطة الصراعات المركبة في القرن الأفريقي”، وأدارها اللواء محمد إبراهيم، نائب مدير المركز المصري، وغطت جوهر الصراعات المراد تفكيكها من حيث الجذور الإثنية والإرهاب والحدود والمياه والقوى الخارجية، واشتملت الجلسة على خمسة محاور بحثية هى:
- الصراعات الإثنية ومعضلة التسوية في القرن الأفريقي. د أحمد أمل استاذ العلوم الأساسية، ورئيس وحدة الدراسات الأفريقية بالمركز المصري.
- – خارطة الإرهاب وتطوراتها في القرن الأفريقي. أ حسام ردمان مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية.
- 3-عودة صراعات الحدود وأمن القرن الأفريقي. أ. د محمد عاشور مهدى، أستاذ العلوم السياسية والقانون.
- -السياسة المائية في إثيوبيا وتهديدها للأمن الاستقرار الإقليمي. د. راوية توفيق، أستاذ العلوم السياسة.
- وأخيرا أدوار القوى الخارجية في صراعات القرن الأفريقي. السفير إيهاب عوض، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية.
وجائت الجلسة الثانية بعنوان” تداعيات صراعات القرن الأفريقي على الأمن الإقليمي”، وأدارها د. محمد مجاهد الزيات عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري، وشملت الصومال بشكل خاص حيث النزاعات الحدودية وخاصة مع إثيوبيا، وتأثير الأزمة على حركة الملاحة وكذلك تحليل قضية النزوح واللجوء إرتباطا بأزمة الموارد والمواد الخام وصولا الى مزيد من التعاون الإقليمي لتسوية النزاعات، حيث احتوت الجلسة على خمسة محاور بحثية هى:
- مستقبل الدولة وسلامتها الحدودية في القرن الأفريقي. الدبلوماسي كمال جوتاله، السكرتير الدائم لمكتب رئاسة الوزراء الصومالية.
- انعكاس الإضرابات على حركة الملاحة والأمن البحري، د. دلال محمود، أستاذ العلوم السياسية ومستشار المركز المصري.
- تقييم أزمات اللجوء والنزوح في القرن الأفريقي. د أيمن زهري، خبير الهجرة والسكان.
- أزمة الصراع على الموارد بالإقليم. د رانية خفاجة، مدرس العلوم السياسية. وأخيرا التعاون الإقليمي لمنع النزاعات وتسويتها فى القرن الافريقى. السيدة تينا كوكاما-باه رئيس قسم أفريقيا، جنوب )فنلندا.CMIالصحراء (
وجاءت الجلسة الثالثة والأخيرة بعنوان ” صراعات القرن الافريقى والأمن القومى المصرى وآليات المواجهة ” وأدارها أ.عزت إبراهيم عضو الهيئة الإستشارية بالمركز المصرى.وركزت الجلسة على إستخلاص النتائج من الجلستين السابقتين وانعكاسهما على الأمن القومى المصرى فى اطارالأمن القومى العربى حيث التداخل والتشابك الجيوستراتيجى والجيوسياسى فيما بينهما،وذلك لإقتراح اسلوب وآليات المواجهة لدعم الامن القومى فى ضوء الصراع القائم والممتد في إقليمي القرن الأفريقي التقليدي والكبير، واشتملت الجلسة على أربعة محاور ختامية هي:
- رؤية القوى الدولية للأمن والاستقرار في القرن الأفريقي. د محمد كمال مدير معهد الدراسات العربية وعضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري.
- -خطاب للإعلام الدولي والمصري تجاه قضايا القرن الأفريقي. أ ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات.
- -حدود قدرة دول القرن الافريقى على بناء نظام أمن إقليمي. سفير محمد أنيس منسق المجلس المصري للعلاقات الخارجية.
- وأخيرا نحو رؤية مصرية لبناء الأمن والاستقرار فى القرن الافريقى. د عبد المنعم سعيد عضو مجلس الشيوخ ورئيس الهيئة الإستشارية بالمركز المصرى.
بنهاية الجلسة الثالثة والأخيرة. فُتح الباب للأسئلة والتعليقات، وافتتحت بتعقيبي العسكري عن الموقف الإستراتيجى البحرى المتشاطىء مع سواحل القرن الافريقى خلال الجلسة الاولى وبصفتى عضو الهيئة الإستشارية بالمركز المصري في ذلك المجال. وتتالت التعليقات من الضيوف ممثلى فرنسا وإندونيسيا ونيجيربا واليمن والصومال وفنلنداوالعديد من وسائل الإعلام المختلفة، لننتقل الى البيان الختامى ثم أهم التوصيات التى يمكن من خلالها محاولة إيجاد مقاربات مناسبة لحلحلة الازمة من جهة، ودعم الأمن القومى المصرى والإقليمي من جهة أخرى.. وفى النهاية نود المزيد من تلك الفعاليات العلمية والبحثية ثرية المحتوى والتنظيم، التي يضطلع بها المركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية ضمن المنصات العلمية المرموقة لدعم الامن القومي المصري في إطاره العربي والإقليمي.