أصدر معهد الاقتصاد والسلام الدولي النسخة الثانية عشرة من مُؤشر الإرهاب العالمي لعام 2025، وهو تقرير سنوي يُصدره المعهد باللغة الإنجليزية منذُ عام 2012، باستخدام قاعدة البيانات Dragonfly Terrorism Tracker، وبعض المصادر الأُخرى، ويُقدم من خلاله مُلخصًا شاملًا للاتجاهات والأنماط العالمية الرئيسية لظاهرة الإرهاب، ويُحلّل عددًا من الأبعاد المهمة المُرتبطة بها مثل الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تحدث فيها، وطبيعتها الديناميكية التي تتغير بمرور الوقت. وقد تناولنا خلال الجزء الأول من هذه السلسلة نظرة شاملة على حصيلة العمليات الإرهابية، والجماعات الإرهابية الأكثر فتكًا خلال 2024. فيما يناقش هذا الجزء قائمة الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب عالميًا وفقًا لما ورد بالمؤشر.
1. بوركينافاسو:
احتلّت بوركينافاسو المرتبة الأولى في قائمة الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب خلال عام 2024 للعام الثاني على التوالي. وعلى الرغم من ذلك انخفضت الوفيات التي شهدتها البلاد بنسبة الخمس؛ إذ انخفضت من 1935 حالة وفاة عام 2023 إلى 1532 عام 2024. وبالمثل انخفض معدل الهجمات الإرهابية التي شهدتها البلاد بنسبة 57% من 260 هجومًا إلى 111 هجومًا خلال العام الماضي. وقد تركّزت تلك الهجمات في شمال ووسط وشرق بوركينافاسو بالقرب من حدود البلاد مع مالي والنيجر؛ حيث شهدت هذه المنطقة أكثر من ثلثي إجمالي الهجمات خلال عام 2024، و682 حالة وفاة إجمالي 1532 حالة. وكان وسط مناطق شمال بوركينافاسو موقعًا لأعنف هجوم شهدته البلاد عام 2024، عندما شن مسلحو جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هجومًا واسع النطاق، أسفر عن مقتل ما بين 200 و600 شخصًا وإصابة مئات آخرين.
ولا تزال جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الأكثر نشاطًا في بوركينافاسو؛ إذ أعلنت مسئوليتها عما يقرب من نصف الهجمات التي شهدتها البلاد خلال عام 2024، وزاد معدل هجماتها والوفيات الناجمة عنها بأكثر من النص. فيما انخفض نشاط تنظيم داعش، حيث أعلن مسئوليته عن هجوم واحد فقط خلال العام الماضي، مُقارنةً بـ 8 هجمات خلال 2023. ومع ذلك، فمن المرجح أن يكون العدد الفعلي للوفيات المنسوبة إلى كل من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم داعش أعلى بكثير، حيث نُسب 55% من الهجمات و35% من الوفيات في البلاد إلى جماعات جهادية غير معروفة. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدتها بوركينافاسو خلال 2024:

2. باكستان:
زاد تأثير الإرهاب بشكل كبير في باكستان؛ إذ ارتفع عدد الوفيات الناجمة عنه بنسبة 45% إلى 1081 حالة وفاة خلال عام 2024. كما ارتفع عدد الهجمات الإرهابية بأكثر من الضعف من 517 هجومًا خلال عام 2023 إلى 1099 هجومًا العام الماضي. ووفقًا للمُؤشّر، شهدت باكستان ارتفاعًا كبيرًا في النشاط الإرهابي منذ صعود حركة طالبان للحكم في أفغانستان؛ حيث كثّفت الجماعات المسلحة النشطة على الجغرافيا الأفغانية من هجماتها، لا سيما على طول المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان، وتحديدًا في مقاطعات بلوشستان وخيبر بختونخوا، حيث شهدت هذه المناطق أكثر من 96% من إجمالي الهجمات والوفيات التي شهدتها باكستان خلال عام 2024. وتظل حركة طالبان الباكستانية التنظيم الأكثر دموية في البلاد للعام الثاني على التوالي؛ إذ كانت مسئولة عن 52% من إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، ونفّذت 482 هجومًا خلال العام الماضي؛ مما أسفر عن مقتل 558 شخصًا، بزيادة قدرها 91% عن 293 حالة وفاة خلال عام 2023، ويعد هذا أكثر نشاط للحركة منذ عام 2009. وقد استفادت طالبان باكستان من عودة مثيلتها الأفغانية للحكم في زيادة حرية الحركة والوصول إلى الملاذات الآمنة عبر الحدود؛ مما عزّز من قدراتها على التخطيط للهجمات وتنفيذها.
ووفقًا للمؤشر، تُواصل الجماعات المسلحة البلوشية، مثل جيش تحرير بلوشستان وجبهة تحرير بلوشستان الاستفادة من حالة عدم الاستقرار المستمرة في الداخل الباكستاني؛ حيث زادت الهجمات التي تشنها هذه الجماعات بشكل كبير من 116 هجومًا عام 2023 إلى 504 هجمات عام 2024، وكذا ارتفعت الوفيات بأكثر من أربعة أضعاف من 88 حالة وفاة إلى 388 حالة. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدتها باكستان خلال 2024:

3. سوريا:
لا يزال الخطر الإرهابي في سوريا يُشكل تهديدًا كبيرً؛ حيث ارتفعت الهجمات الإرهابية التي شهدتها البلاد بنسبة 16% إلى 430 هجومًا في عام 2024. وعكست الوفيات هذا الاتجاه، حيث زادت بنسبة 4% إلى 744 حالة وفاة، مقارنةً بـ 715 حالة في عام 2023. ووفقًا للمؤشر، كانت المحافظات الحدودية الشرقية هي المناطق الأكثر تضررًا من الإرهاب في عام 2024، حيث وقعت 76% من الهجمات في دير الزور وحمص، وارتفعت الوفيات في هذه المنطقة بنسبة 11% مقارنةً بعام 2023. فيما ظل تنظيم داعش الأكثر دموية في سوريا؛ حيث سجل أعلى عدد من الهجمات والوفيات، بواقع 369 هجومًا أسفروا عن مقتل 708 أشخاص. وقد لوحظ وجود تحول ملحوظ في استراتيجية التنظيم، مع التركيز على استهداف العسكريين الذين شكلوا 63% من إجمالي الوفيات المنسوبة لداعش خلال العام الماضي.
وقد تزامن سقوط نظام بشار الأسد مع زيادة في نشاط داعش؛ حيث تصاعدت تحذيرات الخبراء من أن انهيار النظام قد يؤدي إلى عودة ظهور التنظيم في سوريا. وعلى الرغم من عدم اليقين المحيط بنوايا داعش المستقبلية، ذكر المؤشر أن ارتفاع عدد هجمات التنظيم والوفيات الناجمة عنها يؤكد على أنه لا يزال يُشكل تهديدًا كبيرًا على الأراضي السورية. وفي السياق ذاته، لا يستبعد المؤشر احتمالية وقوع سيناريو آخر يتمثل في مواصلة داعش إعطاء الأولوية في نشاطه العملياتي للساحة الأفريقية مُستفيدًا من حالة الزخم التي اكتسبها هناك بدلًا من إعادة التركيز على سوريا. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدتها سوريا خلال 2024:

4. مالي:
انخفضت وفيات الإرهاب في مالي للعام الثاني على التوالي خلال عام 2024؛ حيث سجّلت البلاد 604 حالات وفاة نتيجة 201 هجوم، وهو انخفاض بنسبة 21% في إجمالي الوفيات والهجمات مقارنةً بعام 2023. ولا تزال منطقة الحدود الثلاثة بين مالي والنيجر وبوركينافاسو هي المنطقة الأكثر تضررًا من الإرهاب؛ حيث سجلت ما يقرب من ثلاثة أرباع الهجمات الإرهابية والوفيات الناجمة عنها. ووفقًا للمؤشر، انخفض النشاط الإرهابي في معظم مناطق مالي، بما في ذلك غاو وسيغو وكوليكورو وتمبكتو، والتي شهدت عددًا أقل من الهجمات والوفيات المرتبطة بالإرهاب خلال عام 2024. ومع ذلك، شهدت العاصمة باماكو، نشاطًا إرهابيًا لأول مرة منذ عام 2016؛ حيث أسفرت ثلاث هجمات عن مقتل 70 شخصًا، وهو أكبر عدد على الإطلاق يسجله المؤشر في المدينة.
وتظل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هي الجماعة الإرهابية الأبرز في مالي؛ حيث سجلت 77 هجومًا و322 حالة وفاة عام 2024، وهو ثاني أعلى عدد من القتلى منذ تأسيس الجماعة عام 2017. ومع ذلك، انخفض نشاطها هذا العام؛ حيث انخفضت الوفيات والهجمات المنسوبة إلى الجماعة بنسبة 3%. كما تراجع نشاط داعش في مالي، مسجلًا انخفاضًا بنسبة 88% في الوفيات وانخفاضًا بنسبة 45% في الهجمات مقارنة بعام 2023. ومع ذلك، فإن 58% من إجمالي الهجمات و45% من إجمالي الوفيات التي شهدتها مالي نُسبت إلى جماعات جهادية غير محددة. ويرجح المؤشر أن تؤدي حالة عدم الاستقرار الداخلي في البلاد إلى زيادة النشاط الإرهابي في المستقبل القريب. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدتها مالي خلال 2024:

5. النيجر:
وصل مُعدّل النشاط الإرهابي في النيجر إلى مستويات غير مسبوقة عام 2024، استمرارًا للارتفاع الحاد في النشاط الذي شهدته خلال عام 2023؛ حيث وصل عدد الهجمات الإرهابية إلى 101 هجوم خلال العام الماضي ارتفاعًا من 62 هجومًا، بينما تضاعف عدد القتلى تقريبًا، حيث تم تسجيل 930 حالة وفاة عام 2024 مقارنة بـ 479 حالة وفاة عام 2023. وقد زادت الوفيات المدنية في النيجر بثلاثة أضعاف تقريبًا عام 2024، بينما وصلت الوفيات العسكرية إلى 499 حالة وفاة، ارتفاعًا من 340 حالة وفاة خلال 2023، وهو ما يمثل أكثر من نصف إجمالي وفيات الإرهاب في البلاد. فيما استحوذت منطقة تيلابيري الواقعة في منطقة “المثلث الحدودي” بين النيجر ومالي وبوركينافاسو على 63% من إجمالي الهجمات التي شهدتها النيجر خلال العام الماضي.
وذكر المؤشر أن نشاط جماعة نصرة الإسلام والمسلمين شهد زيادة كبيرة عام 2024؛ حيث أعلنت الجماعة مسئوليتها عن 13 هجومًا تسبب في مقتل 109 اشخاص، وهو ما يمثل زيادة بنحو أربعة عشر ضعفًا في الوفيات ويُمثّل أعلى عدد من الوفيات والهجمات التي تشنها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في البلاد حتى الآن. كما ظل تنظيم داعش نشطًا، غير أن الوفيات المنسوبة إلى التنظيم انخفضت لتصل إلى 108 حالات وفاة خلال العام الماضي. ووفقًا للمؤشر، أتاح تحول النيجر نحو الشراكة والتعاون مع روسيا، وقطع العلاقات مع القوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا، فرصة للجماعات الإرهابية لتصعيد أنشطتها في المنطقة. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدتها النيجر خلال عام 2024:

6. نيجيريا:
في حين انخفضت الهجمات في نيجيريا بنسبة 37%، استمرّت الوفيات الناجمة عن الإرهاب في الارتفاع، حيث زادت بنسبة 6% إلى 565 شخصا عام 2024. وهذا يمثل أعلى حصيلة وفيات شهدتها البلاد منذ عام 2020. ووفقًا للمؤشر، تفوّقت جماعة بوكو حرام على تنظيم داعش غرب أفريقيا (ISWA) باعتبارها الجماعة الإرهابية الأكثر دموية في نيجيريا لأول مرة منذ عام 2019؛ حيث كانت مسئولة خلال عام 2024 عن 31% من وفيات الإرهاب ونحو ربع الهجمات في البلاد. وقد ارتفع عدد قتلى الجماعة بنسبة 18% إلى 175 حالة وفاة، وهو أعلى رقم منذ عام 2020. فيما انخفضت الوفيات المنسوبة لتنظيم داعش غرب أفريقيا بشكل كبير عام 2024، حيث أسفر 15 هجومًا شنه التنظيم عن 158 حالة وفاة، وهو انخفاض حاد عن 64 هجومًا و288 حالة وفاة مسجلة عام 2023. غير أن هجمات داعش غرب أفريقيا أصبحت أكثر فتكًا؛ حيث ارتفع متوسط الوفيات لكل هجوم من 5 خلال 2023 إلى 11 خلال 2024. ووفقًا للمؤشر، لا يزال استمرار الصراع على النفوذ بين جماعة بوكو حرام وداعش غرب أفريقيا يُشكل تهديدًا للمشهد الأمني في نيجيريا. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدتها نيجيريا خلال 2024:

7. الصومال:
انخفض تأثير الإرهاب في الصومال خلال 2024؛ حيث سجّل انخفاضًا بنسبة 29% في أعداد الهجمات الإرهابية بواقع 144 هجومًا، وبنسبة 19% في أعداد وفيات الإرهاب بواقع 359 حالة وفاة. وأوعز المؤشر هذا الانخفاض إلى تراجع نشاط حركة الشباب. حيث كانت الحركة مسئولة عن 96% من الهجمات و99% من الوفيات في البلاد، غير أن معدل الوفيات المنسوب إليها انخفض بنسبة 19% بفضل الحملات العسكرية الناجحة التي قادتها الحكومة الصومالية بالتعاون مع المليشيات المحلية ضدها، بجانب جهود بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية والدعم العسكري الأمريكي الذي عزز من قدرة القوات الصومالية على التصدي لنشاط حركة الشباب على نحو فعال.
ووفقًا للمؤشر، أصبح النشاط الإرهابي أكثر تركيزًا في إقليم بنادر ومحطيه. وفي حين انخفض النشاط الإرهابي في المنطقة بنسبة 36% خلال عام 2024، تضاعف عدد القتلى؛ حيث ارتفع من 63 إلى 131 قتيلًا. وقد حدثت غالبية هذه الوفيات في هجوم واحد لحركة الشباب، وهو تفجير انتحاري وهجوم مسلح على فندق في مقديشو أسفر عن مقتل 37 شخصًا، وكان هذا الهجوم الأكثر دموية في الصومال في ذلك العام. كما وسّعت الحركة عملياتها إلى المناطق المتاخمة لبنادر، حيث شهدت منطقة باي 12 هجومًا تسببت في مقتل 31 شخصًا. وعلى النقيض من ذلك، انخفض النشاط بشكل حاد في هيران؛ حيث انخفضت الحوادث بنسبة 89% والوفيات بنسبة 92%. وقد تم إحراز تقدم كبير في استعادة الأراضي من حركة الشباب من خلال الجهود المشتركة للحكومة الصومالية والقوات الأمريكية والاتحاد الأفريقي؛ إذ أسهمت هذه الجهود في انخفاض مستدام في الحوادث والوفيات المتعلقة بالإرهاب. غير أن النزاعات بين الحكومة الصومالية والمليشيات العشائرية تزيد من تعقيد المشهد الأمني في البلاد، وتنذر باحتمالية تفاقم النشاط الإرهابي في المستقبل. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدها الصومال خلال 2024:

8. إسرائيل:
يصنف المُؤشر إسرائيل في المرتبة الثامنة ضن قائمة الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب خلال عام 2024؛ حيث ذكر أن الوفيات المرتبطة بالإرهاب انخفضت بشكل كبير بنسبة 98% وعادت إلى مستويات ما قبل عام 2023، ووصلت إلى 18 حالة وفاة مقارنةً بـ 1160 حالة وفاة خلال عام 2023، غير أن عدد الهجمات ارتفع قليلًا من 21 إلى 27 هجومًا خلال العام الماضي.
ووفقًا للمؤشر، شهدت إسرائيل أعلى عدد من الهجمات الإرهابية منذ عام 2019. وعلى الرغم من أن معظم الهجمات لم تسفر عن وفيات، فإن تسعة حوادث شملت مسلحين فلسطينيين غير مرتبطين بمنظمات محددة أسفرت عن وفاة واحدة أو اثنتين. ويتوقع المؤشر أن يظل الإرهاب يشكل تحديًا لإسرائيل بسبب حالة عدم الاستقرار الإقليمي المستمرة، ويرجح كذلك أن تؤدي التوترات الحاصلة في الضفة الغربية والصراع الإسرائيلي الفلسطيني على نطاق أوسع إلى زيادة هجمات الذئاب المنفردة. ويُوضح الشكل التالي الفئات المستهدفة من الهجمات التي شهدتها إسرائيل خلال 2024:

9. أفغانستان:
ظلّ الإرهاب يُشكل تهديدًا مستمرًا لأفغانستان؛ حيث ارتفعت الهجمات الإرهابية بنحو 20% من 73 هجومًا عام 2023 إلى 87 هجومًا عام 2024، بينما شهدت الوفيات انخفاضًا طفيفًا لتصل إلى 113 حالة وفاة. ووفقًا للمؤشر، تركزت غالبية الهجمات الإرهابية التي شهدتها أفغانستان خلال 2024 في المقاطعات الشمالية، ووقع أكبر عدد من الوفيات الناجمة عنها في مقاطعة كابول، حيث شهدت 27 حالة وفاة ناجمة عن 41 هجومًا. لكن رغم أن العاصمة الأفغانية ظلت المحافظة الأكثر تضررًا من الإرهاب للعام الحادي عشر على التوالي، فإن عدد الوفيات انخفض بنسبة 48% حتى مع ارتفاع عدد الهجمات بنسبة 78%.
ورغم انخفاض تأثير الإرهاب بشكل كبير، فإن هذا لا يعني استعادة السلام بالكامل في أفغانستان، حيثُ لا تتضمن الإحصائيات الواردة بالمُؤشر أعمال القمع والعنف التي ترتكبها حركة طالبان، في ظل وجود تقارير عديدة تتحدث عن مُمارساتها العنيفة تجاه المدنيين ووسائل الإعلام والمسئولين الحكوميين السابقين ومسئولي حقوق الإنسان. ويصنف المؤشر أفغانستان باعتبارها الدولة الأكثر قمعًا في العالم للنساء؛ حيث يواجهن تمييزًا مؤسسيًا شديدًا على أساس النوع الاجتماعي، بما في ذلك حظر التعليم والمتطلبات الصارمة لتغطية وجوههن وأجسادهن. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدتها أفغانستان خلال 2024:

10. الكاميرون:
لأول مرة منذ عام 2019، أصبحت الكاميرون من بين الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب. فبعد ارتفاع حاد في النشاط خلال عام 2023، شهدت البلاد انخفاضًا طفيفًا عام 2024، حيث انخفضت الهجمات بنسبة 13% إلى 153 هجومًا وانخفضت الوفيات بنسبة الثلث إلى 205 حالة وفاة. وأرجع المؤشر التحديات الأمنية في الكاميرون في المقام الأول إلى الصراعات الانفصالية المستمرة والتهديدات التي تشكلها الجماعات الإسلامية المسلحة، وخاصة جماعة بوكو حرام التي ظلت الجماعة الإرهابية الأكثر نشاطًا وفتكًا في البلاد خلال عام 2024، حيث كانت مسؤولة عن 107 حالات وفاة و69 هجومًا، أو نصف الوفيات والهجمات المسجلة في البلاد. وعلى الرغم من ذلك، انخفض عدد الهجمات والوفيات المنسوبة إلى الجماعة بنسبة 28% و26% على الترتيب، مقارنةً بعام 2023. علاوة على ذلك، فإن التمرد الانفصالي المستمر في إقليم أمبازونيا، الناطق باللغة الإنجليزية، كان مسئولًا عما يقرب من نصف جميع الهجمات الإرهابية وثلث الوفيات داخل البلاد خلال الفترة نفسها.
ووفقًا للمؤشر، انخفض تأثير الإرهاب في جميع مناطق الكاميرون خلال عام 2024، غير أن منطقة إكستريم نورك ظلت المنطقة الأكثر تضررًا؛ حيث سجلت أعلى عدد من الهجمات والوفيات. وفي هذه المنطقة، نُسب 92% من الهجمات و98% من الوفيات إلى جماعة بوكو حرام. ويعود نشاط الجماعة في هذه المنطقة إلى حد كبير إلى صراعها المستمر مع تنظيم داعش غرب أفريقيا، الذي يحافظ على وجود قوي في البلدان المجاورة مثل النيجر ونيجيريا. ويوضح الشكل التالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب، والفئات المُستهدفة من الهجمات التي شهدتها الكاميرون خلال 2024:
